راجح داوود: سيد حجاب شاعر البسطاء وكانت له مدرسته الخاصة
«يا روايح الزمن الجميل هفهفى وخدينا للماضى وسحره الخفى»، كلمات حملت من الرقة والعذوبة ما جعلها خالدة فى تاريخ تترات المسلسلات، وذلك فى رائعة مسلسل هوانم جاردن سيتى والذى عُرض على جزأين لعامين متتالين العام ١٩٩٧، كلمات نجح كاتبها سيد حجاب فى صبغها بطبيعة المسلسل الهادئة الذى دارت أغلب أحداثه فى الحى الهادى جاردن سيتى فى فترة الخمسينيات، كلمات وجدت أنامل ذهبية لتعزفها بقيادة الملحن الكبير راجح داوود الذى وصف فى حواره لـ«حرف» الشاعر الكبير بأنه إحدى علامات الفن المصرى من حيث الرقى والثقافة.
شاعر وصديق راقٍ ومثقف، هكذا استهل الملحن الكبير راجح داوود حديثه عن الشاعر الكبير، مؤكدًا أنه على الرغم من تعاونهما فى عمل فنى واحد من إنتاج التليفزيون المصر وهو «هوانم جاردن سيتى»، إلا أنه جمعتهما صداقة وثيقة للغاية وكان بينهما لقاء ودى شبه دائم بصحبة عدد من الأصدقاء ما وطدت علاقتهما بشكل كبير.
وأضاف «داوود» أن الشاعر الكبير سيد حجاب كان يمتلك رونقًا خاصًا به فى كتاباته، علاوة على مدرسة شعرية وفنية خاصة وقدرة على التفاعل مع جميع الطبقات والأفكار الجديدة، بالإضافة إلى أنه كان قريبًا من البسطاء والمهمشين والعمال والصيادين والفلاحين، حيث من النادر أن تجد شاعرًا غنائيًا كتب لكل طبقات المجتمع وهو ما نجح فيه باقتدار وكفاءة سيد حجاب.
وشدد الملحن الكبير على أن أهم ما ميز سيد حجاب أيضًا قدرته على كتابة الشعر الغنائى، بحيث تتحول كلمات قصائده العامية إلى أغان شبابية وغيرها مما يجد قبولًا لدى المستمعين، مشيرًا إلى أن اهتمام «حجاب» بالكيف على حساب الكم ساهم بشكل كبير فى تميزه وحفاظه على مكانته الفنية الخاصة التى لم تهتز يومًا.