"حرف" تحاور المرشحين لانتخابات "اتحاد الناشرين" حول تطلعاتهم لصناعة النشر
تجرى انتخابات التجديد النصفى لمجلس إدارة اتحاد الناشرين المصريين، غدًا الخميس، والتى يعول الناشرون عليها كثيرًا لتحقيق طموحاتهم وآمالهم فى النهوض بصناعة النشر، باعتبارها من أهم عناصر القوى الناعمة المصرية.
وأعلن اتحاد الناشرين المصريين، قبل أيام، عن قائمة المرشحين لانتخابات التجديد النصفى 2024، والتى تضم مرشحين من غالبية دور النشر أعضاء الجمعية العمومية للاتحاد، . «حرف» حاورت هؤلاء المرشحين حول أبرز ما تتضمنه برامجهم الانتخابية من حلول للمشكلات التى يعانى منها أعضاء الجمعية العمومية، ورؤيتهم لوضع اتحاد الناشرين المصريين فى الوقت الحالى، ولصناعة النشر بصفة عامة... فإلى نص ما قالوه.
تبارك.. محمود خلف: حل أزمة أسعار الشحن.. ومكافحة التزوير
رأى محمود خلف، مدير دار «تبارك» للنشر والتوزيع، المرشح فى انتخابات اتحاد الناشرين المصريين، أن الاتحاد عانى من مشاكل كبيرة جدًا، خلال الفترة الماضية، سواء مشاكل تواجه الناشرين، أو أخرى تواجه قوامه المتشابك.
وأضاف «خلف»: «اتحاد الناشرين موجود فى الأساس كى يجعل دورة عمل الناشر السنوية داخليًا وخارجيًا أكثر سلاسة، لكن للأسف الاتحاد لم يتصد لكثير من المشاكل، وترك أمورًا كثيرة تخص الناشرين وتعرقل دورة عملهم من دون توضيح، فتعددت وتعقّدت بطبيعة الحال».
وواصل: «لم يؤد اتحاد الناشرين دوره بشكل فعال وإيجابى، ولم يضع الناشر أمام صورة حقيقية لواقع عمله، بل على العكس تمامًا صدّر الغموض والريبة فى تحركاته وقراراته، لذلك انسحبت منه فى فترة ما، عندما كنت رئيسًا للجنة المعارض، ولم يكن هذا سوى نتاج رؤية لما سيحدث، وبكل أسف حدث ما كنت أخشاه كناشرٍ عضو جمعية عمومية، وهو الانهيار الكبير لبعض لجان الاتحاد، وعدم أداء العمل المهنى المطلوب منها».
وانتقد مدير دار «تبارك» للنشر والتوزيع غياب دور اتحاد الناشرين فى تنظيم الدورة الأخيرة لمعرض القاهرة الدولى للكتاب، وعدم وجوده بشكل فعلى على أرض الوقع فى هذا «العرس الثقافى»، مضيفًا: «كل هذه الأسباب تحسم وتوضح تقييمى لعمل اتحاد الناشرين، وهى نفسها، إلى جانب رغبة السادة الناشرين، ما دعتنى للترشح».
وأكمل: «أسعى للعودة إلى مجلس إدارة الاتحاد مرة أخرى، لتقديم الخدمات المهنية واللوجستية النشطة التى فقدها هذا الكيان المهم خلال الفترة الماضية، أعود وأنا محمل باستكمال الخدمات والواجب المهنى لهذه الصناعة العظيمة، ورغبة فى عودة اتحاد الناشرين المصريين إلى مكانته الطبيعية».
وعن تفاصيل خطته لتحقيق هذه الأهداف والرغبات، والملفات التى سيركز عليها حال نجاحه، قال محمود خلف: «أولًا يجب أن ندرك تمامًا أننا فى مرحلة هامة ومفصلية فى تاريخ هذه الصناعة التاريخية، فعلى المستوى المادى، حدثت زيادة فى جميع أسعار المشاركات بالمعارض الداخلية والخارجية، وهذه الأسعار المبالغ فيها تجعل الناشر مهمومًا بتعويضها، أكثر من همه بتقديم إنتاج قوى، وهو ما يجب مناقشته والوقوف على أسبابه، وفتح سبل دعم لصناعة النشر».
وأضاف «خلف»: «من المهم إعادة الروح لاتحاد الناشرين المصريين، عن طريق عودة ثقة الناشرين فيه، والتى تأتى عن طريق حل مشكلاتهم بمنهجية ونظام، يمثل بناءً لكل أجيال الصناعة القادمين، ولذلك اخترت قائمة (إعادة البناء)، للتعبير عن هدفنا الرئيسى، وهو إعادة بناء الاتحاد من جديد، وهى قائمة بها تكامل محترم، وأرى أنها قادرة على النهوض بالاتحاد داخليًا وخارجيًا، لما تتمتع به من تجانس كبير».
