سنة أولى حرف.. رسائل بعلم الوصول
لم يجد عبدالرحمن الأبنودى أفضل من «الجرانين» لوصف جمال من هواها قلبه، فقال بصوت محمد رشدى مادحًا جمال «عدوية»: «والله صورتك تنفع تزين الجرانين». ولم يتردد عبدالرحمن الشرقاوى فى وصف الكلمة بأنها «مفتاح الجنة»، و«قلاع شامخات يعتصم بها النبل البشرى»، و«فرقان ما بين نبى وبغى».
وما بين «الكلمة» و«الجرانين»، عاش الإنسان إنسانيته، تخلى عن إرث الخطيئة الأولى، وشكّل من غضب الخالق عليه، ومن قبل هذا الغضب مغفرته، ملامح مهمته السماوية: خلافة الله على الأرض.
وانطلاقًا من إيمان كامل بسحر هذه الكلمة، وبتأثير الصحافة مهما واجهت من عثرات، كانت «حرف»- وما زالت- ما مكّنها، بعد عام على إصدارها، الذى نحتفى به فى هذه السطور، من احتلال مكانها فى مقدمة الصحف الثقافية، وأن تصبح «طقسًا أسبوعيًا» لكبار مُبدعى هذا الوطن، وفقًا لما قالوه فى رسائلهم إلينا فى هذه المناسبة، التى ننشرها فيما يلى.
محمد سلماوى: احتلت الصدارة فى فترة وجيزة
فى وقت تعانى الصحافة الثقافية فى بلادنا من الهزال الذى لا يتناسب مع ماضيها العريق، ولا مع مكانة مصر الثقافية، ولدت «حرف» ففرضت وجودها الطاغى على الساحة الثقافية منذ أعدادها الأولى.
ملأت «حرف» فراغًا كانت تعانى منه الصحافة المصرية، التى انكمشت فيها المساحات المخصصة للثقافة، وعوضت غياب الكثير من الإصدارات الثقافية المتخصصة، التى كانت مصر رائدتها، وخلال عام واحد فقط، استطاعت أن تحتل مكانها فى مقدمة الإصدارات الثقافية الحالية. وأؤكد أنها «إصدار» وليس «الملحق الثقافى لجريدة الدستور»، فقد اكتسبت شخصيتها المميزة بالقضايا التى كثيرًا ما تنفرد بها، وبمعالجاتها الاستقصائية المتعمقة، لتقدم لنا وجبة ثقافية متكاملة، تشتبك من خلالها بمختلف قضايا الفكر والأدب والفن، ما يجعلنا، ونحن نهنئ القائمين عليها والعاملين بها بعامها الأول، نتطلع لسنوات طويلة قادمة مليئة بالنجاح والازدهار، يزداد فيها انتشارها ويتعمق تأثيرها على الساحة الثقافية.
أحمد الشهاوى: تقدم وصفة غائبة عن الصحافة
صارت جريدة «حرف» رافدًا مهمًا وأساسيًا فى الحياة الثقافية، وتتفرد بتوجه حديث، قائم على الجمع بين الصحافة الثقافية الأدبية، ومتابعة الأحداث والقضايا الثقافية الراهنة، لتتمكن فى وقت قياسى من تقديم انفرادات لم تعد تُقدم فى الصحافة عمومًا، وربما جمع رئيس تحريرها، الدكتور محمد الباز، بين الأكاديمية والعمل الصحفى، ما جعل «حرف» تقدم وصفة كانت غائبة عن المشهد.
يعجبنى فيها ابتعادها عن مفهوم «الشلة»، مع اتسام محرريها بالموضوعية والانحياز إلى الحقيقة. وعلى المستوى الشخصى، لما أحببت نشر بعض من قصائدى الجديدة، لم أجد أهم من جريدة «حرف»، التى يميزها الإخراج الفنى المريح للعين، وهو إخراج جمالى مدروس يعطى للعنوان حقه، وكذلك الصورة.
