الخميس 21 نوفمبر 2024
المحرر العام
محمد الباز
المحرر العام
محمد الباز

محاكمة جو بايدن.. مسرحية وثائقية عن حرب غزة 2023

جو بايدن
جو بايدن

 

يبدأ العرض بمانشيتات تتوالى على شاشة:

جو بايدن فى النزع الأخير

الرئيس الأمريكى السابق يحتضر

بايدن فى غيبوبة

الولايات المتحدة تجهز إجراءات الجنازة

خوف من أعمال إرهابية أثناء الجنازة

ثم تنفرج الستارة ليبدأ العرض

الزمان: اللحظة الأخيرة فى حياة بايدن. 

المكان: حجرة نومه الخاصة.

المنظر: بايدن ممدد على سريره فى غيبوبة، الأجهزة الطبية حوله، تقف زوجته «جيل» تتحدث مع الطبيب المعالج. 

المشهد الأول

جيل «باكية»: ما يحدث هذا كثير، إن له أيامًا، لا هو حى ولا هو ميت، لا يفيق إلا ليدخل فى غيبوبة من جديد.

الطبيب: مدام بايدن، فعلنا كل ما بوسعنا، ليس أمامنا إلا انتظار رحمة الله.

جيل: هل يشعر بما هو فيه؟ 

الطبيب: لا أظن، إنه فى ملكوت آخر.

جيل: يا إلهي، رحمتك

«يفيق بايدن»

بايدن: لم تقفون هكذا؟ لم البكاء حبيبتى جيل؟ أنا بخير.

جيل: نعم حبيبى، أنت بخير.

بايدن: هل جاء الكاتب الذى يكتب لى مذكراتى؟

جيل: نعم جاء. قلت له إنك متعب، لكنه يصر على الدخول، يقول إنه يريد أن يستكمل معك الجزء الأخير من المذكرات.

جو: دعيه يدخل، التاريخ يجب أن يسجل يا جيل، نحن نكتب التاريخ لأبنائنا؛ ليعرفوا تاريخ بلدهم العظيم.

جيل: حاضر، المهم ألا ترهق نفسك.

(تناديه)

جيل: تفضل يا حضرة الكاتب.

(يدخل)

الكاتب: صباح الخير سيادة الرئيس.

جو: «يضحك» الرئيس السابق. قلت لك ألف مرة دع هذه الألقاب ونادنى جو، جو فقط.

الكاتب: أمرك سيادة الرئيس «يتدارك» أمرك جو.

جو: تفضل بالحديث، أنا أسمعك. 

الكاتب: لقد اقتربنا من نهاية المذكرات، والآن أريد أن تحدثنى عن آخر حدث مهم حدث فى ولايتك، موضوع غزو إسرائيل غزة عام ٢٠٢٣.

جو: مرة أخرى إسرائيل؟ ألن ننتهى من هذا الموضوع أبدًا؟ لقد أعلنت ألف مرة أننى مع حل الدولتين.

الكاتب: لكنك كنت تعلم أن نتنياهو ضد حل الدولتين، كان يريد دولة يهودية فقط، وقد سعى بقوة لطرد الفلسطينيين، وإيجاد موطن آخر لهم فى سيناء، ورغم ذلك دعمته، وكنت تضغط على مصر لتقبل تهجير الفلسطينيين لسيناء.

جو: هل جئت للتحقيق معى أم لتكتب مذكراتى؟ هل أنت من خصومى الجمهوريين؟

الكاتب: عفوًا سيادة الرئيس، سيادتك عصبى جدًا اليوم، أنا أقدر حالتك، لكن المفروض أن أفهم ما فى رأسك حتى أعبر عنه. المفروض أنى سأتكلم باسمك.

جو: لن أتكلم معك. سأطلب كاتبًا غيرك، تفضل بالانصراف، تفضل.

«يعود للغيبوبة/ إظلام»

المشهد الثانى

المنظر نفسه، بايدن يفيق، تدخل جيل.

جيل: كيف حالك الآن حبيبى؟ 

جو: أحسن، الحمد لله.

جيل: القسيس وصل منذ قليل، يريد أن يصلى معك.

جو: أرجوك، أطلبى منه أن ينتظر قليلًا، أنا فى شدة التعب.

جيل: أمرك حبيبى.

جو «لنفسه»: شكرًا للرب، كنت أود فعلًا أن أصلى مع القسيس، ربما كانت هذه صلاتى الأخيرة. لكنى متعب. متعب جدًا، لقد ضايقنى هذا الكاتب، وأنا أيضًا صرت عصبيًا، لم أعد أحتمل الكلام عن موضوع إسرائيل، هل.. هل معنى هذا أنى أشعر بتأنيب الضمير؟ أعترف أن منظر الأطفال الذين قتلهم الإسرائيليون كان بشعًا، وأن عدد الضحايا من النساء كان يفوق الخيال، وأن كلمة الإبادة الجماعية التى كان نتنياهو مصرًا عليها كانت تصدمنى، لكن هذه هى الحرب، نحن فى أمريكا أيضًا أبدنا الهنود الحمر، الإسرائيليون لم يفعلوا أكثر مما فعلناه نحن- الأمريكيين- مع السكان الأصليين لهذه البلاد.

