الإثنين 16 سبتمبر 2024
المحرر العام
محمد الباز
المحرر العام
محمد الباز

أحمد الشهاوي يكتب: أعذُرُ قلقًا يَسْتَرْخِى فوقَ سريرِكْ

حرف

لماذَا أُخفِى عن ليلِى الأسْرارَ

وهُو العارِفُ بِى

ونجُومٌ تحتَ وسادتهِ تصْحُو

وتقُولُ بأنَّ الدَّاخلَ يحْملُ يُتْمًا لامرأةٍ

تَخْشَى التَّرْكَ

كأنَّ الغدْرَ ينامُ على عتبَتِهَا

ويدَاها ترتجفَانِ إذَا ما رَأتَا البابَ 

المسْدُودَ بِلا عُنوان

وتحتشِدَانِ لضَرْبِ العَاشِقِ فى الحِيطَان 

وتستلَّانِ من العينيْنِ النُّورَ

لكأنَّ نوافذَهَا مُغْلَقَةٌ

وكَأنِّى أصْرُخُ فى الرَّأسِ أن اتَّئِدِى

فلا مطَرَ هُناكَ سيسمَعُنى

ولا طيْرَ سيحملُ عنِّى رسائلَ عشقِى 

لامرأةٍ تضْرِبُ رأسَ الحَائطِ بِى

حدَّقْتُ عمِيقًا وملأتُ يدَىَّ بشَمْسٍ من نَهديْهَا

وبِبُطءٍ رُحْتُ أفكُّ الخَطَّ الواصِلَ 

بينَ الشَّطحِ وبينَ السَّطحِ

بينَ البابِ وبينَ جِدارٍ من ماضٍ مَمْلُوءٍ بالغدْرِ

كأنَّ خيانةَ سيِّدةٍ رَايةُ جِيلٍ

حيثُ الأمْواهُ تُسِيلُ الرُّوحَ

وحيثُ الرَّعدُ يُراقِصُ شَبَحًا طُولَ الليلِ

وحيثُ يعيشُ الحُبُّ وحِيدًا

فى أعماقِ مُحيطٍ غَدَرَتْ بمراكِبهِ الشُّطْآن.

أنا والله أماثلُ شَمْسًا تتوَهجْ

أحمِى زمنًا يترصَّدُ بِكْ

وأعلِّقُ رأسِى فى الأعلَى 

كيْ يتدلَّى حرْفُكِ لِى

وكىْ أطْمِرَ ما خلَّفَ أنذَالُ الأرضِ 

أولئكَ هُم من قتلُوا العُشْبَ النَّابتَ فى كفَّيْكْ 

أنا واللهِ أحفظُ إبهامَكِ من بَصَمَاتِ الزُّورِ

أقدِّسُ اسْمَكْ

أعذُرُ قلقًا يسْترخِى فوقَ سريرٍ لكْ.

وأشدُّ منَ الرِّيحِ الكأْسَ

أقُولُ أنا الثَّملُ سأبقى

أبسطَ من صخَبٍ لحيَاةٍ عاشَتْها امرأةٌ

تتراكَضُ خلفَ الموْتِ لعلَّ أبَاها يعُودُ

ويعرِفُ أنِّى الباحثُ عن معنَى

فى مُعجَمِ نهديْها حينَ يقُودَانِ اللغَةَ إلى الشَّطْحِ

وحينَ يحُطُّ الشَّاعرُ زمنًا فى جيْبٍ سِريٍّ لَهْ.

أنَا واللهِ أقدمُ قمَرِى بالمِلْعَقَةِ إليْكِ

أعُضُّ ذرَاعَ الوقْتِ الفاسِدِ

أسحَقُ ماءً فى الهَوْنِ لعَلَّ الصَّمتَ 

يُحطِّمُ رَمْلَ كلامِ النَّاسِ

أنا منْ ضَاعَ وجِئْتُ ولم يبْقَ منِّى شيءٌ

إلَّا وهُو الآنَ على طبَقٍ بينَ يديْكْ

الليلُ على الكُرْسيِّ يمِيلُ

جسدِى مُنتظِرٌ يَحْلُمُ أن يتغَطَّى بالغُفْرانْ.

 

المنصورة - 21 من يونيو 2024 ميلادية