فى انتظار الخلاص
تزوجينى دون أن ألمسك لنلد مسيحًا نعيش تحت ظله نتحرر من قضباننا.
عشنا عامًا أو عامين لا أذكر ربما عشرة أعوام كنت أنتظر فيها مجىء المسيح.. لم يعرف أحد أننى لم أمسها بعد.
يومًا ذهبت إلى البيت، بعد قضاء ليلتى فى الحانة، كما كنت أفعل كل يوم، وجدت زوجتى حزينة، سألتها عن ضباب عينيها، فأفصحت لى عن علمها للتو أنها فى انتظار أن تلد.
ياااه...لم أتمالك من فرحتى أن أثبت قدمى، وجدتنى متجهًا نحو الحانة، شربت حتى الثمالة، أضحك وتصاحب ضحكاتى، ضحكات، ومن يسألنى، أفصح وأصيح، إننى أب للمسيح، أنا أب للمسيح.
كان يوم برد ومطر، ذهبت إلى البيت بعد أن خرجت من الحانة كعادتى، فوجدت زوجتى مستيقظة على غير عادة، تخبرنى أن بجوارنا فتاة زانية، قلت: كيف عرفت؟ قالت: إنها تلد.
حينها مالت رأسى على كتفى وتحشرجت الأفكار فى حنجرتى..
هل المسيح مسيحى والفتاة زانية، أم المسيح مسيحها وزوجتى..
الطفل ميت؛ هذا ما يزعمه جيراننا.. لا بل هو بالحرى ميت، إذن فالمسيح مسيحى.
مسيحى فى عامه السابع، لكنه وإلى الآن لم يع قط، كان مسيحيًا قلت فى ذلك حكمة، وربما لم يبدأ رسالته بعد. فعلمته القراءة والكتابة، وأعطيته ورقًا وقلمًا ليكتب أنجيلًا.
يومًا كان يكتب، أخذت من بين يديه الورقة كى أقرأ، فقرأت كلمتيه أمل، وعمر..
آه... ربما يتخذهما تلاميذ ربما أتخذاه معلمًا.
مسيحى فى عامه العاشر، يومًا دخلت غرفته لأتبارك منه كما كنت أفعل صباح كل يوم، وجدته ميتًا.
حينها لم أعتقد أنه ليس المسيح، لكننى ذهبت كى أبحث عن أمل وعمر.
شتاء
المطر يتساقط، يفتح أذرار قميصه موجهًا صدره للرياح، لا يبالى.
تذكر إنه عطشان، ضم أصابع يديه على بعضها يلملم قطرات المطر من حوله، تمتلئ يداه، يشرب، يكرر، تجف السماء، ينظر إليها، يقول بصوت خافت: لم أرتو بعد.