حتى لا تتوقف المطابع.. أوجاع الناشرين مع ختام الدورة 56 من معرض الكتاب
![حرف](/themes/harf/assets/images/no.jpg)
لا يمكن أن يمر معرض القاهرة الدولى للكتاب دون الحديث عن الصعوبات التى يعانى منها الناشرون فى مصر، فليست هناك مناسبة أكثر أهمية من هذا «العُرس الثقافى» للتعرف عن قرب على أهم الأزمات والمشكلات التى تواجه «صُناع الكُتّب».
تتعدد الصعوبات التى يواجهها الناشرون، وفق ما قالوه لـ«حرف» فى السطور التالية، بداية من ارتفاع أسعار الورق والأحبار وغيرها من مستلزمات الطباعة، التى يأتى معظمها من الخارج بالعملة الصعبة، والذى يؤدى بدوره إلى ارتفاع سعر الكتاب، مرورًا بتراجع معدلات القراءة، فضلًا عن أزمة القرصنة والكتب المزورة.
كما أشار الناشرون إلى قلة منافذ التوزيع على مستوى الجمهورية، مقترحين فى هذا الصدد تحويل مكتبات قصور الثقافة فى مختلف المحافظات، وكذلك مكتبات العديد من الجهات الحكومية الأخرى، إلى منافذ لبيع الكُتب الصادرة عن دور النشر الخاصة.
![](/Upload/libfiles/0/8/625.jpg)
أحمد القرملاوى «ديوان»: انتشار «قراصنة الكتب» دون مساءلة
![](/Upload/libfiles/0/8/667.png)
قال أحمد القرملاوى، مدير النشر فى دار «ديوان»، إن الناشر المصرى يواجه صعوبات عديدة على الأصعدة الاقتصادية والقانونية واللوجستية، بداية من غياب الوعى بمفهوم الملكية الفكرية وضرورة الحفاظ عليها، فى مجتمع القراء والناشرين ككل.
وأضاف «القرملاوى»: «يترتب على هذا طباعة وتوزيع الكتب دون مراعاة حقوق الملكية الفكرية، ودون مساءلة قانونية من الجهات المسئولة، بما يسهم فى انتشار ظاهرة الكتب المزورة، تلك المتاحة إلكترونيًا على منصات قراصنة الإنترنت».
أما الصعوبات الاقتصادية فتتمثل فى عدم استقرار سعر صرف الدولار، وما يترتب عليه من تصاعد مستمر فى تكاليف الطباعة من ورق وأحبار وغيرها من الخامات والمصنعيات التى تدخل فى صناعة الكتاب، وفق مدير النشر فى «ديوان».
وواصل: «حقوق النشر والترجمة تُسدد للناشرين والوكلاء الأجانب بالدولار وفقًا لحجم مبيعات الكتاب، والتى يُحصّلها الناشر على مدار عام كامل بالعملة المحلية، ثم يأتى وقت السداد فيجد سعر الصرف قد ارتفع ارتفاعًا يتسبب فى تآكل ربحيته بدرجة قد تلحق به خسائر جسيمة».
وواصل: «هناك أيضًا صعوبات لوجستية، تتمثل فى صعوبة وتكلفة توزيع الكتب فى الأقاليم، ما يترتب عليه زيادة فى تكلفة الكتاب الأصلى، وإفساح المجال للكتب المزورة، التى لا تراعى حقوق الملكية الفكرية للناشرين والمؤلفين».
على راشد «المحرر»: ارتفاع أسعار الورق وخامات الطباعة
![](/Upload/libfiles/0/8/668.png)
اشتكى على راشد، مدير دار «المحرر» للنشر والتوزيع، من عدة مشكلات تواجه الناشرين، خاصة فى السنوات الثلاث الأخيرة، على رأسها ارتفاع أسعار الورق وخامات الطباعة، التى ترتبط بسعر الدولار، بما يعود بالضرر على صناعة النشر ككل.
