صندوق التنمية الثقافية.. وليد قانوش: «بيت الشعر» بلا مدير من شهرين.. وغموض حول «الوديعة»
عبر أكثر من 15 مركز إبداع تنضوى تحت لوائه، تمكن صندوق التنمية الثقافية، منذ تأسيسه عام 1989، من لعب دور فعال ومؤثر فى دعم وتنمية الحياة الثقافية، ومد جسور التحاور الخلاق بين المثقفين والفنانين، سواء بين بعضهم البعض أو مع الجمهور العريض، إلى جانب اكتشاف المواهب الشابة فى مختلف المحافظات ودعمها ووضعها على طريق التميز والإبداع.
وإلى جانب أنشطة مراكزه الإبداعية، يتولى صندوق التنمية الثقافية إدارة وتنظيم ودعم العديد من المهرجانات الثقافية والفنية، فى مجالات السينما والمسرح والفنون التشكيلية، بما يعمل على دعم وتنمية وتطوير هذه الفنون، من بينها المهرجان القومى للسينما المصرية، والمهرجان القومى للمسرح المصرى، ومهرجان المسرح التجريبى، وسمبوزيوم النحت الدولى فى أسوان، ومهرجان سينما الطفل.
ويتبع صندوق التنمية الثقافية ما يزيد على ٥٢ مكتبة فى القرى والأقاليم بمختلف محافظات الجمهورية، فضلًا عن «متحف نجيب محفوظ» فى «تكية محمد أبوالدهب»، ومركز الحرف التقليدية فى الفسطاط، ومتحف أم كلثوم فى الملك الصالح، إلى جانب تنظيم العديد من المبادرات والمسابقات، من بينها مسابقة «الصوت الذهبى» لاكتشاف الموهوبين فى الغناء، التى عقدت أحدث دوراتها فى مايو الماضى.
وقبل أكثر من عام، وتحديدًا فى يونيو ٢٠٢٣، أصدرت وزيرة الثقافة السابقة، الدكتورة نيفين الكيلانى، قرارًا بتولى الدكتور وليد قانوش مهمة تسيير أعمال قطاع صندوق التنمية الثقافية، بعد انتهاء ندب هانى أبوالحسن.
ويعد «بيت الشعر العربى» أبرز أزمات صندوق التنمية الثقافية فى الوقت الحالى، فمنذ وصول مديره الأسبق الشاعر السماح عبدالله إلى سن المعاش، تعاقب على إدارته أكثر من شاعر، بداية من تولى الشاعر سامح محجوب المنصب فى مارس ٢٠٢٣، بقرار من هانى أبوالحسن، رئيس الصندوق السابق.
وفى الشهر التالى لتوليه منصبه تعرض «محجوب» إلى هجوم شديد من الشعراء، على خلفية عقد أمسية للكاتب والروائى يوسف زيدان، وهو ما اعتبره الشعراء «دخيلًا على الحركة الشعرية». وكان النصيب الأكبر من الاعتراض للشاعرين حسن طلب ومحمود قرنى، اللذين اعتبرا اختيار «محجوب» فى غير محله.
وقال «طلب» و«قرنى» إن «محجوب» لم يراجع مجلس أمناء «بيت الشعر» فى أمر استضافة يوسف زيدان، الذى لا علاقة له من قريب أو بعيد بالشعر، بينما البيت مخصص للشعراء فقط، مشيرين إلى أن الأولى كان إتاحة هذه الفرصة لشعراء جدد، من أجل تقديم ما يكتبونه للجمهور.
وفى ديسمبر ٢٠٢٣، أُسندت إدارة «بيت الشعر العربى» إلى الشاعر عمر شهريار، الذى ما لبث هو الآخر أن تقدم باستقالته، فى ٧ يونيو ٢٠٢٤، على خلفية اعتراض الناقد الدكتور أحمد مجاهد، عضو مجلس أمناء بيت الشعر، على استضافة إحدى الشاعرات فى أمسية.
ومنذ ذلك التاريخ ظل «بيت الشعر العربى» بلا مدير حتى يومنا هذا، فى انتظار عودة الشاعر أحمد عبدالمعطى حجازى من المصيف، واجتماعه بوزير الثقافة؛ لبحث مَن تسند إليه الإدارة، وفق تصريحات الدكتور وليد قانوش، قبل أيام.
ولا تزال هناك مشكلة أخرى لم تُحل حتى هذه اللحظة من قبل مدير صندوق التنمية الثقافية، كشفتها الفنانة التشكيلية منى عمر، خلال مداخلة تليفونية فى إحدى القنوات الفضائية، فى ديسمبر ٢٠٢٢، حين أكدت فك وديعة الصندوق، ليتحول إلى «صندوق خاوٍ تمامًا»، بعد أن كان من أقوى وأغنى قطاعات وزارة الثقافة، مشددة على أن فك الوديعة قضى على فاعلية الصندوق وأنشطته المهمة، فضلًا عن معاناة قطاعات الثقافة كلها من هذه الخطوة الغريبة المثيرة للتساؤلات.