الجمعة 10 يناير 2025
المحرر العام
محمد الباز
المحرر العام
محمد الباز

حلو الشام.. خاص.. فيلم هوليوودى عن أسمهان قريبًا

أسمهان وزوجها حسن
أسمهان وزوجها حسن الأطرش

- ممدوح الأطرش لـ«حرف»: التصوير بين سوريا ولبنان ومصر وتركيا 

فى الأول من سبتمبر عام 2008، كان محبو الفن على موعد مع عرض الحلقة الأولى من مسلسل «أسمهان»، الذى دار حول قصة حياة الممثلة والمطربة السورية الشهيرة آمال الأطرش، المعروفة لدى الجميع باسم «أسمهان».

وتناول المسلسل، الذى عُرض فى موسم رمضان قبل 16 عامًا، قصة حياة المطربة صاحبة الأغانى الخالدة مثل «إمتى هتعرف إمتى؟»، و«ليالى الأنس فى فيينا»، و«يا حبيبى تعالى الحقنى»، وغيرها الكثير، منذ ميلادها فى 25 نوفمبر 1912، مرورًا بانتقالها من بيروت إلى القاهرة للعمل كمطربة وممثلة، ليلمع اسمها بجوار شقيقها فريد الأطرش.

وسلط المسلسل الضوء على علاقتها بشقيقها المطرب والموسيقار الكبير، وكيف أخذ بيدها إلى عالم الفن، وجعلها نجمة غناء لامعة إلى جانب شهيرات زمن الفن الجميل، مثل أم كلثوم ونجاة وليلى مراد وغيرهن، فضلًا عن علاقاتها ببعض الفنانين الذين عاصروها، حتى حادث وفاتها الغامض، فى 14 يوليو 1944، عن عمر ناهز الـ32 عامًا.

جسدت دور المطربة الأميرة أسمهان مواطنتها سولاف فواخرجى، بعد ترشيح أكثر من اسم لتقديم الدور، من بينهن نانسى عجرم ودينا حايك وكارول سماحة ونسرين طافش وصفاء رقمانى وليليا الأطرش.

وحصل المسلسل على موافقة آل «الأطرش»، خاصة بعدما أكد صناعه أنهم سيلتزمون بالقصة التى كتبها ممدوح الأطرش، أحد أفراد العائلة، مع تعهده شخصيًا لكل أفراد عائلته بـ«مراقبة العمل حتى النهاية»، ووقف التصوير حال رصده أى «إساءة» للراحلة فى المسلسل.

وقبل العرض بأيام، فوجئ صناع المسلسل بدعاوى قضائية من قبل الأمير فيصل الأطرش، ابن شقيقة المطربة الراحلة، وبطلب تقدم به إلى وزير الإعلام السورى، يطالبه بوقف عرض العمل، لكنه لم يلقَ أى استجابة.

بعدها، نشبت خلافات بين كُتاب نص المسلسل، بداية من الكاتب قمر الزمان علوش، الذى قال إنه صاحب النص الأصلى، وهو من كتب كل مشاهده، مرورًا بالمخرج نبيل المالح، الذى قال إنه هو من كتب النص الأخير للعمل.

وانتهت الأزمة بكتابة ٥ أسماء كاملة فى «التتر» بين تأليف وسيناريو وحوار، وهم: ممدوح الأطرش وقمر الزمان علوش ونبيل المالح، إلى جانب بسيونى عثمان وسعد أبوالعينين من مصر، قبل أن يُعلن «علوش» و«الأطرش» عن تبرؤهما من العمل، معتبرين أن ما قُدم على الشاشة يختلف عما كتباه.

وتوعد «الأطرش» حينها بمقاضاة الجهات الإنتاجية والمحطات العارضة للمسلسل، وطلب شطب اسمه نهائيًا من «التتر»، خاصة مع امتلاكه حكمًا قضائيًا من أعلى السلطات القضائية فى سوريا ولبنان يمنحه الاعتراض على إنتاج أى عمل فنى يتناول حياة أسمهان، دون موافقته، وفق ما صرح به أكثر من مرة.