وأضاف «راشد»: «ارتفاع أسعار الورق والخامات يؤدى إلى ارتفاع سعر الكتاب، الأمر الذى يؤثر على مبيعات الناشرين، لأن القارئ له احتياجات أخرى كلها مرتفعة، وتؤدى إلى خفض مشترياته من الكتب الورقية، فيتجه إلى الكتاب الإلكترونى أو المزور والمقرصن، ما يعود أيضًا بالضرر على الناشرين».
وأكد ضرورة دعم الدولة لصناعة النشر، مع أهمية الاتجاه إلى صناعة الورق داخل مصر، إلى جانب دورها فى الدعاية للكتاب والاهتمام به بصورة أكبر، خاصة أن مصر أكبر دول العالم العربى إنتاجًا للكتب، ولا بد أن تظل كذلك، وهو ما لن يحدث سوى بدعم صناعة النشر.
وواصل: «يمثل توزيع الكتب داخل وخارج مصر، سواء فى المكتبات أو عبر منصات البيع، أزمة أخرى، ما يؤدى إلى عدم تحقيق المكتبات المبيعات المطلوبة، بالتالى إغلاق الكثير منها»، مؤكدًا أن «الكثير من الناشرين تركوا هذه الصناعة بسبب المشكلات المادية».
![](/Upload/libfiles/0/8/626.jpg)
هالة البشبيشى «الهالة»: منافذ التوزيع ضرورة
![](/Upload/libfiles/0/8/669.png)
لم تختلف هالة البشبيشى، مدير دار «الهالة» للنشر والتوزيع، عن سابقيها بشأن ارتفاع أسعار الورق وتكاليف الطباعة، باعتباره أكبر أزمة تواجه الناشرين فى الوقت الحالى، مؤكدة أن كل مُدخلات النشر ارتفعت أسعارها بصورة كبيرة.
وأضافت مدير دار «الهالة»: «هناك مشكلة أكبر تتعلق بمنافذ التوزيع، ما يلزم وجود سوق بديلة، هى الـ(أونلاين)، لكن هناك قراء ما زالوا يفضلون الكتاب الورقى، فحتى سوق الكتب الإلكترونية ليست رائجة بالصورة المتوقعة، بالتالى نحتاج لمنافذ توزيع تخدم القراء فى أماكن كثيرة».
شريف بكر «العربى»: انخفاض القراء الأزمة الأكثر تأثيرًا
![](/Upload/libfiles/0/8/670.png)
لدى شريف بكر، مدير دار «العربى» للنشر والتوزيع، رؤية مختلفة بشأن أزمات النشر فى مصر، فهو يعتبر أن المشكلة الأساسية تتمثل فى انخفاض عدد القراء، مشددًا على أن «زيادة عدد القراء تسهم فى وجود سوق قوية للكتاب، بما ينعكس إيجابيًا على دور النشر».
وأضاف «بكر»: «هناك أعداد غفيرة تزور معرض الكتاب، لكن معدل الشراء انخفض مقارنة بالأعوام الماضية، وهذا أمر يجب النظر إليه ومعرفة أسبابه، التى ربما يكون التعليم على رأسها».
وواصل: «نحن ٣٦٥ مليون نسمة فى الوطن العربى، ويزور معرض القاهرة ١٪ فقط من كل هذا العدد، وهو رقم كبير جدًا مقارنة بما نراه فى المعارض الأخرى، فكيف يكون هذا الرقم ونحقق تلك المبيعات المنخفضة».
واعتبر أن الحل فى بيع الكتاب خارج مصر، لتعويض الأرقام المنخفضة بفارق العملة، مع العمل على نشر أكبر عدد ممكن من الكتب فى الداخل، ومحاولة الوصول بها إلى القراء فى مختلف مناطق الجمهورية، بما يسهم فى زيادة حجم المبيعات.
ونبه إلى ضرورة دعم الدولة لصناعة النشر، خاصة ما يرتبط بحل المشكلات المتعلقة بأسعار أجنحة المعارض.
