الخميس 21 نوفمبر 2024
المحرر العام
محمد الباز
المحرر العام
محمد الباز

الجزائرى فيصل الأحمر: أُغامر بتشكيل رؤى المستقبل ومصيرنا الجمعى

الجزائرى فيصل الأحمر
الجزائرى فيصل الأحمر

- روايتى المقبلة عن الفيلسوف الكبير المنسى «محند تازروت» 

- «مدينة القديس أوغسطين» خلاصة تصوراتى لمستقبلنا إن واصلنا فى الخيارات المتاحة أمامنا

- الكاتب العربى طوّع جنون الخيال العلمى لمتطلبات الثقافة العربية

- رواية الخيال العلمى العربية تثبت قدرتها على تسليط آلة النقد على الواقع

يعد الروائى والشاعر الجزائرى فيصل الأحمر من أبرز الأصوات الأدبية بالجزائر، فعلى مدار سنوات أصدر العديد من الأعمال البارزة ذات الطابع التاريخى والفلسفى، والتى تنبع من اهتمامه بالحداثة والتجريب اللغوى والفكرى. 

يجمع الأحمر فى كتاباته ما بين الرواية والقصة والشعر والنقد. فى روايته الأحدث «مدينة القديس أوغسطين»، يُظهر الوجه القاتم للتقنية فى عالم مستقبلى متخيل، أما فى روايته «العشاء الأخير لكارل ماركس»، التى صدرت قبل عام، فيروى تفاصيل مجهولة حول زيارة ماركس الجزائر، ويضعها فى إطار فكرى جديد يدمج بين الخيال والتاريخ.

فى هذا الحوار مع «حرف»، نناقش مع فيصل الأحمر رؤاه حول الأدب عمومًا ورواية الخيال العلمى خصوصًا، بالتركيز على عمليه الأحدث، كما نتعرض لأثر الشعر والنقد على لغته، وما يمثله التجريب له فى عمله الأدبى. 

■ تقدم فى روايتك الأحدث «مدينة القديس أوغسطين» يوتوبيا تنتهى فيها مشكلات العالم التقليدية لكنها تشهد مشكلات من نوع مختلف ظاهرها اليوتوبيا.. هل يمكننا اعتبار الرواية محاولة لتأكيد أن القادم أسوأ وأن التقدم التقنى الكبير يحمل بداخله ديستوبيا رغم ظاهره اليوتوبى؟

- الروائى يعيش مغامرة تتراوح دومًا بين الجمالى والفكرى. نحن نفكر فى الألم بشكل جمالى ونتخيل ونركب حكايات نحب سماعها مرارًا وتكرارًا؛ وكلنا عشنا لذة أن نعيد الاستماع إلى حكاية روتها لنا جدة أو أم أو سواهما بلذة متزايدة لا يفسدها علمنا بتفاصيل الحكاية. والحاصل هو أننا نحرر الحاسة الجمالية من خلال تسريح الخيال، كما أننا نعمل باستمرار، وبدرجات متفاوتة، على تشكيل تصورات حول الآتى؛ مصيرنا الشخصى الذى كثيرًا ما يلبس لبوس المصير الجماعى.

من هذا المنطلق جاءت حكاية اليوتوبيا المعروفة «وإن كان جوهرها ديستوبيا كما تفضلتِ»، أما التأثيث الفكرى للحكاية فهو زبدة مرجعياتى وتأملاتى فى ما يحدث، وتصورى لما من شأنه أن يكون مستقبلنا إن واصلنا فى الخيارات المتاحة أمامنا والتى نقوم بها اليوم: الكل التقنى، شمول الاقتصاد، علاقات الهيمنة الدولية بدلًا من صلات التعاون، التسليم الكلى للذكاء الاصطناعى، نبذ السرية والحميمية، هيمنة الميديا المطلقة، مركزية القرار، السير صوب حكومة عالمية وجوهها تنظيمات عابرة للقارات فى الأمن والمعلوماتية والتجارة والصحة.. إلخ.