«يبدو متعبًا»

آاااه.. فلأغمض عينى ولأسترح قليلًا، يااااااااه.. كم أود لو أنعم بالراحة.

«يدخل رجل وسيم بملابس عصرية»

الوسيم «ينحنى»: تحياتى مستر بايدن. 

جو «منزعجًا»: من أنت؟ هل أنت القسيس؟

الوسيم: لا

جو: من أنت إذن؟

الوسيم: ألا تعرفنى؟

جو: لا أظن أننا التقينا من قبل.

الوسيم: بل التقينا كثيرًا، كثيرًا جدًا. 

جو: من أنت؟

الوسيم: أنا الشيطان الأكبر، رئيس الشياطين فى هذه الدنيا.

جو: نعم؟!!

الوسيم: لم تستغرب؟ 

جو: هل تمزح؟ هل هذه هيئة شيطان؟

الوسيم «يضحك»: هل تتصور أن الشيطان لا بد أن يكون له ذيل، ويبرز من رأسه قرنان؟ هذه صورة تقليدية بائسة. الشيطان يمكنه أن يظهر فى أى صورة يريدها.

جو: من فضلك، لا داعى للهزار، أنا متعب ولا أريد...

الوسيم: عفوًا مستر بريزدنت، لم آتِ للهزار، لقد جئت فى أمر جاد جدًا.

جو: أتصر على الهزار؟

الوسيم: لا. 

جو: ماذا تريد إذن؟

الوسيم: أريد محاكمتك.

جو: نعم؟!!!

الوسيم: ألم تسمع؟ أريد محاكمتك.

جو: رئيس الولايات المتحدة الأمريكية يحاكم؟ إن محكمة العدل الدولية نفسها لا يمكنها أن تحاكمنى، فهل تريد أنت أن تحاكمنى؟

الوسيم: نعم، أريد أن أحاكمك وسأحاكمك فعلًا، الآن، فورًا. 

جو: بأى تهمة؟

الوسيم: تهمة القيام بدور الشيطان الأكبر، لقد سلبتنى وظيفتى، صحيح إن هناك من يسمون شياطين الإنس، لكن لم يحدث قبلك أن شيطانًا من شياطين الإنس تفوق على شياطين الجن، خصوصًا الشيطان الأكبر، لذلك لا بد من محاكمتك. والتهمة واضحة: القيام بدور الشيطان الأكبر.

جو «يضحك»: هههههه هل توجد تهمة بهذا الوصف؟ من فضلك، لا وقت لدى للهزل.

الوسيم «بتجهم»: قلت لك أنا لا أهزل، هل تنكر أنك قمت بدور الشيطان الأكبر خلال مدة حكمك فى قضايا كثيرة؟ هل تنكر أنك تسببت فى إزهاق أرواح عشرات الآلاف من البشر؟ أنك لم تقم بدور الشيطان فقط، بل تفوقت على الشياطين جميعًا، لذا قررنا نحن- الشياطين- أن نحاكمك.

جو: قتل عشرات الآلاف؟ أهذه تهمة؟ أنا رئيس أكبر دولة فى العالم، ولا بد أن أقوم بدور شرطى العالم، لا بد أن أفعل أى شىء يضمن سيطرة بلادى على العالم، لا بد أن أخيف كل الدول التى لا تدخل معى فى تحالفات تخدم مصالحى. 

الوسيم: حتى لو كانت مصالحك غير مشروعة؟

جو: كل شىء يحقق مصالح الولايات المتحدة فهو مشروع.

الوسيم: لن أدخل معك فى نقاش، قل كل ما لديك أمام المحكمة التى ستنعقد حالًا.

جو: ومن الذى سيحاكمنى؟

الوسيم: سأتولى أنا بوصفى الشيطان الأكبر رئاسة المحكمة، وسيكون الشيطان الأحمر هو عضو اليمين.

جو: الشيطان الأحمر؟ نهار أسود.

«يدخل الشيطان الأحمر يرتدى بدلة أنيقة وكرافتة حمراء ومنديلًا أحمر»

الأحمر «ينحنى انحناءة خفيفة»: أنا جاهز سيدى الرئيس.

الوسيم: أهلًا بك، «لبايدن» وسيكون الجن الأزرق هو عضو اليسار.

جو: كملت.. «يلطم خديه» محكمة كاملة من الشياطين؟ لماذا؟ هل انتقلت إلى الآخرة دون أن أعرف؟

الوسيم: لا، محكمة الآخرة أقسى ألف مرة مع أمثالك من شياطين الإنس، «يصفق» السيد الجن الأزرق.

«يدخل الجن الأزرق. يرتدى بدلة زرقاء وكرافتة زرقاء، ويضع منديلًا أزرق بلون الكرافتة»

الجن: الجن الأزرق طوع أمر المحكمة الموقرة

الوسيم: أهلًا بك، تفضل.

«يسير الشيطان الأحمر والجن الأزرق نحو مكتب كبير فى الحجرة 

ويجعلانه منصة للمحاكمة ويتركان مكانًا فى الوسط لرئيس المحكمة»

جو: أنا أعترض، لن أحاكم أمام محكمة كاملة من الجن والشياطين.

الوسيم: الاعتراض مرفوض، كيف تعترض على أن تحاكمك الشياطين، وأنت قمت بدور الشيطان الأكبر، هذه محاكمة داخلية بيننا معاشر الشياطين، سنحاكمك بوصفك واحدًا منا.

