الخميس 13 فبراير 2025
المحرر العام
محمد الباز
المحرر العام
محمد الباز

الشاعر الكبير محمد بغدادى يكتب: الكابوس.. والحلم

حرف

ولقيتنى ماشى..

ما بين شجر مغسول من المطرة

قيسارية مزحومة زحام رايق 

وأنا ماشى فيه لكنى مش مخنوق

وعلى الحبال ريحة غسيل مغسول لكن عايق

ريحة خبيز فى البيت وعجين خمران بيتشمس 

وعيال بتخطف عيش من الفرن وتغمس

وماء حموم دافى يادوب مدلوق 

البنت مالت عليا قلبى اتملى بالشوق

أبويا كان داخل علينا من البوابة

سمعنا صوته.. 

جرينا من سكات على فوق

لمت حريم العيلة رجليها من السكة 

علشان أبويا يفوت

فى العصر كانت الدنيا متحنية

والشعر مبلول وبينقط على الخدين

كأن بنت بنوت ومتحمية 

شمس العصارى دخلت من الشباك 

ونامت على سريرى

حبة نسيم من الجنة هبوا علىَّ

الصيف قالع هدومه ونايم على الكورنيش

والموجة هادية، والحنين هايم 

ما بين القلب، والغنوة اللى فى الراديو

على الفل كان واقف وبينادى

والحب متنطور على الوادى 

فوق الرصيف والنيل

شمس المغارب نامت على خده الجميل

الوجد فاض بالجمال، 

بل كيس المخدة

معرفش مين من العيال، 

هزنى بشدة...

صحيت...

صحيت،

لقيت إزاز شقتنا مدهون بلون أزرق!!

الحرب قامت!! 

ولا الحرب كانت من بدرى شغالة

م الخبطة كتفى اِزرقّ

وسنين كتير جايه بلون أزرق

والناس فى بلاد الناس لسه شغالة

ركنوا الأرامل ضهرهم ع الحيط 

وقالوا: آه يانا،

الكف فاضى، والصدور مليانة

الحرب دارت!!

واحد سألنى: إيه اللى ودَّانا؟!

ريحة بارود فى الجو مش فى ميعاده

راحوا اللى راحوا،

وبعضهم عادوا..

زى الحبيب الوطن، وحشنى فى بعاده،

عدو بيصبح صديق، وإخوات بيتعادوا..

أيام بتجرى تشبه لبعضيها،

وكأنهم كوابيس بيتعادوا..

سحبت أول كتاب، ودفنت فيه نفسى. 

نار التاريخ بين السطور قايدة..

الحق زى الضى، بيهتك المستور..

لكن مفيش فايدة..

العدل زى الغول والعنقاء والخل الوفى

معرفش ليه مختفى،

معرفش فين محبوس،

ملفوف فى شىء م الخوف

كرابيج بتقعد فى كراسى العروش

سيبنا البيوت المِلك، وقعدنا فى المفروش،

وصاحبت ناس فى الصحبة ما يسُروش

أخدو اللى جوه القلب، ورموه للوحش

وأنا رحت لميته م النجوع والقرى

ومن البلاد الغريبة

قلبى لقيته حِتت 

تحت البواكى القديمة

غسلته بماء الورد

ومليته ماء م النيل

داخل مع الأوردة،

خارج مع الشرايِين

...

كل الحاجات حا طق فى ضلوعىِ

دمع الندى باكى كما دموعى

فتحت شباكى، وحسبت مجموعى

ولقيتنى لسه لوحدى

بَ اطُل ع القاهرة..

وفى صدرىِ شىء محبوس، 

لكنه مش محسوس

معرفش إن كان أسى..

أو حزن..

أو أشجان من الماضى..

معرفش إن كان حلم.. وعشقته

أو طيف.. وصدقته

أو وهم .. ومسكته

أو يمكن تكون كوابيس

يمكن... تكون.... كوابيس.