شلة المشاغبين.. صفحات من سيرة روائية لـ«ماهر زهدى» تصدر قريبًا
فى كل مرة كانت تعرض المسرحية الأشهر «مدرسة المشاغبين»، أحرص على مشاهدتها، وأضحك كثيرًا لمشاغبات أبطالها، مع يقينى بأن ما أشاهده مجرد «تمثيل»، لا علاقة له بالواقع، فلم أر مثل هذه النوعية من «المشاغبين»، لا فى المدرسة الابتدائية، ولا فى الإعدادية، حتى وجدتنى وجها لوجه أمام أبطال «المشاغبين» فى المرحلة الثانوية!
كان ذلك بعد مرور ثلاثة أسابيع من بدء العام الدراسى فى الصف الأول الثانوى، عندما فوجئت، مثلما فوجئ بقية زملاء الفصل، بخمسة طلاب جدد ينضمون إلى الصف الأول فصل ثالث.
ظننت كما ظن بقية الزملاء أن هؤلاء الخمسة، جاءوا محولين من مدرسة أخرى خارج مربعهم السكنى، أو أنهم عدد زائد عن الحد فى فصلهم، فتم نقلهم إلى فصل أقل كثافة، خاصة أن فصلنا لم يزد قوامه عن عشرين طالبًا، غير أن تخميناتى وتخمينات بقية الزملاء زالت، وحلت محلها «الدهشة»، و«القلق» فى الوقت نفسه، بعد أن دخل «أشيك» وأهدأ مدرس بالمدرسة، الأستاذ «أنطونيو ريكو» مدرس اللغة الفرنسية وعاشقها، ونظر إليهم نظرة تملؤها الحسرة والخيبة قائلًا:
= أعوذ بالله.. إنتوا؟! إنتوا إيه اللى جابكم تانى؟
تململ زعيم الشلة إبراهيم محفوظ فى جلسته، ثم قام متثاقلًا ووقف كفرع شجرة مائل وقال:
- مدير المدرسة يا بيه هو اللى جابنا.
= ومدير المدرسة ملقاش بلوة يبلى بيها العيال الغلابة دول غيركم؟ دى عيال عايزة تتعلم مش فاشلين زيكم.. اسمع ياض منك له له.. أنا مليش دعوة بالمدير ولا بغيرى من المدرسين.. أنا مسئول عن حصتى وبس.. فى الحصة بتاعتى مش عايز أسمع نفس حيوان منكم.. هأعتبركم هوا ملوث مجبرين عليه أنا والعيال دى.. يعنى زيكم زى عادم العربيات.
تكونت شلة المشاغبين من الزعيم إبراهيم محفوظ، والده صاحب محل لقطع غيار السيارات غير مهتم بتعليم نجله، لأنه ينتظر اليوم الذى يتفرغ فيه للمحل، ونائب الزعيم إبراهيم موسى، والده أمين مخزن بمستشفى «الرمد»، ويأمل أن يرى نجله يومًا ما، أحد أطباء العيون بالمستشفى، والعضو الثالث أسامة عبدالرءوف، الذى تشعر بانزعاج شديد وهو يتحدث، ورغم ذلك يصر على الغناء، ويرى أن مستقبله فى الطرب، فمن تمتلئ بهم الساحة ليسوا بأفضل منه، أما الرابع فهو شريف عبدالباسط، المولع بالأفلام الإباحية، والذى لا تخلو حقيبته من إحدى المجلات التى تعلن عن أحدث صيحات الملابس الداخلية للنساء، والعضو الخامس والأخير مدحت عبدالهادى، الذى رغم ظروفه الصعبة، بسبب طلاق والديه، واضطرار والدته للعمل للإنفاق على الأسرة، إلا أنه لا يكف عن الضحك والتهريج وعمل «المقالب» فى كل تلاميذ الفصل، ولا مانع من بعض المقالب فى المدرسين أنفسهم.
