السبت 19 أبريل 2025
المحرر العام
محمد الباز
المحرر العام
محمد الباز

يا عندليب ما تخافش من غنوتك.. إبداعات الجامعات (8)

حرف

يا عندليب ما تخافش من غنوتك

قول شكوتك واِحكى على بلوتك

الغنوة مش ح تموتك.. إنما

كتم الغنا هو اللى ح يموتك!

فليسمح لنا صلاح جاهين بأن نستعير رباعيته الخالدة، ونحن نعود فى الزمن إلى أيامه، حين كانت الصحف قبلة المُبدعين، خاصة طلاب الجامعات، والدارسين فى مراحلها المتقدمة من ماجستير وغيره، الموهوبين فى كتابة الشعر والقصة والمسرح، والقادرين على سرقة الضحكة من فم الحزن بالكتابة الساخرة، وأيضًا أولئك الذين لديهم قدرة على نفخ الروح فى لوحة خشبية صماء، فتدب الحياة فى أوصالها لوحة تشكيلية أو رسم كاريكاتيرى يسحر الألباب والعقول.

جامعاتنا مليئة بالمواهب الإبداعية فى كل المجالات تقريبًا، من دون أى شك، لكنها فى نفس الوقت تعانى غياب ذلك «الصائغ»، الذى اعتدنا على وجوده فى مؤسساتنا الصحفية، بأنامله الخبيرة التى يمكنها إزاحة التراب عن لآلئ هذه الجامعات، من إبداعات تبحث عن فرصة للظهور، وأسماء لا نريد أن «يقتلها» التجاهل ويوقف مسيرتها، من قبل أن تبدأ. 

فى هذه الزاوية من «حرف»، نمد يدنا إلى كل موهوب فى جامعات مصر، من شمالها إلى جنوبها، ومن شرقها إلى غربها، ننشر لهم إبداعاتهم فى الشعر والقصة والكتابة الساخرة، إلى جانب الفن التشكيلى والكاريكاتير، مُرددين ما قاله صلاح جاهين قبل سنوات طويلة: «يا عندليب ما تخافش من غنوتك».

جامعة كفر الشيخ.. إسلام سعد يوسف يكتب: آخر تحديث لنظرية داروين

إسلام سعد يوسف

أنا شاغل بالى ١٢ بال

بيصارعوا فـ بعض

ودماغى بتعطس كوم أفكار 

ومفيش مناديل

تشرب وتزيل

طعم العطسة

فالعدوى بتضرب فى الشرايين 

علشان توصل أعضاء الجسم 

«إنسان».. ودا اسم؟!

وسؤالى بيطير ويا العطسة

فبيخبط على أبواب المخ 

خراطيم الحيرة بتتجمع 

بدأت فى الضخ 

ليه الإنسان محطوط

فوق راس كل التصنيف؟

رغم إنه مميز بالتحريف

ليه الحيوان محسوب إنه

أدنى الطبقات 

وكأن السيد رمى عضمة

لحتة شحات؟

فالأصل السيد كان فاتح 

سلخانة لدم البنى آدمين 

كاتب على الباب إعلان واضح 

«منتج أصلى ومصنوع من طين»

الدم رخيص عند العالم 

بالذات لو كان من بنى آدمين 

شوف كام مليون راحوا فـ طلقة 

وكام وقعوا فـ حضن البنزين 

شوف كام إنسان 

كان ذنبه يكون

إنسان أصلًا

ليه الإنسان بيطُق فـ ضهره جناح الغيظ 

لو يتشبه ويا الحيوان؟

علشان على قد الخير 

فـ قلوب الناس 

ساكن جواها أضعاف من شر 

على قد الحلو فـ بنى آدم موجود المر 

أما الحيوان إنسان لكن

كان طيب زايد عن حده 

ولا فكر يسرق من غيره 

ولا جاله حيوان تانى ورَده 

تمامًا لو حد مسالم 

بيقولوا عليه إنسان غلبان 

أو ببساطة مهوَش إنسان 

شوف كام بلوة

وكان الإنسان هو الجانى 

شوف كام مذنب من بنى آدم 

موصوف بالفعل الحيوانى 

وإحنا الحيوان..

