الجمعة 14 مارس 2025
المحرر العام
محمد الباز
المحرر العام
محمد الباز

متاحف منسية

متحف الحشرات.. أضخم قاعدة بيانات فى إفريقيا والشرق الأوسط: 150 ألف عينة لـ6000 نوع

متحف الحشرات
متحف الحشرات

- مصر بها 118 متحفًا فى جميع الفئات بدأت بمتحف الآثار المصرية بحى الأزبكية وانتهت بالمتحف المصرى الكبير

لا شك أن للمتاحف بمختلف أنواعها أهميتها، والتى تكمن فى أنها تحتوى على المعلومات التاريخية والحضارية والعلمية الهامة، بل إنها تقدم المساعدة لكل المواطنين والباحثين فى معرفة تاريخ تلك المجالات التى تقوم بعرضها داخل بلدهم، كما أنها تُعد أحد طرق الاتصال، التى توفر عرضًا للثقافة والتاريخ والآثار والتقاليد الخاصة بحياة الشعوب، وتُظهر للزائر علاقة حاضر بلده بماضيه، والأهم أنها تُعتبر مركزًا علميًا يساعد فى نشر وإظهار المعرفة والبحث العلمى، وتساعد فى التعرف بالتراث الإنسانى فى كل المجالات؛ لذا تُعد المتاحف بابًا لثقافة المجتمع بشكل عام.

وتُعد مصر إحدى الدول الرائدة فى عالم المتاحف بمختلف أنواعها، وتعود فكرة إنشاء متحف للآثار المصرية فى مصر إلى محمد على باشا، الذى كان حاكمًا لمصر خلال 1805-1848، حيث أصدر مرسومًا فى 15 أغسطس 1835 فى محاولة لوقف خروج الآثار من مصر، وهو ما أسفر عن إنشاء أول متحف مصرى للآثار فى القاهرة يقع فى مبنى بالقرب من حديقة الأزبكية، ليخرج إلى النور أول متحف قومى فى الشرق الأوسط وإفريقيا.

طبقًا للجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء لعام ٢٠٢٤، تمتلك مصر حوالى ١١٨ متحفًا، بالإضافة إلى متاحف المواقع كمتاحف الأقصر وأسوان وسقارة المفتوحة، وتنتمى المتاحف لعدة فئات متخصصة، كمتاحف الآثار والحضارة، ومتاحف الفنون، والتاريخ الطبيعى، والحرف، والثقافة، والإنسان، والأطفال، والنباتية، والحيوانية، ورغم هذا التنوع جاءت متاحف أثرية وتاريخية فى المركز الأول بواقع ٤٣ متحفًا، أى ما يعادل ٣٥٪ من المتاحف المصرية، ورغم انتشار المتاحف فى جميع محافظات مصر، إلا أن ما يقرب من ٥٠٪ من المتاحف توجد فى محافظتى القاهرة، والتى تستحوذ على ٣١.٢٪، والإسكندرية بنسبة ١٦.٩٪.

ورغم الاهتمام المصرى، والذى يقترب من مئتى عام، على إنشاء وترسيخ مفهوم المتاحف بمختلف أنواعها، إلا أن هناك حالة من التجاهل والنسيان يتعرض لها بعض المتاحف، فنتيجة للتجاهل الإعلامى لم يسمع المواطن المصرى بتلك المتاحف، أو ربما لا يعلم أنها موجودة فى مصر، وذلك رغم أهميتها العلمية والبحثية، كمتحف الحشرات بوزارة الزراعة، ومتحف الأجنة بوزارة الصحة، ومتحف السكة الجديد، ومتحف المركبات الملكية، ومتحف الحياة البحرية، وغيرها من المتاحف التى ربما لم يسمع بها أحد من قبل، وهو ما سنلقى الضوء عليه فى ملف متكامل تحت عنوان «متاحف منسية»، وسنبدأ بالمتحف المصرى للحشرات، لما له من أهمية مرجعية تسهم فى الوصول إلى أهم الأسباب والتأثيرات الخاصة بالتغيرات المناخية، وذلك بعد أن تأكد للعلماء بأن الحشرات أحد أهم وسائل التنبؤ بالتغيرات المناخية.