أيمن شرف «الترجمان»: رواج سوق الكتب القديمة الرخيصة
![](/Upload/libfiles/0/8/672.png)
ارتفاع التكلفة هو الأزمة الأساسية التى اشتكى منها أيضًا أيمن شرف، مدير دار «الترجمان» للنشر والتوزيع، الذى قال: «مستلزمات إنتاج الكتب مثل الورق وأحبار الطباعة كلها مستوردة وعليها جمارك، ما يؤدى إلى ارتفاع تكلفة طباعة أى كتاب، بالتالى ارتفاع سعر الكتاب على الجمهور، بالتزامن مع عدم قدرة الكثير من الناشرين على بيع كُتبهم للجمهور بشكل مباشر».
وأضاف مدير دار «الترجمان» للنشر والتوزيع: «نتيجة ذلك كله كان توقف الجمهور عن التعامل مع الناشرين، والتوجه إلى بائعى الكتب الرخيصة، ورواج
سوق الكتب القديمة، أو الكتب التى مرت عليها فترة كبيرة وتُباع بأسعار رخيصة».
وواصل «شرف»: «الأزمة الثانية تتمثل فى توقف المؤسسات والجهات الحكومية، والمكتبات العامة والتابعة للجامعات والوزارات مثل التعليم والثقافة، عن
الشراء من دور النشر الخاصة بنسبة كبيرة، بعد أن كانت موردًا أساسيًا للناشئين فى وقت ما».
أما الأزمة الثالثة فتتمثل فى منع دول عربية بعض الكتب التى تحمل قدرًا من «التحرر والانفتاح» فى محتواها.
وأتم مدير دار «الترجمان» بقوله: «الأزمة الأخيرة تتعلق بالكتب المترجمة، التى نحتاج إليها بشدة فى ظل ضعف المحتوى المصرى، لكن تكلفة هذه الكتب كبيرة، لذا تحتاج إلى دعم لا يتوافر بسهولة لدى كثير من الناشرين».
![](/Upload/libfiles/0/8/627.jpg)
رباب فؤاد «الفؤاد»:عدم تكافؤ الفرص مع الدور الحكومية
![](/Upload/libfiles/0/8/671.png)
رأت رباب فؤاد، مديرة دار «الفؤاد» للنشر والتوزيع، أن ارتفاع التكلفة من أكبر التحديات التى تواجه صناعة النشر، ما يؤدى إلى ارتفاع السعر النهائى لسلعة تبدو فى المقام الأول ترفيهية.
وأرجعت «رباب فؤاد» ارتفاع التكلفة إلى تباين أسعار الصرف، فى ظل أن الخامات أغلبها مستوردة بالعملة الصعبة، فضلًا عن وجود احتكار وتحكم فى الأسعار من قبل بعض الموردين لخامات الورق والأحبار، خاصة وقت المعارض.
وأضافت: «لذلك اتجهت أغلب دور النشر إلى التطبيقات الإلكترونية، التى تتيح للقارئ الاطلاع على أكبر قدر ممكن من الكتب باشتراك شهرى أو سنوى. ورغم الاستفادة الجانبية من هذه التطبيقات، كانت سببًا فى تراجع المبيعات الورقية».
وقالت: «نحن بحاجة إلى دعم الجهود الفردية التى تبذلها بعض الجهات والصالونات الأدبية الخاصة للترويج للأدب الجاد والأعمال التى تستحق الاقتناء والقراءة، وكذلك دعم دور النشر الخاصة عبر منحها فرصًا متكافئة مع الدور الحكومية، التى تحظى بدعم مالى ضخم يهدد بإيذاء دور النشر الشابة التى لا تملك نفس الفرص»، متمنية أن تعود الجهات الحكومية والمكتبات المدرسية والجامعية للشراء من دور النشر الخاصة، دون الاكتفاء بالدور الحكومية فقط.
محمد شوقى «عصير الكتب»: إنشاء مكتبات فى المحافظات
![](/Upload/libfiles/0/8/673.png)
قَسّم محمد شوقى، مدير دار «عصير الكتب» للنشر والتوزيع، الصعوبات التى تواجه صناعة النشر إلى ٣ أجزاء، خاصة بالناشرين والقراء والكِتاب.
