الثلاثاء 07 يناير 2025
المحرر العام
محمد الباز
المحرر العام
محمد الباز

ماهر مهران يكتب: زى أيتام العيد

حرف

الراجل

الراجل اللى كلمته شهد

اللى ملامحه جدع سنطة

اللى عارف إن لكل مقام مقال

ولكل حدث حديث.. 

الراجل اللى ف الضلمة بينور الفوانيس

وبيزرع الأمل فى شراقى القلب

وبيقول للسبع أنت أسد

ولأبوقلب إسود أنت كلب

وبيصد بصدره السيل

وفى فعل الخير يتهال هيل

الراجل ده أبو وش جميل

وضحكة تلعلع لعليع.. 

ساعة ما الدنيا تبقا جنينة فى ربيع

يقول للملك:

خلى بالك يا مولانا من المجاميع

وساعة ما الدنيا 

تبقا حبات درة بتطقطق ع الصاج

يقول للناس:

لازم نستحمل يا ولاد.. 

الراجل ده لما خلصت أنفاسه

وفارقت العمة راسه

واختفى ضله من ع الأرض.. 

حام الحمام فوقيه

وبكى النخيل عليه

واتشندل بعديه حال أهله وناسه.. 

الرصيف

كان الرصيف بيفرح بينا 

وإحنا ماشين عليه.. 

كان قلبنا يلمحه يجرى

كان يفتح دراعاته ويمد إيديه

يمص مننا وجع الغربة

ويدينا الدفا

يوكلنا بإيديه

ويعيشنا لحظات الصفا

ويعمل لنا أراجوز عشان يضحكنا

ويعمل نفسه مش شايفنا

وإحنا بناكل البنات الملبن بعنينه الجعانة.. 

دلوقتى الأرصفة مش طايقانا.. 

والكلاب بتبص من شبابيك العربيات الفخمة

وتقول: غوروا من هنا

سحبتوا الأكسجين من هوانا.. 

غوروا

إيه اللى جابكم حدانا؟! 

رغم إننا إحنا اللى بنيناها

وزوقناها

وزرعنا وردها بإيدينا.. 

كان الرصيف بيفرح بينا! 

الحرب

أنت تعلن الحرب،

وأنا أعيش فى جحيمها.. 

تسلم نفسك للغضب،

والساقية تردمها..

والغزالة تجرح قلبها خشونة الحبل.. 

أنا كنت بت من بنات الغيطان

بريئة وباحب النحل 

وما أعرفش إنه بيقرص.. 

وكنت حبة قمح ف رحاية

بتطحن فيها وبتهرس.. 

وكنت وردة على شط النيل

بتطبطب ع اللى ظالمينها

دلوقتى الحرب جابت كرب.. 

وخلت بل الريق مستحيل وصعب.. 

وموتت فى كل الحاجات

اللى كنتوا عاشقينها!!

أيتام العيد

البت اللى ع تقول ع البقرة بأرة

واللى الكلام بيطلع من بين شفايفها حرير.. 

كل شوية يدخل لها سيادة المدير.. 

يبتسم لها زى أم ربنا رزقها بواد على عشرين بت.. 

ويجيب لها المية الساقعة

وعلب العصير

والتليفون متوصل بالنت.. 

ومايسيبهاش غير لما تنقل الإجابات

اللى باعتهالها باباها ع الواتس.. 

وبعدها يطلع

كإنه رقاصة انسجمت ف الرقص.. 

وإحنا اللى جسمنا خس النص.. 

وأباتنا اتداينوا من خلق الله،

وجلدنا شقق م الكفية ع الكتب

نقعد زى أيتام العيد

اللى كباية الشاى بتاعتهم 

لقيوها بردت،

ووقع جواها برص!!