وواصل: «سأعمل على مساعدة الناشرين بشكل حقيقى للخروج من التحديات والأزمات المتلاحقة، من خلال تيسير مشاركتهم فى المعارض الداخلية والدولية، وعودة إقامة المعارض الداخلية بقوة فى كل ربوع الجمهورية، وإعادة اتحاد الناشرين المصريين إلى المحافل الدولية، ليلعب دورًا رئيسيًا فى كل محفل دولى».
وتعهد «خلف» بالعمل على مكافحة التزوير، والنظر فى أسعار الشحن وتقديم حلول لأزمة ارتفاعها، من خلال عقد مناقصات حقيقية لشركات الشحن، تخلو من الريبة والغموض فى الأسعار، وتجلب أفضل سعر، فلا شركة شحن أكبر من الاتحاد ونظامه.
ورأى ضرورة أن يكون اتحاد الناشرين المصريين مقرًا لـ«خدمات تعليمية» كثيفة يقدمها لكل الناشرين وموظّفى دور النشر، كتنظيم ورش عمل قصيرة المدى كثيفة المحتوى عن كل مراحل نشر الكتاب، وتكون من أمثلة موضوعاتها: «كيف تقرأ وتختار كتابًا؟- دور التحرير الأدبى فى عملية نشر الكتاب- الإخراج الخارجى والداخلى للكتاب ودوره الفنى والتسويقى- عملية التسويق للكتاب داخل وخارج مصر- مهارات يجب توافرها فى بائع الكتب».
واختتم مدير دار «تبارك» حديثه بالكشف عن توقعاته لمستقبل صناعة النشر فى مصر، قائلًا: «رغم الصعوبات التى تواجهها صناعة النشر فى مصر خلال الفترة الأخيرة، أرى أن وسائل وتطبيقات القراءة عوّضت جزءًا ولو صغيرًا من عملية التلقى والبيع والانتشار، فبالرغم من أن هذه الوسائل لم تُطبق حتى الآن بنظمٍ معقولة ومناسبة ومُجزية للناشر، إلا أنها بشكلٍ ما تُمثّل حلًا يمكننا أن نبدأ منه لمستقبل رقمى- لا محالة- وورقى، وهذا هو جوهر التحدى، العودة إلى المعادلة الصعبة حاليًا، أن يكون اقتناء الكتاب ورقيًا فى سهولة قراءته على أى تطبيق من تطبيقات القراءة».
رؤية.. رضا عوض: خفض الضرائب عن مستلزمات الطباعة والنشر
كشف رضا عوض، مدير دار «رؤية» للنشر، المرشح فى انتخابات اتحاد الناشرين المصريين، عن أبرز ملامح برنامجه الانتخابى، التى يأتى على رأسها تحقيق أهداف الاتحاد الموجودة فى لائحته الداخلية، وأهداف الناشرين أعضاء الجمعية العمومية، التى يحلمون ويأملون فى تنفيذها على أرض الواقع.
وأوضح «عوض» أن من بين هذه الأهداف: الحفاظ على حقوق الناشرين لدى كل الجهات التى يتعاملون معها، والحفاظ على مكانة الناشرين والقيمة الإنسانية والحضارية للمهنة، من حيث الارتباطات والتعاملات مع المؤسسات المعنية بالنشر والناشرين، والعمل على تسهيل التعامل مع هيئة المصنفات الفنية، بطريقة تليق بقيمة وأهمية دور الناشر فى بناء المجتمع المعاصر، والمساواة بين الناشرين من حيث التوزيع العادل لمبادرات الدعم والمنح المقدمة للكتب والناشر.
وأضاف فى حديثه إلى «حرف»: «يجب أن يتكاتف جميع الناشرين وأعضاء الجمعية العمومية، ويكون لديهم حرص على المشاركة فى كل لجان الاتحاد، للعمل بشكل جماعى ومنظم، وبرؤية واضحة يشترك فيها أعضاء كل لجنة على حدة، وذلك للوصول إلى أفضل السبل للنهوض بصناعه النشر والكتاب».
وعن رؤيته لحل مشكلات الناشرين، قال مدير دار «رؤية» للنشر: «فيما يخص مشكلات الشحن، يمكن حلها من خلال مراجعة جميع العقود الخاصة بشحن كتب الناشرين للمشاركة فى المعارض الخارجية، ما يحافظ على حقوق الناشرين، إلى جانب محاصرة مافيا تزوير الكتب، وغلق منافذ التسويق الخارجية أمامها، حتى تتوقف عن التزوير، إلى جانب طرق أخرى يمكن أن ينتهجها الاتحاد للقضاء على المزورين».