جو: أنا برىء، لم أفعل شيئًا، لا بد أن يكون فى المحكمة بشر مثلى.

الوسيم: سيكون معنا فى المحكمة عضو واحد من البشر وليس من الشياطين.

جو: ومن يكون هذا الإنسان الوحيد الذى اخترتموه؟

«يدخل جوتيريش، أمين عام الأمم المتحدة خلال حرب غزة»

جوتيريش: أرجو أن أكون أنا هذا البشرى الواحد.

الوسيم: مستر جوتيريش أمين عام الأمم المتحدة؟

جوتيريش: نعم، وأرجو أن تسمح لى بالاشتراك فى المحاكمة؛ لأنى أرفض تمامًا موقف جميع الأطراف التى أيدت إسرائيل، وشاركت بالدعم المعنوى والمادى فى مذبحة غزة ٢٠٢٣. 

جو: أنطونيو جوتيريش؟ ألا تخش أن تدبر الولايات المتحدة خلعك من منصب الأمين العام، كما خلعنا بطرس غالى من قبل؟

جوتيريش: أنا أعلم أنى مخلوع مخلوع، لأن معظم الدول الكبرى التى تدير العالم، بكل أسف، لا تعرف الحق. وليس لدى حكامها ضمير. وأنا لا يشرفنى أن أعمل مع هؤلاء، أنا رجل عندى ضمير حى لا يحتمل الفظائع التى ارتكبتموها فى غزة.

جو: أنا أرفض هذه المحاكمة، من الذى يمثلنى فيها؟ من الذى سيدافع عنى؟ كل متهم لا بد أن يكون له محام، وكما أرى فأنتم كلكم ضدى.

الوسيم: سنعطيك حق اختيار المحامى، من تريد؟

جو: أريد.. أريد.. أريد هارى ترومان، رئيس الولايات المتحدة الأسبق.

الوسيم: لحظة واحدة حتى يأتى الحاجب، ادخل يا حاجب.

«يدخل الحاجب وهو مهرج يرتدى ثياب المهرجين»

الحاجب: دخلت، أحلى سلام على هيئة المحكمة الموقرة.

جو: من هذا؟ مهرج؟!!

الوسيم: لم أجد من يقوم بدور الحاجب أفضل من مهرج فى السيرك، لأنكم جعلتم الدنيا سيركًا كبيرًا بأفعالكم.

جو: لا لا لا. هذا كثير.

الوسيم: لو سمحت، احترم هيئة المحكمة وإلا اضطررت لتوقيع العقوبة عليك، والآن دعنا نحقق لك طلبك، حتى لا تقول إننا حرمناك من حقوقك القانونية، يا حاجب.

الحاجب: سيدى

الوسيم: نادِ السيد هارى ترومان، رئيس الولايات المتحدة الأسبق.

الحاجب: السيد هارى ترومان، أكبر جزار فى القرن العشرين.

«يدخل هارى ترومان»

ترومان: أنا موجود، «يلتفت للحاجب» ما هذا يا رجل؟ ألا تخجل؟ أنا تنادينى بلقب أكبر جزار فى القرن العشرين؟ أنا رئيس سابق لأكبر دولة فى العالم، لا بد من مراعاة الأصول وقواعد اللياقة.

الحاجب: يا عم، قل يا باسط. لقد انتهى كل هذا الكلام، أنت الآن رجل ميت يعذب على ما فعله أثناء فترة حكمه السوداء، احمد ربنا أننا استدعيناك، لقد رحمناك من نار جهنم بعض الوقت.

جو: جهنم؟ ترومان العظيم فى جهنم؟ 

ترومان: «باكيًا» للأسف يا أخى بايدن، هذا صحيح، وأنا أشكركم لأنكم رحمتمونى من نار جهنم بعض الوقت.

جو: جهنم؟!!

ترومان: «يبكى» لعنة الله على الرئاسة والسنين السوداء التى توليتها فيها، ليتنى ما توليتها أبدًا.

جو: إلى هذا الحد أنت نادم؟

ترومان: وأى ندم؟ أنت لا تعرف ما أعانيه من العذاب فى جهنم.

جو: عذاب؟ رئاسة الولايات المتحدة آخرها جهنم والعذاب؟ اللهم رحمتك.

ترومان: بالمناسبة، تركتهم فى جهنم يجهزون لك المكان الذى يليق بك، ويعدون أصناف العذاب التى تناسبك، يقولون إنك ساندت إسرائيل لارتكاب أكبر مذبحة فى القرن الحادى والعشرين فى غزة. وسمعتهم يتهامسون فيما بينهم بأنها كانت إبادة جماعية، ولولا دعمك إسرائيل ما حدثت أبدًا. 

جو: أنا؟ جهنم؟ «يلطم خديه» يا نهار أسود.. يا نهار أسود. أنا لا شأن لى بأى شىء، إنه نتنياهو الملعون ووزير دفاعه جالانت، اللهم اخرب بيتهما. 

الوسيم: أيها السادة، لا تستبقوا الأحداث، من فضلكم، هذه المحاكمة لها قواعد، وأنا المسئول عن إدارتها، «يوجه كلامه لبايدن» لقد حققنا لك ما تريد يا سيد بايدن، هل لك طلبات أخرى؟

جو: من فضلك، أريد مناقشة السيد ترومان لحظة واحدة.