رحلة إلى متحف الحشرات

لم يكن مجرد متحف لعرض نماذج من الحشرات، لكنه فى واقع الأمر كنز علمى ضخم، يضم مئات الآلاف من العينات الحشرية المصرية، قام العلماء المصريون والأجانب بجمعها طيلة أكثر من قرن ونصف، ليُصبح أكبر واضخم متحف علمى مرجعى فى علم الحشرات فى مصر وإفريقيا والشرق الأوسط، وواحد من أضخم وأهم متاحف الحشرات حول العالم.

ما يميز المتحف المصرى المرجعى للحشرات، بمعهد بحوث وقاية النباتات، بوزارة الزراعة، ليس ضخامة محتوياته، التى تصل إلى أكثر من ١٥٠ ألف عينة حشرية، تمثل أكثر من ستة آلاف نوع من الحشرات، ولا لقدم إنشائه الذى يصل هذا العام إلى ١١١ عامًا، حيث افتتحه الخديوى عباس حلمى باشا الثانى فى عام ١٩١٣، لكن لُحسن تنظيمه على أحدث النظم العلمية والمتحفية فى العالم، فالمتحف ليس مجرد جدران من طابقين للعرض والحفظ، لكنه طبقًا للأستاذ الدكتور أحمد عبدالمجيد، مدير معهد بحوث وقاية النباتات، قاعدة بيانات ضخمة عن كل الحشرات التى تعيش أو عاشت على الأراضى المصرية، والأراضى التابعة لها فى نهاية القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين.

«ما نمتلكه من بيانات عن جموع الحشرات المصرية هى قوة وثروة مصر الاقتصادية، لذا نعتمد ضوابط صارمة فى التعامل مع العينات الحشرية».. هكذا عبر الدكتور أحمد عبدالمجيد عن الأهمية الاستراتيجية للمتحف المصرى المرجعى للحشرات، فكل العينات التى يتخطى عددها المائة وخمسين ألف عينة، لديها بيانات دقيقة جدًا، لم يكتف المتحف بالتسجيل الورقى حتى لا تندثر تلك البيانات، فتم تحويل تلك البيانات إلى نظام إلكترونى.

وأوضح الأستاذ الدكتور أحمد عبدالمجيد أن للمتحف قانونًا صارمًا لكل من يتعامل معه، وللحفاظ على أمن وسرية المعلومات التى تحتويه، من خلال تقنين عملية الدخول لأى باحث أو دارس، فيتم عمل تصاريح، وأوراق رسمية، وتحديد خط سير العينة، والتاريخ الذى تم التعامل معها فيه، ثم يتم وضعها فى ملف كامل بكل التفاصيل، ما أهل المتحف للحصول على شهادة الأيزو ٢٠٢٢- ٢٧٠٠١ لسرية وأمن المعلومات، ليصبح المتحف الوحيد فى مصر والشرق الأوسط وإفريقيا الذى يحصل على تلك الشهادة، كما حصل معمل التصنيف المرئى الدقيق على نفس الشهادة، خاصة بعد أن تم تدعيم المتحف بعدد من الكاميرات عالة الدقة، وذلك لتصوير العينات الحشرية تصويرًا دقيقًا يساعد الباحثين فى عملية التصنيف.

أما عن الآلية التى يطبقها قسم الحصر وتصنيف الحشرات، فبناء على قاعدة البيانات ممثلة فى المتحف المصرى المرجعى للحشرات فى الموافقة على الواردات أو رفضها، فقد أوضح الدكتور أحمد عبدالمجيد أن معهد بحوث وقاية النباتات وما يضمه من أقسام علمية مختلفة، يطبق معايير علمية عالمية فى التأكد من أمن وسلامة الواردات الزراعية الآتية من أى دولة حول العالم، وأن هناك ثلاثة جداول تحدد تلك المعايير، أولها جدول «١ أ»، وهى آفات غير موجودة فى مصر وغير مسموح بدخولها تمامًا، وجدول «١ ب»، وهى آفات موجودة فى مصر وغير مسموح بدخولها، مثل سوسة النخيل على سبيل المثال، وأخيرًا جدول «٢»، وهى آفات موجودة فى مصر، ولكن يمكن دخولها بعد إجراء بعض المعاملات الحجرية.

