طه دسوقى.. لماذا لا نحلم بـ«زعيم» جديد؟
"عندى وجهة نظر أن طه دسوقى بداياته شَبه عادل إمام، قريب منه، ولو ركز هيبقى نجم كبير فى المستقبل".. كتب أحدهم هذه العبارة على واحد من أكبر "المجموعات" المهتمة بالفن على "فيسبوك".
جاءت الجملة صادمة للغاية، ما بين رافض للفكرة وساخر منها، ومؤيد لها تمامًا، إلى جانب فريق ثالث يرى أن هذا ممكن لكن بشروط معينة، من بينها استمرار الفنان الشاب فى تطوير نفسه، وامتلاك إدارة أعمال واعية وخبيرة.
وسواء من أيد الفكرة، أو رفضها وسخِر منها، أو رهنها بشروط معينة، اتفق جميعهم على أن "دسوقى" يمتلك موهبة من نوع خاص، وأنه فى مسلسله الأخير "حالة خاصة" أثبت قدرته على أن يكون رقمًا مهمًا فى الساحة الفنية، فالانتقال من الـ"ستاند أب كوميدى"، ثم "كوميديان" فى أفلام ومسلسلات وبرامج وإعلانات، إلى ممثل يجسد شخصية شاب مريض بـ"التوحد" بهذا الإتقان، تحول لا يأتى إلا من فنان موهوب، بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
كما تخرج "الزعيم" فى كلية بعيدة عن المجال الفنى، هى كلية الزراعة جامعة القاهرة، وكانت بدايته وتوهجه على خشبة المسرح، تخرج "دسوقى" من كلية الحقوق جامعة عين شمس. وكان تألقه على المسرح أيضًا، لكن من خلال بوابة الــ"ستاند أب كوميدى".
قدم "دسوقى" عددًا كبيرًا من عروض الـ"ستاند أب كوميدى" منذ ٢٠١٣، فى "ساقية الصاوى" ومسارح أخرى، ولفت إليه الأنظار بشدة، حتى صُنف من بين أهم نجوم هذا الفن، فالتقطته عين المخرج هادى الباجورى، ورشحه لتقديم إعلان تليفزيونى، مع الممثل الكبير سمير غانم، وكالعادة "خطف الكاميرا"، أمام نجم كبير وموهبة كوميدية جبارة بحجم "سمورة".
كان من الطبيعى أن يستعين به صناع الأعمال الفنية، ليقدم خلال عامى ٢٠٢١ و٢٠٢٢ العديد من الأفلام والمسلسلات المهمة، من بينها "فرق خبرة" و"فضل ونعمة" و"حظك اليوم"، وصولًا إلى "المطاريد" و"فوى فوى فوى"، على الشاشة الكبيرة.
أما على الشاشة الصغيرة، فقدم "دسوقى" أبرز الأعمال فى مسيرته، خاصة مع النجم ماجد الكدوانى، فى مسلسل "موضوع عائلى" بجزئيه الأول والثانى، و"الصفارة"، مع أحمد أمين، الذى يعتبره "أستاذه"، فضلًا عن مسلسلات أخرى، مثل "فى بيتنا روبوت" و"بيمبو" و"الوضع مستقر". وفى سكة الـ"ستاند أب كوميدى" أيضًا، أو من منطقة قريبة منها، شارك "دسوقى" أحمد أمين فى برامجه الكوميدية التى حققت نجاحًا كبيرًا، وعلى رأسها "أمين وشركاه".
وكما كان التغير الجذرى فى مسيرة الزعيم عادل إمام، من أدوار "السنيد" وشخصية "القروى الساذج" والأفلام الكوميدية فى بداياته، إلى روائعه مع وحيد حامد، بدأ "دسوقى" هذا التغير من خلال مسلسل "حالة خاصة"، الذى بدأ عرضه على منصة "Watch iT"، الأربعاء الماضى، ويجسد فيه شخصية شاب مصاب بمرض "التوحد".
وما إن أطل "دسوقى" بشخصية "نديم" على الشاشة، حتى حاز على إعجاب كبير من قِبل المشاهدين، بل وأطباء نفسيين، أشادوا بطريقة تجسيده لـ"مريض التوحد"، التى تقترب من الواقع بصورة كبيرة، بل وتتطابق معه.
رأى الجميع أننا أمام موهبة كبيرة، تشق طريقها فى عالم النجومية بخطوات ثابتة مدروسة، ودفعت البعض إلى تشبيه إياه بـ"الزعيم" الذى لا شبيه له فى الساحة الفنية، ولسان حالهم يقول: كنا نقول لا "ريحانى" آخر سيأتى فجاء "مدبولى"، ولا "مدبولى" آخر سيأتى فجاء "المهندس"، ولا "مهندس" آخر سيأتى، فجاء "الزعيم"، فلم لا ننتظر "زعيمًا" جديدًا، فى بلد تُوصف بـ"الولادة" فى كل مجالات الإبداع؟!