وقال «شوقى»: «فى الجزء الخاص بالكِتاب، هناك ظروف اقتصادية ضاغطة على دور النشر التى تحتاج لتوفير كل مستلزمات الطباعة، ومع ارتفاع أسعارها، تضطر إلى رفع سعر الكُتب، ما يؤدى بدوره إلى تراجع معدلات الشراء»، معتبرًا فى الوقت ذاته أن هذه الأزمة لها جانب إيجابى، يتمثل فى عمل الناشرين على انتقاء الأعمال التى ينشرونها، ما أسهم فى رواج الأعمال الجيدة. وفيما يتعلق بالجزء الخاص بالقارئ، تتمثل الأزمة فى عدم توفر الكتب فى المحافظات، وفق مدير دار «عصير الكُتب»، الذى أضاف: «يمكن أن تحل المؤسسات الحكومية ذلك بتوفير منافذ توزيع لإيصال الكتاب إلى الجميع، ومشاركة القطاع الخاص بإنشاء مكتبات، فضلًا عن إقامة معارض فى مختلف المحافظات، خاصة فى الصعيد المحروم».
![](/Upload/libfiles/0/8/628.jpg)
أحمد مؤمن: «مدبولى»: نحتاج إلى مصنع ورق
![](/Upload/libfiles/0/8/674.png)
قال أحمد مؤمن، حفيد مؤسس مكتبة «مدبولى» الشهيرة، إن الناشرين يشترون خامات الكتب من الخارج، من ورق وأحبار وغيرهما، إلى جانب تكاليف أخرى، ما يسهم فى رفع سعر الكتاب على القارئ.
وأضاف «مؤمن»: «هناك مصانع ورق فى مصر، لكنه ورق الصحف وغيرها، وفى المقابل لا يوجد مصنع للورق الخاص بالكتب، رغم حاجتنا لمثل هذا المصنع، حتى يمد الناشرين بخامة ورق جيدة تصلح للطباعة».
وواصل: «الناشر مضطر لحساب تكلفة الكتاب، وإضافة هامش ربح، لذا يكون سعر الكتاب مرتفعًا»، معتبرًا أنه «رغم وجود إقبال على شراء الكتب، لكنه ليس بنفس قوة الأعوام الماضية، ما يؤثر على الصناعة ككل». وشدد على ضرورة وجود حلول توفر مُدخلات الصناعة من ورق وأحبار طباعة وغيرها، لأن القارئ فى حاجة إلى كتب، والناشر فى حاجة للطباعة والبيع، فى عملية تكاملية تحتاج لحلول عملية من أجل استمرارها دون توقف.
خالد لطفى «مكتبة تنمية»:خصومات لتشجيع الشراء
وصف خالد لطفى، مؤسس «مكتبة تنمية»، مشكلات النشر بـ«العديدة»، على رأسها ارتفاع أسعار الورق وأحبار الطباعة، مشيرًا إلى محاولة الناشرين تقديم خصومات كبيرة فى صالح القارئ للتغلب على أزمة تراجع الشراء.
ورأى «لطفى» أن القدرة الشرائية منخفضة بالفعل، وأسعار الكتب مرتفعة نسبيًا بسبب ارتفاع أسعار مُدخلات النشر، حتى زاد سعر بعض الكتب من ٥٠ إلى ٣٠٠ جنيه، لكن طالما أنك تقدم محتوى جيدًا ستجد الجمهور حتمًا.
فارس خضر «الأدهم»: الناشر الصغير «سمك وسط حيتان»
قال الدكتور فارس خضر، مدير دار «الأدهم» للنشر والتوزيع، إن الصعوبات التى تواجه الناشر الصغير كثيرة جدًا، فى ظل عدم وجود يد داعمة، سواء رسمية أو أهلية، إلى جانب الظروف الاقتصادية الضاغطة، فضلًا عن وقوعه فريسة للمكتبات ومنافذ التوزيع، مُشبهًا الناشر الصغير بـ«السمك وسط الحيتان الكبيرة»، والذى عليه أن يصارع الأمواج لكى ينجو.
