الجمعة 31 يناير 2025
المحرر العام
محمد الباز
المحرر العام
محمد الباز

أدباء خارج الذاكرة

فؤاد القصاص.. التاريخ المنسى لصاحب «ليالى الصعاليك»

حرف

- تم تجاهله بقسوة ولا يوجد سبب خلف ذلك سوى أنه مقروء ومنتشر

فى البدء كان يحيى حقى

فى مارس 1960، ظهر فى سلسلة «المكتبة الثقافية»، العدد رقم 6، عن وزارة الثقافة والإرشاد القومى، كتاب صغير للأستاذ والأديب الكبير يحيى حقى، عنوانه «فجر القصة المصرية»، وكان ذلك الكتاب بمثابة طلقة صائبة فى جسد التكاسل النقدى، الذى يحيط بتاريخ أى جنس أدبى، ودرس فائق العذوبة والدقة- فى آن واحد-؛ لكى يتعلم الباحثون كيفية تناول أى جنس أدبى، رواية كانت، أم شعرًا، أم قصة قصيرة، وصدّر حقى الكتاب بكلمة تبدو فى مظهرها أنها بسيطة، ولكنها جاءت مفعمة بعمق يليق بكاتبها، إذ قال: «ناقد الأدب يعلم أنه لا يدلى بأحكام قاطعة، إنما يبين من وجهة نظره، يتحمل هو وحده مسئوليتها، إن أرضاه أن يقبلها أناس، فلا يحزنه أن يرفضها آخرون، يكفيه حسن نيته، وما غاية مطمعه وسروره، إلا أن يتناولها القراء بالدرس والتمحيص».

التميز الذى كان يغمر كل ما يكتبه يحيى حقى فى كل ما يكتبه من إبداع قصصى، أو روائى، أو نقدى، أو سير ذاتية، هو الصدق أول ما يطالعك فى كل ذلك، ذلك الصدق الواعى إذا صح التعبير، وأقصد بالصدق الواعى هو إدراك اللحظة التى يكتب عنها الباحث سياسيًا، وثقافيا، واجتماعيًا، وفنيًا، لذلك جاء الفصل الأول فى الكتاب تحت عنوان «ملامح العصر»، وعرض حقى محطات لوحة نابضة بكل مفردات تلك المرحلة، من أحداث وسمات وطبائع اجتماعية، وذلك منذ ١٩٠٨، حتى يضعنا فى صورة تمهيدية، لكى ندرك نحن أيضًا - كقراء أو باحثين- عمق ما يقصده، أو يضعنا فى الصور كما نقول فى أحاديثنا، ثانيًا، كان يحيى حقى يتحرى الدقة، فلا يقول: حدث فى عام ١٩٠٨، ولا يقول: حدث فى فبراير، بل يذكر اليوم، وربما أراد أن يذكر الساعة، تلك الدقة تخدم سطوع الرؤية بشكل كبير، فيوم ٢٦ يناير عام ١٩٥٢ عندما حدث حريق القاهرة المشئوم، يختلف ما قبله عما بعده بشكل واضح تمامًا، لذلك فالدقة عند يحيى حقى كانت لازمة شبه عضوية فيما كتبه فى كل تراثه، وفى ذلك الكتاب صغير الحجم، وكبير القيمة، أما الصفة الثالثة، فهى أن يحيى حقى كان يتمتع بسمة لم يتمتع بها كل الباحثين الذين أتوا بعده، فهو لم يكن باحثًا فى تاريخ القصة فقط، لكنه كان شاهد عيان على كل ما كتبه أو بعضه، وقرره، وصرّح به، فليس من سمع، كمن رأى وعاصر وعاش وشارك فى الظاهرة بكل مفرداتها.