أما المشكلات المتعلقة بـ«أرقام الإيداع»، فرأى «عوض» أنه يمكن حلها من خلال التنسيق مع دار الكتب، لتسهيل عملية استخراج أرقام الإيداع، مع حث الناشرين على تسليم كل النسخ الخاصة بالدار، وذلك بأرقام الإيداع المتفق عليها، وهى ٥ نسخ من كل كتاب، بالإضافة إلى «CD»، وملفات «PDF» من الكتب، للحفاظ على ذاكرة الوطن.
وردًا على تذمر أغلبية الناشرين من إلزامهم بهذه الإجراءات للحصول على رقم الإيداع، قال مدير دار «رؤية» للنشر: «تسليم وملفات PDF من الكتب مسألة تفرضها قوانين دولية، لذا يجب احترامها من قبل الناشرين»، مشيرًا فى الوقت ذاته إلى أهمية تدخل وزارة المالية لرفع الضرائب عن مستلزمات الطباعة والنشر من أحبار وورق.
وفيما يتعلق بالشكوى الدائمة من قبل الناشرين بشأن ارتفاع أسعار الأجنحة فى المعارض المحلية التى يشاركون بها، ومن بينها معرض القاهرة الدولى للكتاب، قال: «معرض القاهرة للكتاب يعد من أبرز معالم مصر، ويظل الرئة التى يتنفس بها المثقف العربى، وأرى ضرورة أن يكون اتحاد الناشرين شريكًا أساسيًا مع وزارة الثقافة، للعمل على جلب رعاة، لتخفيف الأعباء عن الناشرين، والحفاظ على مكانة مصر الثقافية، حتى يكون معرض القاهرة مزارًا سياحيًا وثقافيًا للعالم كله».
مكتبة الدار العربية.. أحمد رشاد: صناعة النشر تمر بأزمات كبيرة
قال الناشر أحمد رشاد، الرئيس التنفيذى للمصرية اللبنانية، والمرشح فى انتخابات التجديد النصفى لاتحاد الناشرين المصريين، المقرر إقامتها خلال الفترة المقبلة، إن هدفه الأساسى من الترشح مساعد الناشرين المصريين للخروج من الأزمة التى تمر بها صناعة النشر من خلال نقله الخبرات لهم التى اكتسبها من عضويته فى اتحاد الناشرين الدوليين.
وأضاف أن ترشحه فى انتخابات التجديد النصفى لاتحاد الناشرين المصريين إعمالًا بمبدأ التغيير وضخ دماء جديدة، خاصة أن صناعة النشر تمر بتحديات كبيرة، على مدار السنوات الماضية، وبالتحديد منذ فترة كورونا، وهو ما يحتاج إلى أفكار جديدة خارج الصندوق لحماية صناعة النشر فى مصر وتطويرها لتواكب ما يحدث حولها فى العالم.
وأكد «رشاد» أن عدد الناشرين فى مصر يزداد بشكل مستمر، وهو ما يحتاج إلى تطوير للصناعة، مع تطوير فى القوانين، سواء على مستوى قانون الاتحاد أو الملكية الفكرية، فضلًا عن تعديل فى آليات الاشتراك فى معارض الكتب المحلية والدولية، للتسهيل على الناشرين وأعضاء الاتحاد الاشتراك فيها بشكل مستمر.
وأشار إلى أن الناشرين المصريين يواجههم العديد من المشاكل المختلفة، سواء الناشرين القدامى أو الجداد، وتلك المشكلات سيتم العمل عليها لحلها، خاصة مع وجود دماء جديدة وأصحاب خبرات فى صناعة النشر، مؤكدًا أنه قادر على عمل ذلك من خلال الخبرات التى اكتسبها فى الاتحاد الدولى للناشرين، واطلاعه على أحدث تطورات صناعة النشر على المستوى العالمى.
وأوضح أن كل عضو من أعضاء مجلس إدارة اتحاد الناشرين المصريين خلال السنوات الماضية قام بدوره، ولا بد من تقديم دماء جديدة للمساهمة فى تطوير صناعة النشر.
منشورات الربيع.. أحمد سعيد عبدالمنعم: خطة عمل من 10 نقاط لتحويل المهنة إلى صناعة
أكد أحمد سعيد عبدالمنعم، المدير العام لدار «منشورات الربيع»، المرشح فى انتخابات اتحاد الناشرين المصريين، أن الهدف الأساسى وراء ترشحه هو تنفيذ خطة لتطوير المهنة، وتقديم مفهوم جديد لعلاقة الناشرين باتحادهم المهنى.