الوسيم: تفضل

جو: لم دخلت جهنم يا سيد ترومان؟

ترومان: بسبب ضرب مدينتى هيروشيما وناجازاكى بالقنابل الذرية، لقد كانت الخسائر البشرية مفزعة، ضجت لها السماء نفسها، ولهذا فأنا ألاقى العذاب عن كل إنسان قتلته، أو تسببت فى إصابته.

جو: عفوًا أخى ترومان، كم قتلت فى هيروشيما؟

ترومان: القنبلة قتلت ستة وستين ألفًا، وأصابت تسعة وستين ألفًا.

جو: يا عينى، «للوسيم» ليتك ما حققت لى ما أريد؟ يستعدون لاستقبالى فى جهنم لأعذب عن كل إنسان قتلته أو تسببت فى إصابته؟ بشرك الله بالخير يا عمنا ترومان، كيف أستطيع أن أتكلم بعد هذا؟ سيد ترومان، شكرًا لك، لا أريد دفاعًا، إذا كانت البداية هى جهنم فكيف ستكون النهاية؟ «يردد» جهنم! جهنم! جاءك الموت يا سى بايدن، فماذا ستفعل؟

ترومان: معك حق تندب حظك، فى جهنم سيكون عذابك على قدر ذنوبك، خصوصًا مافعلته بأهل غزة. إن القنابل الأمريكية التى ألقيت عليها، كما سمعت من زبانية جهنم، تعادل القنابل الذرية التى ألقيت على هيروشيما عدة مرات.

جو: ربنا يطمنك، شكرًا يا سيد ترومان، ألف شكر، من فضلك عد لجهنم كما كنت، لا أريد دفاعًا. لا أريد دفاعًا.

ترومان: كما تشاء، بإذنكم يا سادة، تحياتى.

جو «يردد بهلع»: جهنم؟ يا نهار أسود؟ جهنم؟!!!

الوسيم: اجمد، لقد كنت قويًا عندما زرت إسرائيل لتدعمها بعد هجوم حماس فى السابع من أكتوبر، وكانت إرادتك من حديد حين طلبت لها الدعم من الكونجرس، وحين أقمت جسرًا جويًا لدعمها، وحين أمرت مندوب الولايات المتحدة برفض وقف إطلاق النار، فلا تضعف الآن.

جو: أنا برىء، برىء من هذا كله، إنه بلينكن الملعون، وزير خارجيتى اليهودى الصهيونى، هو الذى حرضنى على هذا كله.

الوسيم: فسنستدعيه حالًا، «للحاجب» أيها الحاجب، نادِ لنا السيد بلينكن.

الحاجب: السيد بلينكن، محراك الشر، والشيطان الأوسط فى هذا الزمان.

«يدخل بلينكن»

بلينكن: تحياتى لهيئة المحكمة الموقرة.

الأعضاء: أهلًا.

الحاجب: لا أهلًا ولا سهلًا، كيف نرحب بك، إذا كان جو بايدن يقول إنك السبب وراء كل ماجرى؟ 

بلينكن: وهل تصدق المحكمة كل ما يقال لها دون تحقيق أو تدقيق؟

جو: جيت يا ناصح؟ أدعو الله أن يخرب بيتك كما خربت بيتى، أرسلتنى إلى جهنم يا مفترى، جهنم. حسبى الله هو نعم الوكيل، «يلتفت إلى المحكمة» هذا الرجل لا بد أن يسبقنى إلى جهنم، لن أذهب وحدى.

الوسيم: من فضلك لا تتكلم بغير إذن، «يوجه الكلام لبلينكن» اسمك وسنك وعنوانك.

بلينكن: اسمى أنتونى بلينكن، مواليد ١٩٦٢، أسكن فى واشنطن.

الوسيم: قل والله العظيم سأقول الحق.

بلينكن: آسف، لا أستطيع القسم.

الوسيم: لم؟

بلينكن: جزء كبير من عمل وزير الخارجية هو الكلام الذى يزين الباطل ويضعه فى صورة الحق، فكيف أقسم أن أقول الحق؟ بصراحة طلبكم مستحيل.

الوسيم «يضحك»: ههههههه تعجبنى صراحتك. «لعضوى المحكمة» ما رأيكم يا رفاق؟ هل تجوز المحاكمة دون قسم؟

الشيطان: هذا شغل شياطين أصلى.

الجن «لبلينكن»: يا ابن الجنية، يهرب من القسم بنعومة الثعابين.

بلينكن: هيه، لم استدعتنى المحكمة؟

الوسيم: لنحقق فى اتهام السيد بايدن لك.

بلينكن: بايدن يتهمنى أنا؟ لا يمكن.

الوسيم «لبايدن»: من فضلك كرر ما قلته يا سيد بايدن ليسمعه.

جو: قلت: أنا برىء، برىء من كل ما حدث فى غزة، إنه بلينكن وزير خارجيتى اليهودى الصهيونى، هو الذى حرضنى على كل ما حدث، وإذا كانت جهنم هى مصير المذنب فى كل ما حدث فى غزة فلتكن من نصيب بلينكن، فهو الأولى بها.

