الأربعاء 23 أكتوبر 2024
المحرر العام
محمد الباز
المحرر العام
محمد الباز

«عمتى رئيفة».. نص أدبى نادر لجبرتى الصحافة المصرية صلاح عيسى

صلاح عيسى
صلاح عيسى

بالتأكيد صلاح عيسى لا يحتاج إلى تقديم، فالرجل حول اسمه عبر تاريخ صحفى طويل إلى علامة جودة لا تقارن، ولا تبارى فى الجمع بين حلاوة القلم ودقته.

فمن السهل أن نقول إن صلاح كان كاتبًا كبيرًا أو صحفيًا عظيمًا، وهى توصيفات تنطبق عليه بالضرورة كما تنطبق على كثيرين غيره، زخر بهم تاريخ تلك الصنعة المجيدة منذ بدايتها فى مصر، لكن حينها ستشعر أن مقاس الرجل الفكرى أقيم وأهم من تلك التفخيمات التى فقدت معناها من كثرة استخدامها لمن يستحق ولمن لا يستحق.

من قرأ تناول صلاح للحوادث التاريخية سيشعر بأن هذا الرجل يمتلك عينًا مختلفة ذات قدرات خاصة ترى ما لا يراه الآخرون.. فقصة ريا وسكينة على سبيل المثال كانت مشاعًا يعرفها الجميع، لكن عندما تقع تحت مقصلة قلم صلاح عيسى الساحر ستتحول إلى نص أدبى كامل وليس مجرد رصد دقيق لحادث تاريخى.. فعين صلاح ستتسع وتدقق فى السياق التاريخى للحدث، وتكتشف أنك أصبحت أمام تشريح كامل لمجتمع العشرينيات بدقة متناهية، وأسلوب رائق، يأخذ التاريخ إلى منطقة الأدب الدافئة، ليصير مستساغًا وحلو المذاق، وبلا جفاف معتاد فى مثل تلك الكتابات التى تتناول حوادث التاريخ.

ويقينا أن الأدب خسر صلاح عيسى بقدر ما كسبته الصحافة والتأريخ.. لكن مع ذلك لا يمكن أن نقول إن صلاح لم يمارس الأدب، سواء اعتبرنا أن طريقة سرده لحوادث التاريخ هى أدب فى حد ذاته، أو حتى عندما كانت تنفلت من بين يديه قصة قصيرة هنا أو هناك، مثل ذلك النص الأدبى والساحر الذى ننشره هنا بعنوان «عمتى رئيفة».

نسألكم المتعة فى قراءة تلك القطعة الأدبية النادرة لحائك التاريخ وأديبه صلاح عيسى التى أفرزها من بئر ذاكرته العميقة، حيث الطفولة الثرية فى شوارع قرية بشلا بميت غمر التى تلقفته أرضها وليدًا فى مثل تلك الأيام منذ ٨٥ عامًا، وصارت موطن طفولته الخصبة الثرية التى أصقلت موهبته بالضرورة، وأكسبته تلك العين الثاقبة المدققة التى تستطيع أن ترى ما لا يراه الآخرون.. هيا بنا نقرأ:

عمتى رئيفة

على الرغم من أنها لم تكمل دراستها، وخرجت من المدرسة، وهى بالكاد تعرف القراءة والكتابة، فقد كانت منذ شبابها المبكر، كما كان «طه حسين» فى طفولته، طلعة.. أى محبة للاستطلاع، فحافظت على ما تعلمته ونمت معرفتها بالقراءة.