شاء حظى العاثر أن أكون مسئولا عن «التعيين» أو التغذية المدرسية، التى يتم صرفها يوميًا قبل نهاية الحصة الرابعة، ليتم توزيعها قبيل الفسحة، ومن يكون مسئولا عن «التعيين» يكون مسئولا بالتبعية عن كشف الغياب والحضور، لذا أصبحت هدفًا مباشرًا «لشلة المشاغبين».
كان علىّ أن أختار بين أمرين، إما تحقيق رغبتهم فى إثبات حضورهم يوميًا فى كشف الحضور والغياب، أو أن أتحمل ما سيحدث لى منهم، ولم يكن هناك تلميذ فى الفصل، بل وفى المدرسة بأكملها، يستطيع أن يعصى لهم أمرًا، وإلا سيناله ما يناله منهم، فلم يكن لديهم رادع، لذا لم يكن أمامى سوى خيار واحد، وهو أن أخضع لطلبهم، وهو ما أقنعنى به زميل «الدكة» محمد حنفى، مقابل أن يتقاسم معى نصيبهم من «التعيين».
انتهى الفصل الدراسى الأول، وطيلة إجازة منتصف العام، لم يشغلنى شىء سوى، ماذا يفعل المشاغبون خارج المدرسة عند مغادرتهم بعد الحصة الأولى؟!
راح خيال المراهق بداخلى يصور لى أمورًا، اعتدت مشاهدتها فى أفلام الأبيض والأسود الكوميدية، مثل التردد على الكباريهات والكازينوهات وشقق «القمار»، ومصاحبة فتيات الليل وشرب الخمر والمخدرات، وزاد من يقينى بهذا التصور، حكايات أبطال مسرحية «مدرسة المشاغبين» عن مغامراتهم بعيدًا عن المدرسة، فأيقنت بأنه لا بد وأن تكون هذه هى حياة زملائى الخمسة «شلة المشاغبين» أيضًا، وراح «قرينى» يزين لى هذه الحياة المليئة بالمتع والملذات التى يعيشها هؤلاء المشاغبون، ولم يكتف بذلك، بل أراد أن يصنع لى جميلًا لن أنساه، وأوحى لى بفكرة لا تصدر إلا من مثله، بأن أجرب فقط يومًا من أيام المشاغبين، وبعده أعود إلى التزامى مرة أخرى، فمن المؤكد أنه سيكون يومًا ممتعًا، لن أنساه طيلة حياتى، وحتمًا سأجد بعده ما أحكيه لزملائى وأصدقائى، الذين طالما سمعت منهم حكايات وروايات وأنا صامت ليس لدى ما أقوله.
استطاع قرينى أن يقنعنى بفكرة التجربة، لأننى كنت مهيأ لذلك، غير أننى استغرقت نصف الفصل الدراسى الأول، حتى استطعت أن استجمع شجاعتى للوقوف أمام الزعيم إبراهيم محفوظ، لأطلب منه مرافقتهم يومًا من أيامهم، غير أننى ما إن صرحت له بذلك، حتى انفجر فى نوبة من الضحك، لدرجة أنه لم يستطع أن يسيطر على نفسه، وهو يحاول أن يخبر بقية الشلة بما طلبت منه، ثم حاول التماسك وقال:
- الواد ده عايز يخرج يوم معانا.. نفسه يجرب الصياعة
وجدتها «شلة المشاغبين» فرصة للتندر والسخرية من «العيل» الذى يريد أن يجرب «الصياعة»، وبعد انتهاء وصلة الضحك والسخرية، سادت لحظة صمت، ليهز بعدها الزعيم رأسه بالموافقة على منحى هذا الشرف لكن بشروط، أولها التأكيد على زميلى محمد حنفى بإثبات حضورهم، وعدم أفشاء أى معلومات يمكن أن تسبب لهم مشكلة مع المدرسة، والشرط الثانى ألا اصطحب معى حقيبة المدرسة، وأن أرتدى ملابس خروج عادية وليس زى المدرسة، وقد وضع لى خطة تمكننى من الحضور دون حقيبة المدرسة، وبملابس خروج عادية، وهى أن أخبر أسرتى بأنه مع اقتراب امتحانات نهاية العام، قررت المدرسة عمل امتحان «شفهى»، وبالتالى ليس هناك داع لاصطحاب الحقيبة أو ارتداء الزى المدرسى.