كما أن توجه «حرف» ليس مصريًا فقط، إذ نجد فى كل عدد مادة عربية وأجنبية، فضلًا عن تمتعها بهوية خاصة قائمة على التنوع، إلى جانب الاهتمام بمختلف التيارات والأجيال.. أتمنى لها كل النجاح والاستمرار.
إيهاب الملاح: أعادت إلينا «زمن الجرانين»
مر عام كامل على صدور جريدة «حرف»، التى ملأت فراغًا هائلًا فى مجال الصحافة الثقافية، وألقت بحجر ضخم فى المياه الراكدة، وذكّرت كل عُشاق الكلمة المكتوبة والصورة والنص الذى يزين «الجرانين» بأن الأمر على غير ما ظن الكثيرون.
بدّدت «حرف» طبقات من الإحباط والاستسلام لحالة من فقدان الشغف والقدرة على إثارة القضايا المُلِحة والموضوعات الحقيقية، والاشتباك مع التحديات الراهنة، لتراكم، فى عام واحد فقط، أرشيفًا مهولًا من الموضوعات والملفات والتحقيقات والزوايا والصور والكتابات التى أصبح لا غنى عنها لأى قارئ عام أو متخصص، أو باحث أو دارس، أو مُحِب للمعرفة والأدب والفنون والثقافة.
نجاح الصحافة الحقيقى فى أن تُراكِم ما لا غنى عنه أبدًا، وتصبح عنصرًا تكوينيًا فى مشهد ثقافة وحيوية المجتمع، والناس الذين يتعاطون مع هذه الصحافة.. فالمجد دائمًا لها ولقيمتها وأصالتها.
عبدالواحد النبوى: فى صالح التنوير والمشروع الوطنى
منذ عام مضى جرت فى نهر الثقافة مياه كثيرة، هذه المياه تدفقت عبر جريدة وُلِدت عملاقة، وتدرك دور الثقافة فى حياتنا ومشروعنا الوطنى، وأهمية التنوير ونشر الوعى، وإعمال العقل وإطلاق الحرية للإبداع، ليكون أداة مهمة فى تغيير الواقع، وبناء مستقبل أكثر تقدمًا وجمالًا ورقيًا.. «حرف» التى اشتبكت مع قضايا تكلست وأصبحت عبئًا على الحاضر قبل المستقبل، وقدمت رؤى جديدة لقضايا ذات وجه واحد يخدم اتجاهات تحتاج إلى التجديد.
ما زال أمام «حرف» الكثير من المعارك التى يجب عليها أن تخوضها، وملفات يجب عليها فتحها، ونقاشات كبيرة تحتاج إلى جهد القائمين عليها، بقيادة مبدع كبير هو الدكتور محمد الباز.. تجربة «حرف» برؤيتها وفلسفتها ونهجها يجب أن تكون قابلة للاستنساخ؛ حتى يكون لدينا تيار كبير وشديد يجرف كل ما يقف أمام تحديث المجتمع، ثقافيًا وفنيًا وإبداعًا شاملًا.
محمود عبدالشكور: من أهم الإصدارات
سعدت كثيرًا بصدور جريدة «حرف»، التى نجحت فى وقت قصير أن تملأ فراغًا كبيرًا، ليس فقط بمتابعتها اليقظة للأحداث الثقافية والأدبية المهمة، ولا فقط بملفات مطولة عن شخصيات ووقائع وقضايا، ولكن أيضًا بالطريقة الجذابة السلسة، متنًا وعناوين، التى تُصاغ بها هذه المادة، مهما كانت درجة دسامتها.
نحتاج فعلًا إلى هذه الصيغة المرنة، التى تخاطب المثقف والقارئ العادى فى الوقت نفسه، فمن السهل أن تقدم مادة أدبية وثقافية كما هى، للقارئ المهتم أو المتخصص، لكن من الصعب أن تحوّلها إلى مادة صحفية مقروءة للجميع، وأن يكون إيقاع الجريدة رشيقًا وممتعًا، دون التجاوز عن شرط العمق والقيمة.
