الأميرة.. «ميته ماريت».. صاحبة جولات القطار الأدبى وسفيرة بلادها الثقافية
تفتتح قرينة ولى عهد النرويج، الأميرة «ميته ماريت»، جناح بلدها فى معرض القاهرة الدولى للكتاب، المقرر عقده من ٢٤ يناير إلى ٦ فبراير، حسبما أعلنت هيلدا كليمستدال، سفيرة النرويج بالقاهرة.
تنتشر قصص كثيرة حول مدى اهتمام صاحبة السمو الملكى بالقراءة ومحبتها العميقة للكتب، وسعيها الدائم للترويج للأدب النرويجى، وهى سفيرة الأدب النرويجى على المستوى الدولى.
تشارك الأميرة ميته فى فعاليات ثقافية كثيرة حول العالم، وتحب دائمًا مشاركة الناس ما قرأت، وتسليط الضوء على الكتب ذات الفائدة للشعوب.
وُلدت الأميرة ميته ماريت فى ١٩ أغسطس ١٩٧٣، وجرى الإعلان عن خطبتها لولى العهد الأمير هاكون، فى ١ ديسمبر ٢٠٠٠.
تعرض الشريكان للكثير من الانتقادات من العائلة الملكية النرويجية، ومن الكثيرين، فقد أثار اختيار الأمير العروس ميتّه ماريت جدلًا كبيرًا، لأنها امرأة لم تكن من عامة الشعب فحسب، بل كانت أمًا عازبة أيضًا.
ولم يتعلق الانتقاد بمسألة النسب فقط- إذ لا يمكن لابنها أن يصبح ملكًا أبدًا- بل امتد الأمر للأشخاص الذين ارتبطت بهم فى حياتها السابقة، وهو ما اضطر ولى العهد وعروسه لعقد مؤتمر صحفى قبل أقل من أسبوع من زفافهما، اعتذرت فيه عن حياتها السابقة، وجعلت بيانها بمثابة نداء ودرس، وقالت إنها تأمل فى الحد من الأسئلة المستقبلية حول ماضيها، وكان «هاكون» داعمًا لها، وكذلك والداه الملك هارالد الخامس والملكة سونيا.
وقبل أيام قليلة من الزفاف، فى مؤتمر صحفى، اعتذرت أميرة النرويج المستقبلية علنًا للشعب النرويجى، قائلة: «لقد كانت تجربة كلفتنى غاليًا، واستغرقت وقتًا طويلًا لتجاوزها، لا يمكننى تغيير الماضى، على الرغم من أننى أتمنى لو أستطيع ذلك».
فيما عبر ولى العهد الأمير «هاكون» عن إعجابه بـ«ميته»: «لا عجب فى أننى وقعت فى حب هذه الفتاة، ما وجدناه فى بعضنا البعض قوى جدًا، لدرجة أننى لا أستطيع التخلى عنها».
وتزوج الثنائى فى كاتدرائية أوسلو فى ٢٥ أغسطس ٢٠٠١، وهناك ثلاثة أطفال فى عائلة ولى العهد: ماريوس بورج هويبى والأميرة إنجريد ألكسندرا والأمير سفير ماجنوس.
وتشارك الأميرة ميته ماريت على مدار العام، فى مجموعة من الأحداث الأدبية المهمة، التى تشمل جلسات القراءة للأطفال فى حديقة Palace Park، أو فى قصر أوسكار شال الملكى فى النرويج، أو المهرجانات الأدبية وزيارات المكتبات، كما تهتم الأميرة أيضًا بترتيب لقاءات حول الأدب النرويجى فى خارج بلادها خلال زياراتها الرسمية للدول الأخرى.
وقالت فى إحدى مقابلاتها: «لا أستطيع أن أتخيل الحياة بدون كتب، منذ أن كنت طفلة، كان يُقرأ لى، وأتيحت لى الفرصة للدخول عالم الخيال، فإن القراءة، والصور التى تخلقها، والعواطف التى تثيرها قراءة الكتب، جعلتنى شخصًا أفضل وأكثر حكمة».