يخجل أصلًا من أفعالنا 

شانقين رقاب الخير لصالح شهوة 

شاقين هدوم الحق فاتكسف يظهر 

شاربين ذنوب الكون فـ قزازة من منكر 

وذنوبنا لابسة فى الأصل توب شفاف

واضح معالم جسمها تحته 

الشر عاش جوانا خد راحته 

خد رخصة درجة أولى سواقة فـ الشرايين 

منفوخة بيه قلوبنا..

زى «الهيليوم» جوا البلالين

طب شوف إزاى خضنا معارك 

على شبر فـ أرض 

وسفكنا دماء

وكأن رقاب الناس لعبة

أو حتى رهان فـ كفوف الغير 

كحجارة النرد

فإزاى الحال مقلوب على بعضه 

وكنا إحنا فـ أول خانة 

رغم إن الخير جوانا لوحة...

لوحة بألوانها البهتانة 

هل ممكن بكرة نلاقى سبيل 

لدخول الخير 

ويجّمع من تانى قلوبنا

كتجميع القش لعش الطير

وزى ما قال «داروين» 

إن الإنسان من أصل قرود 

ودا كله كلام!

أنا مستنى أشوف الإنسان 

هو الإنسان.

جامعة قناة السويس.. خالد أشرف خالد يكتب: أحلام عصافير فى الزنزانة

خالد أشرف خالد

برد…

والليل والورد

أحلام عصافير فى الزنزانة

والبرد العايش جوايا بيجمد فيا الإحساس

وعيون الناس.. مليانة كلام 

مليانة حكاوى وبرد وخوف

الرعشة تصحى الجرح البايس تحت الجلد

يبات مكشوف

عفاريت تتمايل فى العتمة

تتحكم فى الانفاس كتمة

اتقلب على كف الخناس 

ع الهم الطابق على روحي

متعود ويداوى جروحى

بالحلم البردان فى جبينى

الحلم البردان فى جبينى 

يتحقق…

يطلع مش ليا 

وأمد إيديا يشاورولى 

عصافير على كلمة «منهية»

الحلم اللى إنت بتحلم بيه 

عايش جوانا

«يا تعيش إنسان من غير حلمك 

أو تيجى تعيش

عصفور بالحلم فـ زنزانة»!

