أحمد الشهاوي يكتب: نَخْلُ الْجَنَّةِ منْسِىٌّ فى سُرَّتِها
تمْشِى فى الزَّمَنِ وتدخُلُ عكْسَ النَّاسِ
كطيْرٍ يعرفُ لُغةَ الأسْلافِ
يطِيرُ بأهدابٍ تفرشُ فدانًا من فِتْنةْ
ويحُطُّ الأجْنِحَةَ علَى بَسْطَةِ نهْدَيْها
فى سعَةٍ يختصرُ الزَّائدَ
والفائضَ من جَمْرٍ سَارٍ فى دمِها
هى حَالٌ تسَعُ الأشياءَ
ولا منْ شىءٍ يسَعُ خُطَاها
جعلتْ لِى الأرْضَ بِساطًا من تحتِى
بَسَطَتنِى بِالأسْرَارِ ومدَّتْ لى سُنْدُسَها
فكأَنَّ ثِيَابًا خُضْرًا لَبِسَتْنِى
بَسَطَتْ لِى الأرْضَ لِسَانًا يخلُقُ لغةً برُضَابٍ مرْشُوفٍ منِّى حِينَ تحُطُّ السَّاقَ على السَّاقِ
كأنَّ فُتَاتَ المِسْكِ يُنادِى
من قلبِ غزَالٍ راودَهُ التفكيرُ
ليَصِيرَ خِتَامًا لى
أفضُّ بهِ الأكْوانَ
كأنَّ الشَّجرَ يُندِّى فوْقِى
فتَرَضَّبْتُ إلى أن فِضْتُ
كأنَّ سماءً هطَلَتْ فى مَوجِ نسيجِى.
أسبَحُ فى كُلِّ مكَانٍ من خَمْرِ الغَابِ
كَبَرىّ يخلُقُ لغةً أُخْرى
وتطِيرُ الأغصانُ إلىّ
مثلَ زُمُرُّدِ بطنٍ
شفَّتْ واخضرَّتْ
وصفَا جوْهرُها
كأنَّ ثِمارًا فى البُستانِ تُنادى
تمتدُّ إلى فراشاتٌ
جَعَلَتْنِى تَحْتَ الْعَرْشِ
وامتلأتْ أمداءٌ بِلُغَاتِ اللونِ
كأنَّ رُءوسَ جبالٍ حطَّتْ فوقِى نُورًا من استبرقْ
منسُوجٍ بخيوطٍ منْ ذهبٍ
مُخْتَمِرٍ فى النسيانْ.