سيناريو
مشهد «١»
-: لماذا إذًا لا تعود أمى إلى الحياة مرةً أخرى؟!!
«قالها الطفل اليتيم»
وهو يغمس صورة أمه الميتة فى نهر كبير
بينما يردد فى شكٍ ساذجٍ آخر ما حفّظه له شيخ الكتاب:
«وجعلنا من الماء كل شىء حى».
مشهد «٢»
لم يكن بخيلًا للغاية
كى يخبئ آخر لقمةٍ تبقت فى المُخيم
عن صحابه الصغار
كان فقط
يزرعها خُفية
ويتخيل
شجرة خبز كبيييرة
تنبت فوق كل هذا الركام
قال:
سوف نأكل حتى تنتفخ بطوننا
واا
واا
وسنبنى بيتنا الخشبىّ من جديد
ونغرقه دائمًا بالماء
ليكون قاسيًا على الحرائق
الشبابيك سنفتحها فى السقف
كى نطل صراحةً على الله
ونمد ألسنتنا للقناصين.
العصافيييير
انظروا
يا الله يا ماما
كروان صغير
يحط على قلبى
ويبادلنى أغنيتين
بعش فى أعلى الشجرة
لكنْ عمّى الصياد امممممم!!
سأمنحه غصنًا كبيرًا
يكفى لصنع بندقية
تحرس أحلامنا فى المساء.
المسكين
الذى جف ماء عينيه البارحة
وهو يبكى فوق جثة أمه المحترقة
لم يجد نهرًا صافيًا
كى يروى الحلم
ولم تسعفنى الحرب
كى أقول له
إن أشجار القصائد
لا تورق إلا فى الخيال.