كان الشرط الأخير للزعيم أصعبها على نفسى، حيث اشترط بأن ما سأفعله أو سأراه فى هذا اليوم، لا أخبر به أحدًا، وهو ما كنت أمنى به نفسى، بأننى سأقضى بقية الفصل الدراسى الثانى، أحكى لزملائى عما فعلته فى هذا اليوم، بعد إضافة بعض المشهيات والمبالغات مثلما يفعلون.
لم يغمض لى جفن فى هذه الليلة، فما أن أتخيل نفسى داخل حكاية، حتى أجدنى دخلت إلى أخرى، تزاحمت على رأسى الحكايات، مع استدعاء العديد من الصور والمواقف من أفلام «الأبيض والأسود»، وكل فيلم أتصور فيه نفسى بدلًا من البطل، لكن قرينى لم يكتف بتزيين الحكايات والمواقف فى يقظتى، بل أرسل بعضًا منها إلى أحلامى بعد أن غلبنى النوم.
فى الصباح ذهبت إلى المدرسة، وقد انتابتنى توليفة عجيبة من الأحاسيس، ما بين فرح طفولى، و«طيش» مراهقتى، وقبلهما خوف وقلق الملتزم، ليس فقط من أن ينكشف أمرى، بل الأهم من شكل وتفاصيل المغامرة؛ لذا وعلى غير العادة، لم أستطع أن أسمع أو أفهم كلمة واحدة مما قاله الأستاذ حسين عبدالساتر، مدرس اللغة العربية، بل رحت أوزع نظراتى بين يده وفمه وهو يشرح، فيما ذهب عقلى إلى مشاهد المشاغبين فى أفلام «الأبيض والأسود»، وتصور شكل المغامرات التى يمكن أن أعيشها فى هذا اليوم، حتى تنبهت فجأة والتلاميذ يتحركون من مقاعدهم، والأستاذ حسين يلملم دفاتره ويضمها إلى صدره بيده اليسرى، ويقبض على عصاه بيده اليمنى، متجها إلى خارج الفصل.
بقيت جالسًا فى مقعدى أصارع قرينى فى تلك اللحظات الحاسمة، بين المضى إلى تحقيق رغبة حلمت بها طويلًا، وبين أن أظل على استقامتى بعيدًا عن مغامرات المشاغبين، حتى حسم الموقف «غمزة» من عين الزعيم، وهو يقف أمام باب الفصل، ينظر يمينًا ويسارًا، ليؤمن خروجنا، فتحركت لأتبعه مع بقية أفراد الشلة.
بدأت مغامرة اليوم من مقهى المعلم «حسين أيوب»، الذى يتخذ موقعًا استراتيجيًا من المدرسة، حيث يقع على رأس شارع فى مفترق طرق مواجهًا للمدرسة، ما جعله يقع على ثلاث نواص بثلاثة أبواب أحدها فى مؤخرة المقهى.
اختار الزعيم مكانًا خارج المقهى، وقد أعطى ظهره للمدرسة، وجلست حوله بقية الشلة، غير أننى حرصت على أن أجلس فى مواجهتهم، بحيث أتمكن من رؤية الطريق إلى باب المدرسة، لأتبين الخارج والداخل منها وإليها، ودون أن ينطق محفوظ، وجدت صبى المقهى يسارع بوضع «شيشة» أمامه، ثم توالى وضعه «شيشة» أمام كل فرد من أفراد المشاغبين، وعندما جاء الدور ليضع أمامى شيشة أيضًا، أشرت له بيدى، مؤكدًا له أننى لا أدخن.
ما إن قلت جملتى، حتى نظر إلىّ صبى المقهى ورفع حاجبيه فى دهشة، ورفع الشيشة ولم ينبس ببنت شفة، غير أنه ما إن انصرف من أمامى، حتى انفجرت «شلة المشاغبين» فى ضحك متواصل، وبادرنى نائب الزعيم إبراهيم موسى:
= أمال جاى معانا ليه؟
* هو علشان أجى معاكم لازم أشرب شيشة؟
- أمال جاى تصلى الجمعة؟
* يا عم أنا مليش فى الشيشة.. لو كان معاكم سجاير كنت شربت.