■ لم جاء استدعاؤك للقديس أوغسطين تحديدًا فى هذا العالم المستقبلى المتخيل؟

- اختيار صورة القديس أوغسطين لعمل روائى فى الجزائر ليس أمرًا محيرًا، وعلى النقيض من ذلك، أرى أن غيابه عن عمل سردى كبير أو حتى عن أعمال تليفزيونية أو سينمائية كبيرة فى الجزائر هو ما ينبغى أن يثير العجب. وهذه الرواية رواية من أدب الخيال العلمى وليست رواية تاريخية كما قد يبدو لأول وهلة من العنوان، وصورة أوغسطين تحضر من زاوية عمله الهام كفيلسوف تأمل فى الفكرة الدينية بامتياز والتى يمكن للأديان كلها أن تصادق عليها؛ أن يكون الناس جميعًا أمة واحدة الرابط المعنوى بينهم هو عبادة الله، والرباط المباشر هو تطوير مفهوم متعال «للمحبة».. وموضوع الحب هذا هو إحدى إجابات الرواية على شبكات الإشكاليات التى يقع فيها عالمنا اليوم.

■ رغم أنك فى روايات الخيال العلمى تحمل هاجس المستقبل إلا أنك فى بعض أعمالك الأخرى تقدم خيالًا منشغلًا بالماضى وظلاله الباقية على الحاضر مثلما نجد فى رواية «العشاء الأخير لكارل ماركس».. فما الذى دفعك لاستشكال موضوع الاستعمار روائيًا؟ ولم اخترت أن تقاربها من منظور كارل ماركس بتلك الفترة؟

- لقد لاحظت أن زيارة ماركس إلى الجزائر قد مرت ملفوفة بصمت ثقيل، ففيما عدا رسائل قليلة لم يظهر أى شىء بارز حول الزيارة، وقلت ربما يكون السبب هو ظرف المرض الذى مرّ به ماركس أثناء الرحلة، والذى هو سبب الرحلة أصلًا، ولكننى ظللت قلقًا من شىء ما ظل يرابط عند تخوم تفكيرى. وكان بحثى المستمر فى الحياة العقلية لتلك المرحلة بالذات سببًا لكبر كرة الثلج هذه.

سأشير إلى أن بداخلى قلقًا آخر من طريقة مدرسية بائسة فى التأريخ، والتاريخ هو صديقى القديم... وللملاحظة فأنا شاعر وروائى ولكن أكبر كم من مطالعاتى هو كم الكتب التاريخية والفلسفية. أقصد طريقة طى سجلات قرون طويلة تحت عنوان صغير مثل «مرحلة الانحطاط- عصر الضعف- عصر كذا- مرحلة كذا...» فقد لاحظت مرارًا أن العصر الذى يطوى بهذه البساطة غالبًا ما يخفى عنا كثيرًا من المفاجآت، وانتهى بى القلقان المذكوران إلى غزل بعض الحكايات حول ماركس؛ بعضها حقيقى وبعضها من سيرته وبعضها الآخر متخيل على خلفية ما كانت تعرفه الجزائر وما كان يعيشه العالم كله على هامش تلك المرحلة.

■ تولى اهتمامًا كبيرًا بالتجريب فى عملك الأدبى على مستوى اللغة والفكرة والبناء الفنى.. فما الذى يمثله لك من أهمية لعملك؟ 

- إن التجريب عندى بحكم كونى مشتغلًا كبيرًا على الحداثة فى الفكر والإبداع هو أهم تركة لهذه الحداثة فى الفن عمومًا. هنالك فكرة الشعور بضرورة التجريب واختراع آليات جديدة للتعبير تسمح بفتح مغلقات الزمن، وممكنات الحياة خضوعًا للقاعدة البسيطة والمنطقية التى تقول إنك إن سرت على الطرق المعبدة لن تجد إلا ما أنت متعود على إيجاده. فى الفن عمومًا الأشكال الجديدة تحمل مضامين جديدة، أو تكون هى نفسها المضامين الجديدة، سواء اقتربت مما هو قديم أو ابتعدت عنه أو انفصلت عنه تمامًا. النص فى عرفى يولد من رحم العمل، ولا يولد على هامش وصفة جاهزة للعمل متكونة من أعراف النوع الأدبى، أو مما قد تعود عليه الجمهور فأحبه وينتظرك أن تقدمه ثانية وثالثة.