الوسيم: سمعت؟

بلينكن: سمعت.

الوسيم: ما قولك فى كلامه؟

بلينكن: هذا رجل عجوز فقد الكثير من قدراته العقلية بحكم السن، وليس من عادتى أن أرد على من هو أكبر منى، لأن احترام الكبير واجب، هكذا علمنى آبائى. 

جو: نعم يا حبيبى؟ عجوز فقد قدراته العقلية؟ أنسيت أنك أعلنت انحيازك لإسرائيل منذ اللحظة الأولى؟ أنسيت ما قلته عند زيارتك لإسرائيل بعد السابع من أكتوبر؟

«تظهر على الشاشة أقوال بلينكن، التى قال فيها إنه جاء إلى إسرائيل كيهودى، وإنه لا ينسى أن زوج والدته كان أحد الناجين من الهولوكوست، وأن أحد أجداده كان من الذين لاحقتهم قوات كانت تستهدف اليهود وتقتلهم فى أوكرانيا».

جو: هيه.. هل ستستمر فى الإنكار بعد هذا الكلام الصريح الواضح؟

بلينكن: بالتأكيد. أنا غير مسئول تمامًا.

الشيطان «لزميله الجن» 

ولد لعيب: الجن «مندهشا من بلينكن» 

يا ابن الجنية.

الوسيم: كيف يمكنك الإنكار بعد هذا الكلام يا سيد بلينكن؟

بلينكن: لقد قلت ألف مرة إنى وزير خارجية الولايات المتحدة، وأرعى مصالحها، هل يستطيع أحد أن يقول إنى نسيت واجبى كمواطن أمريكى وانحزت لإسرائيل على حساب أمريكا؟ ما قلته فى إسرائيل يعبر عن موقف شخصى، لكن موقفى الموضوعى حددته وظيفتى باعتبارى وزيرًا للولايات المتحدة، لقد قلت ألف مرة إنى مع حق الفلسطينيين، خصوم إسرائيل، فى أن تكون لهم دولة، وأيدت حل الدولتين، هل ينكر أحد ذلك؟ أرجوكم، لا تخلطوا بين موقفى الشخصى وموقفى الموضوعى كوزير للولايات المتحدة الأمريكية. 

الجن: يا ابن الجنية!

جو: بلينكن.. بطّلْ خبث، أنت تفعل ما يفعله كل الساسة الأمريكان. تقول الشىء وتفعل عكسه، لقد كنا نقول معًا نفس الكلام، لكننا كنا ندعم إسرائيل بكل قوة، وكان هذا يتم بتحريض منك، أنت لم تنس أنك يهودى أبدًا. كنت ترى أن إسرائيل يجب أن تنتصر على الفلسطينيين، وكنت تسميهم إرهابيين، بدلًا من أن تسميهم مقاومة. 

بلينكن: بل أنت الذى كنت منحازًا لإسرائيل قبل أن تعرفنى أصلًا، أتنكر أنك قلت: لو لم تكن إسرائيل موجودة لاخترعناها؟ 

«ينزل على الشاشة كلمة بايدن وهو يقول لو لم تكن إسرائيل موجودة لاخترعناها»

بلينكن: أتنكر أنك قلت إنك صهيونى رغم أنك لست يهوديًا؟

«نرى فيديو لكلام بايدن»

بلينكن: وأخيرًا يا سيادة الرئيس، أنت كنت رئيس أكبر بلد فى العالم، لا يصح أن تقول إن شخصًا آخر، أيًا كان، أثر عليك، وإنك غير مسئول عن أفعالك، أنت لست قاصرًا، أرجوك، من أجل تاريخك وتاريخ الولايات المتحدة اسحب هذا الكلام.

جو: لن أسحبه، الحكاية فيها جهنم يا حبيبى، يا روحى ما بعدك روح، أنا برىء، إذا كان هناك من سيدخل جهنم، فليكن أنت.

بلينكن: سيدى الرئيس، لا أنا ولا أنت، نحن لم نفعل شيئًا نستحق عليه دخول جهنم.

الوسيم: بل ستدخلان جهنم صحبة، أنت وهو، أنت بتهمة التحريض، وهو بتهمة اتخاذ القرار، الذى أدى للقتل والإصابات وكل ما حدث من خراب فى غزة وغيرها.

جو: الرحمة، أنا برىء، لا داعى لجهنم.

بلينكن: حضرة الشيطان الأعظم، لا أنا ولا سيادة الرئيس فعلنا ما نعاقب عليه، الذى قتل وجرح وتعنت وتشدد هو رئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتنياهو، إنه هو المسئول، اسألوه، نحن أبرياء.

الوسيم: نسأله، لم لا؟ «للحاجب» ناد السيد بنيامين نتنياهو.

الحاجب «ينادى»: السيد بنيامين نتنياهو، نائب عزرائيل فى فلسطين المحتلة، وسفاح القرن الواحد والعشرين، مطلوب حضورك حالًا وفورًا ودون تأخير

«يدخل نتنياهو وديعًا هادئًا»

نتنياهو: شالوم عليكم جميعًا سادتى الأفاضل.

الشيطان «للجن الأزرق»: أترى وداعته وأدبه؟

الجن: ملاك يمشى على الأرض يا ناس!!

