الخميس 21 نوفمبر 2024
المحرر العام
محمد الباز
المحرر العام
محمد الباز

الأوبرا.. لمياء زايد: تراجع الحفلات.. وهروب الفنانين والعازفين لخارج مصر

لمياء زايد
لمياء زايد

قرابة 10 أشهر مرت على تكليف الدكتورة لمياء زايد بمنصب رئيس دار الأوبرا، خلفًا للدكتور خالد داغر، بقرار من وزيرة الثقافة السابقة، الدكتورة نيفين الكيلانى، ورغم ذلك لم تحرك ساكنًا فى الدار، بل ازداد الأمر سوءًا وتراجعًا.

ظهر هذا السوء بوضوح فى تراجع دار الأوبرا فيما تنظمه من فعاليات وحفلات فنية لنجوم الغناء والطرب فى مصر والوطن العربى، لتقتصر الحفلات على بعض الفرق التابعة للدار، الأمر الذى أثار استياء جمهور المؤسسة العريقة.

وفشلت الدكتورة «لمياء» فى إعادة مسارح الأوبرا للتألق من جديد، وانشغلت فى الخلافات المالية والإدارية لموظفى وفنانى الدار، بالإضافة إلى عدة أزمات داخلية أخرى، رغم أنها فنانة فى الأساس، وأستاذة فى أكاديمية الفنون، فهى رئيس قسم تصميم وإخراج الباليه بالمعهد العالى للباليه التابع للأكاديمية، وشغلت منصب عميد المعهد فى الفترة من ٢٠١٥ إلى ٢٠١٨.

كما أنها شاركت فى عروض فرقة باليه أوبرا القاهرة كصوليست، ثم مدربة ومخرجة منفذة، ثم رئيسة بعثة فى عدة دول منها فرنسا وروسيا والولايات المتحدة وكندا وموسكو، مع حصولها على العديد من الأوسمة والجوائز، منها جائزة مهرجان كوريا للفن، وجائزة مهرجان الموسيقى العربية، وجائزة عام الصداقة بين مصر والصين.

ورغم هذه المسيرة، لم تقدم رئيس دار الأوبرا ما يشفع لها للاستمرار فى منصبها. وربما يكون السبب فى ذلك أن الدار كانت تعانى عدة أزمات قبل توليها المنصب، ولم تنجح فى حل أى منها، سواء الأزمات الخاصة بالفنانين، أو بالحفلات التى تقام على مسارح الأوبرا.

وشهد المهرجان الصيفى للأوبرا، فى عهد د. «لمياء»، تنظيم حفلات لا تليق بدار الأوبرا ومكانتها الفنية، بعد أن كان من المعتاد فى السنوات السابقة أن يشارك فى المهرجان نجوم كبار، بالإضافة إلى فرق غنائية شهيرة، مثل «مسار إجبارى» و«كايروكى» و«وسط البلد».

وجاء المهرجان هذا العام ضعيفًا ومتراجعًا بشكل كبير، ولم يضم سوى حفلات فرق الموسيقى العربية التابعة للأوبرا، ولم يتخط عدد هذه الحفلات أصابع اليدين، بينما وصل عددها فى دورات سابقة إلى ٥٠ حفلة، فى كل مسارح الأوبرا بالقاهرة والإسكندرية ودمنهور.

واتخذت رئيس دار الأوبرا قرارات أثارت العديد من الأزمات، من بينها زيادات عشوائية فى أجور الفنانين، بالمخالفة لتوجيهات رئيس مجلس الوزراء، التى نصت على عدم تحميل ميزانية الدولة أعباء إضافية، من دون الرجوع إلى وزارة المالية ومجلس الوزراء، الأمر الذى عاد بالسلب على ميزانية دار الأوبرا ككل.

ورغم هذه الزيادات، ترك فنانو وعازفو الأوبرا الحفلات فى الدار، لصالح السفر للمشاركة فى حفلات خارج مصر، دون إذن مسبق من الدار، وبدون الخصم من مستحقاتهم، أو اتخاذ أى إجراءات رادعة ضدهم.

وبحسب ما كشفته مصادر لـ«حرف»، تضم دار الأوبرا ١٠٩ صوليست، لا يعمل منهم سوى ٣٠، والباقى لا يذهب إلى الأوبرا من الأساس، ولا يعمل فى أى نشاط بها، ورغم ذلك يتقاضون مستحقاتهم المالية بانتظام، دون اتخاذ أى إجراءات ضدهم من قبل الدكتورة لمياء زايد، مشيرة فى الوقت ذاته إلى أزمات أخرى تتعلق بفنانى وفرق الدار، الذين لجأوا لاعتراضات متعددة أمام مكتب د. «لمياء» خلال الشهور الماضية.

كما أن رئيس دار الأوبرا لم تتخذ أى خطوة جديدة فى أزمة الدفاع المدنى، التى نوهت إليها محافظة القاهرة من قبل، فى خطاب رسمى أرسلته إلى الدار، وطالبت فيه بغلق الأوبرا ووقف نشاطها لعدم التزامها باشتراطات الحماية المدنية.

ورغم وصول هذا الخطاب، لم يتم استكمال منظومة الحماية المدنية حتى الآن، فطلمبات مياه الحريق لا تعمل، وطفايات الحريق غير صالحة للاستخدام، وخطة الإخلاء والطوارئ غير معتمدة، وجهاز السلامة والصحة المهنية، ولوحة التحكم الخاصة بنظام الحماية المدنية، غير مناسبين.

ترتبط بذلك الورش الواقعة فى ساحة الأوبرا، وهى عبارة عن مخازن لديكورات العديد من العروض الفنية والمسرحية، التى تم تقديمها على خشبة الأوبرا من قبل، وتعتبر قنبلة موقوتة، لكونها مواد قابلة للاشتعال.