تحت الطبع.. المفكر العالمى أوليفيه روا يكتب عن «أزمة الثقافة.. سياسة الهوية وإمبراطورية المعايير»
من المنتظر أن تشهد المكتبات الغربية بحلول شهر مارس كتابًا جديدًا للمؤلف العالمى أوليفييه روا يحمل عنوان «أزمة الثقافة.. سياسة الهوية وإمبراطورية المعايير»، بترجمة إنجليزية لكل من سينثيا شوتش وتريستا سيلوس. يقدم الكتاب تحليلًا لسياسات الهوية اليوم، بوضع الانقسامات المجتمعية الحالية تحت المجهر. وجاء فى تقديم الكتاب: هل نواجه ثقافة جديدة عالمية ومتصلة بالإنترنت وفردية ومذهبية؟ أم أن مفهومنا الحالى للثقافة يمر بأزمة، حيث تحل الأنظمة المعيارية محل القيم والتمثيلات الضمنية الراسخة اجتماعيًا؟
يستكشف كتاب المفكر الفرنسى تأثير توسيع الحريات السياسية والجنسية الفردية منذ الستينيات على الانكسارات التى نشهدها اليوم.
يرى روا أن ثقافة الشباب فى القرن العشرين فصلت الاحتجاج السياسى التقليدى عن الطبقة أو المنطقة أو العرق، وشكلت هوية مؤقتة للأجيال، تقوم على التنصل بدلًا من وراثة أى ماضٍ أو قيم مشتركة. لقد توسعت ثقافة الشباب وتنوعت بفضل النيوليبرالية والإنترنت، وتتجاوز الآن الأجيال، وهى ثقافة فردية ومصطنعة.
عندما لا تكون هناك ثقافة مشتركة، يصبح كل شىء شفرة لكيفية التحدث والتصرف. إن الإشارة المتزايدة إلى الهوية فى الخطاب السياسى، سواء على اليسار أو اليمين، هى علامة على الفشل فى مواجهة أزمة ثقافية أعمق. ويتم تعريف الهويات الآن، من خلال سمات «العرق، والجنس، والنظام الغذائى» التى تفتت التماسك الاجتماعى، وتخلق ثقافات فرعية تبحث عن مساحات آمنة: جامعات لليسار، ومجتمعات مغلقة وحدود صلبة لليمين. ويرى روا أن خيارنا الوحيد هو استعادة الروابط الاجتماعية على مستوى القاعدة الشعبية أو المواطنة، بدلًا من بناء مجتمعات متقاربة عبر الإنترنت.
قال فيصل ديفجى، أستاذ التاريخ الهندى بجامعة أكسفورد، تعليقًا على الكتاب: هذا هو أفضل تحليل قرأته عن الحروب الثقافية وسياسات الهوية التى تعصف بعصرنا. وأوليفيه روا هو أستاذ بالجامعة الأوروبية فى فلورنسا. صدر له عدد من المؤلفات، منها «الإسلام والعلمانية»، «الجهاد والموت»، و«الجهل المقدس»، و«هل أوروبا مسيحية؟»، و«عولمة الإسلام»، و«أوهام ١١ أيلول». عمل روا مديرًا للأبحاث فى المركز الوطنى الفرنسى للبحث العلمى، ومحاضرًا فى كل من كلية الدراسات المتقدمة فى العلوم الاجتماعية ومعهد الدراسات السياسية فى باريس، كما عمل مستشارًا لوزارة الخارجية الفرنسية، ومستشارًا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الإغاثة فى أفغانستان.
كتب روا حول موضوع الاضطرابات المدنية عام ٢٠٠٥ فى فرنسا، قائلًا إنه لا ينبغى أن يُنظر إليهم على أنهم متأثرون بالدين، كما قال بعض المعلقين. وفى كتابه «الإسلام والعلمانية» يقدم وجهة نظر حول مكانة الإسلام فى المجتمع العلمانى وينظر إلى التجارب المتنوعة للمهاجرين المسلمين فى الغرب. يدرس روا كيف مكّن المسلمون المثقفون المسلمين من العيش فى عالم علمانى مع الحفاظ على هوية المؤمن الحقيقى.