الأديب المغربى حسن أجبوه يكتب: تضاريس الخوف
أخاف من الجبل الأبيض
القابع داخل ذاكرتى
تسحقنى ثلوجه
فتدمى تلابيب أفكارى
يا ليت الشمس تسطع
لأقلدها أمراضى
فتتوشح بها هنيهة
وأستلقى على قمته
منتظرًا سانتا كلوز
بهداياه الإغريقية
وفانوسه الفرعونى
كلما توجست من التلال
أطل شحرور غبى
يصدح رفقة ضفادع البحيرة
ينقنق:
أنا بطريق جنوبى
لا أذان لى..
لا ريش...
أرغب بمعانقة الصمت
فأخاف انهيار الحضارات
أيها الشحرور
لا أملك زادًا
سوى علب السردين
التى غنمتها يوم الجليد الأول
بعدما طعنت لاجئًا
أخفى عنى سجائر وول ستريت
قلت للصحراء الأوديسية
يا رمال الأساطير
يا رداء المنفيين
لا تغبطى فرحتى بالسراب
ولا تنسجى من سغبى محرابًا
فقط دثرينى
فطيف المغول قادم
يزحف على نخلك المزيف
يبتغى دويلة أخرى
تقارع برج بابل
وكنيسة العذراء
انتبهت أخيرًا
أنى آخر المترددين
لا وسط بين الأمكنة المؤدلجة
يسارى خوف بارد
ويمينى توجس صاقع
أختلى بغنائمى لأوزعها قبلًا
تدفئ شبق القصائد
فكل الجغرافيا تعرت
وطريق البحر
يمر على تضاريس جثتى.