لماذا قالت الملكة إليزابيث «يا سيد» لـ«جيمس بوند»؟
عاشت حياة ملكية حافلة، منذ ولادتها فى ٢١ أبريل ١٩٢٦، إلى أن توفيت فى ٨ سبتمبر ٢٠٢٢م، لم لا وعمرها البالغ ٩٦ عامًا، قضت منه ٧٠ سنة و٢١٤ يومًا على العرش البريطانى، تتحكم فى ١٥ دولة، وترأس منظمة «الكومنولث» التى تضم ٥٦ بلدًا.
هذه الحياة استرعت انتباه الكاتب الصحفى بيجاد سلامة، ليقدم إلى المكتبة العربية كتاب: «الملكة»، الصادر عن دار «كنوز» للنشر والتوزيع، فى ١٦٠ صفحة، وسيكون على طاولة القراء، خلال النسخة المرتقبة من معرض القاهرة الدولى للكتاب، التى تنطلق فى ٢٤ يناير الجارى.
ويكشف «سلامة» فى كتابه «أسرار وتفاصيل حياة الملكة إليزابيث»، قبل أن تأتى إلى الدنيا حتى وفاتها، مستعرضًا كل المراحل الحياتية والسياسية والاجتماعية لهذه السيدة التى تحكمت فى مصير العالم.
فى مقدمة الكتاب يقول المؤلف، مُلخصًا حياة الملكة إليزابيث: «فى سن السادسة، قالت لمدربها فى الفروسية إنها تود أن تصبح سيدة ريفية تملك الكثير من الخيول والكلاب، تمنت أن تعيش حياة ريفية بسيطة، لكنها لم تكن تدرى أنها ستصبح المكلة الأكثر جلوسًا على العرش».
ويضيف: «قبل ذلك كان للملكة إليزابيث صولات وجولات منذ نعومة أظافرها، تنبئ بأنها ستكون الملكة المتوجة»، مشيرًا إلى أنه «فى سن الثالثة عشرة، وقفت أمام ميكروفون BBC لتخاطب الفتيات فى جميع أنحاء المملكة البريطانية، كما أنها اشتركت فى الحرب العالمية، وقادت سيارة الإسعاف، وعملت مستشارة، ونسيت الحياة الريفية بالكامل».
وحسب الكاتب «تولت الملكة إليزابيث الحكم عام ١٩٥٢ وتوفيت عام ٢٠٢٢، لتظل على عرش المملكة المتحدة ٧٠ عامًا، حدثت خلالها أحداث تاريخية كثيرة وكبيرة، كانت الملكة فيها ثابتة لا تتأثر، وحافظت على التاج الملكى مرفوعًا».
ويستعرض الكاتب محطات ربطت بين الملكة الراحلة ومصر فيقول: «افتعلت مشاكل مع عبدالناصر وقابلت السادات ورحبت بمبارك، كما أنها كرمت ٥ مصريين»، وهو ما يكشف تفاصيله بشكل دقيق فى الكتاب.
ويواصل: «يُقال أن لها يدًا فى اغتيال عم الملك حسين، كما أنها أحبت الهند وإفريقيا، وسرقت منهما أيضًا، فمعظم مجوهراتها ومجوهرات المملكة مسروق من المنطقتين، لكن علاقتها كانت جيدة معهما، وهو ما ظهر فى جوابات التعزية والنعى التى خرجت بعد وفاتها، إذ أن أكثرها جاء من إفريقيا».
ويتطرق «الملكة» إلى كتاب آخر يكشف مجموعة من الأسرار الخاصة بأزياء الملكة إليزابيث الثانية، عن واحدة من أقرب مساعداتها، هى أنجيلا كيلى.
ووثقت «كيلى» مشاهداتها خلف الستار، خلال سنوات من العمل لدى ملكة انجلترا كصانعة ملابس وأحد أصدقائها المقربين، ووافقت الملكة بنفسها على إصدار الكتاب، الذى يحمل عنوان: «الوجه الآخر للعملة: الملكة والحائكة وخزانة الملابس»، فى إجراء غير معتاد.
وتقول «كيلى»، التى تولت تحضير ملابس الملكة منذ عام ٢٠٠٢، إن ما يقال عن وجود مساعدة ترتدى أحذية الملكة لفترة من أجل «توسعتها» حقيقى، مشيرة إلى أنها كانت تفعل هذا للملكة شخصيًا.
وتضيف: «الوقت الخاص بالملكة محدود جدًا، وليس لديها وقت لارتداء أحذيتها بغرض توسعتها، وبما أن أقدامنا لها نفس القياس، كان اختيارى لهذه المهمة أمرًا طبيعيًا».
وشاركت الملكة إليزابيث الثانية فى فيلم ترويجى، عُرض أثناء دخولها إلى الاستاد فى افتتاح دورة الألعاب الأوليمبية فى لندن عام ٢٠١٢.
وتقول «كيلى» إن الملكة وافقت على المشاركة فى الإعلان الترويجى لدورة الألعاب الأوليمبية فى لندن خلال ٥ دقائق، لتشارك فيه دانيل كريغ، الذى قدم شخصية «جيمس بوند»، وأُعجبت الملكة كثيرًا بالفكرة ووافقت على الفور.
سألتها إن كانت تحب أن تقول شيئًا فى النص، فردت دون تردد: «بالتأكيد يجب أن أقول شيئًا ما، فهو قادم لإنقاذى على كل حال». فسألتها إن كانت تحب الجملة أن تكون: «مساء الخير جيمس»، أم «مساء الخير سيد بوند»، فاختارت الأخيرة لتتسق مع الجملة الشهيرة فى سلسلة أفلام جيمس بوند، وخلال دقائق أبلغت المخرج دانى بويل بذلك، مضيفة: «أعتقد أنه سقط من مقعده فرحًا، عندما أخبرته بأن شرط الملكة الوحيد هو قول هذه الجملة».