بداية الحكاية

على مدخل المتحف المصرى المرجعى للحشرات، بمعهد بحوث وقاية النباتات، استقبلنا الأستاذ الدكتور أيمن محيى الدين، أستاذ علم الحشرات ومدير المتحف، وأكد أن لمتحف الحشرات ولقسم بحوث الحصر والتصنيف التابع له، أهمية اقتصادية كبيرة لمصر، ففى الوقت الذى تستقبل فيه مصر وارداتها من جميع أنحاء العالم، يكون قرار السماح بدخولها إلى الأراضى المصرية مرهونًا بتقرير معهد بحوث ووقاية النباتات، وتحديدًا من داخل قاعدة بيانات المتحف المصرى المرجعى للحشرات، فإذا كان الوارد محصولًا زراعيًا به آفة محددة يتم التعامل معها والتعرف عليها وعلى تصنيفاتها وسلوكياتها، إذا ما كانت ضارة أو نافعة، بناءً عليه يتخذ الحجر الزراعى قرارًا بالموافقة أو الرفض، وذلك بعد الحصول على المعلومات المطلوبة من ملف البيانات الخاص بكل حشرة.

لكن السؤال الأهم، متى بدأت مصر الاهتمام بعلوم الحشرات؟ فمن المثير للدهشة أن إحدى الحشرات كان لها دور فى تأسيس علم الحشرات، وعلم تصنيف الحشرات فى مصر، تلك الحشرة هى «دودة اللوز القرنفلية»، التى دخلت مصر فى عام ١٨٦٥، وذلك عندما اقترح مستشارو إسماعيل باشا بضرورة استيراد بذور قطن جديدة من الهند لزراعتها وإعادة تصديرها، لتعويض قلة الأموال فى الخزانة المصرية، وبالفعل تمت زراعة بذور القطن الهندى فى مساحات كبيرة من الأراضى المصرية، وبعد أشهر قليلة ظهرت آفة «دودة اللوز القرنفلية» وبدأت فى إتلاف محصول القطن، ما أزعج الخديوى اسماعيل فأرسل إلى المملكة المتحدة متسائلًا، والتى بدورها سارعت فى إرسال وفد علمى من متخصصى وعلماء الحشرات، ليكتشفوا مدى الثراء الحشرى التى تتمتع به البيئة المصرية.

وتُعد حشرة «دودة اللوز القرنفلية» أو دودة لوز القطن المنقطة، هى ما يطلق عليه علميًا اسم Earias insulana، تنتمى لجنس عثة اللوز وفصيلة العثيات القنزعية، والتى بدورها تنتمى لعائلة كبيرة من رتبة حرشفيات الأجنحة وفصيلة العثيات القنزعية، وكان أول من قام بوصفها ودراستها تفصيليًا فى مصر عالم الحشرات البريطانى «ف. ك. ويلكوكس F. K. Wilcocks»، بالجمعية الزراعية السلطانية سنة ١٩٠٥، وأورد تفاصيلها فى موسوعته المهمة «الحشرات الضارة فى مصر»، والذى خُصص جزؤه الأول فى أغسطس ١٩١٥، للحديث عن الحشرات التى تصيب القطن، وقد صدر هذا الكتاب عن مطبعة المعارف فى عام ١٩١٧، ثم تلاه فى دراسة حشرة «دودة اللوز القرنفلية» عالم الحشرات جوخ Gough رئيس قسم الحشرات فى وزارة الزراعة المصرية سنة ١٩١١.