٠ تاهت ولقيناها امسك.. واحدة مستوردة عمر أبوك ما شم دخانها.
وضعنى إبراهيم موسى فى موقف لا أحسد عليه، فلم يعد لى حجة الآن، فإذا كنت لا أدخن الشيشة، فالسجائر موجودة، فلم يكن هناك مفر من أخذ السيجارة من يده، فقفز على الفور مدحت عبدالهادى من مقعده، وأخرج «ولاعة» من جيبه، واقترب من وجهى ليشعلها، فوضعت السيجارة فى فمى، وسحبت نفسًا طويلًا، لم أدر بعده بنفسى، شعرت بدوار شديد، ثم انتابتنى نوبة سعال متواصلة، لم أسمع صوته بسبب تعالى ضحكات شلة المشاغبين، لدرجة أن مدحت لم يتمالك نفسه، وبدلًا من الجلوس على الكرسى وهو يعود بظهره، جلس على الهواء، فهوى على الأرض وهو يواصل ضحكاته مع بقية الشلة، بعدها قفز إبراهيم محفوظ من مقعده وهو يواصل ضحكه، وأمسك السيجارة من يدى قبل أن أعيدها مجددًا إلى فمى، لأؤكد لهم أننى لم أتأثر، وألقى بها إلى قارعة الطريق، ثم طلب من رجب «القهوجى»، ستة فناجين من القهوة، وهو ينظر إلىّ قائلًا:
= ولا أنت مالكش فى القهوة كمان؟
* أنتوا مش مصدقين ليه أنى بشرب.. وبشرب قهوة كمان.
- لا مصدقين.
* هو أنتوا بعد القهوة هاتروحوا فين؟
= ليه.. أنت ناوى تكمل معانا ولا إيه؟
* مش أنت وعدتنى بكده؟
= شوف يا سيدى.. إحنا بعد الاصطباحة بناخد بعضينا كده برابطة الزعيم ونطلع على أول حفلة فى السيما.
* حفلة إيه؟
- أول حفلة اللى من عشرة لواحدة.. وبعد السيما أنا بطلع على المحل بتاع أبويا.. بقف ساعتين تلاتة أجيب مصاريفى.
* وأنت يا موسى؟
= أنا بقى يا سيدى عندى ماتش فى شارع خلاط.. على ميه وخمسين جنيه.. وبعد كده ربك يفرجها.
* وأنت يا أسامة؟
٠ أبدًا بروح على البيت.. بس النهاردة عندى فرح بالليل هأغنى فيه.
* إيه ده.. بس كده.. يعنى مش بتروحوا أى حتة تانية.. حتى بالليل؟
- الله.. أنت إيه حكايتك يلا.. أنت ناوى تبلغ عننا ولا إيه؟ مين اللى وزك يلا تيجى معانا علشان تعرف إحنا بنروح فين؟
* لا وربنا مفيش حد.. أنا اللى كان نفسى أقضى يوم معاكم وكنت عايز أعرف بتروحوا فين بس.
= وأديك عرفت.. ناقص حاجة تانى؟!
ما قاله أفراد شلة المشاغبين أصابنى بصدمة غير عادية، فلم أكن أتصور أنهم يهربون من المدرسة ويرسبون فى كل المواد، فقط من أجل «حجر شيشة وفنجان قهوة»، ثم مشاهدة فيلم فى إحدى دور العرض القريبة، ليعود كل منهم بعدها إلى استكمال يومه بشكل طبيعى، سواء من يذهب لمساعدة والده فى «المحل»، أو للعب الكرة، أو حتى كما يفعل أسامة لمحاولة ترسيخ قواعد ما يطلق عليه «موهبته فى الغناء»، أو تسكع شريف عبدالباسط حول بائعى الكتب ومجلات عالم «موضة الملابس النسائية الساخنة»!
