سنوات النمش.. حرف تنفرد بفصل من رواية وحيد الطويلة الجديدة
- الرواية تصدر عن ثلاث دور نشر فى توقيت واحد: «المحرر» فى مصر، و«طباق» فى فلسطين و«مقاربات» فى المغرب
أثرى الروائى الكبير وحيد الطويلة المكتبة العربية، مؤخرًا، بروايته الجديدة «سنوات النمش»، التى تستعرض تفاصيل الحياة فى الريف خلال منتصف القرن العشرين، وفيها صنع قريته الخاصة بعبقرية فريدة.
«حرف» تنفرد بنشر فصول من الرواية الصادرة عن ٣ دور نشر فى وقت واحد، وهى: دار المحرر فى مصر، ودار طباق فى فلسطين، ودار مقاربات فى المغرب.
والليل طويل.
لا تصدق الكتاب والشعراء حين يقولونها إلا إذا كنت عشت ليلة موت جمال عبدالناصر، ماتت القرى كلها، كابوس حقيقى والناس الذين خافوا من التسليم بالخبر لم يناموا، خرجوا يتطلعون للسماء ربما يمر عزرائيل فيستعطفونه أو يقبضون عليه.
يستعيدون الشريط من أوله، الليلة ليست كالبارحة، يعتقدون أنهم سيعيدونه كما فعلوا ليلة التنحى، كانت بطونهم مملوءة بل منتفخة بأن الجماهير هى صانعة كل شىء حتى القدر.
فى ليلة التنحى كان الأمر مختلفًا، اندفعوا حفاة، تجمعوا على كوبرى البلد بحناجر غاضبة وهتافات مدوية، لم تبرد حناجرهم بعد منذ لحظة النكسة، لم يتبينوا الهزيمة وقتها على أصولها، لم يسمح لهم حسنين هيكل واتهم أمريكا ومن وراء أمريكا، لم يسمح لهم أحد بالتفكير، الزعيم يفكر نيابة عن الجميع، ولم يسمح لهم أبى، فالتسليم بالهزيمة يعنى هزيمته هو وهزيمة حلمه وهو حلم البلد.
لم تكن الشعارات الجديدة قد وصلت، فاستعادوا الشعار القديم: «يا أبو خالد يا حبيب، بكره تدخل تل أبيب».
الموضوع مباراة كرة قدم، وإذا كانوا قد ربحوا الشوط الأول واحتلوا الملعب والمدرجات فسنستعيد كل شىء فى الشوط الثانى.
البلدة كاملة برجالها وشبابها وصبيانها وحتى أطفالها، لم يبق سوى النساء فى البيوت، ولم يمر وقت طويل حتى خرج بعضهن لتسلم الأطفال الذين غلبهم النوم، فى لحظة نادرة تقدمت الحاجة زمزم، امرأة أمية مات عنها زوجها بسرعة، لكنها تحفظ بعض القرآن والأمثال، وهى والدة الشيخ محمد أبوالحاج، عضو الجمعية الزراعية، بنفسه وطلبت من ابنها على رءوس الناس أن يسافر فورًا مع أبى باعتباره رئيس الجمعية ويعيدا عبدالناصر ولو بالقوة لمقعد الرئاسة، بل أطلقت أول شعار محلى: «ارجع ارجع يا جمال، طز فى حنفى وعبدالعال».
وحتى لا يفوتنى شىء فقد كان حنفى وعبدالعال كبيرى مقاولى الأنفار لجمع القطن وفرد شتلات الأرز فى المنطقة ويتمتعان بسلطة عالية على جميع فلاحى المنطقة، وسطوة مكروهة من الخلق.