رحلت عمتى رئيفة عن الدنيا ضمن الأصدقاء الذين رحلوا عنها عام ٢٠٠٨، فلم تنشر الخبر جريدة ولم تدرجه مجلة. ضمن أحداث العام، ولم يرد لها ذكرٌ فى قائمة أسماء الشخصيات البارزة التى فقدتها مصر خلاله، ورحم الله عمنا الأخ «عبدالرحمن بن حسن الجبرتى»، الذى كان يخصص فى كتابه «عجائب الآثار فى التراجم والأخبار»، قسمًا خاصًا فى نهاية أحداث كل سنة يستهله بالقول «وممن مات فى هذه السنة.. ممن له ذكر»، ثم يترجم للراحلين خلالها واحدًا بعد الآخر. ضمن ترتيب لا يخل به أو يخرج عنه. يبدأ بالعلماء ثم الأمراء، ثم أصحاب الوظائف العليا، ثم الأضداد، ثم من له ذكرٌ من العوام وآحاد الناس... ولو أنه كان حيًا يواصل تدوين عجائب آثاره لما أغفل اسمًا ولا درجة فى نهاية عام ٢٠٠٨ قائلًا ورحلت الست رئيفة بنت المرحوم متولى أفندى عيسى من أعيان قرية بشلا، ميت غمر بمحافظة الدقهلية، عن عمر يناهز الثمانين، بعد أن عاشت حياة مليئة بجلائل الأعمال، فأعطت عمرها كله لأسرتها، ترعى الصغير، وتسأل عن الكبير، وتواسى الحزين وتزوج العازب والعانس، وكانت على عكس كثيرات من نساء زمانها حسنة الرأى، حصيفة التبرير، جسورة لا تهاب أحدًا، تحسن تصريف الأمور، مُحسنة خيّرة، تقية نقية.. وحين كان الزمن أربعينيات القرن الماضى كانت عمتى رئيفة «فتاة» جميلة، طويلة القامة لا تكف عن الحركة والضحك، تتنقل بين أنحاء الدار الواسعة التى تجمع بين الأصول والفروع، وتضم ثلاثة أجيال من الأسرة، ولأنها كانت أصغر أبناء الجيل الثانى من أسرتنا ولا تكبرنا نحن أبناء الجيل الثالث إلا بأقل من عشر سنوات فقد كانت الأقرب إلينا.. فكنا نحتشد حولها ونسير فى ذيلها، وننفذ أوامرها، أكثر مما ننفذ أوامر أمهاتنا، فهى التى تلعب معنا وتطارد معنا العصافير، وتكتشف أعشاش اليمام وتعثر على المكان الذى وضعت فيه القطة صغارها بين أكوام قش الذرة فوق سطح المنزل وتدعونا لكى نجلس جوارها على النورج فى موسم درس القمح والسمسم، وتقودنا لكى نلقى بالحجارة على نخلة الجيران، فيساقط علينا رطبًا جنيًا وتحدونا لكى ننشد خلفها نشيدًا كانت قد تعلمته فى المدرسة، يقول مطلعه: «قطتى صغيرة، واسمها سميرة، لعبها يسلى، وهى لى كظلی، تسبق القطار، کی تصيد فأرا» وهى التى تحمينا من غضب أمهاتنا، وتحايلنا حتى تعطينا حقنة فى العضل، أو تضع فى أعيننا «الششم» قبل أن ننام، أو نستحم بالماء الساخن والصابون كل يوم جمعة.

وجاء اليوم الذى اختفت فيه «عمتى رئيفة»، من البيت الكبير، تزوجت من أحد أبناء عمومتها، وانتقلت لتقيم معه فى منزله القريب، فافتقدت دارنا، وأيامنا. ما كانت تشيعه فيهما من بهجة.. ومع أننا كنا نتردد عليها أحيانًا، فتستقبلنا بحفاوة إلا أنها لم تعد تجد الوقت الكافى لكى تلعب معنا. 

وكنت فى السادسة من عمرى، ألعب عصر يوم من صيف عام ١٩٤٦، أمام باب الدار، حين فوجئت بزحام من الأطفال يظهر عند منحنى الشارع الذى يقع البيت فى آخره، وفى طليعته عمتى رئيفة محلولة الشعر ترتدى جلباب المنزل، وحين اقتربت منى أكثر، سمعتها تصرخ وهى تلطم وجهها: أبويا مات يا أمه.. أبويا مات يا أمه.