أحببت كثيرًا هذه المعالجة الصحفية للمواد الأدبية، ومن الطبيعى الاتفاق أو الاختلاف، لكن الشىء المؤكد أن «حرف» صارت من أبرز معالم الصحافة الأدبية والثقافية فى وقت قصير للغاية، وصارت متابعتها بالنسبة لى طقسًا أسبوعيًا.
أتمنى فى قادم الأعداد أن تنفتح الجريدة أكثر على مواهب الأقاليم، وأن تكون ميدانًا لكتاباتهم، بل أن تنظم مسابقات لاختيار الأفضل، وربما أحلم أيضًا بإصدار «كتاب حرف» ليضم هذه الكتابات الواعدة، هم يستحقون، وهذه التجربة يمكنها أن تستوعب إبداعاتهم بكل جدارة.
أتمنى، أيضًا، أن تكون هناك صفحة أو أكثر تعنى بالذاكرة الأدبية والثقافية المصرية، ولدينا منها الكثير الذى يستحق النشر، خاصة أننا ندور فى نفس الدائرة من القضايا والأسئلة. كما أن الكتابة العربية ومبدعيها تحتاج كذلك إلى مزيد من الدعم والمتابعة والتواصل الحر الخلاّق على صفحات «حرف».
أحب فى النهاية تسجيل إعجابى بتلك الصفحات التى تتابع «ماذا يقرأ العالم؟»، والتى تربط القارئ بالحياة الأدبية والثقافية العالمية، سواء من حيث الشخصيات أو الأحداث والقضايا.. كل سنة و«حرف» وكُتابها وصحفيوها بنفس هذه الدرجة من اليقظة والنشاط والتألق.
محمد عبدالحافظ ناصف: تخاطب المثقف والقارئ العادى بإيقاع رشيق ممتع
«حرف» إحدى أهم الصحف الثقافية الصادرة فى الفترة الأخيرة، حجزت لنفسها مكانًا متميزًا بين الصحف الأدبية والفنية والثقافية المتميزة، على المستويين المصرى والعربى على حد سواء، وحققت حاجة ثقافية مُلِحة، فى وقت تقلص كبرى الجرائد مساحة الثقافة عندها من أجل موضوعات أخرى أقل قيمة.. فكل عام و«حرف» دائمة الألق والتألق.
إبراهيم عبدالفتاح: متفردة منذ اللحظة الأولى للصدور
بدأت «حرف» قوية ونوعية، واستطاعت منذ اللحظة الأولى لفت الانتباه إلى فرادتها واختلافها، ومنحت الجميع مساحة للاطلاع، بل المشاركة فى محتواها الذى يغطى كل المجالات.
عن نفسى، أحببت كثيرًا ما تمنحه «حرف» من نوافذ مُشرَعة دائمًا على الشعر والآداب والفنون، بما يلبى حاجة القارئ المصرى والعربى، أيضًا، فخالص أمنياتى بدوام التألق والإبداع والنجاح.
أحمد نوار: محفزة على الإبداع
جريدة «حرف» أصبحت علامة متميزة فى المجال الثقافى، ويعود تميزها هذا إلى ما تحمله من رسائل موجهة لكل الفئات العمرية، بالإضافة إلى خريطة الموضوعات المتنوعة من التاريخ إلى المستقبل.
هى غنية بالمقالات والتقارير والأخبار المعاصرة التى تهم القارئ والكاتب فى الوقت نفسه، وتتميز بالبحث عن الجديد فى مجالات الإبداع المختلفة، والتنقيب عن قيم جمالية وإنسانية وإجتماعية.. «حرف» محفزة للإبداع وجاذبة للقراء، وتمنياتى لها بالاستمرار والتألق.
حسين دعسة: حالة استثنائية تجمع بين العمق و«البساطة المستحيلة»
ذات زيارة لى إلى الولايات المتحدة الأمريكية، نزلت فى مطار شيكاغو، كان ذلك فجر يوم الأحد، والدنيا فى يناير من العام ١٩٩٥.
فى وسط أبرز ممرات الدخول، رأيت أكشاك الصحف الأمريكية التى تعج بالصحف، دون تكدس أو عشوائية، عدد يوم الأحد، غالبًا ودائمًا يحمل كل الاختلاف والمنافسة، يرافقه عديد الملاحق المجانية.
