أبويا زى الشمس
كل حاجة فيه بتتكلم
بس من غير صوت
أبويا.. عمره ماخاف م الموت
كان لما القمر بيشوفه يضحك
ويهز دماغه ويستغرب
والأغرب إنه ساعات
كان ينزل جنبه ويتمشى
ف عز الضلمة
فى شوارع مليانة
بأشباح الموت والعفاريت
جه صاروخ
خد أبويا لفوق
قام هبده رماه
على سن رصيف
ولأن أبويا مكانش إيمانه ضعيف
عكِّز على رجله التانية وقام
يتلفت ع القمر اللى بيتمشى معاه
مشافوش
راح بص لفوق
ولقاه شغال بعنيه
بص وبحلق له
وقام قال له
أنا توبة يا عم
أنزلك تانى خلاص
العمر مش بعزقة
ابتسم أبويا.. وبص لقدام
لقى نص مارينه
بتنده على رجله المكسورة
وأخدها أبويا
من الزرب لبيتنا ف ست ساعات
يتأمل فى بيوت البغدادلى المكفية
على كراكيب الأرواح
اللى نستها ف جسم أصحابها
أبويا
لم عيونه ف أجفانها
ف جامع سيدى الخضر
وبعد صلاة الفجر
روح أبويا ينام.. معرفش
قام طالع فى البلكونة
يلاغى الشوارع
ويضحك مع العفاريت والأشباح
ويشاور لهم
ولأنهم
حافظين ملامحه وريحته وطلته
زقططوا.. واتنططوا
وفضلوا يغنوا ويرقصوا ويزغرتوا
ولما اسم السويس جه على لسانهم
وحننهم
كلضموا
وسهموا وعيطوا
وفضلوا يلعنوا
فى الحرب.. والغربة والهجرة
وإمبارح
وأنا رايح
أشقَّر على أبويا
فى الكشك بتاعه فى الخور
كان ساند على عكازه.. ومْغفّل
قام فتح عينه
وبص لى من فوقى لتحتى
وقال لى
خرجتنى من روحى
من أجمل حلم ساكننى
الله يسامحك يابنى
الله يسامحك.