وكانت تلك أول مرة أقترب فيها من معنى الموت، وأعاين فيها حزن الأحياء حين يفارقهم عزيز عليهم، وأستمع فيها إلى نواح ندابة قريتنا وهى ترثى الميت بأشعار جميلة، فى كلماتها ولحنها وجع خفى يستمطر الدموع من العين، ومن احتشدن حولهن يشاركهن الحزن من نساء القرية، نائحات، فأعجز عن كبح دموعى ولم أكتشف إلا بعد تراكم الأحزان والهموم والسنوات أن الدموع أنواع، وأن دمع الخوف غير دموع الندم، ودموع الموت غير دموع القهر، وعرفت آنذاك، أن الطقوس المتوارثة التى كانت تشهدها مجالس عزاء السيدات فيما كان يعرف فى قريتنا بالمحزنة، وظيفة سيكولوجية فهى تخفف من ضغط الحزن على شرايين القلب والرأس، فتنقذ الأحياء من اللحاق بالميت من فرط ما يعانون من کمد، وحين ماتت أمى بعد ذلك التاريخ بأكثر من ثلاثين عامًا، كانت عمتى رئيفة بحساسيتها الفائقة نحو الآخرين هى التى تنبهت إلى جلستى الجامدة بين من تبقى من شتات أسرتنا، فاقتربت منى، وأخذتنى فى أحضانها، وربطت رأسى، كما كانت تفعل وأنا طفل، وقالت: عیط یا حبیبی علشان تفك عن نفسك!

ومع أنها كانت أصغر نساء الجيل الثانى من أسرتنا، فقد استطاعت خلال سنوات قليلة بعد زواجها، أن تحتل مكان الصدارة بينهن، وأن تشغل موقعًا متميزًا بين أصحاب القرار فيها من الرجال، وكان زوجها مقاولًا عصاميًا صغيرًا، ما كاد يتزوجها حتى فتح الله عليه واتسعت أعماله، فترك لها شئون أسرتهما الصغيرة فأدارتها بحزم.. رفعت من ظنه فى حسن تقديرها الأمور، خاصة أنه كان يتقابل بها ويعتبرها «وش السعد» عليه، فأصبح يستشيرها فى بعض أعماله المتشعبة، وبعد قليل كانت قد أحاطت بتفاصيلها، واكتسبت خبرة بشئونها، دفعتها لمتابعة بعضها، وللتمسك أحيانًا- وإلى درجة العناد والشجار- برأيها فى أسلوب مواجهة بعض ما يصادف هذه المشروعات من عقبات، فينفذه وهو كاره، ليكتشف بعد ذلك أنه كان الرأى الأكثر صوابًا.. فتزداد ثقته بها، وتزداد ثقتها بنفسها.

وعلى الرغم من أنها لم تكمل دراستها، وخرجت من المدرسة، وهى بالكاد تعرف القراءة والكتابة، فقد كانت منذ شبابها المبكر، كما كان «طه حسين» فى طفولته، طلعة.. أى محبة للاستطلاع، فحافظت على ما تعلمته ونمّت معرفتها بالقراءة أولًا فى القرآن الكريم وكتب الأحاديث النبوية وقصص الأنبياء، ثم بقراءة الصحف، وأعانها ذكاؤها الفطرى، على أن تقتبس من خبرات الآخرين، لتضيف إلى معرفتها ما قد تحتاجه منها!