■ إلى أى مدى كان لكتابتك للشعر أثر على مستوى عنايتك بالاختيار اللغوى؟

- أعتقد أن الشعر يرفع سقف التوقعات عاليًا. الشعر يعلمك العمل بتؤدة والتشكك فى كل حرف وكل فاصلة، يجعل الحواس يقظة جدًا، ويجعلك لا ترضى بأى شىء.

■ ترتكز فى أعمالك على زاد معرفى فى مختلف المجالات من التاريخ والفلسفة والعلوم.. فما الذى يقتضيه منك هذا البحث المعرفى قبل كتابة الرواية؟ 

- المسألة فى اعتقادى ليست إعدادًا بالمعنى الكلاسيكى للإعداد. الكاتب كقارئ وباحث فى موضوع محدد يأخذ آلاف الملاحظات، يسجل فى ذاكرته الخاصة كمًا كبيرًا من الملاحظات، كثير منها يكون معرفيًا إذا كنا نتعامل مع موضوع تاريخى مثلًا، أو موضوع متخصص أو ما ماثل ذلك. والحاصل هو أننا نحول كل تلك الملاحظات إلى خلفية لمسرح النص أو الرواية، خلفية معرفية تتحرك عليها وانطلاقًا منها الشخوص والأحداث وأجزاء الدراما لكى لا تقوم بخطوة تؤدى إلى التعثر.. هكذا هى الخلفيات المعرفية داخل الأعمال الإبداعية. ولا يمكننا تصور تحرير عمل مثل روايتى عن كارل ماركس أو روايات من قبيل «اسم الوردة» لأمبرتو إيكو، أو «شفرة دافنشى» لدان براون، دون اللجوء إلى تدوين ملاحظات وتفاصيل تعين على ترتيب السرد وتركيب أجزاء الحكاية.

■ لك باع طويل فى كتابة رواية الخيال العلمى وفى التعاطى النقدى مع هذا الشكل الأدبى.. فما تقييمك بشكل عام للإبداع العربى فى الخيال العلمى؟ وما تفسيرك للتجاهل أو التعالى النقدى عليه باستثناء كتابات قليلة؟ 

- شخصيًا أرفض تمامًا القناعة التى ترى العرب على صلة عسيرة مع الخيال العلمى، يخشونه أو يتجنبونه لأنهم بلا ثقافة علمية أو لأن واقعهم خالٍ من العلم والتكنولوجيا. أعتقد أن الظاهرة لم تناقش جيدًا. رأيى الذى قلته فى كتابى «عن الخيال العلمى أتحدث» (٢٠٢٣) أن «ما يقف خلف الظاهرة إن صحت هو أمر يتعلق بما يسمى بالتخطيط المجتمعى، بالأطر الثقافية الموسعة أى الأطر الحضارية وليست مسألة ذوق فنى أو ميل أدبى».

أعتقد أن هنالك كمًا لا يستهان به من الأعمال التى يمكننا أن نستشف منها ملمحًا معينًا. أقول هذا الكلام على بيّنة لأنها الفكرة التى لا مهرب منها بالنسبة لمن يقرأ بتمعن كتابى الجماعى فى هذا الميدان «خرائط العوالم الممكنة» «دار فضاءات بالأردن، ٢٠١٨»، ثم كتابى المكمل له «أحفاد المعرى» «دار وهج، ٢٠٢٤»، وفيهما نصوص ودراسات وشهادات لحوالى عشرين كاتبًا من مختلف البلدان العربية، وإحدى الأفكار التى تنبعث بقوة من الكتاب هى الطريقة الجميلة فى دخول الكتاب العرب إلى ميدان الخيال العلمى الغربى «أو العالمى» دخولًا مشبعًا بالولع والحماس والتبنى الحماسى للأشكال والأفكار، ثم انتقاؤهم لمجموعة من الثيمات والأشكال الكتابية دون غيرها. فكرة أن الكاتب العربى طوّع جنون الخيال العلمى لمتطلبات الذوق العربى والثقافة العربية، والبعد الجمالى المتماشى مع مخرجات الثقافة والتاريخ العربيين الإسلاميين. وفى كل هذا تصرف حميد يدل على عبقرية معينة لا على عقدة طورها من يشعرون بالنقص إزاء أمر دخيل عليهم لا يرتاحون إليه.