ثم عباس خضر والنساج

كان كتاب أستاذنا يحيى حقى، مرشدًا ودليلًا لكثير من الباحثين الذين جاءوا بعد ذلك، وتناولوا تطور فن القصة القصيرة، بداية من كتاب «القصة القصيرة.. منذ نشأتها حتى سنة ١٩٣٠»، للكاتب والأديب والباحث عباس خضر، واتكأ الكتاب بشكل كبير على ما جاء فى كتاب «فجر القصة القصيرة» ليحيى حقى، لكنه أضاف وأوضح، وشرح، وسرد وقائع لم ترد فى كتاب أستاذنا يحيى حقى، وكانت تلك الإضافات، وذلك السرد لوقائع لم تغب بشكل كامل فى كتاب حقى، مفيدة للغاية، ولتاريخ القصة، تلك الوقائع والشروح التى لم تغب عن كتاب يحيى إلا لأن الكتاب جاء مختصرًا كما كان مطلوبًا منه، وصدر كتاب عباس خضر فى عام ١٩٦٦، وجاء ليسد ركنًا ركينًا فى المكتبة التاريخية فى مصر، أما الكتاب الثانى، فهو كتاب «تطور فن القصة القصيرة فى مصر من سنة ١٩١٠ إلى سنة ١٩٣٣» للباحث محمد سيد النساج، ولم يكن قد حصل على درجة الدكتوراه آنذاك، والكتاب يتسم بالبعد الأكاديمى الصارم، رغم أن لغته لم تكن مقعرة أو محدبة كما تأتى بعض رسائل أخرى، ولكنها كانت ناعمة وواعية ومدركة كل عناصر الموضوع، وذلك لأن النساج كان غارقًا فى قراءة ودراسة تاريخ القصة من قبل أن يشرع فى إنشاء ذلك الكتاب، أو الرسالة، وأصدر ببلوجرافيا ممتازة، ونشر فيها ما استطاع أن يجمعه من غالبية التراث القصصى فى القرن العشرين، منذ نشأة فن القصة القصيرة، حتى إن اشتد عودها فى الخمسينيات، وتعتبر تلك الببلوجرافيا من أقوى وأهم الببلوجرافيات التى جاءت فى بث روح البحث الجاد فى تاريخ القصة المصرية، وبذل جهودًا مذهلة ونادرة وعاشقة فى جمع التراث المهدور، الذى كاد يندثر، لولا جهود ذلك الرجل، الذى غطى مرحلة مهمة من تاريخ الفن القصصى فى مصر، وبالطبع لا بد أن يعوق البحث بعض من المشاكل البحثية، لأن النساج اعتمد على المطبوعات الثقافية فقط، وربما لم يستطع الإحاطة بالصحف والمجلات غير الثقافية، التى كانت تنشر قصصًا، وهذا جهد ينتظر باحثين آخرين، ويبقى ليحيى حقى، وعباس خضر، وسيد النساج فضل الريادة فى ذلك المجال البحثى، الذى أضاء الطرق لكثير من الباحثين فيما بعد.