ورأى «عبدالمنعم» أن دور الاتحاد فى السنوات الأخيرة، اقتصر على متابعة اشتراك الناشرين فى المعارض الداخلية والخارجية، وتوفير بعض الخدمات الاجتماعية، وغير ذلك من أمور لا تتضمن التأهيل المهنى للناشرين الجدد، ولا معاونة الناشرين القدامى على خلق بيئة متكاملة ومناخ مناسب لنمو استثماراتهم فى مهنة النشر.
وأضاف: «يتحدث كثيرون عن مهنة النشر باعتبارها صناعة، ونرى أنه ليتحقق هذا الوصف على تلك المهنة التقليدية فقد وجب علينا توفير عدد من الأساسيات التى نفتقد إليها، رغم كل سنين تلك المهنة على هذه الأرض».
وأوضح أن برنامجه يرتكز على ١٠ نقاط، يمكن الانطلاق منها إلى مزيد من النشاطات التى يسعى إلى أن تعيد للناشرين الثقة فى جدية الاتحاد بشأن العمل من أجل رفع كفاءة جميع العاملين فى هذه المهنة ودعمهم مهنيًا، وتحفيزهم على التفاعل والمشاركة، بما يحقق للسوق كلها الاستفادة.
ورأى أن هذا النقاط تجعل المهنة مؤهلة لأن تكون بالفعل صناعة تفيد وتدعم اقتصادنا الوطنى وقوتنا الناعمة، التى أسهم الناشرون فى بنائها على مدار فترة طويلة، بما نشروه من إبداع وفكر وإنتاج علمى، أدخل الكتب المصرية إلى كل بيت فى الإقليم، بل إلى كل بيت يقرأ العربية فى كل العالم.
أولى هذه النقاط، والحديث لا يزال لـ«عبدالمنعم»، هى تقديم كامل الدعم للناشرين الجدد، وتعريفهم بأدبيات المهنة وأصولها، ومتابعة خطواتهم ودعمهم لوجيستيًّا، للوصول بهم إلى الاحترافية التى يستحقها مشهد النشر المصرى. ويتضمن برنامج مدير «منشورت الربيع» أيضًا عقد شراكات مع كليات الفنون، لإقامة مسابقات دورية وتدريب فى دور النشر، لتغذية السوق بأعداد سنوية من الرسامين والخطاطين والمصممين والمخرجين الفنيين، الماهرين والمدربين على صناعة الكتب وكل مستلزمات الناشرين.
ويشتمل كذلك على دعوة كليات اللغة العربية واللغات للإشراف على تدريب المدققين اللغويين والمحررين والمترجمين الماهرين، لاعتمادهم ضمن قوائم تحدث سنويًّا، وإتاحتها للناشرين، وتعميمها فى جميع وسائل التواصل.
كما يتضمن على عقد شراكات استراتيجية مع شركات تصميم المواقع أو المتاجر الإلكترونية، والبرامج المحاسبية، والتسويق، وشركات التوصيل والتخزين والنقل، لتهيئة البنية التحتية لعمل الناشرين، وتيسير تسويقهم وبيعهم لمنتجاتهم، داخل وخارج مصر.
واقترح «عبدالمنعم» تعميم برامج نشر مشتركة بين الناشر الخاص والهيئات الحكومية، بما يؤمِّن نسبة من الدعم للمؤلفات ذات الأهمية القومية والحضارية والعلمية، التى قد لا تكون ربحية، بما يشجع الناشرين على الاستثمار فيها وتحمُّل أعبائها كل، دون تدخل حكومى داعم.
النقطة السادسة فى البرنامج تختص بتنظيم جلسات عمل شبه دورية مع كبار الموزعين داخل وخارج مصر، للتنسيق بينهم وبين الناشرين، من أجل تجهيز السوق وترتيبه لاستيعاب الكتاب المصرى، بما يليق به وما يستحق من مكانة. أما النقطتين السابعة والثامنة فتهتمان بتعميم دورى لكل المنح والفرص التمويلية والدعم المُقدَّم للترجمة، من كل اللغات إلى العربية والعكس، وتنظيم لقاءات مهنية دورية تُعرّف الناشرين بمختلف تخصصاتهم على مستحدثات صناعة الكتاب فى العالم والحلول المهنية للمشكلات التى تواجه الناشرين فى كل مكان.
