حفيد محمد حافظ رجب ردًا على شعبان يوسف
مواطنون ومُدَّعون.. لم يكن جدى محمد حافظ رجب «بياع لب وسودانى»
شاكر جدًا لجريدة «حرف» أنها أعطتنى حق الرد باسم ورثة الكاتب «محمد حافظ رجب» حول المقالة التى كتبها المؤرخ والشاعر والناقد والروائى «شعبان يوسف».. «وهل هناك ألقاب أخرى لُقب بها حتى أضيفها؟!»، والتى أراها «جعجعة بلا طحن».
كتب مقالة عن جدى الكاتب «محمد حافظ رجب»، عليه رحمة الله، كلها إساءة لى ولجدى، فغمز فى استهلال المقال بأنى أهدده، وصنع معركة وهمية فى خياله، بيننا نحن عائلة محمد حافظ رجب وبينه، فهل تناص مع (دون كيشوت فى حروبه) حتى صنع طواحين هواء فى شخصنا نحن؟!
وأريد أن أقول له: إذا كانت الدنيا قد انفضت من حولك، ولا يوجد من تُجاربه، فليس معنى ذلك أن تسىء لهم، ولتاريخ كاتب كبير، جدد فى تاريخ السرد القصصى والعالمى.
ما آليات المعركة والحرب التى شنتها عليك عائلة محمد حافظ رجب التى أمثلها؟!
كان عنوان المقالة «باحثون وورثة.. هل كان حافظ رجب بياع لب وسودانى»
«باحثون وورثة» على وزن «أبناء وقتلة».. فهل نحن قتلة يا سيد شعبان يوسف؟! واعذرنى إذا كنت رفعت الألقاب، فألقابك كثيرة ومتنوعة، خمسة تصنيفات لحضرتك، باحث وروائى وناقد ومؤرخ وشاعر، فدعنا نرى ذاكرة المؤرخ الحديدية.
قلت: «منذ عامين أو ثلاثة أعوام لا أتذكر على وجه الدقة، تلقيت اتصالًا».. وقلت كذلك: «لا أتذكر الاسم ولا الرتبة التى ذكرها لى»، فكيف لمؤرخ بلا ذاكرة ثاقبة حادة حاضرة توثق المعلومة عن الأشخاص الذين يهاجمونه ويشنون حربًا وعركة عليه؟!
ثم قلت: «لكن لا أعرف لماذا اختارنى أنا بالذات، وإن كان لدىّ بعض ظنون فى ذلك، ظنون ليست صالحة للكتابة أو للبوح، سأتركها جانبًا، لأنها ليست ذات أهمية، لأنها موضوع انتقامات صغيرة من أشخاص لا أهتم بهم، ولا أكنّ لهم أدنى احترام».. ظنون وانتقامات وأشخاص لا تهتم بهم؟! وما سياق هذه الظنون والانتقادات فى موضوع يخص جدى؟!
وهل المؤرخ مقياسه وافتراضاته يأتى بها من الظنون؟!
فإذا كان هناك أشخاص يحاربونك ويتعاركون معك، فخض معهم هذا النزال ولا تجعلنا فى خيالك همًا، وتكيل لى ولعائلتى تلك الاتهامات، فنحن لسنا كيس ملاكمة تفرغ فيه غضبك بلكمات لا تستطيع أن تواجه بها خصمك الحقيقى.
قلت: «وقال لى إنه ابن شقيق الكاتب والأديب السكندرى الراحل محمد حافظ رجب» وقلت على لسانى: «إن عمى محمد، عمره ما كان بائعًا متجولًا، ولا سريحًا يبيع اللب والسودانى على محطة الرمل بالإسكندرية، وكل هذا محض كذب ووهم وافتراء».
أولًا: أنا لم أقل إن الكاتب الراحل محمد حافظ رجب عمى، بل قلت جدى، فأين منطلقات الباحث والناقد فى الرجوع لصلة قرابتى بالكاتب، وأين الذاكرة التاريخية من توثيق المعلومة؟
ثانيًا: نعم لم يكن جدى بائعًا سريحًا متجولًا يبيع لبًا، بل كان بائعًا للجرائد أمام سينما ستراند، وهناك فارق كبير بين الحقيقة وما يتم تداوله فى كل مناسبة عن جدى.
فمن مدة ليست بعيدة، نشر الكاتب إبراهيم عبدالمجيد مقالًا عن جدى، وقال نفس الأمر، لماذا تصرون على عدم ذكر الحقيقة إلا محاولة لطمس الرجل وإنجازه؟!
لماذا لم تستشهد مثلًا، أيها الباحث والناقد والشاعر والمؤرخ والروائى، بأنك كنت عاملًا فى سنترالات رمسيس لتعطى مصداقية لكلامك؟!
أعتقد هذا عامل نفسى فى محاولة للتقليل من شخص أنجز فى مضماره، وفى كل مناسبة يشوهون الحقيقة؛ لتعويض عامل نفسى عندهم.
أما فيما يخص الوثيقة الرئيسية التى تملكها فقلت: «مجلة الهلال عندما كان على أمين رئيسًا لتحريرها، أفرد بابًا مهمًا عنوانه فى الطريق إلى.. شارع النجاح، وأخبرت مهاتفى الكريم أن عمه حافظ كتب شهادة فى ذلك الباب، وكتب كل المعلومات التى تداولها الكتّاب فيما بعد».. وأيضًا لم تنشرها مع مقالك، فلقد أرفقتها بمقالى ليعرف القاصى والدانى حقيقة تلك الوثيقة ولنفكر فيها.
أين اسم كاتب الشهادة أعلى شهادته أو مقاله؟!
هل يُعقل أن ينشر مقال أو شهادة دون اسم كاتبها على صدرها مع العنوان؟!
طيب قال «الشهادة كاملة بكل تفاصيلها، التى نشرت فى مجلة الهلال عدد أكتوبر عام ١٩٦٢، تحت عنوان مذكرات بائع لب، وقدمه المحرر قائلًا: اسمه محمد حافظ رجب، وعمره ٢٧ عامًا، وهذه كلماته وسطوره وأسلوبه، كلماته اخترتها من مذكراته التى يكتبها كلما أحس بالألم، وكثيرًا ما يحس به، كلمات ليس لى فيها من فضل سوى نقلها إلى هذا الباب».
من هو المحرر؟!
ولماذا يؤكد هذا المحرر وكأنه يشكك فى نسبتها له فيقول: «وهذه كلماته وسطوره وأسلوبه، كلماته اخترتها من مذكراته التى يكتبها كلما أحس بالألم، وكثيرًا ما يحس به». أسئلتى منطقية، أيها القارئ العزيز، ولنذكر جميعًا فى هذا الوقت قصة «الهواء الأسود» لأحمد رجب التى كتبها ونسبها لدورينمات، وضحك على النقاد فى الوسط الثقافى كله.
ما أقوله ببساطة للسيد شعبان يوسف: «الالتزام بالموضوعية والحيادية وعدم خلق مشاكل لا وجود لها».