بردية الغريب
من على البابِ؟
قلت: الغريبُ أنا
فافتحوا للغريبْ
: استرحْ يا الغريبُ..
استرحتُ
أرحتُ الفؤادَ الصغيرَ
على حَمل هذا الأسى واحدا
والحنينِ الرهيبْ
: استرح يا الغريب..
استرحتُ
نثرتُ على رمل بسمتها
ن ز ف روحى
استسغتُ على كفها القمحِ..
شايا له
طعم ذاك النشيد القديمِ..
النشيدِ الحليبْ
: لم تقل أنتَ من
لكنّنى قلتُ:
يا أنتِ يا
ست هذا الجمال المحال
الجمال الرهيبْ
عابر
أثخنته الجراحُ..
الرياحُ التى يشتهيها الشراعُ..
الزمانُ الذى غدرهُ.. رمية لا تخيبْ
فارسٌ مثقلٌ
بالحكايا الرجالِ..
الذين قضوا عمرَهم
فى انتظار الصباح المتاحِ الصباحِ الرطيبْ
البلاد التى اقترفت
على أول الصبح
ملح الغروب وجرح الهروب
وجرم المغيبْ
مثقل بالرخام
البيوت الحياد
القلوب الجماد
جئتكم يا
بلا ذهبِ
وبقلب تكسَّر مثل الزجاج
وثوبٍ له
لون هذا الحداد الظلام النجيب
جئتكم من بعيد
ولا شىءَ لى
غيرَ هذا الصدى
إننى مذ خرجتُ
تركت المياهَ الرواءَ
السرابُ انتقانى
اصطفانى له
فاتبعت السرابَ
شربت الظما
وارتديتُ اللهيبْ
ارجعى يا بلاد ارجعى يا بلاد
هنا لا الرفاق يجيبون لى لهفتى
والصدى لا يُجيبْ
والبلادُ التى نحن منها لها
ناصبتنا العداءَ
فالغناءُ بُكا
والحداءُ نحيب
ثم قلتُ لها
ثم قلتُ وقلتُ
قالت: هنا يا فتى سدرةُ المتعبينَ
استرحْ/ واسترحْ/ واسترحْ يا الغريبْ
ما استراح الغريب
ما استراح الغريب