جامعة القاهرة.. صورة لـ ساندرا جورج

عدسة: ساندرا جورج - جامعة القاهرة

جامعة القاهرة.. يوسف مختار يكتب: قبس من حكايتها

يوسف مختار

فى البدءِ

صَافَحَتِ الخَيَالَ بِلا يدٍ

واسْتَعْطَفَتْهُ فَخَاضَها، وتَوَحَّدا

وَتَنَاقلَ النَّبأَ المَعانِى فِى مَعَانٍ حَادِثَاتٍ 

لَا يُكَفُ بِها المَدَى 

تِلْك الدَّوَائِرُ لَخَّصتْ جَدْوَى الوُجُودِ

وَحِيلَةُ الإِنْسَانِ أنْ يَترَدَّدا

مَا بَينَ شَهوةِ الاكْتِشَافِ وعِبْئِهِ

خوفٌ تَربَّص فى الزَّمانِ فَما بَدَا

وَأَبَى الإِلَهُ

وَمِنْ هُنَا بدأ النِّزالُ المُسْتَحِيلُ

 عَداوةً فِى مَنْ عَدَا 

فسَمَا الخَيالُ

وَعَكَّرَ الصَّفْوَ المُمَوَّهَ بِالحَقِيقَةِ 

وَاسْتَرَاحَ وشَيَّدَا

يَتَسَاءَلُونَ: أَمَا تَبَعْثَرَتِ المَعَانِي

إَثْرَ خوف جَامَدٍ قَد عَرْبَدَا

سُكْرٌ على سُكْرٍ... بلى

إِنَّ المَعَانِى تُجْبِرُ الإِفْصَاحَ أنْ يَتشدَّدا 

قِيلَ: ادْخُلِى الصَّرحَ 

اسْتَقِرِّى فِى الزُّجَاجِ 

فَأَشْعِلِيهِ وَأَيْنِعِيهِ مُمَرَّدَا

وَخُذِى المَجَازَ بِقوةٍ 

كَيْ تُشْبِعِى الجُوعَ القَرِينَ وتُسْكِنِيه مُعَبَّدا

يَا صَرْخَةَ المَكبُوتِ 

فِى جُنْحِ الظَّلَامِ

أَتَاكِ نُورٌ سَرْمَدِى زَغْرَدَا 

والصَوْتُ صَوتِي

الآن يُحْبَسُ فِى يَدِي

كَمْ أَلْجَمَ الخَوفُ القَديِمُ لَنَا يَدَا

فِى زُمْرَةِ الشَّرِ 

الَّذِى مَكَثَ الزَّمَانَ مُقَارِعًا بَين الخَيالِ مُقَيِّدَا

سُلَّت مِنَ الأَحْلَامِ 

رُوحُ شَهِيَّةٍ تَتَضَوَّعُ المَعْنَى المُرَقْرَقَ فِى الصَّدَى

ظَلَّتْ وَمَا يَئِسَتْ

وَأَوْقَدَتِ الحَيَاةَ 

فكان قصدٌ مُبْسَطًا ومُلَبَّدَا

يَحْكِى عَنِ الأَشْيَاءِ 

يَومَ تَجَسَّدَتْ بِالخَطِ

أَوْلَى مَا يَكُونَ مُجَسَّدَا.

جامعة طنطا.. عبد الله على يكتب: سر مُثَلَّث برمودا

عبد الله على 

افردى شَعرك.. 

بكفاية حَبس الليل فِـ تُوكة

لو ألف شوكة بين إيديكى

بتبقى وردة 

وأنا كل مرَّة عينيَّا بتصيب السَّحاب وبتبقى شاردة

بسأل سُؤال

إزاى ملايكَة عادى تتحول بنات؟ 

وبفَرْض إنّى هتوه إذا اتكلمت.. 

أنا بس هسرح فيكى وهكمل سُكات! 

معرفش ليه

أنا كل ما ألمح نجمة 

بنده ليها اسمك.. 

وكإن صورتك جوّا جفنى اتلوّنت

فبقيت بشوفك كل غمضة! 

أنا كنت عز الشمس بردان بالقوى 

حد أما ظهرت ضحكتك، 

شمس البرندا! 

النهارده

قررت أكافئ قلبى

وأهديه انتصارُه

شوفتينى عازِف 

شوفت رمشك خيط 

وأنا قلبى كان محتاج لـ أَوتارُه 

دلوقتى هعزف بيا وأنسى الشوق

أو كل ما ألمح الاشتياق هحضُنك 

دلوقتى هَبنى من الضُّلوع «تايتنك»

وهورِّى «قِيس» إزاى يحِب بجد

وهورى «روميو» نهاية بس بوَرد 

وإن مرَّة زار البرد طرف الليل

هقلعنى لجلك مش كفاية «الچاكيت»!

شوفتك.. 

شوفتك وطن

مِدينى كُلّ الحق

من غير ما أفكر حتى فى الثورة.. 

بصيتى ليا بعينك الفاتنة

فَـأقسمت إن العين من العورة! 

وأنا.. 

أنا كنت تايه

بين بأسيب واتساب 

دلوقتى شايف ملجئى فيكى

من بصة واحدة بقلبى لعينيكى

أدركت أن الرحلة وياكى

رحلِة رحيل م الهم دون عودة! 

من بصَّة واحدة بقلبى جواكى

أدركت إنك إنتى «برمودا»

أدركت معنى ساحبُه للمارين

أدركت إنى 

أحب أكون سكران

لو جوز عيونك فى الحقيقة كاسين!

والسُّكر مش بـ«الويسكي» و«الڤودكا»

السُّكر إجهاض الحياة للعقل 

وأنا بَس بسرح.. فيكى لو مَرة

أنا كنت بلضُم إبرة فى خيوطى

فلقِيت خيوطك هى من كارة! 

رممتى قلبى بطبطبِة قلبك

وبقيتى جنة بزُورها دون جناحات

علشان كدا

أنا بس هسرح فيكى وهكمِّل سكات!

لوحة لـ هايا علاء الدين الهلالي من الأكاديمية العربية للعلوم والنقل البحري