واعترضت أسرة «الأطرش» وقتها على ما اعتبرته «تقديم صورة غير حقيقية» عن بعض أفراد العائلة، بداية من فؤاد الأطرش، الذى بدا «شخصية غير متزنة»، وكذلك الأم، التى ظهرت «تسعى فقط وراء المال»، مرورًا بفريد الأطرش، الذى ظهر بـ«شكل سلبى للغاية».

وانتقدت الأسرة، فى بيان صادر عن ممدوح الأطرش وقتها، تركيز المسلسل فى تفاصيل حياتها الشخصية، وعدم الاهتمام بتفاصيل حياتها الفنية بشكل أكبر، معتبرًا أن العمل اعتمد على «الكتابات المسيئة لأسمهان، وما كتب فى الصحف المصرية ومذكرات التابعى (محمد التابعى) الحاقد على أسمهان لأسباب شخصية»، وفق تعبيره.

وردت الفنانة سلاف فواخرجى على الهجوم الذى تعرضت له من قبل أسرة أسمهان، قائلة إن العمل بدأ تصويره بمباركة عدد من آل «الأطرش» الأقرب إلى أسمهان، ومنهم ابنتها «كاميليا»، فضلًا عن كون أسمهان فى النهاية «رمز عربى» و«ملك للتاريخ».

أما الأمير عماد الأطرش، ابن شقيقة أسمهان، فاعتبر أن المسلسل «تحدث عن امرأة غير عمتى تمامًا»، مؤكدًا وجود وصية من فريد الأطرش بعدم التعرض لحياته وحياة شقيقته فى الإعلام، أو استغلال ذلك تجاريًا.

مر ١٦ عامًا على عرض مسلسل «أسمهان»، وما تبعه وسبقه من أزمات. والجديد الآن أن هناك فيلمًا سينمائيًا عالميًا سيُقدم عن حياة المطربة السورية الشهيرة، بالتنسيق مع الفنان ممدوح الأطرش، الذى كان أحد أطراف ما شهده المسلسل من أزمات.

وكشف «الأطرش»، فى تصريحات خاصة لـ«حرف»، على هامش تكريمه من قبل مهرجان شرم الشيخ للمسرح الشبابى، عن تفاصيل الفيلم المنتظر، مؤكدًا أنه سيكون من إنتاج هوليوود.

وقال «الأطرش»: «شاركت فى كتابة مسلسل (أسمهان)، الذى عُرض فى عام ٢٠٠٨، قبل أن أعترض عليه وأتبرأ منه بعد ذلك فى كل الفضائيات، بعد تدخل كُتّاب آخرين من سوريا ومصر فى النص الذى قدمته لصناع العمل، بما أساء كثيرًا لبنية النص ولشخصية أسمهان».

وأكد الفنان والمخرج المسرحى السورى اتفاقه وتوقيعه عقدًا مع إحدى شركات الإنتاج الكبرى فى هوليوود بالولايات المتحدة لإنتاج فيلم سينمائى أمريكى عن حياة أسمهان، مضيفًا: «كتبت مادته الأولية بالفعل، وأعطيتها لكُتّاب سيناريو أمريكيين لصياغتها فى شكلها النهائى».

وواصل: «ما وقع من أحداث فى سوريا أوقف المشروع لفترة طويلة، فى ظل صعوبة قدوم الممثلين النجوم من أمريكا إلى سوريا ولبنان، قبل أن أعود لإحياء الفيلم من جديد، وأتواصل مع الشركة الأمريكية الشريكة فى الإنتاج لتجديد العقد بنفس بنوده وشروطه».

وأكمل: «نسعى الآن للإعداد والتحضير لإنتاج الفيلم، على أن تشمل مواقع التصوير كلًا من سوريا ولبنان ومصر وتركيا وغيرها من البلدان التى مرت عليها المطربة الكبيرة الراحلة».

وشدد على أن «جميع معلومات أسمهان وشقيقها فريد الأطرش، وكل ما يتعلق بحياتهما، فى حوزتى، ومعى تفويض وموافقة كتابية من كل أفراد عائلة الأطرش بأنى مالك الحق الحصرى فى إنتاج أى عمل يتناول سيرتهما الذاتية، إلى جانب حكم قضائى ينص على ذلك، ويمنع أى طرف من التطرق لحياة الاثنين دون موافقتى».