وأضاف «خضر»: «الغريب أنه عندما يأتى مهرجان ثقافى كبير مثل معرض القاهرة للكتاب يتساوى الجميع فى مقابل إيجار الأجنحة، سعر المتر واحد للصغير والكبير»، متسائلًا: «هل يُعقل هذا؟». وواصل: «يجب أن يكون هناك دعم حقيقى للناشرين من الدولة، مع تسهيل طرق شراء الكتب منهم وتوزيعها فى المكتبات، وهو ما لا يحدث إلا لمن يملك علاقات قوية من الناشرين».
محمد شديد «الكنزى»: المغالاة فى أسعار الأجنحة.. وقلة المكتبات
![](/Upload/libfiles/0/8/675.png)
قال محمد صلاح شديد، مدير دار «الكنزى» للنشر والتوزيع، إن الكتاب نفسه هو أهم ما يواجه دور النشر من صعوبات، فى ظل ارتفاع تكلفة مُدخلات نشره من ورق وأحبار، إلى جانب المغالاة فى أسعار أجنحة المعارض المصرية والعربية، فضلًا عن تكاليف السفر للمشاركة فى المعارض الخارجية.
وأضاف «شديد»: «هناك أزمة أخرى تتعلق بقلة المكتبات، مع الحاجة إلى منافذ توزيع تحتمل كل هذا الكم من الناشرين، وهو أمر يستدعى تدخل هيئات حكومية لتولى هذه المهمة، حتى يكون الكتاب فى كل مكان، بما فيها المحافظات الحدودية، فمن حق كل مصرى أن يقرأ ما يصدر حديثًا».
وأتم مدير دار «الكنزى» بقوله: «حين نُصدر الكتاب المصرى إلى الخارج فنحن نصدر أهم ثقافة على الأرض، الثقافة المصرية، التى يعرفها الجميع ويقدرونها، وهو أمر يتطلب دعم صناعة لنشر باعتبارها من سبل تصدير هذه الثقافة العظيمة».
إبراهيم أحمد «كتوبيا»: مستلزمات الطباعة الكارثة الكبرى
![](/Upload/libfiles/0/8/676.png)
«القارئ الذى كان يأتى إلى معرض الكتاب بـ٥٠٠ جنيه، ويشترى بها العديد من الكتب، أصبح الآن لا يشترى سوى كتابين بنفس المبلغ».. بهذه الحقيقة الصادمة بدأ إبراهيم أحمد عيسى، عن دار «كتوبيا» للنشر والتوزيع، حديثه عن الأزمات التى تواجه صناعة النشر الآن.
وقال «عيسى»: «المشكلة الأساسية التى تواجه صناعة النشر هى ارتفاع أسعار الورق ومستلزمات الطباعة بصورة كبيرة، فى ظل التغير المستمر لسعر الدولار، وإن كان قد استقر فى الآونة الأخيرة، ما يؤدى إلى زيادة أسعار الكُتب بالتبعية».
وأضاف: «صناعة النشر فى مصر والوطن العربى هشة جدًا، وتعرضت إلى فترات صعبة للغاية، مثل فترة جائحة فيروس كورونا التى تسببت فى خسائر كبيرة جدًا، ولا يزال أثرها باقيًا حتى الآن، لكن هناك فعل مقاومة مستمر منعًا لانهيار هذه الصناعة المهمة».
كما أشار إلى أزمة أخرى تتمثل فى قلة المكتبات مقارنة حتى مع فترات سابقة، مضيفًا: «هناك عدد محدود من المكتبات، ولا بد أن تزيد بصورة أكبر، وأن يكون هناك أكثر من منفذ للبيع فى كل محافظة.
سيد شعبان «تشكيل»: الكتب المزورة منتشرة أكثر من الأصلية
![](/Upload/libfiles/0/8/677.png)
اعتبر سيد شعبان، مدير دار «تشكيل» للنشر والتوزيع، أن أكبر مشكلة تواجه الناشرين، هى «القرصنة» بأنواعها، فى ظل نشر وتوزيع كُتب إلكترونية وصوتية على نطاق واسع، دون منح حقوق المؤلف والناشر، ما يؤدى إلى «قتل» الكتاب الورقى.
