الخميس 19 سبتمبر 2024
المحرر العام
محمد الباز
المحرر العام
محمد الباز

هيئة قصور الثقافة.. محمد عبدالحافظ ناصف: حل أزمة أرقام الإيداع.. واستمرار مشكلة الورق

محمد عبدالحافظ ناصف
محمد عبدالحافظ ناصف

لم يأت قرار الدكتورة نيفين الكيلانى، وزيرة الثقافة، بتولى الكاتب محمد عبدالحافظ ناصف منصب نائب رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، فى 21 مايو الماضى، من فراغ، بل يرجع إلى خبرة يمتلكها الرجل فى هذه الهيئة المهمة المسئولة عن الثقافة فى مختلف محافظات الجمهورية.

هذه الخبرة استمدها «عبدالحافظ» من تولى منصب رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، فى عام ٢٠١٤، قبل أن يتركها لتولى رئاسة المجلس القومى لثقافة الطفل، وهو المنصب الذى استمر فيه لمدة ٨ سنوات كاملة، قبل أن تعيده وزيرة الثقافة السابقة إلى «قصور الثقافة» كنائب لرئيس الهيئة.

ظل «عبدالحافظ» نائبًا لرئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، عمرو البسيونى، الذى كان منتدبًا لهذا المنصب لمدة عام واحد، بالإضافة إلى توليه رئاسة الإدارة المركزية للشئون المالية بالهيئة، وبعد انتهاء ندب «البسيونى»، كان من الطبيعى أن يتصعد «عبدالحافظ» لرئاسة الهيئة، بصفته نائب الرئيس، وهو ما لم يحدث، ليظل منصب رئيس «قصور الثقافة» شاغرًا إلى الآن.

وبعد أن انتهى ندب «البسيونى»، بارك المثقفون لـ«عبدالحافظ» على رئاسة الهيئة العامة لقصور الثقافة، لكنه كتب توضيحًا على صفحته الشخصية بموقع «فيسبوك»، أكد فيه عدم صدور أى قرار بذلك، وأن كل ما فى الأمر هو تفويضة بتسيير أعمال الهيئة لحين تعيين رئيس لها، بصفته نائب رئيس الهيئة.

ومنذ توليه مسئولية القائم بأعمال رئيس هيئة قصور الثقافة، إلى جانب الإدارة المالية بطبيعة الحال، بعد إنهاء ندب «البسيونى»، لم يدخر «عبدالحافظ» جهدًا فى السفر لتفقد أوضاع قصور الثقافة فى المحافظات على الأرض، والوقوف على عمليات التطوير والتجديد التى تجرى فى بعضها.

كان ينتقل شبه يوميًا من مكان إلى مكان، ويتفقد الكثير من قصور وبيوت الثقافة، لكى يقف على حالة الغالبية العظمى منها، خاصة أنه يعى تمامًا كل المشروعات التى طرحت فى عهد وزيرة الثقافة السابقة، الدكتورة نيفين الكيلانى.

ويواصل «عبدالحافظ» العمل بنفس الوتيرة فى عهد الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة الحالى، خاصة أن الوزير الجديد لم يوقف أى مشروعات عملت عليها الوزيرة السابقة، سوى التفكير فى أنساق أخرى لقصور الثقافة وتطويرها على أكمل وجه، حتى تؤدى الدور الأساسى لوزارة الثقافة وهو بناء الإنسان.

ونجح القائم بأعمال رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة فى حل أزمة أرقام الإيداع، التى كانت صداعًا مزمنًا فى رأس إدارة النشر بالهيئة، ما أسهم فى نشر وإتاحة عدد كبير من الكتب، من بينها ٥٢ كتابًا من مؤلفات عميد الأدب العربى طه حسين، مع العمل حاليًا على مشروع لجمع كل ما كتب عن حرب أكتوبر.

لكن فى المقابل لا تزال هناك مشكلة تواجه النشر فى هيئة قصور الثقافة، تتعلق بارتفاع أسعار الورق بصورة كبيرة، إلى جانب انفصال إدارة النشر عن الهيئة، بعد أن تسلمت الأخيرة مقرها الجديد فى العاصمة الإدارية.

ففى ظل بعد المسافة بين أماكن إقامة المؤلفين والعاصمة الإدارية الجديدة، تقرر أن تكون إدارة النشر بالهيئة العامة لقصور الثقافة فى مقر مؤقت بقصر ثقافة الجيزة، تعمل فيه الإدارة بعيدًا عن مقر الهيئة فى العاصمة الإدارية الجديدة.

تحدٍ آخر يواجه محمد عبدالحافظ ناصف، تحدث عنه الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، فى المؤتمر الصحفى الذى عقده فى مدينة العلمين الجديدة، يوم الأحد الماضى، حين قال إن أبرز مشكلة تواجه قصور الثقافة هى عدم التنسيق فيما بينها.

وأضاف وزير الثقافة أن هناك الكثير من الفعاليات فى قصور الثقافة، لكنها ليست ملموسة على أرض الواقع، إلى جانب الحاجة إلى تطوير المحتوى المقدم، علاوة على تطوير الكفاءة البشرية نفسها فى كل قصر أو بيت للثقافة. 

وعكست هذه التصريحات الإلمام الكبير لوزير الثقافة بمشاكل قصور الثقافة، وتنبئ بإمكانية إصدار قرارات عديدة بشأنها خلال الفترة المقبلة، تتعلق بتطوير هذه القصور، والوصول بموظفيها إلى درجة عالية من الكفاءة والمهارة.

أخيرًا، هناك الكثير من الأزمات التى تواجه قصور الثقافة فى مختلف محافظات الجمهورية، وأداء محمد عبدالحافظ ناصف خلال الفترة القصيرة التى تولى فيها مسئولية تسيير أعمال هيئة قصور الثقافة مبشر، لكن فى كل الأحوال تتبقى الرؤية العامة لتطوير هذه القصور، وفقًا لما أكده وزير الثقافة فى مؤتمر العلمين.