الموقف مشتعل والأعصاب منفلتة ودعوات حارة من الشباب بالزحف إلى مصر، أو على أقل تقدير إلى المحافظة للوقوف ضد قرار التنحى ولو حتى بالمبيت أمام بيت المحافظ نفسه، جرى البعض بفورة اللحظة على الطريق إلى المحافظة، حفاة بالطبع، غير أنهم عادوا بعد ساعة وتوارى هذا التفكير برمته إثر حضور الشيخ شهاب مأذون القرية، حيث صعد على أكتاف الشباب وهو يمسك بدفتر توثيق الزواج ويرفعه عاليًا، وسط تصاعد الحناجر بصيحة الله أكبر، إلى أن ظهر صوته بعد أن هدأوا فوعد الجميع بأنه سيكتب كتاب جميع العرسان دون مقابل لمدة شهر إذا عاد عبدالناصر عن قرار التنحى.
لكن الأمس ليس اليوم، والتنحى ليس مثل الموت وعائشة ليست أم السعد.
مات عبدالناصر ومضى الليل إن مضى، وطلع صباح غريب، تسلل الجميع من ديارهم سريعًا يلتقطون أى خبر يريح عظامهم المنهكة الهاربة، تجمعوا عند الكوبرى كالعادة، وجوم، بملامح متشابهة كأنهم نسخة واحدة، نطق النمش على وجوه الخلق، ولا وقت للعزاء، لا أحد يصدق أن عبدالناصر غاب، المدرسة مغلقة والتلاميذ وأنا بينهم تجمعنا حول الكبار دون خجل، فالمصاب جلل والأب مات، إلى أن انتفض على أبوحشيش، وهو كبير الفراشين فى المدرسة، لا يقوم بأعمال الفراش، يترك ذلك للفراشين الجدد، فهو عضو الاتحاد الاشتراكى، ومركزه السياسى ووضعه الجماهيرى لا يسمحان له بأن يكنس أو ينظف، يجلس على كرسى أمام المدرسة يرد على سلامات العابرين بساق فوق أخرى ويقول كما علمته الثورة: أهلًا بالسيد فلان، يقرأ صحيفة الأهرام ويناقش الناظر كل يوم فى الأمور السياسية، يعيد عليه أسطوانة الصحيفة بالحرف، نظر طويلًا فى وجه محمد أبوحسن وهو محفِّظ قرآن وعضو أصيل فى منظمة الشباب، وقال برجاء طفل مرعوب من موت الأب: «آه لو يرجعوا يذيعوا فى الراديو ويقولوا إنهم غلطوا فى الخبر وإن عبدالناصر حى».
لكن صوت أنور السادات كان كالقذيفة فى وجوه الجميع، يتردد فى الردايو موجهًا جملته الشهيرة التى لاموه عليها بعد أن تولى الرئاسة، لأنه كان ينطقها بسخرية: مات واحد من أشجع الرجال وأغلى الرجال وأغنى الرجال.
عندها حملنا النعش فارغًا وطُفنا به البلد بعد أن استسلمنا للقدر، طُفنا وعدنا إلى الكوبرى مرة أخرى وشبه مغيبين أقمنا صلاة الغائب، ورغم كل ذلك لم نصدق أنه غاب، إذ بعد يومين ونحن نقيم تأبينًا له كان أشبه بحفلة لزعيم حاضر وقفتُ على المسرح، مقطورة جرارالجمعية الزراعية وضعوا فوقها بعض الكليم الذى أخذوه من دارنا، وقفت أنشد قصيدة كانت منشورة فى جريدة الأهرام:
يا قوم هل مات الذى أحيانا وأشاع نور العدل فى دنيانا
هل مات قائدنا ورائد رَكْبنا وزعيم أمتنا ورمز علانا؟
عدنا من جولتنا الحزينة، لا نصدق أنه مات فعلًا، نبحث عن طريقة تعيده كما حدث وقت التنحى، كنت ابن عشرة أعوام يحاول أن يجد طريقة لإعادته من الموت كى لا يحزن أبى وينهنه كالأطفال فى الفوطة.