وأضاف «شعبان»: «لا ننسى كذلك ظاهرة تزوير الكتب الأصلية، وانتشار هذه الكتب المزورة أكثر من الأصلية نفسها، ورغم أن مجهود اتحاد الناشرين المصريين، بالتعاون مع الأجهزة الأمنية لضبط المزورين، لا تزال هذه الجريمة تُشكل عائقًا كبيرًا أمام صناعة النشر».
وواصل: «بالنسبة للورق وارتفاع أسعاره، نتمنى أن يكون صناعة محلية بإشراف اتحاد الناشرين، لأن هذه الأزمة من أكثر الأمور المؤرقة للناشرين المصريين».
يوسف المصرى «المصرى»: الصعوبات تبدأ بتأسيس دار النشر
![](/Upload/libfiles/0/8/678.png)
رأى يوسف المصرى، مدير دار «المصرى» للنشر والتوزيع، أن هناك مشكلات عديدة تتعلق بصناعة الكتاب، منذ استخراج الأوراق الرسمية اللازمة لتأسيس دار النشر، مرورًا بالمشكلات المتعلقة بأرقام الإيداع.
وقال «المصرى»: «يستغرق الحصول على أرقام الإيداع وقتًا طويلًا مقارنة بما مضى، حتى يمكن أن يتطلب الحصول على رقم إيداع واحد أسبوعًا كاملًا»، متسائلًا: «هل السبب فى ذلك ضغط كتب أم قلة موظفين؟». وأضاف: «هناك العديد من الصعوبات الأخرى على رأسها ارتفاع أسعار الورق بشكل مهول وغير محكوم، إلى جانب الخامات الأخرى ومنها أحبار الطباعة»، معتبرًا أن «الأمر مقلق بشدة ويحتاج إلى تدخل الدولة لدعم صناعة النشر، وهو الدعم الذى يمكن أن يكون من خلال مكتبات أو منافذ توزيع وغيرها». ونبه إلى وجود تخوفات مستقبلية تتعلق بتعامل الكُتّاب مع الذكاء الاصطناعى لتحرير أعمالهم، مضيفًا: «صحيح أن العمل المُحرر بالذكاء الاصطناعى يمكن التعرف عليه الآن، لكن الخوف من تطوره إلى حد محاكاة القدرة البشرية فى الكتابة، بما يؤثر بالطبع على عمل دور النشر».
محمد جميل «كيان»: إقامة 1000 مكتبة فى المحافظات
![](/Upload/libfiles/0/8/679.png)
اتفق محمد جميل صبرى، مدير دار «كيان» للنشر، على أن موضوع القرصنة وتزوير الكتب هما أهم الصعوبات التى تواجه الناشر عمومًا، وليس المصرى فقط، معتبرًا أن انتهاء القرصنة بكل أشكالها يفيد الناشر والقارئ على حد سواء، فالناشر يبيع كتابه، والقارئ يقرأ نسخة جيدة جدًا غير النسخ المطروحة فى الأسواق بصورة سيئة.
وأضاف «صبرى»: «دعم الدولة صناعة النشر مهم جدًا، وأرى أنه يتطلب إقامة ما لا يقل عن ١٠٠٠ مكتبة فى المحافظات، لتغطية كل هذا الكم من الكُتب، وتوزيعها فى كل مكان، وليس فى العاصمة فقط».
أحمد بدير «الشروق»: التزوير أكبر مشكلة
![](/Upload/libfiles/0/8/680.png)
التزوير هى المشكلة الأكبر التى تهدد صناعة النشر، وفقًا لمدير عام دار «الشروق» متحدثها الرسمى، نائب رئيس اتحاد الناشرين المصريين، أحمد بدير، باعتباره خطرًا يهدد صناعة النشر ككل، ويعتدى على حقوق المؤلف والناشر والإبداع بصفة عامة.