كما يتضمن البرنامج فى آخر تقطتين به، إجراء دراسة سوق ونشرة استرشادية للناشرين، يمكنهم على أساسها اتخاذ القرارات الخاصة بالنشر والتسويق والتوزيع، والمشاركة فى المعارض الداخلية والخارجية، إلى جانب مراجعة دورية لاستجابة الناشرين للبرامج المهنية التى يتم تقديمها، ومدى نجاح ذلك فى دعمهم مهنيًّا، وتطوير منتجهم شكلًا وموضوعًا، ومدى انعكاس ذلك على حركة المبيعات ونجاح الخطط التسويقية.
واختتم «عبدالمنعم» بقوله: «يعتمد ذلك كله على الناشر، إن أراد أن يثق فى قدرة العمل الجماعى تحت مظلة الاتحاد، واعتمد التطوير والتجويد أساسًا لعمله، حينها قد نصل جميعًا بمهنتنا إلى مرحلة الاحترافية، التى تؤسس لما يُدعى بصناعة النشر».
إبهار.. محمد نبيه: «رقمنة» كل مراحل النشر
قال الناشر والكاتب محمد نبيه عبدالتواب، صاحب دار «إبهار» للنشر والتوزيع، المرشح فى انتخابات التجديد النصفى لاتحاد الناشرين المصريين، إن برنامجه الانتخابى يتضمن عدة محاور، أبرزها العمل الجاد للوقوف على بيانات دقيقة ومعلومات كاملة عن المهنة بكل تفاصيلها، حتى يستطع الناشرون مساعدة أنفسهم بشكل علمى وعملى وواقعى، مشددًا على أن هذا البرنامج يتطلب تضافر جهود كل أعضاء مجلس اتحاد الناشرين.
وأضاف «عبدالتواب»، فى حديثه إلى «حرف»: «الرقمنة، والقرصنة الإلكترونية وتزوير الكتب، والترجمة، والتوزيع والمبيعات والمعارض الدولية، من أبرز ما يتضمنه برنامجى الانتخابى».
وأوضح أنه فيما يتعلق بموضوع «الرقمنة»، أرى أنه من أول استخراج رقم الإيداع والترقيم الدولى، يجب أن يتم هذا عن طريق الموقع الإلكترونى، وليس على الطريقة التقليدية المتبعة هنا، مشيرًا إلى أنه درس ما تنفذه الإمارات والسعودية فى هذا الملف، وإجراءاتهما المتعلقة بصناعة النشر كنماذج عمل رقمية تخضع لآليات عمل فى شكل مؤسسى.
وشرح: «السعودية أطلقت برنامجًا دوليًا، فى ٢٠٢٣، يتضمن إرسال الناشرين إلى العاصمة البريطانية لندن، من أجل الخضوع لدورة مكثفة عن صناعة النشر، يتم خلالها إطلاعهم على التجارب الدولية فى هذا الشأن، وكيفية العمل فى إطار مؤسسى»، معتبرًا أن «مصر بها كل شىء، ما عدا تنظيم أنفسنا من خلال اتحاد الناشرين، خاصة فى ظل كونها رائدة فى صناعة الثقافة والنشر، وامتلاكها القدرة والكفاءات التى تؤهلها لتلك الريادة».
واعتبر أن الأزمة الحقيقية تتمثل فى قلة عدد القراء فى مصر، مشيرًا إلى الإحصائية التى نشرها الجهاز العام للتعبئة العامة والإحصاء، بمناسبة «اليوم العالمى للقراءة»، فى أبريل ٢٠٢٣، التى جاء فيها أن عدد القراء فى مصر لا يتجاوز ٣.٩ مليون قارئ، وهو رقم قليل للغاية، خاصة أن المترددين منهم على المكتبات الخاصة، التى توزع كتب الناشرين، لا يتجاوز نصف مليون قارئ.
ورأى صاحب دار «إبهار» للنشر والتوزيع أن هذا يتطلب إطلاق حملة كبرى تتكاتف فيها كل الجهود، بهدف زيادة عدد القراء، وحث الشباب الناشئ على أن يمسك بالكتاب ويقرأ، متابعًا: «زيادة عدد القراء تحل أغلب مشكلات صناعة النشر فى مصر».
وعن النشر الرقمى ودوره فى حل هذه المشكلة، قال «عبدالتواب»: «الاتجاه الحالى نحو النشر الرقمى، ما يتطلب من الناشرين الاستعداد جيدًا لهذا التطور الكبير، وهو ما فعلناه فى دار (إبهار) بالفعل، عبر التعاقد مع بعض المنصات الإلكترونية والقراءة الصوتية».