ولبيان مدى خطورة «دودة اللوز القرنفلية»، فإلى سرعة النمو والانتشار، تلك الحشرة غزيرة التكاثر، حيث تضع الأنثى فى الصيف من ١٠٠٠ إلى ١٥٠٠ بيضة ليلًا، وأقل من ذلك العدد فى الربيع والخريف، وتفضل الأنثى الأوراق الغضة الجيدة النمو، لذلك يكثر البيض على النباتات المنزرعة فى أراض مسمدة تسميدة نتراتيا، وفى الأراضى المروية كذلك، ويتم وضع البيض فى الليالى الرطبة، ويوضع على السطح السفلى للورقة على هيئة لطع تحتوى اللطعة الواحدة منها على نحو ٢٠٠ إلى ١٠٠٠ بيضة.

والحقيقة أن العلماء البريطانيين كان لهم دور كبير فى دخول علم الحشرات مصر، فعقب دخول وفدهم مصر لبحث حقيقة تلف محصول القطن الهندى بناء على طلب الخديوى إسماعيل، وإدراكهم مدى الثراء الحشرى الذى تتمتع به مصر، بدأوا فى تجميع المئات بل الآلاف من الحشرات المصرية ودراستها، وكانوا قد سارعوا بطلب بعض الأدوات والصناديق المخصصة لتجميع وحفظ تلك الحشرات من حكومتهم فى بريطانيا، ثم بدأوا فى كتابة الكروت أو البطاقات التعريفية لكل حشرة كسجل بيانات، ثم دمغ تلك الكروت بختم الاسم العلمى وباسم فصيلتها، وعندما كثرت تلك العينات بدأوا فى إنشاء متحف صغير.

وفى عام ١٨٩٨، وبناء على مطالب العلماء البريطانيين قررت الحكومة المصرية تأسيس الجمعية الزراعية الخديوية، وذلك فى عهد الخديوى عباس حلمى الثانى، وطيلة ثلاثة عقود تم تجميع عينات الحشرات، وإجراء البحوث والحصر والتصنيف وصناعة الكروت التعريفية، حتى تم افتتاح المجموعة الحشرية المرجعية، المتحف المصرى المرجعى للحشرات حاليًا، وذلك فى عام ١٩١٣، والتى تضم أضخم مكتبة حشرية مرجعية فى الشرق الأوسط وإفريقيا، مكتبة مرتبة بشكل علمى دقيق، تم تقسيم معروضاتها الحشرية إلى رتب وعائلات من خلال علم التصنيف وذلك لتسهيل الحصول على المعلومة للباحثين.

وفى خمسينيات القرن الماضى، أقر الملك فاروق الأول بأهمية علم الحشرات، حيث قام بإجراء تنظيم جديد لمصلحة الثروة الزراعية ليضاف إليها عدد من المصالح، التى منها مصلحة وقاية النباتات، وذلك فى عام ١٩٥٠، وتم إدراج قسم الحشرات والمجموعة الحشرية المرجعية إليها لتتولى مسئوليتها تجاهه، بل وقرر إيفاد بعثات علمية لأول مرة للباحثين المصريين لدراسة علوم الحشرات بشكل أكبر، وقد أخرجت تلك البعثة أول رئيس مصرى للمتحف المرجعى للحشرات، وهو الدكتور حسن شاكر الكاشف أو حسن أفلاطون، رائد علم الحشرات فى مصر.

وقد تلقى الدكتور حسن شاكر الكاشف تعليمه فى جامعة كمبريدج البريطانية، وتخصص فى تصنيف الحشرات ثنائية الأجنحة على يد أحد كبار العلماء فى هذا الفرع، وفى عام ١٩١٦ التحق بالكلية الملكية الزراعية بمدينة جلوسستر فى غرب إنجلترا، حصل على دبلوم فى علم الحشرات، ثم بكلية واى الزراعية «Wye College» بمقاطعة «كنت»، ليحصل على دبلوم ثان فى علم الحشرات، وفى عام ١٩٢٣ انتقل لوزارة الزراعة، وعمل وكيلًا لقسم الحشرات، ثم مديرًا له، وطور القسم؛ ليصبح أول قسم بحثى لعلوم الحشرات فى مصر، يرجع إليه فى إنشاء أكبر مجموعة حشرية فى مصر والشرق الأوسط، بعد جمعه العديد من العينات خلال رحلاته فى الصحراء الغربية والشرقية وغيرها.