الشيطان: يا ابن الجنية!

نتنياهو: عفوًا يا سادة، من الذى كان ينادينى بهذه الألقاب السخيفة عند دخولى؟ أنا يقال عنى نائب عزرائيل وسفاح القرن الواحد والعشرين؟

الحاجب: أنا يا حبيبى، عندك مانع؟ وبالمناسبة، عندى سيديهات جاهزة بجرايمك، تحب أن أعرضها على المحكمة الموقرة؟

الوسيم «بحزم»: كفى، المحكمة لها احترامها، لا نريد سجالًا بين الحاجب والمتهم، «يلتفت لنتنياهو» يا سيد نتنياهو، هل سمعت اتهام السيد بلينكن لك؟

نتنياهو: لا.

الوسيم: قل له اتهامك يا سيد بلينكن.

بلينكن: ليس اتهامًا، أنا أقول ما حدث، أقول الحقيقة.

الوسيم: قل له الحقيقة التى ذكرتها لنا إذن.

بلينكن: قلت: لا أنا ولا سيادة الرئيس فعلنا ما نعاقب عليه، الذى قتل وجرح وتعنت وتشدد هو رئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتنياهو، إنه هو المسئول، اسألوه. 

الوسيم: ما رأيك يا سيد نتن؟ 

نتنياهو: ماذا؟

الوسيم: هل لديك مانع من اختصار اسمك؟

نتنياهو: أتريد أن تفعل مثلما يفعل أعدائى من العرب حين يسخرون منى؟ 

الوسيم: عفوًا، ماذا يفعلون؟

نتنياهو: يقولون عنى: النتن، وهو لفظ عربى قبيح، يعنى غير النظيف، وذا الرائحة الكريهة، بينما معنى الكلمة فى العبرية «عطية» ناتان أى عطية، وياهو أى الله، وهكذا يكون اسمى عطية الله.

الحاجب: ليته ما أعطى؟

نتنياهو: أتقول شيئًا؟

الحاجب: لا أقول ولا أعيد. القول ضايع.

جو: أنا أقول ليته ما أعطى، ليته أخذك قبل أن تورطنى، وترسلنى إلى جهنم بسبب ما فعلته فى أهل غزة.

نتنياهو: أنا لم أفعل شيئًا لأهل غزة، أنا برىء من دمائهم، ويداى نظيفتان.

الشيطان: يا ابن الشياطين!!

الجن: اسمه ابن الجنية.

الوسيم: من الذى قتل وجرح وجوع أهل غزة، من الذى منع عنهم المياه والوقود؟ من الذى أمر بقصف المستشفيات والمساجد والكنائس؟ من الذى قتل الإعلاميين حتى يمنع نقل ما يحدث فى غزة للناس؟ 

نتنياهو: لست أنا، إنه جالانت، وزير الدفاع. لكن قبل كل شىء، لماذا تصدق هذين الرجلين؟

«يشير لبايدن وبلينكن» 

الوسيم: أنا حتى الآن لم أصدق ولم أكذب أحدًا، أنا أسمع فقط.

نتنياهو: سأحكى لك، بعد أن هاجمتنا حماس وغيرها من الجماعات فى اليوم السابع من أكتوبر، جاءنى السيد بايدن نفسه. قدم لى دعمًا معنويًا بلا حدود، قال لى أنا معك، إمكانات أمريكا كلها معك حتى تقضى على حماس وغيرها من الجماعات التى تهدد إسرائيل، وأرسل لى مساعدات لا نهاية لها، أسلحة وذخائر وخبراء وقوات، بل أرسل لى أكبر حاملة طائرات فى العالم لترسو فى المتوسط وتمنع تدخل حزب الله أو غيره من الاعتداء علينا، وأيدنا فى مجلس الأمن؛ كى لا نوقف إطلاق النار، بعد كل هذا هل يمكن أن يكون بريئًا؟ إنه شريك أصيل، ثم نأتى للسيد بلينكن...

بلينكن: أنا لا شأن لى، أنا مجرد منفذ للسياسة الأمريكية، يقول لى سيدى بايدن افعل كذا فأفعل، ويقول لى لا تفعل كذا فلا أفعل.

بايدن: يا ابن الجنية

نتنياهو: إننى برىء براءة الذئب من دم ابن يعقوب، والله على ما أقول شهيد.

الجن «يسير إلى نتنياهو»: سيد نتنياهو، اسمح لى أن أقبل يدك، وأرجو أن تقبلنى تلميذًا فى مدرستك.

نتنياهو: آسف، ليس لدى أماكن خالية.

جو: وهل أنا الذى قلت لك هجّر أهل غزة قسريًا؟ أظن أن هذه الفكرة فكرتك ولا يمكن أن تنكر.

نتنياهو: طبعًا فكرتى، لكنك كنت تساعدنى أنت والسيد بلينكن طوال الوقت، ألم تقوما بالضغط على مصر لتقبل الغزاويين على أرضها؟

بلينكن: أنا حين ضغطت كنت أنفذ التعليمات.

نتنياهو: فى كل الأحوال أنت وسيادة الرئيس كنتما شريكين صادقين.

