السينما للشباب
نجح مهرجان القاهرة السينمائى، وعبر سنوات طويلة، فى أن يكون نافذة واسعة، يُرى من خلالها التنوع والتعدد الكبير فى ثقافات الشعوب وطرائق الحياة بها، وأصبح فرصة سنوية عظيمة لكل أولئك الذين يرغبون فى مشاهدة سينما مختلفة، راقية، ومتميزة فنيًا، تقدم من خلالها فنون الفن السابع الجميل. وجمهور مهرجان القاهرة للسينما، بل وجمهور السينما عمومًا، معظمه من الشباب. فمشاهدة السينما هى متعة أساسية لتلك الفئة العمرية المفعمة بالحياة، ووسيلة من أهم وسائل الترفيه لديها، وعندما يقام مهرجان سنوى للسينما، من ميزانية الدولة، التى يُشكل جزء منها أموال دافعى الضرائب، فإنه يحق للشباب أن يكون له نصيب لا بأس به من مشاهدة أفلام هذ المهرجان، خصوصًا شباب الجامعات واليافعين من طلاب المدارس الثانوية.
كثير من هؤلاء الشباب، لا يستطيع مشاهدة أفلام المهرجان؛ بسبب ارتفاع سعر تذكرة الدخول، وكثير من هؤلاء الشباب لا يدخل السينما أصلًا، إلا وقت الأعياد كنوع من الفسحة والنزهة، يحتفل خلالها بالعيد، ينما كان معظم أبناء جيلنا، يدخلون السينما مرة أسبوعيًا على الأقل، والسبب هنا هو ارتفاع سعر تذكرة الدخول إلى السينما أيضًا.
يجب تخصيص جزء من تذاكر مهرجان السينما للشباب، وبأسعار مخفضة، تكون فى متناول أيديهم، وسيرُد على هذا الكلام، بأن الشباب يمكن أن يحصل على بطاقات مجانية، تتيح له الوصول إلى الأفلام التى يرغب فى مشاهدتها، ولكن هذه البطاقات تُمنح للصحفيين على الأغلب، ولآخرين من المركز الإعلامى التابع للمهرجان، والحديث هنا عن جمهور واسع عريض من الشباب، وهو جمهور أساسى لمهرجان السينما.
السينما ثقافة ووسيلة رائعة لتنوير الناس، والكشف عن مَواطن الجمال والقُبح فى الحياة الإنسانية الراهنة، والشباب فى حاجة إلى ذلك، خصوصًا أن هناك محاولات هائلة تجرى لاحتوائهم والإيقاع بهم فى دوائر التخلف والظلام، فهل يمكن النظر إلى هذا الأمر بجدية من خلال مهرجان القاهرة للسينما.