حسام الكرار يكتب: طفلة القدس

عُيُونُكِ تَلْعَقُ الصَّبْرا
فتسْكُبُ ماءَها نَهْرا
تَبدَّلَ حُلْوُكم ظُلْمًا
بِيومِ كريهةٍ مُرا
وأدْمى عينَكِ النَّجْلا
كِلابٌ دنَّسوا المسرَى
ولكن يا ابْنةَ القدسِ
سَيَنْهضُ طيْرُكم صقرًا
يُحلِّقُ فوق ناديهم
يُحيِلُ حياتَهم جَمْرا
يُحَرِّقُ قهر أزمانٍ
تَئِنُّ بِقهرِها الذِّكرى
غدا من قلبِكِ الصَّافى
سَتَنْبَلِجُ المُنَى زَهرا
ومن آمال عَيْنيْكِ
تُضِىءُ سَماءَنا البُشْرى
تُطِلُّ بِحُلمِ أيامٍ
تَفُوحُ بحُلْمِها عِطْرا
ومن أنفاسِكِ الحَرَّى
لَهيبٌ يَنْسِفُ الصَّخرا
فيضربُ جَمعهُمْ صُبْحًا
لِنَمْلِكَ أمرَهُمْ ظُهْرا
ونَطْعَمُ من جَنَى يافا
ونشربُ شَايَنا عَصْرا
ويأتى بعدَ مَغْرِبِنا
عِشاءٌ تَقْطِفُ الأسْرى
وتُمْطِرُ غزَّةٌ شُهُبًَا
فَتَدْفعُهُمْ إلى المَجرَى
لِتَخْمُدَ فيه أنفاسُ
ونُعْلِنَ للورى جَهْرًا
بأنَّ القدسَ مَقبرةٌ
تَفِيضُ جُنُودُها بَحرًَا
يُوَارَى من يُعَاديها
تُرَابًا ضَمَّه قَهْرَا
فَتَلْبِسُ ثَوبَ عِزَّتِهَا
ولا تُبْقِى لهم ذِكْرًا
غدًا يا زهرةَ الأقصى
سَيُشْرِقُ لَيلُكم فَجْرًا.