أشباح هونولولو: قصة جاسوس يابانى جندته الاستخبارات الأمريكية فى الحرب العالمية
نشرت المنصة الثقافية العالمية «Publishers Weekly» قائمة المؤلفات السياسية والتاريخية الأكثر مبيعًا لهذا الأسبوع، واحتل كتاب «أشباح هونولولو: جاسوس يابانى، صائد جواسيس أمريكى يابانى، والقصة غير المروية لبيرل هاربو» المركز الثانى فى القائمة، بعد كتاب «برقول: معركة أمريكية ضد الفاشية».
حكاية الجاسوس اليابانى الذى عمل لصالح البحرية الأمريكية أثناء الحرب العالمية الثانية
و قد لاقى «أشباح هونولولو» رواجًا كبيرًا فى المجتمع الثقافى الأمريكى منذ صدوره فى نوفمبر الماضى، حيث يتطرق الكتاب لأول مرة لحكاية الجاسوس اليابانى الذى عمل لصالح البحرية الأمريكية أثناء الحرب العالمية الثانية، بعد بحث سنوات من مؤلفى الكتاب بين أكوام وثائق الحرب العالمية الثانية.
«أشباح هونولولو» من تأليف مارك هارمون، الذى يبلغ من العمر 72 عامًا ويعتبر هذا كتابه التاريخى الواقعى الأول، وشاركه تأليف الكتاب ليون كارول جونيور، الذى قضى 20 عامًا كعميل خاص حقيقى لـ«مكتب الاستخبارات البحرية الأمريكية NCIS».
وقال المؤلف لمجلة «people»: لقد اعتقدت دائمًا أنه يمكنك التعلم من التاريخ، الأشياء تميل إلى تكرار نفسها». وأضاف عن شريكه «ليون»: كان هو المحقق رقم 1 فى الوكالة، كنت أسأله دائمًا عن الطريقة الصحيحة لفعل شىء ما، عندما جاءت لى فكرة الكتاب، قلت إننى لن أنفذ هذا بدونه.
القصة الحقيقية لدوجلاس وادا
«أشباح هونولولو» يكشف القصة الحقيقية لـ«دوجلاس وادا» وهو أمريكى يابانى ولد فى جزيرة هاواى وأصبح جاسوسًا للبحرية الأمريكية، ويتطرق إلى سنواته المثيرة التى عمل خلالها متنكرًا كمراسل لصحيفة محلية، يقول هارمون: «هؤلاء العملاء هم فى الواقع من سلالة مختلفة، دائمًا هناك قصة لا تعرفها تحتاج إلى الكشف عنها، هناك عمل مهم كانوا يقومون به، ولم يعلم أحد عنه».
يصف «هارمون «بطل كتابه «وادا» قائلًا: «لقد كان رجلًا محددًا للغاية فى وقت محدد للغاية، كان يتمتع بمهارة وعمل على كشف خبايا المجتمع الأمريكى اليابانى فى الجزيرة التى أصبحت ملعبًا للجواسيس أثناء الحرب».
التحقيق فى التهديدات المحلية للتجسس والتخريب فى هاواى
فى عام ١٩٣٩، أمر الرئيس الأمريكى فرانكلين روزفلت مكتب الاستخبارات البحرية، بالتحقيق فى التهديدات المحلية للتجسس والتخريب فى هاواى، تم تجنيد دوجلاس وادا باعتباره عميل الوكالة الوحيد لمكافحة التجسس الأمريكى اليابانى فى وقت كان فيه الأمريكيون اليابانيون يمثلون أكثر من ثلث السكان فى المنطقة.
كانت مهمة «وادا» تتلخص فى «مراقبة السكان «اليابانيين» المحليين»، وكان وزملاؤه من ضباط مكافحة التجسس ينظرون إلى العملاء القنصليين اليابانيين وموظفيهم باعتبارهم جواسيس حقيقيين فى هاواى، وليسوا أعضاءً فى الجالية الأمريكية اليابانية.
بعد الهجوم على بيرل هاربر عام ١٩٤١، أدرك رؤساء الاستخبارات الأمريكية المضادة فى هاواى أن الهجوم كان موجهًا بمعلومات «جاءت من جاسوس يعمل فى القنصلية فى هونولولو»، حيث كان وادا يقوم بعمله الخفى لمعرفة الجاسوس اليابانى فى القنصلية، يتطرق الكتاب للتفاصيل الدقيقة والمثيرة لعمل «وادا» تحت غطاء «المراسل الصحفى» وكيف كان يقوم بالتنصت على المكالمات الهاتفية فى القنصلية اليابانية».
ثم تبدأ معركته الخفية مع وتاكيو يوشيكاوا، الجاسوس اليابانى الذى تم إرساله إلى بيرل هاربر لجمع معلومات عن الأسطول الأمريكى، حيث تحولت جزيرة هاواى إلى ساحات قتال للجواسيس وعملاء المخابرات والمسئولين العسكريين، وقد أصبح سكان الجزيرة عالقين بينهم، بينما يستمر عمل «وادا» فى الظل دوجلاس، كما واصل «وادا» فى غرب الولايات المتحدة مسيرته المهنية خلال عقود الحرب الباردة، حيث تطور مكتب الاستخبارات البحرية إلى NCIS، وتوفى فى عام ٢٠٠٧.
يرسم المؤلفون بشكل لافت للنظر هاواى فى حقبة الحرب العالمية الثانية على أنها ساحة معركة بين جاسوس وجواسيس، ويوضحون بالتفصيل مهام وادا السرية، ولعبة القط والفأر التى غيرت العالم والتى تم لعبها بين عملاء المخابرات العسكرية اليابانية والأمريكية فى هاواى قبل دخول الولايات المتحدة الحرب العالمية الثانية، حيث يصور أشباح هونولولو لعبة الاستخبارات البحرية المذهلة عالية المخاطر والحاجة إلى تحديد ما هو حقيقى وما يبدو أنه حقيقى فقط.
الكاتب «هارمون» ليس بعيدًا عن عالم الاستخبارات والحروب، فقد قاتل والده كطيار فى الحرب العالمية الثانية، وفى شبابه حصل هارمون على ثلاث سنوات من تدريب ضباط الاحتياط فى المدرسة الثانوية.
يقول الكاتب عن شغفه بالاستخبارات البحرية: «كنت أحاول البحث عن معلومات عنها، ولم يكن هناك الكثير من المعلومات حول هذه الوكالة.. بدأت أطرح الأسئلة ومن هنا بدأ كل شىء يتطور».
الآن، بعد قضاء ما يقرب من عقدين من الزمن فى NCIS، يقول هارمون «إنه يستخدم وقت فراغه لاستكشاف أنشطة جديدة. وإنه بعد عقدين فى متابعة الاستخبارات يفتقد الصداقة الحميمة ووجبات الغداء على الطاولات والاستماع إلى حكايات العائلات.. لأن لدىّ وظيفة أقوم بها».