وأضاف: «الفكرة الأهم هى حماية حقوق الناشر والمؤلف، وكذلك المنصات الرقمية التى تدر دخل للناشرين المتعاقدين معها، وهو أمر إيجابى وأفضل كثيرًا من القرصنة الإلكترونية التى كانت منتشرة بشكل كبير فى الماضى»، مشيرًا إلى أنه «فى الوقت نفسه، لا غنى عن الكتاب الورقى المطبوع، ولا توجد مشكلة أن نسير بالتوازى بين الكتابين الورقى والرقمى، فى إطار مواكبة المستجدات».
وكشف عن أن برنامجه يتناول مسألة التحول الرقمى هذه، ومن غير المعقول أن يحارب «رقمنة المحتوى» بأى صورة، بل يرى أنه من الضرورى السعى نحو التعاقدات بين الناشرين والمنصات الرقمية، طالما تحافظ على حقوق الناشر وتدر دخل عليه، خاصة فى ظل ارتفاع سعر الورق، الذى خلق لدى القراء تخوفًا من شراء الكتاب المطبوع، وإمكانية أن يكون محتواه ضعيفًا، فاتجهوا إلى تفضيل قراءته على المنصة الرقمية فى البداية، قبل شرائه حال اقتنعوا بمضمونه.
ورأى أن التحديات الأخرى التى نحتاج إلى مجابهتها تتمثل فى ارتفاع سعر الورق والأحبار والطباعة، الذى جعل صناعة النشر مكلفة للغاية، إلى جانب ملف تزوير الكتب والقرصنة الإلكترونية، الذى يضر باقتصاد الدولة والناشر المصرى بشكل كبير، مشيرًا إلى أن اتحاد الناشرين العرب، ورئيسه محمد رشاد، تطرق إلى هذا الموضوع مرارًا وتكرارًا، الذى يستوجب تفعيل القانون لمحاربته، خاصة أنه تشريع حاسم، لكن ينقصنا تنفيذه بحسم.
وفيما يتعلق برؤيته حول العمل الداخلى فى اتحاد الناشرين، قال «عبدالتواب»: «المستوى التنظيمى داخل الاتحاد يسير على نحو جيد، وأعضاء المجلس السابقون لم يدخروا جهدًا على هذا المستوى، لكن ما يتوجب علينا فعله خلال الفترة المقبلة، هو تفعيل اللجان النوعية داخل الاتحاد، مثل اللجنتين الإعلامية والاجتماعية، فى ظل أن الاهتمام كله منصب على لجنة المعارض»، مشددًا على أن الناشرين أنفسهم مطالبون بالاهتمام بمثل هذه اللجان والاشتراك بها.
الرسم بالكلمات.. محمد المصرى: وضع قاعدة بيانات للقراء والمؤثرين ومنافذ البيع
رأى محمد المصرى، مدير دار «الرسم بالكلمات»، المرشح فى انتخابات اتحاد الناشرين المصريين، أن الوصف الأدق لأداء الاتحاد خلال الفترة الماضية هو «انعدام الرؤية» و«قلة الحيلة»، مشيرًا إلى أن «غياب الكفاءات» هو ما دفعه للترشح فى الانتخابات.
وقال «المصرى»، فى حديثه إلى «حرف»: «السبب الأساسى فى تقدمى للترشح هو غياب الكفاءات والكوادر القادرة على إدارة دفة النشر، فى ظل وضع اقتصادى صعب، لذا حاولت أن أقوم بما يمليه عليه ضميرى تجاه مهنة نعتز بإمتهانها، ومحاولة تصحيح مسارها من موقع مجلس الإدارة، بعد أن فشلت فى تنفيذ أفكارى وإيصال صوتى كعضو فى اللجان المختلفة».
وأفاد بتحديده ملفات معينة للعمل عليها، وخدمة المهنة من خلالها، مع استقراره على تولى مسئولية لجنة «التسويق»، رغم عمله الطويل فى لجنة «الملكية الفكرية»، مرجعًا هذا إلى أسباب عدة، أولها أن أزمة الناشرين الحقيقية الآن اقتصادية بحتة، سواء كان فى تسويق إصداراتهم، أو ما يتعلق بمشاركات المعارض الداخلية والخارجية غير المبنية على معلومات وبيانات حقيقية، ما ينعكس على الناشر بالخسارة.
وأضاف: «هناك أيضًا أزمات تمويل ورعاية، ومشاكل تسعير ناتجة عن تحرك دائم لأسعار الخامات، مع عدم توافرها فى بعض الاحيان، علاوة على أزمة اقتصادية للاتحاد نفسه، فلا الاتحاد يمتلك راعيًا كباقى الاتحادات النوعية، ولا يمتلك حتى علامة تجارية مسجلة، وهو ما ناديت به كثيرًا منذ سنوات، فلا يعقل أن تكون كل مصادر دخل الاتحاد قائمة على تحصيل الاشتراكات، ونسبة من شركات الشحن التى تشحن كتب الناشرين إلى المعارض».