وفى ٢٦ أبريل ٢٠١٧، تولت منصب سفيرة الأدب النرويجى على الساحة الدولية، وجرى اختيار النرويج كضيف شرف فى معرض فرانكفورت للكتاب لعام ٢٠١٩، وشاركت الأميرة فى الأحداث الرئيسية المتعلقة بفعاليات ضيف الشرف، وكان لدورها فى الترويج للأدب النرويجى صدى دولى، امتد لما بعد معرض الكتاب فى فرانكفورت، إذ يكتسب الأدب النرويجى شعبية فى الخارج، وتعمل الأميرة باستمرار لتعزيز مكانته بشكل أكبر.
وتعد «جولة القطار الأدبى»، أقرب الفعاليات الثقافية لقلب الأميرة الحكيمة، ففى السنوات القليلة الماضية، كانت تنطلق كل ربيع فى جولة بالقطار الأدبى، بمساعدة السكك الحديدية الحكومية النرويجية ومكتبة أوسلو العامة.
ولا تتبع جولة القطار جدولًا محددًا للسكك الحديدية، ويضم القطار بجانب عربة القطار الملكية النرويجية، عربة أخرى عبارة عن مقهى وعربة للركاب، وأيضًا عربة عبارة عن مكتبة، هذه عربة مفروشة خصيصًا لتحتوى على كتب من مكتبة أوسلو العامة، ومجموعة كتب من مكتبة ولية العهد الخاصة.
وعندما يتوقف القطار فى المحطة المحلية، عادة ما تكون العربة مفتوحة لأى شخص يرغب فى تناول فنجان من القهوة وقراءة كتاب جيد.
وعلى طول الطريق، تنظم ولية العهد لقاءات أدبية بين المؤلفين والجمهور، وتعقد الاجتماعات عادةً فى المكتبة المحلية، لكن محطات القطار مهدت الطريق أيضًا لبعض اللحظات السحرية التى لا تنسى.
وانطلقت ولية العهد النرويجية، ميته ماريت، فى أول جولة قطار أدبية على طول خط سكة حديد نوردلاند- من بودو إلى ستيوردال، فى عام ٢٠١٤، وكانت هذه جولة شخصية لولية العهد، التى شاركت العديد من مفضلاتها، وتحدثت عن تجارب القراءة الخاصة بها على طول الطريق.
وتضمنت جولة القطار الأدبية الأولى العديد من الموضوعات الثقافية المختلفة، فكان هناك لقاء عن أدب للأطفال فى فوسكى، وفعالية أخرى عن أدب للمراهقين فى روجنان.
وكان «الحب فى الأدب» الموضوع الأكثر شعبية على الإطلاق، وكان محور الحديث عندما وصلت جولة القطار الأدبى إلى مو آى رانا، إضافة إلى مناقشة أعمال شكسبير، والكثير من الموضوعات الأخرى.
وفى عام ٢٠١٥، سافرت ولية العهد ميته ماريت، فى الجولة الأدبية الثانية بالقطار من تروندهايم إلى هامار، وتوقف فى أوبدال ورينغبو وليلهامر، وفيها شاركت ولية العهد تجاربها الخاصة فى القراءة، كما أسهم مجموعة من مؤلفى الكتب فى النرويج فى الحدث، وشاركوا فى الفعاليات كقراء ومبدعين للأدب، وكانت من أبرز مناقشات الحدث «الهوية»، وهو موضوع شائع فى الأدب النرويجى فى السنوات الأخيرة، وفيه يقترب الناس من حياتهم الخاصة.
وفى عام ٢٠١٦ كان موضوع جولة القطار الأدبى هو «أن تكون غريبًا»، فيشعر الغرباء عادة بأنهم منبوذون فى مجموعات بين الحين والآخر، وهى ظاهرة عالمية، فيما يساعد الأدب فى إظهار والكشف عن الآخرين وتجاربهم المختلفة.
وقدمت الأميرة كتابًا مهمًا للمكتبة النرويجية، بعنوان «The Home Country and Other Narratives»، وهو عبارة عن مجموعة مختارة من ١٢ قصة ومقالًا، وطُلب من ولية العهد تحرير المختارات كجزء من دورها كسفيرة للأدب النرويجى فى الخارج.
واختارت الأميرة الكاتب جير جوليكسن، كمحرر مشارك لها، وتدور القصص حول معنى «أن تكون نرويجيًا اليوم».