الإثنين 16 سبتمبر 2024
المحرر العام
محمد الباز
المحرر العام
محمد الباز

المركز القومى للترجمة.. كرمة سامى: استحداث «الكتاب الصوتى».. واستمرار أزمتى النشر والتوز يع

كرمة سامى
كرمة سامى

منذ توليها منصب مدير المركز القومى للترجمة، بقرار من وزيرة الثقافة السابقة، الدكتورة إيناس عبدالدايم، فى 17 أغسطس عام 2020، نجحت الدكتورة كرمة سامى فى تنفيذ العديد من المشروعات فى قطاع الترجمة، من أبرزها «الكتاب الصوتى»، والترجمة من العربية إلى لغات أخرى، وهو ما تجلى فى كتاب «رحلة العائلة المقدسة»، الذى أصدره المركز فى نسخة صوتية، وأخرى مترجمة للغة العربية، قبل أشهر.

وفى مجال الجوائز، استحدث المركز جوائز جديدة للترجمة، بعد أن كانت مقتصرة على ٣ جوائز فقط، لتكون هناك جائزة واحدة لجميع التخصصات، وجائزة للترجمة العلمية، وأخرى فى العلوم الإنسانية والاجتماعية والثقافة العلمية، و٣ جوائز للشباب بدلًا من جائزة واحدة.

هناك كذلك جائزة جابر عصفور للترجمة فى الآداب والدراسات النقدية، والتى تُمنح للأعمال المترجمة المتميزة فى مجالات الرواية والشعر والقصة القصيرة والنصوص المسرحية والسيرة الذاتية وأدب الرحلات، ودراسات عن الترجمة، والدراسات النقدية، على أن يُمنح الفائز بها مكافأة مالية قدرها ٥٠ ألف جنيه، ودرع تذكارية وشهادة تقدير.

وتتضمن الجوائز أيضًا جائزة جمال حمدان للترجمة فى مجال الدراسات الإنسانية والعلوم الاجتماعية، وهى جائزة تُمنح للأعمال المترجمة المتميزة فى مجالات الفلسفة وعلم النفس وعلم الاجتماع والاقتصاد والعلوم السياسية والتاريخ والجغرافيا والآثار وإدارة الأعمال، ويُمنح الفائز مكافأة مالية قدرها ٥٠ ألف جنيه، ودرع تذكارية وشهادة تقدير.

كما تتضمن جائزة سميرة موسى للترجمة فى مجال الثقافة العلمية وتبسيط العلوم، وهى جائزة تُمنح للأعمال المترجمة المتميزة فى مجالات الثقافة العلمية وتبسيط العلوم وفلسفة العلوم وتاريخ العلوم والتكنولوجيا، ويُمنح الفائز بها مكافأة مالية قدرها ٥٠ ألف جنيه، ودرع تذكارية وشهادة تقدير.

وفى عام ٢٠٢٢، أطلق المركز القومى للترجمة مسابقة «كشاف المترجمين»، لاكتشاف العناصر الشبابية المتميزة فى مجال الترجمة على مستوى الجمهورية، تلاها، مطلع العام الجارى، مسابقة «كشاف المترجمين بالجامعات المصرية».

وتزامن ذلك مع تدشين «سلسلة أصحاب الهمم»، فى إطار اهتمام الدولة بذوى الهمم، والتى صدر عنها عدة عناوين، من بينها: «كيف يتعلم مخ ذوى الاحتياجات الخاصة»، و«المتفرد.. رؤية مختلفة للتوحد»، و«تعليم الموسيقى للطلاب ذوى الاحتياجات الخاصة»، و«التقييم النفسى المعرفى للأشخاص الصم المكفوفين ولاديًا.. دليل إرشادى»، وغيرها.

فى المقابل، لا يزال تأخر إصدار الترجمات مثار غضب كثير من المترجمين، ممن تقدموا بأعمالهم إلى المركز، فضلًا عن ضعف منظومة توزيع إصداراته المختلفة، خاصة خارج القاهرة.

والدكتورة كرمة سامى فريد إسماعيل تخرجت فى كلية الألسن، فى مايو ١٩٨٧، بتقدير «جيد جدًا مع مرتبة الشرف»، اختيرت لمنحة «الفولبرايت» عام ١٩٨٩، وحصلت على درجة الماجستير بتقدير «ممتاز»، ثم نالت درجة الدكتوراه مع مرتبة الشرف الأولى، عن رسالة بعنوان «النماذج النسائية الأصلية فى مسرحيات آرنولد وسكر أحادية البطلة».

عملت د. «كرمة» رئيسًا لقسم اللغة الإنجليزية بكلية الألسن «٢٠٠٦- ٢٠٠٩»، ثم وكيل الدراسات العليا والبحوث «٢٠٠٨- ٢٠١٥»، إلى جانب عضوية مجلس إدارة «وحدة رفاعة للبحوث وتنمية المعلومات اللغوية والترجمة» ورئاسة شعبة اللغة الإنجليزية بها «٢٠٠٧- ٢٠١٢»، علاوة على مساعد منسق برنامج تنمية مهارات خريجى الجامعات بمعهد تكنولوجيا المعلومات فى الكلية «٢٠٠٧- ٢٠١٤».

وشغلت كذلك عضوية لجنة الترجمة الأدبية واللغوية بالمركز القومى للترجمة «٢٠١٢/ ٢٠١٣»، واللجنة العلمية لمؤتمر السياسة الثقافية للترجمة «٢٠١٥»، بالتعاون بين جامعة مانشستر وقسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب جامعة القاهرة، فضلًا عن عضوية لجنة مشاهدة مهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبى والمعاصر فى دورتيه الـ٢٣ و٢٥.

وخرج المركز القومى للترجمة إلى النور، فى عام ٢٠٠٦، بعد جهد سنوات للناقد الراحل الدكتور جابر عصفور، ليصبح أبرز المراكز المعنية بالترجمات من اللغات العالمية إلى العربية فى كل أنحاء المنطقة.

المركز تأسس كثمرة وتتويج لما قبله من مشروعات ترجمة، بداية من «مدرسة الألسن» مع رفاعة الطهطاوى، ولجنة التأليف والترجمة والنشر، لينطلق ساعيًا وراء أهداف أكبر وأشمل تتناسب مع المتغيرات المعرفية المعاصرة، من منطلق مجموعة مبادئ أساسية وضعها المشروع لنفسه.

واستطاع المركز القومى للترجمة أن يحقق من النتائج الإيجابية ما أكسبه المصداقية والاحترام فى عالم الثقافة العربية، باعتباره المحاولة العلمية الأكثر جدية واستمرارًا لتقليص الهوة بيننا وبين من سبقونا على هذا الطريق.

وتفرد المركز عن كل ما سبقه بميزات متعددة، أبرزها: الترجمة عن اللغات الأصلية، وتعدد اللغات المترجم عنها وصولًا إلى ٣٠ لغة، والتوازن بين المعارف المختلفة لسد النقص فى المكتبة العربية، وترجمة قدر لا بأس به من الأصول المعرفية، فضلًا عن الأعمال المعاصرة التى تصل للقارئ العربى بالثقافة العالمية فى تحولاتها المتسارعة.