أتابع، وكنت مشتركًا عبر مؤسستنا جريدة «الرأى» الأردنية، صحيفة «نيويورك تايمز» اليومية، وأتلقى فى مطلق عملى اليومى، عدد الأحد، وهذا ما حدث معى فى مطار شيكاغو، حيث تلقفت الصحيفة وما زاد على ١٢ ملحقًا ملاصقًا للعدد فى رزمة أنيقة، ورافقنى هذا العدد فى رحلتى الخاصة المؤلمة.
تعرفت عمليًا وعبر القراءات كم تتداخل الصحافة الأمريكية العالمية، وأيضًا المجلات فى كل ما يتعلق بحياة القارئ، الطفل قبل المرأة، الزراعة قبل الثقافة، الفنون قبل السياسة، الديكور والعمارة قبل السيارات.
هكذا دخلت عوالم ملاحق صحيفة «نيويورك تايمز»، وعرفت أن العديد من ملاحق الصحيفة كانت فى بلادنا تُهرب من العدد وتُباع كصحف «تابلويد» خاصة، والقراء الخاصة لا يهمهم إلا الحصول على تلك الملاحق، التى كان أبرزها ملحق الكتب والثقافة والسينما.
ما يُرى أن هناك حالة تتحرك فى إبداع وصناعة الصحافة الثقافية والفنية، وما ينشر ويصدر حاليًا يشكل حالة توازن منطقية، استنادًا إلى عراقة ودور وتاريخ الصحافة العربية، وبالذات المصرية منها.
وغالبًا ما قدمت الصحافة العربية والمصرية مبادرات الملحق الصحفى، بكل مراحل صناعة الإعلام، واقترن الأمر مع الصحف اليومية والمجلات الأسبوعية، والمجلات الشهرية. وبعيدًا عن الإطالة، ولمن يريد، أرشيفات الصحف موجودة وموزعة، وربما تكون متاحة فى مراكز الأبحاث والدراسات والجامعات.
قبل عام، احتفت دار «الدستور»، المؤسسة الإعلامية الرائدة والعملاقة، ومعها الأوساط الإعلامية والصحفية والثقافية المصرية والعربية، بصدور تجربة مبادرة جديدة فى دنيا وعالم الصحافة الفكرية والثقافية والفنية والإبداعية، ليس فى مصر، بل فى كل البلاد العربية والعالم.
والسؤال؛ كيف ذلك؟!
لن نكرر ما يُقال ويُكتب عن قوائم الملاحق الفنية والثقافية والاجتماعية التى تصدرها بشكل مستمر ومختلف فى النوعية والتركيز والهموم والفكر، فالصحف اليومية العربية، ومنها المصرية تقف على حد المنافسة والتحول الرقمى وحيرة المحتوى.
الإجابة عن السؤال أعلاه، أننى متابع مختلف، عشت تجربة صدور جريدة «حرف»، المبادرة الذكية فى الصناعة الإعلامية والثقافية والفنية، مبادرة صاحبها المفكر العربى المصرى الكبير الدكتور محمد الباز، والجريدة حققت الانطلاقة رقميًا، وبات ينتظرها القراء فى كل مكان.
ولأن الإعلام والصحافة صناعة، بوصفها محطة يومية لقراءة أى بلد ومكان وثقافة وبيئة، كانت «حرف» قرينًا وهاجسًا لمع فى ممر الإعلام المصرى والعربى بصورة مختلفة، ذلك أن الجهود وراء الإصدار تقف فى وسط تحديات فكرية ثقافية فنية اجتماعية تؤشر بوصلتها نحو عدة أشياء:
أولًا: النهضة واستعادة الذاكرة الثقافية.
ثانيًا: السعى بجدية نحو التنوير الفكرى والثقافى وتعزيز رموزه وأعلامه.
ثالثًا: تعزيز صورة التراث والإرث الثقافى العربى والإنسانى وتراث البشرية نحو رؤية مختلفة.