وشدد على ضرورة أن يمتلك اتحاد الناشرين المصريين، بالتعاون بين لجنتى «التسويق» و«التطوير المهنى»، قاعدة بيانات لكل من: القراء وتوجهاتهم، والمؤثرين فى مجتمعات القراء، ومنافذ البيع المختلفة العامة والخاصة «المكتبات وغيرها»، وأعداد المترددين عليها، والقوة الشرائية للمعارض المختلفة داخليًا وخارجيًا، والموردين، وجهات التوريد الحكومية والأهلية كمكتبات وزارة التربية والتعليم وقصور الثقافة والجامعات، فى الداخل والخارج، وبعد جمع كل هذه البيانات تُعالج وتُتاح للناشرين.
ونبه إلى أهمية تسجيل العلامة التجارية لاتحاد الناشرين، والبحث عن رعاة له، سواء رعاية مباشرة أو مؤقتة للفعاليات المختلفة، مثل المعارض والجوائز وغيرها، فضلًا عن إنشاء «شُعب» مختلفة فى الاتحاد لقطاعات مهمة، مثل النشر الصوتى، والنشر الإلكترونى، والوسائل التعليمية، والمكتبات، مع فصل لجنة «التسويق» و«العلاقات العامة»، وضم الأخيرة إلى «الإعلام»، لأن التسويق مختلف عن العلاقات العامة.
وأتم بقوله: «الأفكار كثيرة والرؤية موجودة، والقادرون على تنفيذها كثر، لكن التحدى الأكبر والأول الآن هو أن يستعيد الاتحاد قدرته على جذب الكوادر، حتى تعود ثقة الجمعية العمومية فيه، وتتحقق رؤيتنا للنشر، وهى الريادة، كما اعتادت مصر طوال تاريخها».
دفتر ز ين .. محمود عبد النبى: إقامة معرض فى كل محافظة
أكد محمود عبدالنبى، صاحب دار «دفتر زين» للنشر والتوزيع، المرشح فى انتخابات اتحاد الناشرين المصريين، أن الاتحاد هو العمود الفقرى لمهنة النشر فى مصر، والأساس المتين لتنظيم هذه المهنة بين أعضائه، وخلق فرص واعدة لازدهار تلك المهنة المهمة فى صناعة الوعى الثقافى المصرى، والرافد الأهم فى صناعة القوى الناعمة المصرية. وأضاف «عبدالنبى»: «لذلك، كل المُرشحين فى هذه الانتخابات، أعلم تمام العلم، أن لديهم الرغبة فى العمل الجاد لمواجهة التحديات الكبيرة التى تكاد تعصف بهذه المهنة، وأنا واحد من هذه المجموعة المهمومة بمشاكل النشر فى مصر».
وواصل: «التحديات كبيرة ومتعددة، ويأتى على رأس الأولويات لمواجهتها، إتاحة المزيد من فرص البيع، بإقامة عدة معارض، فمصر لديها ٢٧ محافظة، وبإمكانات بسيطة، يستطيع اتحاد الناشرين، بالتعاون مع كثير ممن يأملون فى ازدهار صناعة النشر، إقامة معرض فى كل محافظة، إلى جانب إتاحة المزيد من أماكن توزيع الكتاب».
وأكمل: «هناك ملفات أخرى لابد من وضع حلول لها، من بينها المشاكل المتعلقة بأرقام الإيداع، وتأخر استخراج تجديد السجلات التجارية للناشرين، مع الحاجة للتفكير خارج الصندوق فى مشاكل الصناعة، مثل ارتفاع أسعار الورق والأحبار ومعظم مدخلات صناعة الكتب». ورأى أن كثيرًا من هذه المشكلات حلوله سهلة وبسيطة، كما أن المشكلات الكبيرة التى تواجه الناشر المصرى، يمكن حلها بالتضامن والتوافق على تكوين مجلس إدارة متجانس، ينأى عن المهاترات والصراعات، ولا ينظر إلى المصالح الضيقة.
واختتم صاحب دار «دفتر زين» للنشر والتوزيع قائلًا: «مصر لديها أكبر عدد ناشرين فى الوطن العربى، فقد تخطى عدد المقيدين أكثر من ١٥٠٠ ناشر، لذلك فهى تستحق اتحاد ناشرين يمثلها أفضل تمثيل، اتحاد مهنى يشرفها فى أى محفل».