جو: الله يخرب بيوتكم، سأذهب إلى جهنم بهذا الكلام، ارحمونى، الحكاية ليست لعبة، ومن الذى هدم غزة فوق رءوس أهلها؟ من الذى حولها لكوم تراب؟

نتنياهو: بل قل: من الذى أرسل لإسرائيل الأسلحة والذخائر لتهدم غزة وتجعلها كوم تراب؟ أتعرف من؟

جو: يا ناس، إنها جهنم وليست لعية.

نتنياهو: جهنم أو سقر لا شأن لى.

بلينكن: هل معنى كلامك أنك تبرئ نفسك من مذابح غزة يا سيد نتنياهو؟

نتنياهو: بكل تأكيد، ما حدث فى غزة من مذابح مسئوليتكم من ناحية، ومسئولية وزير الدفاع جالانت من ناحية أخرى، أنا لا شأن لى.

الجن: يا ابن الجنية!

الوسيم «للمنادى»: نادِ على السيد جالانت.

الحاجب: عم السفاحين وأستاذ المهلكين السيد جالانت وزير الهباب، أعنى وزير الدفاع، مطلوب حضورك فورًا، فورًا، فورًا، على وجه السرعة.

«يدخل جالانت»

الوسيم: قدم نفسك

جالانت: قبل أى شىء أريد أن أعرف: من هو الوقح الذى سمانى عم السفاحين وأستاذ المهلكين؟

الحاجب: أنا

«يسير جالانت نحوه ليضربه، يمسك به من ياقته، يرفع يده ليصفعه، الوسيم يمسك يده»

الوسيم: عندك، هذه محكمة، ولها قواعدها، إلزم حدك.

جالانت: هل تسمح المحكمة بإهانة الشهود؟

الوسيم: من قال إنك شاهد؟ أنت متهم.

جالانت: من يجرؤ على اتهامى؟

الوسيم: السيد نتنياهو.

جالانت: سأرى ما حكايته لكن بعد حسم الأمر مع هذا التافه «يشير للحاجب» أمامك أحد أمرين يا سيدى رئيس المحكمة، إما أن تعاقبه أنت أو أعاقبه أنا.

الوسيم: إنه رجل مهرج لا تؤاخذه.

جالانت: لا، بل سأعاقبه بنفسى بمجرد أن يخرج من المحكمة، وحياة أمى سأنتظرك بره، صبرك على. أنا لا أترك ثأرى «يسير نحوه» سيتم حبسك، دون أكل، أو شرب، أو كهرباء، أو..

الحاجب: طز فيك. أنا رجل مهرج، سأضحك الدنيا عليك طوال عمرى ولن تستطيع أن تفعل معى شيئًا. أتظن أنى من أهل غزة؟ اصح. «يلتفت للوسيم» سيدى رئيس المحكمة، إنه يهددنى.

الوسيم «بحزم»: من فضلكم، كفوا عن المهاترات الجانبية، قدم نفسك يا سيد جالانت، الاسم؟

جالانت: يو آف جالانت.

الوسيم: السن؟

جالانت: مواليد ١٩٥٨

الوسيم: العمل؟

جالانت: وزير دفاع إسرائيل.

الوسيم: لن أطلب منك أن تقسم بأن تقول الحق، أنا أعرف أنك ستكذب، هل سمعت اتهام السيد نتنياهو لك؟

جالانت: لا

الوسيم: كرر أمامه اتهامك له يا سيد نتنياهو.

نتنياهو: قلت: ما حدث فى غزة من مذابح مسئولية السيد بايدن رئيس الولايات المتحدة السابق، ووزيره السيد بلينكن، من ناحية، ومسئولية وزير الدفاع جالانت من ناحية أخرى، أنا لا شأن لى.

جالانت: هذا رجل تافه، لا تسمعوا له. 

نتنياهو: تافه؟ اسحبها من فضلك، اسحبها.

جالانت: لن أسحبها، ومصر عليها، كان هذا رأيى فيك أثناء الحرب، وما زلت متمسكًا بأنك تافه.

نتنياهو: سأتغاضى عن قلة أدبك، أنا أعرف أن طبعك العنف، وأنك عدوانى طوال الوقت، لكن هل تنكر مسئوليتك عن مذابح غزة وتجويع الناس ومنع الماء والوقود عنهم، وهدم آلاف المنازل والمدارس والمساجد والكنائس، والمستشفيات؟ هل تنكر مسئوليتك عن قتل أكثر من عشرين ألف فلسطينى، وجرح أكثر من خمسين ألفًا، غير الذين فقدوا بالآلاف؟

«نرى على الشاشة تسجيلًا لجالانت وهو يقول إنه سيفرض الحصار على غزة»

جالانت: ألم تكن أنت رئيس الوزراء؟ ألم توافق على كل هذا؟ أنا كنت أنفذ تعليماتك، وتذكر جيدًا.. أنت كنت تخشى التوقف عن الحرب حتى لا تحاكم بتهمة التقصير مرة، وتحاكم بتهمة الفساد مرات، لهذا كنت تطلب استمرار الحرب، ووضعت هدفًا لا يمكن تحقيقه، وهو القضاء على حماس، والجميع قالوا لك إن المقاومة فكرة، والأفكار لا تموت، لكنك كنت تصر على فكرتك. 

«للجميع» أنا يا حضرات كنت أنفذ قرارات نتنياهو هو ومجلس الحرب الذى شكله، أنا مجرد أداة، لكن القرار كان لهم.