حط الناس يجرون رجولهم فى قهوة حسنى العبد، قل شبه قهوة، تبدو كخُص كبير، تقع داخل حرم الجمعية الزراعية باعتبار أن صاحبها خفير فى الجمعية والزيت فى الدقيق والثورة للجميع.
يقولون إنه من بقايا العبيد أو الرحالة أو بقايا من عملوا فى السخرة فى قناة السويس أو فى فرق الهجانة الذين قدموا من السودان، وبصوت مسرسع عالى النبرة: «علىَّ الطلاق اللى هيقول الريس مات ما هو قاعد هنا».
لا أحد يطلب مشاريب، لا أحد يملك نقودًا، ليس هناك أصلًا رغبة ولا تفكير فى شىء سوى خلق باب أو معجزة لعودة الزعيم، خاصة أن حسنى العبد سمعها فى الراديو: الزعيم لا يموت.
نبحث عن أمل كأحلام اليقظة.
لم نجد سوى الشيخ أبوالعينين، تحلقنا حوله يتامى، هو الوحيد الذى وضع له صاحب القهوة الشاى أمامه وقال له بصوت خفيض: «عملته لك على ميه بيضا»، يعمل فى وظيفة «قبانى» يزن الأرز والقطن ولديه أوراق حمراء وزرقاء يسجل عليها بسرعة غريبة ومخه دفتر كبير ملىء بالأرقام، تحلقنا حوله وهو يشفط الشاى بصوت عالٍ، نسأله بخشية الأمل: هل صحيح مات عبدالناصر؟
شفط مرة أخرى وهو ينظر لسقف القهوة ويطيل، كنا نثق بحنكته، شاعت عنه حكاية أنه تزوج عمتى سندس فى السر بعد أن خرجت هجالة من زواج ببنت كالعادة، تزوجها فى بيتها على سنة الله ورسوله بشاهدين يساعدانه فى وضع الأجولة على الميزان أثناء عمله، وعلى غير المتوقع جاء من يريد أن يتزوجها، لكن الشيخ أبوالعينين رفض أن يتركها ويفض العرفى إلا بعد أن أخذ مبلغًا من المال، كان شرطه الآخر الحراق أن ينام معها أسبوعًا كاملًا حتى يشبع منها وحتى لا يترك للعريس الجديد كل شىء، لذا فهو ضليع فى حل العقْد والتفاوض مع العفاريت، لكنه لم يكترث لآمالنا الواهية وحسم الأمر:
«عبدالناصر راح خلاص».
صدمنا صدمة العمر، ران صمت حزين على المكان أخرجنا منه صاحب القهوة المستنكر لفكرة موت الزعيم، رد عليه سريعًا:
«وده هيدفنوه ازاى، هيحطوه فى التراب زينا»!
رد أسرع منه:
«لا طبعًا، أكيد هيدفنوه على الطراز الحديث».
*****
قصص الحب تحدث فى كل مكان وكل وقت، مسموح بها عندنا فى الخفاء فقط، تعيش مختبئة تحت لافتة العيب، مئة خط كبير تحت شهوة البوح ما بالك بالمجاهرة، الخطوط الحمراء كثيرة لكن هذا أشدها احمرارًا، من ينجب لا يستطيع أن يتحدث عن مولوده فى حضرة أبيه أو كبار القوم الذين يصلهم طرف الخبر من أفواه النسوان.
ربما كانت قصة حب محمد نجيب وفوزية أول قصة حب تخرج للعلن فى تاريخنا، أول واحد عشق وباح، كان الحبيب قبل غزوة نجيب يخفى غرامه ويعصر قلبه حتى يأذن له أهله فيذهب للسهر عند أهل حبيبته، قد يراها لنصف دقيقة وقد لا يراها، الرؤية مفسدة والشوق عيب، إلا حين تخطر بصينية الشاى، تضعها دون أن ترفع جفنها أو فى اللحظة التى تمد رأسها فقط من الباب تنادى على أخيها بصوت طرى خجل ليأخذ الصينية من يديها، قد يلقط الحبيب نظرة وقد يستحى، المهم أنه سمع الصوت ووصلته الإشارة، قلبه ينبض وجيبه عامر باللب والسوادنى، يجلس صامتًا كتمثال فى البداية، الترحاب بحساب بلغة متحفظة كأنه سيخطف ابنتهم، وحين تسخن القعدة وتنفك أسوارها يفرط العريس المتقدم بحركة مفاجئة ووجه مبتسم ما معه على طاولة أو على طبلية ويحلو الكلام.