وأضاف «بدير»: «الحقيقة أن هناك دورًا كبيرًا لاتحاد الناشرين فى وقف علميات القرصنة والتزوير، على مدار الأعوام الماضية، لكنّ هؤلاء المزورين كُثر، ويحتاجون إلى ردع حاسم».
ورأى أن المشكلة الأخرى تتمثل فى قلة منافذ التوزيع، ليس فى مصر فقط بل على مستوى العالم العربى كله، معتبرًا أن غياب المكتبات العامة وراء هذه الأزمة، رغم مساهمتها فى صناعة النشر.
أما المشكلة الثالثة فهى زيادة أسعار مستلزمات الطباعة، فى ظل استيراد معظمها من الخارج بالدولار، لذا حين يرتفع سعر العملة ترتفع هذه المستلزمات بالتبعية، وهو أمر يضاعف سعر الكتب، على الناشر والقارئ معًا.
عماد العادلى «غايا»: أقترح إقامة معرض فى كل محافظة
![](/Upload/libfiles/0/8/681.png)
اعتبر عماد العادلى، مدير النشر فى دار «غايا»، أن المشكلة الأساسية أمام الناشرين هى الارتفاع الكبير فى أسعار الورق والأحبار وغيرها من مدخلات الصناعة، الذى يدفع الناشر مضطرًا إلى رفع سعر الكتاب لتحقيق ربح يُعينه على مواصلة حياته، وهو ليس كبيرًا بالمناسبة، لكنه يكون غير مناسب لفئات عديدة من القراء. وقال «العادلى»: «مجهودات الدولة عظيمة، ممثلة فى هيئات النشر الرسمية، مثل هيئتى الكتاب وقصور الثقافة، التى ما زالت أسعارها معقولة، لكنها مؤسسات غير هادفة للربح، وهدفها الأساسى نشر الثقافة والمعرفة، وينبغى أن يتزامن دعمها مع دعم مماثل لكل الكيانات الخاصة، التى تعانى جدًا فى ظل ارتفاع مُدخلات الإنتاج». وشدد على ضرورة فتح أسواق جديدة للكتاب، وتخصيص مكتبات فى قصور الثقافة بالمحافظات المختلفة لتوزيع إصدارات الدور الخاصة، لتصبح منافذ بيع إضافية خارج القاهرة، وبما يسهم فى وصول الكتاب لكل ربوع الجمهورية، خاصة الكتاب النوعى المختلف مقترحًا فى السياق ذاته إقامة معارض خارج القاهرة، تحاكى معرض القاهرة الدولى للكتاب.
فتحى المزين «ليان»: استغلال مكتبات «حياة كريمة»
![](/Upload/libfiles/0/8/682.png)
ارتفاع أسعار الورق والطباعة هى نفس الأزمة التى تؤرق فتحى المزين، مدير دار «ليان» للنشر والتوزيع، التى وصفها بأنها «أكبر الأزمات التى تؤثر على صناعة النشر». وأشار «المزين»، كذلك، إلى ارتفاع إيجارات أجنحة العرض فى معرض القاهرة الدولى للكتاب، قائلًا: «نحن نتفهم ضرورة رفع الإيجارات، فى ظل ما تعانيه هيئة الكتاب لإخراج الحدث بأفضل صورة، لكن هذا يؤثر فى أسعار الكتب والمبيعات بالتبعية دون أدنى شك». وأضاف مدير دار «ليان»: «حقيقى أن اتحاد الناشرين وهيئة الكتاب لهما دور فى مواجهة هذه الأزمة، لكن ما زالت لدينا تخوفات من ارتفاع إيجارات الأجنحة بصورة أكبر فى المستقبل»، مقترحًا استغلال مكتبات «حياة كريمة» وغيرها كمنافذ توزيع لدور النشر الخاصة. وانتقد «المزين» غياب الدعاية الكافية لمعرض القاهرة الدولى للكتاب، أكبر سوق عربية لبيع الكتاب، خاصة فى الطرق والأماكن العامة، معتبرًا أن المعرض قادر على استقبال أكثر من ١٠ ملايين قارئ.ش