همسة.. فتحى عبدالمقصود: تحويل الاتحاد لنقابة.. وإنشاء سوق للكتاب
وعد فتحى عبدالمقصود حسن، مدير دار «همسة» للنشر، بالعمل على حل المشاكل التى تواجه الناشرين بدى الحصول على أرقام الإيداع، قائلًا: «سأعمل على حل مشاكل أرقام الإيداع، التى نعانى منها جميعًا، سواء فيما يتعلق بالتقديم، أو بالنسبة للمعاملة غير الجيدة من القائمين على الأمر».
وأضاف «عبدالمقصود»: «هذه ليست مشكلة هينة، بل استفحلت وتعاظمت جراء إهمالها، حتى أصبحت مشكلة مزمنة يعانى منها كل الناشرين بلا استثناء، خاصة ناشرى الأقاليم الذين يجدون تعنتًا كبيرًا فى الحصول على هذه الأرقام، وهذا ما يمكن أن يحدث من خلال الرقمنة، التى سبقتنا إليها دول كثيرة».
وواصل: «سأعمل على إقناع الهيئة العامة للكتاب برقمنة كل شىء، بدءًا من طلبات أرقام الإيداع عبر البريد الإلكترونى، وكذلك بالنسبة لرقم الإيداع، علاوة على حل أزمة الـPDF والاسطوانة، التى عفا عنها الزمن وباتت تشكل صداعًا لدى كل الناشرين».
ووعد مدير دار «همسة» بالعمل على أن تكون موارد النقابة لخدمة الأعضاء دون تعقيد، معتبرًا أنه كلما تم تخفيض المصروفات، كانت الخدمات المقدمة إلى الأعضاء أفضل، إلى جانب سرعة الاستجابة وعدم تعطيل صرف المساعدات لهم، فى حالة المرض أو الوفاة، متابعًا: «ينبغى تحويل الاتحاد إلى نقابة ترعى مصالح الناشر وأسرته فى حالة العجز والوفاة، وليس كما يحدث الآن من تركيز على الناشر فقط».
وواصل: «مقر اتحاد الناشرين يجب ألا يكون حكرًا على اجتماعات مجلس الإدارة فقط، بل لكل عضو، طالما مسدد لاشتراكاته بانتظام، الحق فى إقامة أمسية توقيع من دون مصروفات، ولو مرة كل شهر، لأن المقر ملك للجميع، وإقامة الأمسيات ستثرى المكان، وتشعر الناشر بأنه فى بيته، وليس مستأجرًا»، مشيرًا إلى أنه «يمكن دعوة كبار نجوم الأدب لحضور أمسية شهرية فى المقر، يتم فيها إلقاء الضوء على مسيرتهم».
وتضمنت وعود المرشح، أيضًا، تفعيل دور لجنة «الإعلام»، واصفًا وضعها الحالى بأنها «خاملة وبلا أى دور نهائى»، وذلك عبر توليها مهمة إصدار نشرة دورية كل شهر، يُنشر فيها كل ما يخص الناشر وسوق النشر، بما فيها الطباعة والورق والأحبار.
واشتملت الوعود، كذلك، على تكليف محامى الاتحاد بإقامة دعوى قضائية، تطالب بإعفاء الناشرين من تطبيق «الفاتورة الإلكترونية»، أسوة بما فعلته نقابة الصيادلة،
خاصة «أننا نقدم رسالة، ولن تتقدم صناعة النشر فى ظل وضع المعوقات».
وتابع «عبدالمقصود»: «ينبغى العمل على حل مشاكل الشحن والاشتراك فى المعارض الخارجية، والتى يعانى منها الكثير من الناشرين، فضلًا عن العمل مع مجلس الإدارة على وضع آلية لمشاركة الدولة فى النهوض بالمهنة، فى ظل ارتفاع أسعار الورق والطباعة، ما يؤثر سلبًا على استمرار تلك الصناعة المهمة».
وأتم المرشح: «هذا هو الشق العاجل من برنامجى للنهوض بمهنة وصناعة النشر، وهناك شق آخر يتطلب وقتًا، ويتضمن إنشاء سوق دائمة للكتاب والمكتبات فى مصر، ويحصل الناشر من خلالها على تسهيلات محددة، على أن يتم اختيار مكان حيوى لها».
واختتم بقوله: «يساعدنى فى تحقيق هذه الأهداف خبرتى الواسعة كصاحب مهرجان ثقافى عربى كبير، امتد إلى ١٢ عامًا، وكصحفى فى الكثير من المجلات الفنية اللبنانية، ومؤسس لمجلة (همسة ومسيرة)، وذلك لأكثر من ٣٠ سنة».