وحده محمد نجيب الذى سمى على اسم رئيس الدولة آنذاك هو من جاهر بقصة حبه وضرب ضربة البداية، أحب وأعلن وخطب، بدا ذلك غريبًا علينا لكن مع الأيام ربما عرفنا العلة، من يومه مختلف عن أقرانه أو يريد أن يكون مختلفًا، يمشى وسطهم كأنهم يمشون وراءه، تشرشل له عبارة تصدق على نجيب مع أنه لا يعرف تشرشل ولا عائلته: «من يريد أن يحكم الناس عليه أن يعرف تاريخهم».
معجبانى مع أنه ابن ناس يقضونها بالستر، كان أول واحد يشترى مكواة حديد فى البلد، المكواة الثانية التى دخلت البلد مع فارق مهم أن الأولى وهى مكواة أبى تعمل بالكهرباء، أول واحدة تعمل بالكهرباء وإنا فتحنا لك فتحًا مبينًا، من النوعية التعبانة التى تستلزم أن تذهب إلى البندر كل ثلاثة أو أربعة أشهر لتغيير السلك الداخلى الذى يشبه تمامًا سلك السخان البدائى رغم أن أبى عاش يعتقد أنه سيدخل موسوعة جينيس بهذه المكواة، وجود السلك داخلها وعدم معرفتنا بتكوينها أضفى عليها غموضًا ومهابة، إلا أن ذلك لم ينقص أبدًا من أهمية المكواة الحديد عند محمد نجيب، إذ ظهرت آثارها واضحة على الجلباب اليتيم الذى لا يملك غيره، إذ ينتظر فى الدار نصف النهار حتى ينشف على الحبل ثم يقضى ساعتين فى كوائه وحوله أصحابه كأنه مبعوث الحديد الجديد أو الأناقة إلى الأرض، يقول بثقة وهو يمرر المكواة: «لن تنتهى الحياة إلا حين تتعطل آخر قطعة حديد على الأرض».
السبب الأهم فى قدرة نجيب وفوزية على مواجهة المجتمع بقصتهما أن نجيب قد تم تعيينه بفضل الله وبفضل مواهبه مخبرًا فى المباحث فى مركز قريب، ومن ثم فقد اكتسب حصانة ووجاهة وتزلفًا من البعض، كل صباح يأخذ قفة من دعوات النساء أن ينصره الله على الحرامية الذين خربوا البلد، وعليه فقد اكتسب جلبابًا آخر فى أول شهر تبعته جلابيب فيما بعد، وطاقية طويلة على رأسه معروفة باسم طاقية المخبرين يتباهى بارتفاعها إذ تدل على علو مقامه، يرجعها قليلًا للخلف كى يظهر بعض شعره الناعم.
معوج الرقبة حين يمشى كأنه صار مدير أمن المحافظة، بملامح كاسحة وعروق رقبة نافرة، شديد الضيق، تمنى لو أن ميلاده تأخر قليلًا فسمى على اسم جمال عبدالناصر المتوهج الكاسر بدلًا من نجيب الآفل.
كان من عائلة معروف عنها أن ذكورها يملكون آلات كبيرة، شاهدها أقرانهم حين أخرجوها فى وقت رائق فى الحقول أو أثناء هزار وجموح الشباب على الكوبرى بعد أن ينام الناس، إذ يطلب منه أصحابه ذلك «ورينا الفيلم يا نجيب»، ولا غضاضة بينهم. توارثوها سمعة وأعضاء، ولم يعدم الأمر أن صاحبات فوزية كن يمازحنها بل يحسدنها على حظها الكبير.