رابعًا: نشر ثقافة الوعى والبحث فى دلالات الوعى الثقافى السائد، والعودة إلى بنية المؤسسة الثقافية المصرية، ودورها التوعوى فى تعزيز الوعى والمنطق والإدارة الاستراتيجية.
خامسًا: إعادة تسليط الأضواء على أهمية ودور المؤسسة الثقافية المصرية، وتحديدًا فى إبداع وبناء مقومات التنمية المستدامة.
سادسًا: الاهتمام الجاد بنبش موروث وحاضر ومستقبل الإبداع فى الآداب المصرية والعربية والعالمية، وتعزيز التجارب المهمة والشبابيك المشروعة على أدب الشباب والمرأة بالذات.
وفى العام الأول، كانت الصدمة الثقافية الأولى، هذا حاضر «حرف»، الجريدة التى تأخذ من فكر وجهد وعمل الأستاذ المفكر الدكتور الباز، لتنطلق كل يوم أربعاء، ناثرة الحب والجمال، مستلمهة تراث مصر الإنسانى العربى الإفريقى التنويرى الجاد، فى منطق فلسفى كبير وعميق ومبسط، البساطة المستحيلة فى آن واحد، ليس بكونها أحد إصدارات مؤسسة «الدستور»، وإنما كصورة من مرايا جهد أسرة هذه المؤسسة الإعلامية، التى تحملك عبر ثالث من العمل الصحفى الإعلامى، العدد اليومى، جريدة «حرف»، وملحق «ديوان».
كلها خلطة سحرية تشغل بال العميد، وأنا دائمًا أحب أن أقول إن الدكتور محمد الباز هو عميد «الدستور»، تلك المؤسسة الإعلامية الراقية، ولسان حال مصر والبلاد العربية والإسلامية، فهو يسهر ويتابع ويجترح التغيير لصالح مصر فى واقعها الجديد، ومع قيادتها التى تعمل لتحيا مصر، واستقرار مصر هو مفتاح حالنا فى البلاد العربية، ودول الجوار: الأردن وفلسطين والسودان، وكل البلدان قاطبة.
فى صباح كل أربعاء يخفق القلب، فجريدة «حرف»، حالة استثنائية فى العمل الصحفى، الذى صدر عددها الأول فى مثل هذه الأيام، مع نبض القلب، والتسارع العميق، والنبض الحر للأقلام الكبيرة المبدعة.
وبافتتاحية مختلفة، تصدر «حرف» بشكل أسبوعى، وقد تأكدت بصمتها وتقف كمنارة، وهى تعد من براءات التنوير والنهضة، مثلما كانت مفاجأة «الدستور» وعميدها بإطلاق ملحق «ديوان»، الذى جاء مفتاحًا لحوار الأحداث المنجزات والأزمات، ولينضم إلى تلك المنجزات من أعداد «الدستور»، ملفاتها وملاحقها، وكلها فى العين مجلات.
لا يمكن أن يمر أى أسبوع من «الدستور» إلا وخلية الإبداع تتنافس، تحلق عبر أجنحة: الجناح الأول «حرف»، والجناح الثانى «ديوان»، والطائر العملاق يحمل «ثلاثى الدستور» فى شاهد ومشهد مفتوح على التراث الإنسانى والمصرى فى المقدمة، نابشًا فى التراث العربى الإبداعى، وبرقى الناظر إلى الآداب والرموز العالمية، القرين بالقرين، والمبدع بالمبدع والنص بالنص.
ترقب «حرف» ترقب جمالى، فهى تلك الروح التى سكنتنا جميعًا، عام إبداعى مميز بقيادة عميد دار «الدستور»، المفكر الدكتور محمد الباز.
حسين حمودة: ثابتة على مستوى رفيع
جريدة «حرف» الثقافية الإلكترونية، التى تصدر عن مؤسسة «الدستور»، تعد من أهم الإصدارات الصحفية الثقافية، فى ظل ما تتمتع به من ملامح خاصة تميزها عن الإصدارات الأخرى التى مضت فى هذا الاتجاه.