وذات يوم نزلت قريتنا الداعية الإسلامية الراحلة الحاجة «زينب الغزالى» وكانت ترأس آنذاك جمعية باسم «السيدات المسلمات»، وجمع لها العمدة نساء الأفندية والأعيان، فى أحد المساجد، حيث ألقت عليهن درسًا دينيًا أعجبن به، وتمنين تكراره، لكنى «عمتى رئيفة» كانت الوحيدة بينهن التى وافقت على الانضمام للجمعية، والاشتراك فى مجلتها الشهرية. وحين قررت وزارة الأوقاف بناءً على طلب «زينب الغرالى»، التى كانت أيامها على صلة وثيقة بوزارة «مصطفى النحاس»- إيفاد أحد وعاظها إلى القرية مرة كل أسبوع ليلقى درسًا دينيًا على النساء، تولت «عمتى رئيفة» مهمة حشدهن لحضور الدرس.

واستفز ما حدث جدتى «هنية» التى اعترضت على غياب زوجات أبنائها جميعًا نهار الأربعاء من كل أسبوع، ليتركنها وحيدة فى الدار، ترعى الأطفال وتتابع الأنفار الذين يرعون المواشى فى الحظيرة، وتهش على الكتاكيت التى تمرح فى باحتها، فشنت حملة عنيفة ضدهن، حتى أوشكن على الاستسلام ومقاطعة الدرس، لولا عناد «عمتى رئيفة» التى رفعت راية المقاومة، وفى واحدة من هذه المشاجرات العنيفة، قالت لها جدتى: «وعظ إيه يا مفضوحة إنتى وهية اللى بتروحوله ده بيعمل فيكوا قباحة فى الجامع».

فتضاحكن جميعًا.. ودخلت العبارة ضمن الفكاهات التى تتداولها أجيال أسرتنا.. لكنها كانت القاضية.. إذ امتنعت النساء عن شهود الوعظ توقيًا لإفيهات جدتى المنتقاة!

وكانت «عمتى رئيفة» تؤمن إيمانًا جازمًا، بأن «الزنا يخرب البيوت العامرة».. لذلك كانت لا تستريح إلا إذا تزوج العزاب من شباب الأسرة، وبينهم «عمى سعد» الذى كان يكبرها بعامين، ويقيم فى مضيفة الأسرة التى تقع فى مبنى مستقل يواجه البيت الكبير، وخالى «رياض» - وهو فى الوقت نفسه ابن عمتها- الذى كان يقيم بالطابق الأرضى من منزل جدى لأمى الملاصق له، وكان كلاهما قد بلغ الأربعين دون أن يتزوج، ولا بد أن أحدًا قد همس فى أذن «عمتى رئيفة» بأن هناك نساء يتسللن بعد منتصف الليل إلى حيث يقيم الشابان العازبان، فكونت فرقة تأديب من نساء الأسرة، تربصت بكل منهما فضربتهما علقة ساخنة، رفع بعدها العم والخال الراية البيضاء.. وقبل الدخول إلى قفص الزوجية، فوضا «عمتى رئيفة» فى أن تخطب لكل منهما زوجة ملائمة!

ومع أن المعركة التى قادتها «عمتى رئيفة» لإبعاد الخراب عن بيت أسرتنا العامر، قد لقيت فى البداية تقديرًا من الجميع، وفى مقدمتهم الشابان اللذان اكتشفا مباهج الزواج، إلا أن زوجة «خالى رياض» وكانت من أبناء الأسرة كذلك، التى زكتها العمة على أساس أنها فتاة يتيمة ومكسورة الجناح.. وبلا أب ولا أم، ما ثبت بعد شهور- أن أبدت رغبتها فى الاستقلال بمعيشتها عن أسرة شقيقه الأكبر «خالى عبده» الذى يقيم فى الطابق الثانى من المنزل نفسه، وحققت رغبتها، واقتسم الشقيقان اللذان كانا يعيشان حياة مشتركة، كل ما ورثاه عن أبيهما.. وهو حدث كان له وقع الزلزال فى أوضاع أسرتنا، خاصة بعد أن ظل «خالى عبده» لسنوات يكرر الحديث عن الواقعة ويندد بخديعة «عمتى رئيفة» له، حين أوهمته بأن الفتاة يتيمة ومكسورة الجناح، حتى وافق على الزواج، ويختم روايته بعبارة «غشتينا يا رئيفة» التى دخلت قاموس الأقوال المأثورة فى تاريخ أسرتنا!

