سطو أدبى .. لماذا لا تكشف «بيت الحكمة» عن أطراف فضيحة الترجمة؟
- أستاذ جامعى يكلف باحث دكتوراه لديه بترجمة كتاب.. ثم يضع اسمه عليه
فجر الدكتور أحمد السعيد، مدير دار بيت الحكمة للثقافة، مفاجأة من العيار الثقيل، أعادت إلى الأذهان الكثير من وقائع السطو على حقوق الملكية الفكرية، وسرقة المجهود العلمى والأدبى المعنوى والمادى للمبدع الأصلى.
وقائع الحلقة الجديدة من حلقات السطو على حقوق الملكية الفكرية وإهدارها بدأت باتفاق «بيت الحكمة» مع أستاذ جامعى على ترجمة كتاب إلى اللغة العربية، لكن هذا الأستاذ كلف باحثًا من طلاب الدكتوراه لديه بترجمة الكتاب، دون أى اتفاق مع الدار ومن دون علمها، مع إخفاء تفاصيل الاتفاق الأصلى على الطالب.
وقال «السعيد» كاشفًا تفاصيل الواقعة، عبر حسابه الشخصى فى «فيسبوك»: «فيه حد اسمه «أ.د» اتفقنا معاه على ترجمة كتاب، وبعد مماطلة كبيرة فى تسليم الكتاب بعتهولنا، وبعد أكتر من ٧ شهور من نشر الكتاب جالنا شاب باحث دكتوراه عند الـ «أ.د» ده أو دى، وأثبت بالدليل أن الكتاب ده ترجمته هو، وأنه اتضحك عليه، وفهموه إن دار النشر هى اللى رفضت تحط اسمه»، متسائلًا: «المفروض نتصرف إزاى مع الغش والتدليس ده ونرجع الحق الأدبى للمظلوم إزاى؟».
«حرف» تواصلت مع «السعيد» لكشف مزيد من التفاصيل، فروى الواقعة كما سبق أن بينها على «فيسبوك»، قبل أن يضيف: «الشاب باحث الدكتوراه قدم لنا كل الدلائل والمستندات التى تثبت أنه هو مَن ترجم الكتاب، وأن أستاذه الجامعى كذب عليه وأخبره بأن الدار هى من رفضت وضع اسمه على الكتاب، واستبدلته باسم الأستاذ الجامعى».
وواصل: «خوفًا على مستقبل الباحث الشاب، وحتى لا يتعرض إلى أى أذى أو تنكيل بأى شكل من الأشكال، لم نعلن عن اسم الكتاب محل الواقعة، ولا اسم الأستاذ الجامعى الذى سطا على جهد المترجم الشاب».
وأكمل: «لكن دار بيت الحكمة بدأت فى اتخاذ إجراءات فورية لحفظ الحقوق الفكرية للمترجم الشاب، أولها إعدام نسخ الكتاب التى تحمل اسم الأستاذ الجامعى الذى سطا على ترجمة الطالب باحث الدكتوراه لديه، وتعمل الآن على استخراج رقم إيداع جديد لنفس الترجمة ونفس الكتاب، بغلاف جديد يحمل اسم المترجم الأصلى الشاب».
وحول ما إذا كان الكتاب سيصدر بنفس العنوان، والذى رفض «السعيد» الإفصاح عنه لعدم تعريض الشاب لأى تنكيل، قال: «نبحث هذا الأمر مع مؤلف الكتاب بلغته الأصلية، لحفظ حقوقه الفكرية والأدبية هو الآخر».