جودى بيكولت: أنا من أكثر المؤلفين المحظورين فى أمريكا
- الحاجة إلى متابعى التواصل الاجتماعى هى أسوأ مستجدات النشر
وُلدت جودى بيكولت فى لونج آيلاند بنيويورك عام 1966، ودرست الكتابة الإبداعية فى جامعة برينستون قبل أن تبدأ مسيرتها الناجحة كروائية متفرغة. منذ ذلك الحين، نشرت 30 رواية وقصة قصيرة، بالإضافة إلى أعداد من قصص Wonder Woman المصورة. تحولت العديد من رواياتها، وعلى رأسها «منقذة أختى»، إلى أفلام. ومع وجود نحو 40 مليون نسخة مطبوعة من كتبها، تُعد بيكولت واحدة من أكثر الروائيين مبيعًا فى العالم. فى هذا الحوار الذى أجرته مؤخرًا صحيفة «التليجراف» مع الكاتبة، تتطرق الكاتبة الأمريكية، التى انتقلت بعض أعمالها إلى اللغة العربية، إلى قضايا مختلفة تتعلق بأعمالها والأشكال المختلفة التى استُقبِلت بها.
■ ما أفضل ما فى دراسة الكتابة الإبداعية؟
- إنه يشبه إلى حدٍ ما تعلُم ركوب الدراجة باستخدام عجلات التدريب. كجزء من هذا البرنامج، قدّمت أطروحة إبداعية، وساعدتنى الكاتبة مارى موريس فى تعلم كيفية الانتقال من مساحة محدودة مثل القصة القصيرة إلى نطاق أوسع وهو الرواية. إنه تغيير كبير، ويصبح أسهل بكثير عندما يكون لديك شخص يُرشدك، بدلًا من محاولة اكتشاف الأمر بنفسك. كانت أطروحتى الإبداعية أول كتاب لى، ولم يكن جيدًا، لكنه كان مهمًا لأتعلم كيف أكتب رواية قبل أن أكتب روايتى الأولى التى نُشِرت.
■ ما أفضل كتاب لكِ على الإطلاق؟
- إنه «بأى اسم آخر». أعلم أن الناس يقولون دائمًا أن كتابهم الجديد هو كتابهم المفضل، لكننى أعتقد حقًا أن آخر ٣٥ عامًا من مسيرتى المهنية دفعتنى إلى كتابة هذا الكتاب بالذات. لقد كنت صريحة جدًا بشأن التمييز بين الجنسين فى النشر، وبالأساس، تعتبر قصة إيميليا باسانو «وهى شخصية حقيقية يعتقد البعض أنها ربما كتبت بعض مسرحيات شكسبير» هى قصة حول التمييز بين الجنسين. يدور هذا الكتاب حول كيفية الحكم على النساء بشكل مختلف عن الرجال، وهذا شىء أواجهه كل يوم تقريبًا، حتى فى هذه المرحلة من مسيرتى المهنية.
■ ما أفضل ما فى كونك روائية؟
- التواصل مع القراء. أتلقى حوالى ١٠٠ رسالة يوميًا من القراء وأحرص على الرد عليها جميعًا. عندما يخبرنى أحدهم: «هذا الكتاب جاء فى وقت كنت فيه فى أمس الحاجة إليه، وقررت ألا أستخدم العنف» أو «كنت أتعرض لاكتئاب شديد وساعدنى هذا الكتاب على تخطى تلك الفترة» أو «كنت أقرأ كل كتبك مع والدتي، وعندما توفيت، أصبح كل كتاب أقرأه يذكرنى بها»، هذه اللحظات تترك أثرًا عميقًا فى نفسى.
■ ما أفضل لقاء لكِ مع شخصية مشهورة؟
- كان مع مارجريت أتوود. إنها رائعة جدًا، حتى فى الثمانينيات من عمرها، ما زالت تتسم بالنشاط والحيوية. التقينا فى حدث نظمته أمازون، وقدمت نفسها لى. لم أكن أعتقد أنها ستعرف من أكون، ناهيك عن أنها قد قرأت كتبى، لذلك كان ذلك مذهلًا. وهناك شخصية أخرى تذكرتها وهى مثلى الأعلى فى الطفولة، جودى بلوم. عندما كنت طفلة، لم تسمح لى والدتى بقراءة كتابها «إلى الأبد»، لأنه كان يحتوى على الكثير من المواضيع الجنسية، لذا لم أقرأه أبدًا. أخبرت جودى بذلك، فأرسلت لى نسخة موقعة وكتبت فيها «أخبرى والدتك بأننى أقول لك يمكنك قراءة هذا الآن».
