أحمد الشهاوي يكتب: كأنَّكِ شامَةٌ بينَ النَّاس
ليستْ زائِدةً فوقَ العيْنِ
هىَ ظاهرةٌ للقلبِ
وليستْ تحْجُبُ نُورَ الشَّمسِ
هى حَظٌّ نامَ على الحاجبِ
تَحرُسُ قلبًا يشرَبُ نهرًا كُلَّ صباحٍ
هى رُتبةُ سيدةٍ أنصعُ من عَبَّادِ الشَّمسِ
تعرفُ كيفَ تفكُّ السرَّ
وكيفَ ترشُّ الأرضَ بماءِ يديْها حِينَ يُلامسُ شَامَتَها
تدُورُ كقُرصٍ يتأرجَحُ بينَ الصَّمتِ
وبينَ لُغَاتِ أبيها فى آخرِ يومٍ
حَدَّثها فيهِ عن معنَى المعنَى وعن مَعنَى العائلةِ
وأنَّ الطفلَ سيُرزَقُ بسَمَاءيْنِ من الماسِ الأزرق.
الشَّاماتُ علاماتُ لُغاتٍ سِريَّة
مُغطَّاةٌ برسائلَ وحىٍّ
ليستْ سَطْحًا فوقَ الجِلْدِ
وليستْ موْجًا ينحَرُ جسدَ البحْرِ
حينَ يثُورُ
الشَّامَةُ تعرفُ أكثرَ من ضَوْءٍ بذراعٍ رُفِعتْ
تنحتُ أفْقًا آخرَ للحرْفِ
هى نُقطةُ بدءٍ ومسَارْ
هى حُسْنٌ يحملُ قمَرًا يَضْوِى
فوقَ رُمُوشٍ تعِبَتْ
من دمعٍ مالَ وسالَ
وغطَّى أرضَ الدِّلتا.
هى مطرٌ يروِى شجرَ القبْرِ هُناكَ
حيثُ تنامُ اللغةُ جوارَ الصَّبَّارِ
وحيثُ تُسبِّحُ عينٌ يُمنَى بِمَا شافتْ
بعد الفقْدِ وقبضِ الرِّيح
هى حِبرٌ سالَ ليكتُبَ لامرأةٍ تاريخًا لا يتنكَّسُ عَلَمٌ لَهْ
هذى امرأةٌ عاشرَتِ النُّورَ
ولم تتنازل يومًا عن سُلطتِها
فى صيْدِ نجُومٍ تنزلُ فى شُرفتِها
تشْرَبُ شايًا أخضرَ بالنعناع
هذى امرأةٌ جامِحةٌ لا تعرفُ زَبَدَ البحْرِ
ولا تصطادُ سِوى الحَرْفِ الأوَّلِ من لُغةِ الشَّمس.