الجن: يا ابن الجنية! «للشيطان الأحمر» من أين يجيئون بهؤلاء الرجال؟ واضح أن البشر تقدموا عنا فى المكر والشر إلى حد بعيد.

الشيطان: بعد هذه الجلسة قد أعتزل، وأتوب إلى الله، لقد اكتشفت أنى صغيررررررر.

الوسيم: صمتًا يا سادة. ممنوع الكلام فى المحكمة، أكمل يا سيد جالانت.

جالانت: انتهى كلامى.

نتنياهو: لا يا حبيبى، لم ينتهِ، أنت تكره الفلسطينيين منذ البداية، أنسيت ما قلته عنهم؟ ألم تقل إنهم حيوانات بشرية وتؤلب علينا الدنيا؟

«نرى فيديو يقول فيه جالانت عن الفلسطينيين إنهم حيوانات بشرية»

جالانت: هم فعلًا حيوانات بشرية.

جو: الرحمة، كل هذا العك الذى أسمعه منكم وتريدون أن أتحمل نتائجه وحدى؟ تريدون أن أتحمل ذنبه وأدخل جهنم بسببه وحدى؟ حرام والله، حرام، يا حضرة الشيطان الأعظم، أنا كما ترى مجرد رجل عجوز ضحك عليه وزير خارجيته، واستغل نتنياهو ووزير دفاعه الفرصة لكى يدبروا المجازر للفلسطينيين باسمه، إن ذنبى لا يذكر بجانب ذنب هؤلاء القتلة. 

جالانت: هل كان يمكن أن نقتل دون الأسلحة الأمريكية؟ هل كان يمكن أن نقتل دون الذخائر الأمريكية؟ هل كان يمكن أن نقتل دون الدعم السياسى الأمريكى؟ الكل يعرف أن أمريكا هى الطرف الحقيقى للقتال وليست إسرائيل، إسرائيل مجرد دمية، أما أمريكا فهى اليد التى تحرك الدمية. أمريكا هى الفاعل الأصلى.

الوسيم: ما رأيك يا سيد بايدن فى هذا الكلام؟

جو «يبكى»: كان يوم أسود يوم وافقت أن أترشح لمنصب رئيس الولايات المتحدة، ويوم أن أيدت إسرائيل على حساب الفلسطينيين، إنها جهنم وبئس القرار، الناس فى جهنم يخلدون، هل كتب على أن أعذب فى حياتى الآخرة بسبب قراراتى التى اتخذتها كرئيس للولايات المتحدة؟

الوسيم: امنحونا لحظات للمداولة.

«يتهامس مع الشيطان والجن الأزرق، ثم يعلن»

الوسيم: إليكم قرار المحكمة، إن الجن والشياطين يرون أن ما فعلته أمريكا وإسرائيل فى غزة يفوق كل ما يمكن أن يفعلوه، وأنكم ما كان يمكن أن تفعلوا هذا كله لو كانت لديكم ذرة من ضمير، لهذا فإننا نحكم عليكم بأن يستيقظ ضميركم، وأن تعيشوا بقية حياتكم تعانون من عذاب الضمير، وهو أقسى عقاب يعيشه الإنسان فى الحياة الدنيا، أما فى الآخرة فإن الله سوف يتولى أمركم، وأنا أعلن منذ الآن، أن شياطين الجن أبرياء مما فعلتموه، وقد قرروا أن يعتزلوا بعد معرفة ما قمتم به من شرور تفوق تصورهم، وأنهم سيعتزلون منذ هذه اللحظة، معترفين بأنكم سادة الشر فى العالم.

«يرفع يديه للسماء» اللهم إنا نعترف بعجزنا فخذهم أنت بذنوبهم أخذ عزيز مقتدر. 

الحاجب «للجمهور»: يا سادة، كنت أريد أن أضحككم، لكن ما فعله هؤلاء الجبارون قتل لدى الرغبة فى الضحك، عفوًا، أقول لكم بكل الصدق: لا تضحكوا، فكروا فى شيء واحد، فكروا كيف تمنعون هؤلاء الأشرار وأمثالهم من تكرار ما حدث، من فضلكم لا تتركوا المتربع على عرش الولايات المتحدة الأمريكية، وأعوانه فى إسرائيل، يفسدون القيم الإنسانية، ويقتلون الأبرياء، ويهدمون كل شىء، لا تتركوا المرضى النفسيين يحكمون إسرائيل ويكررون ما فعلوه فى غزة مرة ثانية، خصوصًا هذا الرجل المسمى جالانت.

جالانت: أما زلت تهاجمنى يا مهرج؟ تعال...

«يجرى نحو المهرج، المهرج يجرى وهو يصيح» النجدة، السفاح يريد أن يقتلنى.. النجدة.

«يخرج الحاجب من ناحية، ثم يدخل من ناحية أخرى وجالانت يجرى خلفه»

الوسيم: أغلقوا الستار، لا داعى للفضائح، أغلقوا الستار.

«ينزل الستار بسرعة» عذرًا يا سادة، القوة تصر على قمع كل الأصوات، يكفى هذا الليلة. ولنترك السيد بايدن يتولاه الله ويحاسبه بعدله على ما فعل.

«يخرج/ ستار/ نهاية المسرحية»