مرت لحظات قصيرة أحاول فيها عتاب «قرينى» على ما زينه لى من العيش داخل واحدة من المغامرات المبهرة، حاولت أن ألومه وأوبخه، لكننى شعرت بأنه اختفى، لكن طوال لحظات شرودى القصيرة، لم تنقطع ضحكات وقفشات المشاغبين، التى كان أغلبها على «سذاجتى»، وبعض منها على أمور أخرى أقل تفاهة، حتى قطع ضحكهم رجب عامل المقهى، وهو يضع أمامنا فناجين قهوة، وبدأ كل منهم يتناول فنجانه ويأخذ منه رشفة سريعة، ولم أكن قد تذوقت طعم القهوة من قبل، لكن كان لا بد ألا أرسب فى هذا الامتحان أيضِا، وإلا ينتهى يومى مع المشاغبين قبل أن يبدأ، فأمسكت بفنجان القهوة وأخذت رشفة على طريقتهم، وكأننى لعقت قطعة «صبار» شقت من منتصفها، وبحركة لا إرادية وقفت واستدرت إلى داخل المقهى، فاستوقفنى إبراهيم موسى:
- رايح فين يلا؟
* أصل القهوجى تقريبًا نسى يحط سكر فى القهوة
قلتها فانفجرت موجة ضحك جديدة، لم أكن أعرف سببها حينئذ، فأشار لى الزعيم بيده، بما يعنى أذهب، فتوجهت إلى عامل «النصبة» الذى يصنع الشاى والقهوة، وطلبت منه ملعقة سكر، فوضع فى الفنجان ملعقة سكر وراح يقلبها، ثم مط شفتيه وهو يرمقنى بنظرات تعلوها الدهشة، وما إن انتهى حملت الفنجان واستدرت لأعود إلى حيث تجلس الشلة، وإذ بى ألمح المدير وهو يخرج من باب المدرسة مهرولًا تجاه المقهى، وفى يده «خرزانة»، وخلفه عدد من الأساتذة، كل منهم يحمل «خرزانة» فى يده، فى طريقهم إلى المقهى، ولم أدر بنفسى وأنا أستدير مرة أخرى تجاه «النصبة» وأضع فنجان القهوة فوقها، وأخرج فى هدوء من الباب الخلفى للمقهى، المؤدى إلى شارع ضيق جانبى، فى عكس اتجاه المدرسة، وقبل أن أبتعد عن المقهى، بدأ يترامى إلى سمعى أصوات صراخ شلة المشاغبين وغيرهم من بعض تلاميذ المدرسة، ممن اعتادوا الهرب والجلوس على المقهى.
لم أدر كيف قطعت ذلك الشارع الجانبى عدوًا دون أن أنظر خلفى، خوفًا من أن يكون أى من الأساتذة أو المدير قد لمحنى وتتبعنى، إلى أن اطمأن قلبى، فتوقفت لالتقاط أنفاسى، وطلبت من كشك مجاور زجاجة مياه غازيه، و«باكو لبان»، حتى أمحوا أى آثار لوجود «دخان أو قهوة».
فى اليوم التالى، حرصت على أن أقف فى آخر الطابور، خشية أن يتعرف علىّ المدير أو المدرسون الثلاثة، لأكتشف أن تلاميذ المدرسة بأكملهم، لم يكن لهم حديث فى هذا اليوم، سوى عن «مذبحة المقهى» ومصير كل من وقع فى براثن المدير والأساتذة لا يزال تحت الدراسة، ليصدر فى نهاية اليوم قرار «برفت»، ثلاثة من «شلة المشاغبين»، مع التوصية بعدم «إعادة القيد»، قبل بدء العام الدراسى الجديد، وهم إبراهيم محفوظ، إبراهيم موسى، وشريف عبدالباسط، مع الاكتفاء بخطاب استدعاء ولى الأمر وإنذار بالفصل، لكل من أسامة عبد الرءوف ومدحت عبدالهادى.
من كتاب يصدر قريبًا بعنوان «حكايات شارعنا.. والشارع اللى وراه»