عصر من الارتباك المغرض

لم تكن هناك صعوبات أو إشكاليات فى كل ما جاء به حقى وخضر والنساج، لأن المرحلة التى كتبوا عنها، كانت مرحلة شبه واضحة، أو تمت الإضاءة عليها بشكل واسع، ولم يقترب أى من الكتّاب والباحثين الثلاثة، ومن أتى بعدهم، من مرحلتى الخمسينيات والستينيات، حيث كانت نشأت ولاءات وانتماءات وأغراض وتوجهات ذات طابع سياسى وأيديولوجى واضح، وكانت تلك الولاءات والأغراض ليست بعيدة بشكل ما عن توجهات سلطة ثورة يوليو، فلعبت تلك التوجهات فى تصعيد وتنجيم نماذج بعينها، بالطبع كانت تلك النماذج مؤهلة للتصعيد لأسباب تتعلق بالمواهب التى ينطوى عليها هؤلاء، من بين هؤلاء كان يوسف إدريس، وعبدالرحمن الشرقاوى، وعبدالرحمن الخميسى، وفؤاد حداد، وصلاح جاهين، وابراهيم عبدالحليم، وعلى الراعى، وغيرهم، وصدر العدد الأول من مجلة «التحرير» فى ١٥ سبتمبر ١٩٥٢، وهى لسان حال ثورة يوليو، وترأس تحريرها أحد أبرز الضباط الأحرار، يوزباشى أحمد حمروش، وكان مدير التحرير عبدالمنعم الصاوى، وسكرتير التحرير الفنان المثقف حسن فؤاد، واستطاع حمروش- بحكم علاقته باليسار قبل وآنذاك- أن يجمّع حوله حشدًا من اليساريين مثل الأسماء التى استعرضناها سلفًا، وفى عدد أول أكتوبر نشر حمروش للقاص الشاب يوسف إدريس قصة عنوانها «٥ ساعات»، وكتب تقديمًا للقصة- لم يُنشر عندما نشرت المجموعة فيما بعد-، يقول التقديم: «كان الدكتور يوسف إدريس، الشخص الوحيد الذى رأى عبدالقادر طه وهو يموت فى الاستقبال فى قصر العينى، وجاء عبدالقادر طه يصارع الموت، وقضى بجواره خمس ساعات، حتى انتهى، وها هو يكتب قصة هذه الساعات الخمس»، ومنذ ذلك الوقت، أصبح يوسف إدريس مدللًا لدى السلطة، وذلك لموهبته العظيمة أولًا، وثانيًا لولائه الواضح لتلك السلطة، لذلك تم الاهتمام بيوسف إدريس وصحبه اهتمام بالغ، حتى إن دكتور مصطفى حاول أن ينافسه فى المجلة، وكان يكتب بغزارة ويعلن ولاءه للسلطة، ولكن يوسف إدريس كان أقوى فى ذلك الشأن، خاصة أنه كان ينتمى لفريق، افتقده مصطفى محمود، الذى كان بعيدًا عن اليسار بدرجات كبيرة، إن لم يكن منافرًا منه.

فى تلك الفترة نشأ نادى القصة، كان أول ظهور له فى مايو ١٩٥٢، أى قبل قيام الثورة بشهرين، وبعد قيام الثورة، تولى يوسف السباعى شئون ذلك النادى، وتم دعم النادى بكل ما يحتاجه من أموال، وترأس دكتور طه حسين مجلس إدارة النادى، وفى أغسطس عام ١٩٥٤ نشرت سلسلة الكتاب الذهبى، التى تصدر عن النادى، بالتعاون مع مؤسسة روزاليوسف، المجموعة القصصية الأولى «أرخص ليالى» ليوسف إدريس، ويتم الاحتفاء بها بشكل كبير من مختلف النقاد، وبالتالى تم تدشين يوسف إدريس أميرًا ورائدًا وقائدًا لفن القصة القصيرة فى مصر، وبالطبع يوسف إدريس يستحق كل الاحتفال، وكل النقد، وكل التدشين، لكن هناك سمة أو خطيئة يرتكبها النقاد فى بلادنا، إنهم عندما يحتفلون بكاتب ما، أو فنان بعينه، يعملون بقوة على نفى كل ما عداه، وأصبحت ظاهرة الكاتب الأوحد، والصحفى النجم، والفنان الأعظم، تلك الظاهرة التى تجب كل كاتب، وكل صحفى، وكل فنان، ما عدا المحتفى بهم.

القصاص كاتب البيست سيلر

فى تلك الأثناء، حدثت صراعات شديدة الأثر على الحياة الثقافية والأدبية، صراع بين خطابين على كل المستويات، وفى مجال القصة القصيرة، تم نفى كتّاب كان لهم حضور بالغ القوة، مثل محمود البدوى، وسعد مكاوى، وأمين ريان، ومحمود تيمور، حتى يحيى حقى تم تجاوز دوره العظيم فى ريادة فن القصة القصيرة، وتم إصدار مجلة «الرسالة الجديدة»، فى أبريل ١٩٥٤ لتكريس الخطاب الجديد ونماذجه، ولكى ترث المجلة الجديدة، مجلتىّ «الرسالة، والثقافة»، ويرأس يوسف السباعى تحرير المجلة، بالإضافة لنادى القصة.