معروف أيضًا عن نجيب أنه يحفظ بعض القصص وأناشيد المطربين الشعبيين، بل ويرددها، حين يحكى يخلط قصة غرامه مع قصة أبوزيد الهلالى والجازية، بل وصل به الأمر أن أكد أن قصته مع فوزية: نجيب وفوزية سوف تغنى فى الليالى الملاح مع الوقت جنبًا إلى جنب مع قصص: سامية وجمال، وقصة سارة وعمارة، بعد أن أصبح عضوًا شرسًا فى الحكومة يذود عن الجبهة الداخلية، كما يتردد فى الإذاعة.
قصة خالدة وعنيفة بلا شك، بها كل عناصر الدراما شغلت الناس وقتًا طويلًا، طالما أنه فى المباحث وجهر بحبه لفوزية ومعجبانى بمكواة حديد وخرطوم يشرف صاحبه، بل دشن أول قصة حب علنية ويكفيه هذا ليدخل تاريخ المنطقة.
الموضوع صار حكاية تحكى مع أن الحب ليس على صورة واحدة كما يتخيل البعض، هنالك قصص طرية تقع أثناء عملية درس الأرز، المكوم فوق بعضه، نسميها «رمية رز» لعرامتها وتكدسها، يؤمها الشبان والصبايا معًا بغير ترتيب أو تقسيم، شاب وصبية ثم صبية وشاب، ترتبها الفطرة وأحيانًا الغواية، يتلامسون بالخطأ خوفًا من الأعين، يتلامسون قصدًا، يعبطها كأنه يساعدها، وحين ينتهون يعبرون على الأقدام إلى رمية أخرى فى حقل آخر، فى الطريق بين رميتين فى قلب الظلام أو نور خفيف يلوح من بعيد جدًّا تصطدم سيقان وتحتك أفخاذ وتتشابك أصابع وتنفرط وقبلة خاطفة من شفاه متعطشة فوق جباه متعرقة، ماؤها عذب مهما أسِن، لطعم الملح طعم الحب، ولا يخلو الأمر أبدًا من اثنين يدخلان خفية إلى عشة إن كان الطريق طويلًا كأنهما اختفيا لقضاء حاجتيهما وهما فى الحقيقة يقضيان حاجتهما.
القصص الأكثر طراوة ووجعًا تقع أثناء تنقية الدودة أو جنى القطن، هنا ينمو الحب على أصوله وتحت عين الدولة، الخولى أو رئيس الأنفار ممثلها، والشعب أمامه فى حالة انحناء، كله محنى بمؤخرات فى عين الشمس، فى الليلة أو الليالى السابقة هناك اتفاق غير مكتوب، من يعشق واحدة سيسرح معها للحقل ذاته، يتفقان همسًا أو بجملة واحدة أن يجنيا القطن أو ينقيا اللطع من الدودة غدًا فى حقل فلان، وحدك ستعرف الموافقة ومن سيسرح مع من حتى لو كنت طفلًا مثلى تجلس على كوبرى البلد بعد أن غسلت أقدامك فى الترعة وجلست حتى تنشف خائفًا من أبيك، عيون تهمس وأصابع تشير وتتكلم.
لا تعرف من أين تأتى هوجة الحب، كأنه موسم مثل موسم البرتقال واليوسفى، وجوه تزغرد رغم قلة الحال، رغم أن صاحب الأرض فوق رءوسهم يتحكم فى الجميع، ربما يأتى من التشابه فى الفقر والانحناء، كلهم فقراء، وكلمة الحب على لسان الفقير ليست كأختها على لسان غنى، ربما هى الحاجة، نعم لعلها الحاجة، تجعل الاحتياج للحب أكبر من الاحتياج للأكل نفسه، تحله محله وتصبح الزاد.