الضحايا.. الكتابة للطفل.. بين مفرمة الكتاب الورقى ومقصلة المحتوى الرقمى
رأت دكتورة جيهان سلام، خبير تربوى وباحث فى شئون الطفل، أن التطبيقات الإلكترونية تتيح لكتاب أدب الطفل تبادل الخبرات واستلهام أفكار جديدة، لكنها لن تغنى عن الكتاب الورقى وما يخلقه من حالة سوية للطفل، بينما تفرض المنصات على الطفل محتوى قد لا يكون مناسبًا لوجدانه.
ومن الناحية السيكولوجية تشير دكتورة جيسى العبساوى الى أن القراءة من الكتب الورقية تساعد فى تطوير القدرات المعرفية، لأنها تتطلب تركيز أكبر وتحليل، ما يساعد على تقوية الروابط العصبية فى الدماغ، وتحسين مهارات التفكير، بينما القراءة الإلكترونية تغذى التحليل البصرى لكنها تسهم فى تشتت الانتباه وعدم القدرة على التركيز، وتقلل من قدرة الأطفال على الصبر والتحمل، وتجعلهم سريعى الاستثارة، بينما القراءة الورقية تتطلب التحلى بالصبر والهدوء، ما يساعد فى تطوير مهارات التحكم الذاتى وتنظيم المشاعر لهذا يكمن الحل فى الدمج بين النوعين بشروط خاصة.
واستعانت الكاتبة نادية توفيق بنتائج دراسة أمريكية أجرتها جهة رسمية، وجدت أن الكتاب الإلكترونى يتفوق قليلًا الورقى بالتنوع وجذب الانتباه، وتجعل الطفل أكثر تفاعلًا مع الأنشطة التفاعلية والمعلومات السريعة.
وتدعو الكاتبة صفية على الدين للاستفادة من الوسيطين الكتاب الورقى والإلكترونى معًا، فلا غنى عنهما فى تقديم محتوى هادف للطفل يحمل أفكارًا وخيالًا وإبداعًا، فالمحتوى الرقمى مثير ويغذى شغف الطفل، ويبقى للكتاب الورقى مكانته لدى الأطفال الأكبر عمرًا باعتبارهم قادرين على إدراك إيجابيات القراءة. فى حين تحيزت الكاتبة أمانى رمضان للكتاب الورقى، حيث يظل تأثيره أقوى على الطفل فتتيح له الخيال الآمن، بينما أضرار التطبيقات الإلكترونية أكثر من نفعها وتستدعى الحذر الدائم من فرض إعلانات ومشاهد لا تناسب الطفل.
بالإضافة إلى الأضرار الجسمانية التى يتعرض لها الطفل من ضعف نظر والتأثير السلبى على المخ.
ونادت الكاتبة بسمة عزازة من تونس إلى حتمية اللجوء إلى الكتب الرقمية حتى لا نخسر الطفل نهائيًا، فى ظل أهمية الأجهزة الإلكترونية بالنسبة له الآن، حيث يفر إلى كم المعلومات الأكثر إبهارًا وتنوعًا، ما ينمى ملكة الإبداع لديه، لكن لا بد من التعامل مع المحتوى الرقمى بحذر.
وتنحاز الكاتبة شيماء نبيل للكتاب الورقى، وترى أن وجوده لن يختفى رغم غلاء الورق وسعر الطباعة، والاتجاه العالمى لتقليل استخدام الورق، للحفاظ على البيئة والشجر.
كما ترى الكاتبة مبروكة بوساحة تراجع المحتوى الورقى مع ما وفرته المواقع الإلكترونية من جذب حسى وبصرى للطفل، لذا كان لزامًا على المثقفين والكتاب والناشرين مواكبة هذا التطور بإيجاد آليات فعالة ترتقى إلى متطلبات طفل اليوم، بحيث تسد حاجياته التربوية والنفسية والترفيهية، كما يجب على دور النشر والمؤسسات التربوية السعى لدفع الكتاب الورقى للمرتبة التى يستحقها.