ذكرى من الذكرى
عشقت الرملة فى اللفة
وملح المية يعشقنى
ركبت القلع والدفة
ومن دا الحب زاد شأنى
سقانا البحر إيد من إيد
ولملم فرطنا عناقيد
وعشش سقفنا غابة
وخضر بيتنا لبلابة
وكنا نعاكسه ونغازله
نطب نقب.. نغمز له
وعشنا العمر من غزله
لحقنا الوزنة ف الغطيان
ماكتش الوقه لينا ميزان
ولا السماك فتح دكان
وكان بالجمبه برغوتنا
كأن الزرعة من غيطنا
عاشرنا الدهنة مبرومة
فى رصة صاجة مزحومة
ساعات نحشيها نربطها
ساعات فى الملح نخلطها
ولما بتحكم السهرة
تطب الحنجلة الخضرة
نكوم جنب قراصة
وجنب ف عضم ومصاصة
وقبل الفجر يصحوا له
عشان يصطبحوا بخلوله
ولما يروح علينا النوم
نقوم نصحى منين ما نقوم
على أصناف منادية
ما بين فايت بتمرية
وبين جلاش وخد جميل
وكان الندة له مواويل
وكل الطبل كان معروف
أمير طبلة الخرشوف
من الطبلة اللى ع الكهنة
وياما العشق توهنا
وجابوا منادى يندهنا
وكل منادى له حارة
وساعة العصر طيارة
نطيرها بحبل غسيل
نرص أمواسنا جوا الديل
وساعة الحرب كت تركب
وينفد منها مين يهرب
نشيل للضامه كرتونة
ونحلة تلف مسنونة
ولعب الطظة كان كارنا
ما حدش يتقنوا غيرنا
صاحبت السلك والطبلة
وياما هربت م الأبلة
وشيلت الفخ والمنيح
يلازمونى منين ما أسرح
وكم درجت من بقير
يفوت موسم وألاقى الطير
على عشى القديم يخبط
بحتة غزل متلخبط
أصيد م المية ميت بطحوش
وألم أصحابى وسط الحوش
فى عز الناس ما بتقيل
تشوفنى ف وسط ميت عيل
تقول عنى كما الأراجوز
تلاقى ف جيب غطا كزوز
وجيب تانى نقى وطباشير
أخطط جون وأشيل مسامير
وأستك نبلة بيلسوع
لواحدة تكون بتتأسوع
مع واحد خشب ممروع
ولو نادى فى بطنى الجوع
لانا مروح ولا مذاكر
لأنى برغم دا شاطر
وكان القلب له دقة
بسيطة وضفتين رقة
وكان لسه عمود النور
خشب وهدومى من دمور
ألغمط روحى فى الرملة
لأن السقا كان يملا
صفيحة الميا بالمليم
ويدى لكل بيت تعاليم
عشان الملو كان بالدور
ولو مرة يفوت حنطور
تلاقينا ولا الزفة
ولو واحد شايل قفة
لا بد نبص إيه فيها
يا نقلبها.. يا نخفيها
وكان الطوب يضاحكنا
وكل بيوتنا مش ساكنة
شقق كت فاضية تتبخر
بمية بحر أو عنبر
وكان مصروفى قرش أحمر
يفوت عثمان بلب أسمر
وحبة فول من أيامها
سنانى الطعم فى اخرامها
كتير أيام جميلة.. تفوت
وناس بتعيش وناس بتموت
ماحدش غنى لخلوله
وخللى لسانها يترقص
أنا غنيت لماضى وراح
وخدت سيجارة م السياح
ودقت الكستنة تفاح
وطول عمرى باعيش ذكرى
ما غيب عنها
فى يوم وارتاح.