■ فى تحليله النقدى للخيال العلمى العربى، ارتكز الناقد الأمريكى إيان كامبل على مفهوم التغريب فى فهم رواية الخيال العلمى العربية مشيرًا إلى أنها اهتمت بصورة أساسية بالتعاطى النقدى مع الواقع المعيش ولكن بنقله إلى إطار مغاير.. هل يمكننا القول إن هذا المفهوم ينطبق كليًا على رواياتك فى الخيال العلمى؟ 

- أعتقده مخططًا يشمل كل أعمال الخيال العلمى، فهذا النوع ينطلق من نقطة واحدة هى التساؤل البناء الفلسفى حول ممكنات الحياة، ماذا يمكنه أن يحدث فى المستقبل بناء على استقراء نتائج ما نعيشه اليوم علميًا وسياسيًا، هذه ترسيمة غالبًا ما توقع الأدب فى نوع من النقد النظرى للحياة، ويكون الهدف هو رسم يوتوبيا أو ديستوبيا بناء على ما نتوقعه سواء فى شقه الإيجابى الذى نبشر به أو الشق السلبى الذى ننذر أو نحذر منه.

أعمالى وكثير من أعمال العرب أراها شديدة اللصوق بفكرة الأخلاق والسياسة. وهذان مترابطان لأن السياسة هى تخطيط لأفعالنا فى الحياة، والأخلاق هى التقويم المستمر لفاعلية هذه الأفعال، نوع من الغربلة، هل ما نفعله صحيح ومناسب أم لا؟. من هذا المنظور تكون رواية الخيال العلمى العربية محترمة جدًا، لأنها تثبت قدرتها على تسليط آلة النقد على الواقع، بدلًا من سرد المغامرات التغريبية التى يغلب عليها الهرب من الواقع.

■ هل ثمة مؤلفون أو أعمال أدبية بعينها أثرت فى أسلوبك الكتابى بشكل عام وفى اهتمامك بأدب الخيال العلمى على وجه الخصوص؟

- كثيرًا ما تحدثت عن ألدوس هكسلى الذى أعده دليلى السياحى الأول إلى هذه البلاد الأدبية العجيبة، ولكن مصادرى كثيرة، قد يكون أفلاطون أو الفارابى وابن طفيل ثم سرديات ألف ليلة وليلة من مصادر ولعى بهذا النوع من الأدب. ومن الكتاب شخص أخذت عنه الكثير لأننى قرأت له كل ما قد كتبه. وهنالك من كتبه ما كررته أكثر من مرة؛ أقصد الأمريكى فيليب ك. ديك.. وغير هؤلاء كثير طبعًا. والواقع هو أننى قارئ نهم يخفى داخله ولعًا جنونيًا بالسينما وبسينما الخيال العلمى تحديدًا، وهذا يجعل محاولة تقصى مصادر الوحى عندى أمرًا خاليًا من الجدوى.

■ يبدو وكأن المبدع الذى يحتمى بأرضية نقدية يمتلك سلاحًا ذا حدين، فخلفيته النقدية قد تتيح له الإفادة من معارفه النقدية فى الكتابة لكنها فى الآن ذاته قد تمثل قيدًا على التدفق الحر لإبداعه.. فإلى أى مدى أثر ذلك فى تعاطيك مع الإبداع؟ 

- أنا لا أومن كثيرًا بهذا الرأى، وأقول بصراحة إننى أميل إلى العكس تمامًا. ولكن، فلنتفق حول معنى النقد. هنالك نقد أكاديمى جيده جيد جدًا ورديئه ردىء حد الخطر على الذوق. وهذا منتشر فى الجامعات بشكل بائس جدًا. وهنالك أنواع كثيرة من النقد تتراوح بين المقال الصحفى المختص أو شبه المختص الذى قد يكون كاتبه كاتبًا كبيرًا أو صحفيًا متخصصًا لرأيه كل الانتباه والاحترام، وبين الملخصات التى يؤلفها الكتاب بشكل خفيف غير أكاديمى وتنتشر كثيرًا على مواقع التواصل الاجتماعى، وعلى بعض المواقع شبه المتخصصة أو المتخصصة، وهى نوع من التفاعل السريع المشبّع بالولع حول آراء المتلقين بشكل حى وآنى، وهذه أراها مهمة جدًا، ومن شأنها تنمية الوعى بالكتابة.

