الخميس 21 نوفمبر 2024
المحرر العام
محمد الباز
المحرر العام
محمد الباز

أكاديمية الفنون.. غادة جبارة: افتتاح معاهد جديدة.. وإهمال المحتوى الرقمى

غادة جبارة
غادة جبارة

فى ديسمبر 2021، أصدر الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، قرارًا بتعيين الدكتورة غادة جبارة رئيسةً لأكاديمية الفنون، لمدة 4 أعوام، خلفًا للدكتور أشرف زكى، بترشيح من وزيرة الثقافة السابقة، إيناس عبدالدايم، بعد 3 أعوام من عملها نائبة لرئيس الأكاديمية.

لم يكن وصول غادة جبارة إلى هذا المكان من فراغ، فعلى مدار عقود أثبتت كفاءة ودأبًا فى التعاطى مع ملفات الثقافة والفنون، منذ أن تخرجت فى قسم المونتاج بالمعهد العالى للسينما عام ١٩٩٠، قبل أن ترأس القسم بعد ذلك، وصولًا إلى منصب عميدة المعهد من ٢٠١٣ إلى ٢٠١٦.

وخلال رئاستها المعهد العالى للسينما، أقامت مهرجان أبوالهول السينمائى الدولى المُخصص لأفلام طلاب معاهد السينما حول العالم، الذى حقق نجاحًا واضحًا، مع السعى لعرض أفلام طلاب المعهد فى مهرجانات دولية ومحلية، منها «القاهرة السينمائى» و«دبى» و«كان» و«فينسيا».

أكاديمية الفنون

وتواصل غادة جبارة، منذ توليها رئاسة أكاديمية الفنون، مساعيها للنهوض بالجامعة الأولى لتعليم الفنون المختلفة فى العالم العربى، والتى تأسست منذ أكثر من نصف قرن، سواء على صعيد التطوير الأفقى بتوسيع قاعدة معاهدها فى القاهرة والإسكندرية، أو التطوير الداخلى للمناهج والجودة التعليمية. 

وتتمتع أكاديمية الفنون بأهمية استثنائية، من خلال العمل عبر معاهدها التسعة: «الفنون المسرحية، والسينما، والموسيقى العربية، والكونسرفتوار، والباليه، والنقد الفنى، والفنون الشعبية، وفنون الطفل، وترجمات الفنون والآداب»، على تأهيل الطلاب، سواء فى الدراسات الجامعية أو ما بعد الجامعية، للعمل فى مختلف قطاعات الفنون والآداب.

وتساهم الأكاديمية فى أنشطة ثقافية وعلمية ذات صلة بالفنون والآداب، وهو ما يسهم بدوره فى وصول الفن والثقافة إلى قطاعات وشرائح مختلفة، وتحسين جودة الصناعات الثقافية والفنية، التى تمثل أحد أبرز وجوه القوى الناعمة المصرية. 

وفى إطار حرصها على تطوير جودة التعليم فى معاهد أكاديمية الفنون المختلفة وتوسيع قاعدتها، سعت غادة جبارة لإقامة شراكات مع جهات مختلفة، فوقعت بروتوكول تعاون مع أكاديمية المتحدة للإعلام، برئاسة الدكتورة إيناس عبدالدايم، بهدف التدريب المشترك للطلاب فى مشروعات التخرج، ومد مركز التدريب بالكوادر المؤهلة للتدريس.

وفى أوقات سابقة، وقعت بروتوكولات تعاون مع عدد من الجامعات، منها الجامعة البريطانية، وجامعة بدر، وأكاديمية السادات للعلوم الإدارية، لتعزيز الإفادة التعليمية المشتركة، وتبادل الخبرات والتنسيق فى مجال التعليم والبحوث والتطبيقات الفنية والمشروعات.

ومن الملفات التى تهتم بها رئيس أكاديمية الفنون بشكل أساسى الجودة التعليمية، بما يسهم فى تحسين جودة المناهج الدراسية فى معاهد الأكاديمية المختلفة، كى يكون لها دور فاعل ومؤثر فى الحياة الفنية والثقافية. 

وتحرص كذلك على أن تضطلع أكاديمية الفنون بدورها فى تنشيط الحركة الفنية والثقافية، وهو ما اتضح من خلال عدة فعاليات مهمة، من بينها استضافة الأكاديمية، فى مايو الماضى، احتفال الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما برئاسة الناقد السينمائى أمير أباظة، والذى شهد تكريم رؤساء مجلس إدارة الجمعية السابقين، ومجموعة من الفنانين والإعلاميين المعاصرين والراحلين. 

وتهتم أيضًا بإقامة المؤتمرات العلمية، وآخرها مؤتمر «تأثير الذكاء الاصطناعى على الممارسة الفنية والبحث الأكاديمى.. ما بين تحديات المنافسة والإمكانيات المضافة»، الذى أقيم قبل شهور قليلة، وكذلك مشاركة الأكاديمية فى تنظيم الدورة الثالثة لمهرجان «الفيمتو آرت» الدولى للأفلام القصيرة، بمشاركة ٤٦ فيلمًا من ٦ دول. 

ومن الإنجازات المهمة التى حققتها أكاديمية الفنون فى الفترة الأخيرة: افتتاح مبنى مسرح نهاد صليحة، الذى صار موقعًا لنشاط ثقافى مميز، ويشهد العديد من العروض المسرحية، إلى جانب إقامة الكثير من البرامج والورش التدريبية، بجانب افتتاح المعهد العالى لترجمات الفنون والآداب والوسائط الفنية، فى العام الماضى، ليصير المعهد التاسع والأحدث فى أكاديمية الفنون. 

ومن الأحداث المهمة التى رعتها غادة جبارة خلال الفترة الماضية، افتتاح المكتبة المركزية فى أكاديمية الفنون، التى تعد من أكبر المكتبات الأكاديمية فى مصر، وتضم آلاف الكتب العربية والأجنبية والرسائل الجامعية والموسوعات والدوريات، بجانب افتتاح مكتبة المعهد العالى لفنون الطفل، بعد استكمال الكتب اللازمة لتخصصات المعهد. 

وعلى الرغم من إعلان الانتهاء من تنفيذ أعمال «رقمنة» المحتوى الرقمى المتاح من أكاديمية الفنون، بإجمالى ١١٠ كتابًا، و١٧ عددًا من مجلة «الفن المعاصر»، و٤٨٩ صورة فوتوغرافية، و١٧١٠ رسائل علمية، لم تتم حتى الآن إتاحتها على منصة إلكترونية. وبصورة عامة، تحتاج الأكاديمية إلى عمل مكثف على منصاتها الإلكترونية المُعطلة لأسباب غير معروفة.

ويُنتظر فى الفترة المقبلة إتمام مشروع مستشفى أكاديمية الفنون، التى يُنتظر أن تكون من أكبر المستشفيات التى تستهدف خدمة المناطق المجاورة للأكاديمية، وأعضاء هيئة التدريس والعاملين والطلاب، إلى جانب كل النقابات الفنية.

كما يُنتظر العمل بصورة منتظمة على المهرجانات الفنية والسينمائية، التى تعتمد الشراكة بين مختلف المعاهد الفنية على مستوى العالم، ومساعدة طلاب الأكاديمية بمعاهدها المختلفة على تأسيس مشروعات فنية وأدبية احترافية، بما يسهم فى الاستفادة من مهاراتهم المكتسبة لدفع الحركة الثقافية والفنية.