الخميس 21 نوفمبر 2024
المحرر العام
محمد الباز
المحرر العام
محمد الباز

قبل المنعطف الأخير

المنعطف الأخير
المنعطف الأخير

هكذا.. متعلقًا بخيط دخان السيجارة التى فى يد.. كشعلة وهج النار، تلهب ما تبقى منك على مخدعك، تترك ما تبقى من الليل للنهار القادم.

مين ترميك فى أول هذا الشارع المترهل بالمارة، السيارات، شبورة الماء.. وقصيدة لم تكتمل بعد..

هكذا، فاتحة النهار.. المنعطف الأخير من هذا الشارع.. وتلك المرأة المتحركة داخل ملابسها، وقصيدة لصديقك محمد النادى، لذا، أقصد فى مشيك، غنّى أغنية كى تستطيع الوصول إلى المنحدر الوسط بين ملتقى الثلاثينى ومحمد على.. فأنت لم تكن فى أرفع نزواتك حتى تتبع تلك المرأة.

هيا.. استبدل أصدقاءك، الطريق، وتلك المرأة، ثم ادخل برجلك اليمنى، اجلس.. هكذا.. صلّ!

لم يكن الله معك.

ولم يقِكَ حر الشمس، ولم يتبعك وسط زحام الناس، وكلاكسات الميكروباصات، حيث تدلت من أعمدة النور يافطة.. أو يعصمك من تلك المرأة، وأمواج الجنس، ولم يمسح عنك العرق المدلى فوق رباط حذاء أخيك الذى سافر للعمرة من عشر سنين، لم يعرفك الآن، فأنت حليق اللحية. 

حين بزغ فجر، صارت نتف السحب هلامًا، تبصق فى وجهك تلك المرأة.

حين رأيت أخاك على شاشات التليفزيون يمارس معها الجنس، وينعتك بالزندقة.. لم تكتمل القصيدة.

هكذا.. دائمًا.. عند المنعطف ما بين امتداد الشارع، وهذه الأعمدة، يطالعك بوجهه من صورة معلقة، من شاشة التليفزيون، من الصحف، المجلات من.. ومن نافذة البيت، ومن عند الجيران يبارك لك أعماله ويتهمك بالكسل.

هكذا.. يجعلك فى أدنى نزواتك، لتتبع كل أغانى الموضة، ومتشات الكورة حتى لا تعرف فاصلة بين الكلامات.. ثم تقرأ قصيدة محمد النادى.. وتقارن.

يدفعك أخوك الذى حضر دون استئذان.. أن تخلع نعليك أمام لحيته، لتناديه يا «حاج».. وترى رباط حذائه ما زال يحمل عرقك.

ها أنت عند منعطفك الأخير، تسير بمحازاة الشارع، حيث المارة، السيارات، الميكروباصات، الكلاكسات، الشمس المحرقة.

يدب فى قلبك لغط الخطوات لتتلقى كل هذا القهر الممتد منك إليك لتغوص حتى أذنيك فى بحر لا تعرف شواطئه.

وها أنت تواجه بكل هذا الجسد المثقل بالكسل، تلك المرأة التى ما زالت تتحرك داخل ملابسها.. تغريك. 

هل أنت الآن فى أرفع نزواتك حتى تتبعها؟!