مسعود شومان يكتب: السما.. مش لون فى قعر الباليتة
عارف يا رب
الليل بيعمل نفسه ميت
وبينام فى حضنى
وبيسمينى كفن الضلمة
وأنا مش قد شيل النعوش
كام قمر ودعته
وكام قمر ودعنى
وحيد كأنى جناح رمادى
لطير فاتوه بينقى حبة غلة
مش قد صوت الريح
وهى بتونس بواقى الحجارة
ليل مالوش آخر يا رب
ودوامات بتعدى م الأخاديد
وتسيب كلامها يعلم الغزلان
النمل تحت الحصى
والدود بلاد ماشية
بيسلم الحدوتة للحدوتة
والروح تشيب ع الورق
والسر يفضل سر
والسما
مش لون قديم فى قعر الباليتة
حتة نتاية بتجرب تزوم ع البحر
تدى له لونها
وتنعس فى القميص اللبنى
رايح لفين يا دعا العشاق
أول لقانا فراق
والضلمة ما بتنتهيش
ومفيش يودى لمفيش
إيه اللى فايته يا ليل
قمر وحيد على عكازين
وشمس بتقاوح ضلام الشيش
ع البعد كان صوت الكناريا حزين
والليل بيعمل نفسه
غابات من الضلمة
وطابور طويل ما بين سنان هاتمة وعيون مكسورة
الضلمة ألمع بقعة فى الصورة
احفرى يا دموع أخاديدك
وودعى وجع الوشوش
أنا قلبى طير غريب بيجرب الرفرفة
طاير كأنه فى ليل طويل أبدى
بيونس الحبايب فى النعوش.
امسحوا جسمى بأستيكة
عارف يا رب
كل أما يكبر حبة
يتسرق من جسمه عَضمة
عشر سنين عمره
احسبها معايا كدا
كان عنده عصفورتين
وحسبها بالريش اللى بيطير منهم
عضمة الكتف
عضمة الرجلين
بيقيسها بالجناحات وبالرفرفة
قلبه تحت دراعه
دايبه الحدود اللى بين غنوته والهديل
دقته يسمعها الهوا لو سِكت
وعينيه يتيمة زى صبار الترب
عضم الصوابع فاهم الحنية
سلِّم وقال بهدوء
امسحوا جسمى بأستيكة
هنا الوجع
والعصفورين ما زقزقوش
يا ريت يجربوا صوتهم ويخدعوه
امسحوا هنا
كمان هنا
قدروا لمعة عينيه
أهى عضمة القلب دابت
وابتدا يبقى روح
صدقنى لو قلت لك
إن النتيجة بتكدب
وإن سرب طيور بيرف فوق النعش
عارف يا رب
لما يفضى القفص
والرفرفة تبقى سر
حبة كلام نسيهم لسانه
مش باقى منهم غير
«امسحوا جسمى بأستيكة»
سيبونى أروّح لحالى
ما شوفتش حاجة منها
غير عضم بيتسرق
وبيت بتبنيه الدموع
أنا هنا فى الفسحة
بألعب مع أصحابى
سلم يا عضمى علىّ
أكتر من كدا ما تحسبوش
سلام
خلونى طيف خفيف
مع الريش اللى طاير
يمكن فى يوم يلاقى عصافيره
سلام
العضم واقف صف
مستنى أسوقه للترب.
فيه فيونكة حمرا بتسيب الضفيرة
عارف يا رب
صوتها تحت الردم بقى حبة رماد
فيه نافورة دم بتفادى الحجارة
فيه ورق محروق عليه حبة بلاد
فيه فيونكة حمرا بتسيب الضفيرة
فيه كتاب مكتوب عليه بانت سعاد
قالت الغنوة الصبايا
شوفت دمعتها اللى نزلت
لما دارت جرحها جوه المراية
التجاعيد ابتدت تحكى الحكاية
جرح واحد ع الحصان والاسم ماشى
العبيد جنب الطواشى
جوع كأنه سرب طير هايم فى صحرا
والحرس رافعين سيوفهم للشواشى
هات إيديك واسند معايا
المقام شرّخ وفيه فى الطاقة شمعة
أيوه ببكى واللى نازل ع الستان فى الضلمة دمعه
ملحها قدام عينيك فى الذكر هايم
قطة نايمة ع السلالم
صوتها تحت الردم بقى حبة رماد
عارف يا رب.