ولـ«حرف» طبيعة تتصل بالاستمرار والثبات على مستوى رفيع، خلال أعدادها التى تجاوزت ٥٠ عددًا، ولها شخصياتها وسماتها التى تحققت فى وجهات عدة، على رأسها الإضاءات حول تجارب وأسماء منسية فى التاريخ الثقافى.
وتحققت شخصية وسمات «حرف» أيضًا فى المقالات المهمة التى تطرح قضايا تستحق الطرح، وتلتقط ظواهر تستحق الانتباه إليها، إلى جانب الحوارات الحيوية القصيرة، مع التصدى بوضوح وشجاعة لبعض المُسلَمات والأوهام الثقافية، والتبويب المنظم للمواد المتنوعة، التى لا تقف عند حدود «الأدب» فحسب.
أخيرًا، عندى أمل فى «تجميع» الأعداد التى صدرت وطبعها فى مجلدات ورقية، بما يتيح هذه الأعداد للقراء والباحثين، لأنها تستحق ذلك.
.
محمد عفيفى: ملتقى للمبدعين
سعيد جدًا بصدور جريدة «حرف» الثقافية، خاصة مع النقص الكبير جدًا فى الإصدارات الصحفية الثقافية خلال الفترة الأخيرة، وهو أمر نعانى منه بوضوح، وتأتى «حرف» لتعالجه وتسد ثغرة كبيرة وفجوة فى الواقع الثقافى.
فى الحقيقة، النهضة الثقافية المصرية بُنيت على الإصدارات الصحفية الأسبوعية والمجلات الثقافية، و«حرف» هنا تذكرنى بإصدارات السياسة الأسبوعية فى العشرينيات والثلاثينيات والأربعينيات من القرن الماضى، التى كانت مصدر إشعاع كبيرًا جدًا. كما تذكرنى بـ«ملحق الجمعة» فى «الأهرام» أيام سامى خشبة، وغيره من الإصدارات الشبيهة.
وصلنا إلى ١٠٠ مليون وزيادة فى مصر، لذا نحتاج إصدارات ثقافية كثيرة جدًا يكتب فيها المبدعون، وتكون مصدرًا مهمًا لإنعاش حركة النقد، التى تعانى للأسف الشديد مشاكل عدة، فى مصر والعالم العربى على حد سواء.. فتحية لجريدة «حرف» الثقافية.
إبراهيم عبدالمجيد: نور للثقافة والفن والوطن
إنها لمناسبة جميلة أن نتذكر مُضى عام على إصدار جريدة «حرف» الإلكترونية، من مؤسسة «الدستور»، بقيادة الدكتور محمد الباز، التى تابعتها كثيرًا منذ نشر عددها الأول قبل عام.
و«حرف» فى احتفالها بالأدب والثقافة والفنون، هى دائمًا مولعة بالتجديد والمجددين، سواء فى عصرنا الحالى أو فى الأزمنة السابقة، إلى جانب مشروعها الجانبى «رواق أوراق»، الذى يحتفل دائمًا بكُتاب لهم بصمتهم الرائعة فى الحياة الأدبية والفنية.
تحية لمن يديرون «حرف»، تحت قيادة الدكتور محمد الباز، وعلى رأسهم الدكتورة صفاء النجار، والدكتور يسرى عبدالله، إلى جانب شعبان يوسف ومؤمن المحمدى، ومعهم صحفيون رائعون، مثل إيهاب مصطفى ونضال ممدوح وهالة أمين وكرم منصور ومحمد نصر ومحمد جلال وغيرهم، وهم أصوات أدبية ونقدية لها قيمتها، مع حرصها على التجديد فى الإبداع والبحث، ومن قبلهما الصحافة.
لقد حققت «حرف» بهذه الأسماء ومعها طفرة رائعة فى متابعة الحياة الأدبية والفنية، لذا لا أنساهم ولا أنسى دورهم العظيم فى الثقافة والصحافة، وغيرهم ممن يعمل فى جريدة «الدستور»، مثل المبدعين أحمد مجدى همام وعبدالوهاب داود.. كل عام وأنتم بخير ونور لنا وللثقافة والفن والوطن، ويظل احتفالنا بالجمال.