■ ما أسوأ مراجعة أو رد فعل على أحد كتبك؟
- لقد تلقيت الكثير من الانتقادات. أنا من أكثر الكُتّاب المحظورين فى أمريكا، ويرجع ذلك بشكل أساسى إلى بعض القوانين الملتبسة التى منحت الآباء فى بعض الولايات السُلطة لتحديد ما يجب تعليمه لأطفالهم، وما يجب أن يتعلمه الآخرون. وجه لى بعض دارسى شكسبير الكثير من الانتقادات بسبب كتابى الجديد، إذ غضبوا- دون أن يقرأوا الكتاب- لمجرد أننى تخيلت أن امرأة يمكن أن تكون قادرة على كتابة بعض مسرحيات شكسبير. كما تلقيت ردود أفعال متباينة على كتابى «أتمنى لو كنت هنا» بسبب إشارتى إلى أن دونالد ترامب كان رئيسًا عندما بدأت الجائحة، وهو أمر صحيح. أحدهم كتب لى: «ينبغى لك ولشعرك المجعد السخيف أن تصمتوا»، ما جعلنى أنفجر بالضحك. هل كان شعرى المجعد هو أسوأ إهانة استطاع أن يفكر بها؟ كانت الرسالة قاسية، لكن إنهاءها بتلك العبارة جعلها تبدو تافهة جدًا.
■ ما أسوأ شىء فى كونك امرأة فى مجال النشر؟
-إنه يتم الحكم علىّ بناءً على جنسى وليس على مهاراتى الكتابية. ثمة اعتقاد سائد بأنه إذا قالت امرأة إنها أديبة، فإنها تكتب إما روايات رومانسية أو كتبًا للأطفال، بينما إذا كتب رجل عن عائلة أو علاقة، يُطلق على عمله «خيال». عندما أفعل نفس الشىء، يُطلق عليه «أدب نسائى خفيف»، ورغم أن هذا النوع الأدبى مقبول، فإنه ليس ما أكتب. إن الافتراض بأن الكاتبة يجب أن تكتب فقط للنساء هو أمر غير منطقى. ثمة كتاب رجال مشهورون أعتقد أنهم يكتبون «أدبًا نسائيًا» أكثر منى، لكنهم لا يُطلق عليهم هذا الوصف.
■ ما أسوأ موقف مع شخصية مشهورة أخرى؟
- كان مع نيكولاس سباركس، مؤلف «The Notebook». التقينا فى معرض كبير للكتب، حيث كنا نوقع الكتب إلى جوار بعضنا البعض لمدة ساعة تقريبًا. فى ذلك الوقت، كنت كاتبة شابة، فقط فى كتابى الخامس أو السادس، لكن بعد ذلك قدمتنى محررتى إليه. قالت لى: «هذه ستكون تجربة مفيدة...» وعندها قال باستخفاف: «وماذا تفعلين؟» لم أستطع تصديق أن يأتى هذا السؤال بعد أن جلست بجانبه طوال تلك الساعة . هذا حقًا حدد مسار علاقتنا المهنية. فى كل مرة نلتقى، لم يفشل أبدًا فى تخييب أملى. لا أمانع فى قول ذلك، فهو على الأرجح يعتبرنى أقل من أن أحظى باهتمامه، ولا مشكلة فى ذلك بالنسبة لى.
■ ما أسوأ اتجاهات النشر؟
- الحاجة إلى وجود عدد كبير من المتابعين على وسائل التواصل الاجتماعى. من المهم أن يتعرف قراؤك عليك خارج ما هو مكتوب على غلاف الكتاب، لأن هناك علاقة حميمة بين القارئ والكاتب، ووسائل التواصل الاجتماعى تتيح لك تنظيم هذه العلاقة بشكل جيد. لكننى أشعر أيضًا أن هناك نوعًا من «الترند» الذى يُفرض على عالم النشر. فى الوقت الحالى، للحصول على عقد كتاب، تحتاج فجأة إلى وجود متابعة إعلامية، وحضور على وسائل التواصل الاجتماعى، وشخصية يتعرف عليها الناس. يُحكم عليك بناءً على عدد المتابعين بدلًا من موهبتك فى الكتابة. بالنسبة للكثير من الكتّاب الانطوائيين، فإن هذا الأمر يمثل تحديًا كبيرًا.