الحشرات الغازية

«لا توجد حشرة واحدة يمكن أن تدخل مصر، وإذا دخلت فلدينا الاستعدادات العلمية التى تجعلنا قادرين على التصدى لها وتحجيم خطورتها».. بعبارات واثقة تحدث الأستاذ الدكتور أيمن محيى الدين، أستاذ علم الحشرات ومدير المتحف المصرى المرجعى للحشرات، وتحدث عن أهم ما يمتلكه المتحف من ملفات، وهى عبارة عن قاعدة بيانات لكل حشرة داخل مصر، هى الأضخم عن الحشرات فى الشرق الأوسط وإفريقيا، حيث يضم كل شىء عن الحشرة من فصائلها ورتبتها وأنواعها، طبيعتها وأشكالها، وأطوار النمو والتكاثر والوقت المناسب لذلك، وطبيعة الموائل التى تتغذى عليها ومواطن وجودها داخل مصر بالمحافظات المختلفة، وهو ما يحدد إذا ما كانت ضارة، أو يمكن الاستفادة الاقتصادية منها إذا كانت نافعة.

لكن ماذا عن دخول مفاجئ لإحدى الحشرات الجديدة وغير المسجلة أو ليس لها بيانات، فى تلك الحالة، وطبقًا لمدير المتحف، يضطر الباحثون بقسم بحوث الحصر والتصنيف لفتح ملف جديد لتلك الحشرة أو الآفة، وذلك ليتم التعرف عليها، ومعرفة آلية التعامل معها، سواء كانت ضارة أو نافعة، وبالفعل يتم فتح الكثير من الملفات سنويًا، وذلك لنجاح حركة التجارة العالمية من والى مصر، مبينًا أن عمليات الحصر التى يقوم بها المتحف والقسم التابع له، والذى يُعد إنذارًا بيئيًا مبكرًا لإدارة المكافحة، يتم من خلاله رصد الحشرات المصرية، ومعرفة الحشرات الموجودة، والحشرات التى اختفت أو الحشرات الجديدة، لأنه يرصد كل ما هو ضار بالثروة الزراعية والنباتية المصرية.

أما أشهر الحشرات الجديدة التى دخلت مصر وتم رصدها والتعامل معها، فيؤكد مدير المتحف الأستاذ الدكتور أيمن محيى الدين، أن أخطر ما يمكن أن يؤذى مصر هو حالة الاضطرابات السياسية للدول المجاورة لمصر، لأنها فى تلك الحالة تفقد السيطرة على منافذ الحجر الزراعى المقابلة، وفى عام ٢٠١٩ حدث غزو حشرى، حيث قام نوع من الحشرات الغازية، هو حشرة دودة الحشد الخريفية بغزو مصر، أو دودة القطن المتلفة للمحاصيل، واسمها العلمى Spodoptera frugiperda، وهى نوع من رتبة حرشفيات الأجنحة ذات القدرة التدميرية لمجموعات كبيرة من المحاصيل، مما يسبب ضررًا اقتصاديًا كبيرًا، لذا أُطلق عليها الاسم اللاتينى «frugiperda» اى متلفة الفاكهة.

«لديها قدرة كبيرة على تدمير المحاصيل، لقد رصدنا قدرتها على إفساد أكثر من ٣٥٣ عائلًا نباتيًا، والأكثر من ذلك قدرتها الفائقة على التكاثر».. بتلك العبارات الحاسمة تحدث مدير المتحف عن حشرة دودة الحشد الخريفية، مبينًا أنه بمجرد رصد تلك الحشرة الضارة بدأ الباحثون والعلماء المتخصصون فى التعامل معها، فقد تم إجراء البحوث والدراسات العلمية، وقد تمت مناقشة تلك البحوث فى ورشة عمل متخصصة فى أكتوبر الماضى، وطيلة خمس سنوات من ٢٠١٩ حتى ٢٠٢٣ تم عمل مجهود علمى ضخم، ليس لمنع الحشرة من دخول مصر، فهذا يُعد أمرًا مستحيلًا، بل القدرة على تحجيم الأضرار التى تسببها تلك الحشرة، وهو ما تم بالفعل.