ولا بد أن «عمتى رئيفة» قد شعرت بأسى بالغ، حين تمرد الجيلان الثالث والرابع على قاعدة الزواج بين أفرادها، وتمسك كل منهم بأن يختار شريكة حياته بنفسه، ومن دون تدخل منها، أو استشارة لها.

كان الزمن الوغد قد قضى بأن يتفرق الأحباب كل فى طريقه، وأن تتفتت عائلتنا الكبيرة إلى أُسر صغيرة، رحل كل منها إلى بلد ليعمل أو يعلم أولاده وأغلق البيت الكبير أبوابه، ليسكنه العنكبوت وتتردد فى أبهائه أصوات الخفافيش تطارد ذكريات أيامنا وأصداء ضحكاتنا.. ونشيج بكائنا.

ورحلت «عمتى رئيقة» عن القرية. وتنقلت بين بلد وآخر، حتى استقرت كآخرين من فروع الأسرة بالقاهرة، ومع أنها نهضت بمسئوليتها تجاه أولادها الأربعة، وتعهدتهم بالحزم حتى أكملوا دراساتهم، وأصبحوا رجال أعمال ناجحين، وتزوجوا وأنجبوا أبناء وبنات فإن ذلك لم يشغلها يومًا عن الاهتمام بشئون بقية أفراد الأسرة، تهنئ العريس، وتسأل عن المريض، وتبحث عن واسطة توظف المتعطل، وتصلح بين الأزواج المتخاصمين، وتعزى فى الميت.. كما ينبغى لامرأة واجب، تشعر بأنها مسئولة عن الآخرين، حتى لو لم يهتموا هم بالسؤال عنها، أو القيام بواجبهم نحوها ونحو أنفسهم..

وخلال السنوات الأخيرة من عمرها ظلت تستحثنى لتصفية القليل الذى بقى لى فى القرية مما ورثته عن أبى وأمى وإخوتى، وكانت شظايا متناثرة ضمن ملكيات شائعة، ورثناها عن الأجداد وحين يئست من إثارة اهتمامى بالأمر بسبب مشاغلى الكثيرة، نهضت للقيام به. بهمة لم تفتر رغم العظم الذى وهن، والرأس الذى اشتعل شيبًا، تسافر إلى البلد وتلتقى المستأجرين وتبحث عن مستندات الملكية وتفاوض المشترين وتتصل بى كى تعرض علىّ ما انتهت إليه مفاوضاتها الشاقة، لكى أحصل على ما كانت تعتبره حقى الذى لا يجوز لى أن أفرط فيه، فأسرح وأنا أستمع إليها، كما لو كانت تروى لى حكاية من حكايات ذلك الزمان السعيد البعيد، وأكرر تفويضى لها بأن تفعل ما تشاء، فتضحك قائلة: إنت يا واد حتفضل طول عمرك خايب كده!

وحين انتهى الأمر أخيرًا كانت سعيدة، لأنها نجحت فى أن تعيد لى وأولاد عمى وخالى حقوقنا، باعتبارها عميدة الأسرة، وآخر من تبقى من أفراد الجيل الثانى من أسرتنا، وحين جاءنى خبر موتها أدركت أننى أصبحت يتيمًا من كل اتجاه، بلا أب ولا أم ولا عم ولا خال ولا خالة ولا عمة.. وكان ذلك ما قلته لندابة قريتنا، حين جاءت لتعزينى فى وفاتها. فناحت قائلة: «حكمت يا بين بخنقى بحيح الخية، لا أم تبكى، ولا عمة ولا خية».

فوضعت رأسى على صدرها.. وبكيت.