كان فى ذلك الوقت ينشر فؤاد القصاص كتاباته القصصية البديعة، التى سنأتى عليها نقدًا فى حلقات مقبلة إن شاء الله، فى مجلات متنوعة، بعضها كان ذا طابع يسارى مفرط، مثل مجلة «الكاتب» التى كان يرأس تحريرها الكاتب والمفكر يوسف حلمى، ومجلة «الملايين» التى كان يرأس تحريرها «أحمد صادق عزام»، وكان ينشر فى المطبوعتين كتّاب يساريون من طراز إبراهيم عبدالحليم، وإنجى أفلاطون، وصلاح حافظ، وعبدالرحمن الشرقاوى، ومحمد يسرى أحمد، وغيرهم من نجوم ملأوا الدنيا فنًا وكتابة، وكذلك كان ينشر فى مجلة «بنت النيل» التى كان يعمل فيها، لصاحبتها درية شفيق، وكان قد بدأ النشر منذ عام ١٩٤٦، فنشر روايته الأولى «موسيقى وضياء» فى ١٩٤٦، ونفدت قبل أن يمر عليها شهر واحد، فنشر طبعة ثانية فى مايو ١٩٤٦، ثم روايات «شالوكا.. أبريل ١٩٥١»، «المؤامرة الكبرى.. ديسمبر ١٩٥٢»، «الليالى الحمراء.. يناير ١٩٥٣»، و«ياسمين.. فبراير ١٩٥٣»، وهكذا، ونشر أكثر من عشر روايات قصيرة، وحوالى عشر مجموعات قصصية أيضًا، وكانت تلك الروايات والمجموعات تنشر، ثم تنفد فور صدورها، وتلك الروايات لم تكن روايات طويلة، ولكنها روايات قصيرة، ويعتبر فؤاد القصاص أحد رواد رواية «النوفيلا»، وكانت تجد إقبالًا منقطع النظير.

بالطبع تم تجاهل فؤاد القصاص بضراوة وقسوة، فلن يستطيع أى باحث أن يجد أى ذكر لفؤاد القصاص، ولا يوجد سبب خلف ذلك، سوى أنه مقروء، ومنتشر، وكتبه تجد تذيعًا فائقًا، فضلًا عن أن فؤاد القصاص لا ولم يصمت على ذلك التجاهل، فأنشأ مع رفيقيه عزيز أرمانى، ونبيل النجار جماعة مناهضة تحت عنوان جماعة «القصة الجديدة»، وكان ينشر بيانات تلك الجماعة فى رواياته، وأنشأ حوارات مهمة مع جيل الكتّاب الجدد، وفى روايته «ليالى الصعاليك»، التى صدرت فى أبريل عام ١٩٥٣، بلغ به الغضب أيما بلوغ، وكتب بيانًا فى آخر الرواية، جاء فيه:

«اقبضوا على هذا الرجل، فهو لص: ترددت هذه الصرخة فى صدرى ألف مرة، وأنا أشاهد فيلمًا مصريًا اسمه (بعد الوداع)، كتب عليه من تأليف محمد كامل حسن المحامى، وقصة الفيلم هى نقل أمين لقصة (الكذوبة)، التى مثلتها بربارا ستاوبك، وعرضت فى القاهرة منذ شهرين فقط، أى جرأة هذه؟، وأى تبجح هذا؟، لا شك أن المؤلف الفاضل عريق فى السرقة، وإلا لما اطمأن إلى جهل الجمهور والنقاد، ووصل به استهتاره إلى سرقة قصة عالمية ووضع اسمه عليها؟!، إن هذا الرجل يجب أن يحاكم، فهو لص، ولص الفن، كلص المال، على السواء، بقيت كلمة، أين رقابة السينما، وهل لم ينتبه موظفوها إلى هذه السرقة الوقحة؟!، فإن كان، فيجب أن يستبدل موظفوها بآخرين أكثر ثقافة ودراية، فقد جعلتنا هذه الفضيحة سخرية فى أفواه الأجانب، حتى قال لى سائح أمريكى مثقف فى سخرية عندما سمع بالأمر: إنكم أكثر جرأة ووقاحة من عصابات شيكاغو.. أما الصحافة التى سكتت عن هذه الجريمة، فلى معها حساب آخر».