وأريد هنا شرح جوهر رأيى هذا. لماذا يحسن أن يقرأ الكاتب النقد ويتعمق فيه ويتشبع به؟ أقول إنها خصوصية الفترة الزمنية. إننا فى عصر تكاثرت فيه المعارف بشكل مهول، وأصبح الكاتب معرضًا لحالة أن يكون قارئه خيرًا منه ثقافة وعلمًا ومعرفة وتحليلًا. وهنا لا يمكن للكاتب أن يقدم كتابه الذى لا يعتمد إلا على تلك الدغدغة فى الذاكرة، وهذا لعمرى هو الدرجة صفر للكتابة «بتعبير شيخ النقاد البنيويين وما بعد البنيويين: رولان بارت».

■ هل تعتقد أن ثمة مشكلة فى التلقى العربى لأدب الخيال العلمى؟ وما سبب ذلك إن وضعنا هذه الحالة فى مقارنة مع الاهتمام الكبير به بالدول الغربية؟ 

- ليست المسألة مرتبطة بالتلقى العربى، نحن نعيش فى عصر نجح فى خلق «ستاندرد» خاص بكل شىء؛ منتج مرجعى متشابه يخضع للخصائص نفسها وقابل لإعادة التدوير كما يقال فى الاقتصاد؛ ذلك هو المستهلك للأفلام الجديدة ولما تعرضه منصات عرض الأفلام وما شابه. إنه مستهلك بلا ملامح، شباب مبرمجون على الإعجاب بالأمر قبل أن يروه، هنالك تقليب للأبصار يتجاوز الأبصار إلى الأذواق.

أما عن تفسيرى لتأخر العرب النسبى فى تبنى هذا النوع الكتابى، فهو مختلف بعض الشىء، وقد ضمنته كتابى «عن الخيال العلمى أتحدث»... حيث أقول إن «أدب الخيال العملى أدب نظرى ذو تبعات فلسفية، أى أنه أدب ذو أبعاد سياسية بالضرورة. إنه يحاول رسم معالم للحياة فى المستقبل. هو أدب الأقوياء أو الذين يستعدون لمنزلة الأقوياء الذين يكتبون التاريخ.. أما السبب الذى يكرر دائمًا حول فقر الحياة اليومية إلى الجانب العلمى، وانتشار التفكير الخرافى عندنا، فأنا شخصيًا أعترض عليه كثيرًا من باب كون المعطى التكنولوجى يغزو كوكب الأرض جميعه، فجل المدن العالمية مدن ذكية، تسير عن طريق الذكاء الاصطناعى، والبرمجيات جزء فعال من حياتنا، وهذا ما يعززه العدد المتزايد من كتاب الخيال العلمى الذين يظهرون باستمرار».

هل من مشروعات أدبية ونقدية تعمل عليها؟ 

- منذ مدة أعمل على عمل روائى مكمل لمشروعى الذى ضم روايتى «ساعة حرب.. ساعة حب» (2011)، وروايتى «ضمير المتكلم» (2021)، وروايتى «العشاء الأخير لكارل ماركس» (2023)، وهى روايات كلها تتحدث عن صفحات معينة من تاريخ الجزائر الذى يتحول بسرعة إلى رادار يرصد أحوال البشر كلهم على الأرض، مع حضور شخصيات من النخب الثقافية. روايتى المقبلة سوف تتناول شخصية تاريخية هامة جدًا ويكاد كل المثقفين الجزائريين يجهلونها رغم أهميتها الكبيرة: الفيلسوف «المنسى» الكبير محند تازروت، ولن أقول أكثر.