الرياحُ
تمر الرياحُ على غزة
وتسألُ عن زهرةِ الياسمين
وفوحِ الترابِ إذا ما الخُطى
ضربن عليه بعزم ولين
وتسألُ أيضًا عن شيخِنا بهى الملامح:
أين ياسين؟
وعن مقعدِ العجز وقت الغناء
وكيف تناثر بكل اتجاه؟
وعن صوتِ مئذنةٍ للصلاة
تمر الرياحُ لنعرفَ أن هناك حياة
وأن الحناجرَ تحت الركام.. تُغنى
وأن العماراتِ سجدت تسبحُ بحضن الإله
وأن الجنينَ الذى شوهته الداناتْ
كان يقايضُ لقمةَ خبزٍ بصرخةِ لا..
تمر الرياحُ وتكشفُ زيف الجباه
وصدق الجُناة
وهم يرقصون على النازعات وعم
وجزء تبارك.. وزمر الطغاة
فيا ريح كُفى
ولا تكشفين عنا الدخانَ
ولا تمكثين طويلًا
فإنا سئمنا امتداد الغناءِ إلى منتهاه
سيأتى الصفيرُ مع الطائرات
ونطربُ جميعًا بقصفِ العُتاة
ولا ترفعين الغبارَ..
فإنا نُدفئ تحت الغبارِ انفجارًا
وكونى الرياح اللواقح وقت العشار
كونى كشهد المرار.. إن تحملينا
وإن تنثرينا بوجه الطغاة
تقول الطيور التى رافقتنا من البدء
إنا نزيد ونكثُر..
إذا ما تمزق فينا الوريد توزع
فى الروض دمنا.. سقاه
تمر الرياح ولا ننكسر
فمنهم قتيل ومنهم أُسُر
وفيهم مَريد.. وفينا إله.