كان هذا ما كتبه فؤاد القصاص عن الكاتب والقاص والسيناريست محمد كامل حسن المحامى، وهو أحد الكتاب المرموقين فى ذلك الوقت، ولم تتوقف جرأة فؤاد القصاص عند ذلك البيان، ولكنه اقترب من موقد النار الذى أشعلته السلطة آنذاك، وانتقد أحد المحتفى بهم فى ذلك الوقت، إذ كتب القصاص قائلًا ومهاجمًا: «أصدر عبدالرحمن الخميسى كتابًا بعنوان (قمصان الدم)، وقد غررت بى الإعلانات فاشتريته، وقرأته، وقد قاسيت كثيرًا وأنا أقرؤه؟! ما هذا؟ مقالات؟ ليست مقالات.. قصص؟! ليست قصصًا، بل هى فى اعتقادى مؤامرة من عبدالرحمن الخميسى أو من الناشر- لست أدرى- لذبح القصة المصرية والتمثيل بها أشنع تمثيل!

والذى ساءنى أكثر أن أحد الشبان الجدد الأقوياء قد سخر نفسه- أو سخّره الخميسى- ليقدم للقراء أحد زعماء القصة فى العالم، أى عبدالرحمن الخميسى!

مسكينة القصة المصرية، إن المحنة التى تمر بها قاسية!

وكثيرون لا يعرفون أن الذى كتب التقرير النقدى عن مجموعة عبدالرحمن الخميسى، هو الكاتب الشاب يوسف إدريس، الذى أثنى على الخميسى بطريقة كان مبالغًا فيها، إذ جاء فى تقرير أو مقدمة أو تذييل يوسف إدريس ما يلى، وسنقتطف بعضًا من تلك المقدمة: 

«كانت القصة القصيرة قبل الخميسى وقفًا على طبقة معينة من الناس يكتبونها، وطبقة معينة يقرأونها، وكان من أدوار الخميسى الخطيرة، أنه حطم طبقية القصة، فأصبح كل ذى تجربة يكتب، وكل ذى حياة يقرأ، وصار البقال والكمسارى والصراف والبواب من قراء القصة المصرية، وكذلك اتجه المثقفون إلى حياتنا فى قصصه.. نقل عشرات القصص الأوروبية إلى العربية، وكتب مئات القصص، وعدة روايات، وكثيرًا من التمثيليات».

كانت المقدمة بالفعل التى كتبها يوسف إدريس لمجموعة قمصان الدم التى نشرت فى فبراير ١٩٥٣، مفرطة فى المديح الذى لا يعنى سوى الانحياز الشخصى لعبدالرحمن الخميسى من تلميذه يوسف إدريس، ذلك التلميذ الذى تم إلحاقه فى جريدة «المصرى» بفضل عبدالرحمن الخميسى، وهذا الإلحاق بالطبع يستحقه يوسف إدريس، ذو الموهبة المتفجرة، ولكن ما لا يليق، أن يضع إدريس- كما يرى القصاص- أستاذه الخميسى فى صف الكتاب العالميين، وهذا ما كان يحتج عليه فؤاد القصاص الذى تم انتزاعه بضراوة من تاريخ القصة المصرية، هو وزميله نبيل النجار، وأحدثا حركة كانت ذائعة الصيت، ومنتشرة، ومقروءة، خاصة أن فؤاد القصاص كان هو القائد والزعيم، وكتب قصصًا كثيرة ونوفيلات فى المجال الوطنى، لكنها كانت قصصًا ممتعة ومفيدة ورائعة، وكتب كذلك روايات طليعية، لو كانت لغيره من المحتفى بهم آنذاك، لكان لها شأن آخر من الاهتمام، ويبدو أن صوت فؤاد القصاص الذى بدأ يعلو بعد ذلك، كان مزعجًا للسلطة الثقافية آنذاك، خاصة رواياته التى كتب فيها عن السيد المسيح، ومريم المجدلية بشكل فنى رائع، مما سنعرض له فى الحلقات المقبلة إن شاء الله.