المحتال المتحايل.. «أعظم روائى مصرى على قيد الحياة».. حرامى!
«علاء الأسوانى هو أعظم روائى مصرى على قيد الحياة».. مقولة عابرة للصحفى والمراسل البريطانى روبرت فيسك، استشهد بها الطبيب علاء الأسوانى على غلاف روايته الجديدة «الأشجار تمشى فى الإسكندرية».
بالرجوع إلى ما كتبه «فيسك» عن علاء الأسوانى، فى صحيفة «الإندبندنت» البريطانية، بتاريخ ٢٠ يونيو ٢٠١٤، نجد أن الأخير يخلط بين الهزل والجد، الهزل فى اعتقاده أنه «أعظم روائى مصرى على قيد الحياة» بالفعل، والجد هو أن توصيف «فيسك» لم يكن «أدبيًا»، بل يتعلق بموقف «علاء» السياسى فى أعقاب ثورة ٣٠ يونيو.
وتلك عادة غربية عجيبة، يتبعها بعض كُتاب الغرب فى الخلط بين الأمور أولًا، وبناء آراء ومعتقدات عن مصر، بعيدة كل البُعد عن السياق السياسى والاقتصادى الداخلى فى مجتمعنا، بل فى المجتمعات العربية ككل.
ولا يعرف كثيرون أن إشادة «فيسك» تلك جاءت بعد لقاء عابر بينه وبينه علاء الأسوانى، فى أحد الأندية بمنطقة «جاردن سيتى» بالقاهرة، ليخرج الصحفى البريطانى بعدها بهذا الوصف: «أعظم روائى مصرى على قيد الحياة».
ولم يكتفِ علاء الأسوانى بوصف «فيسك»، بل حَمل غلاف روايته الجديدة مقولة نسبها إلى صحيفة «التايمز» اللندنية جاء فيها: «كما سلفه نجيب محفوظ، علاء الأسوانى هو كاتب عالمى، يجعل من القضايا المصرية قضايا إنسانية، ويضىء بمنتهى الجمال عالمنا المدهش دائمًا، والحزين والمربك أحيانًا»، ما أثار حالة من الجدل، وفتح الباب لمزيد من التساؤلات حول ما يفعله «الأسوانى»، وكيف أنه يحاول أن يدفع عن نفسه اتهامات النقاد فى صحف مصرية وعربية طاردته، قبل أن يتخذ من الولايات المتحدة الأمريكية مقرًا لإقامته.
دعكم من «فيسك» وإشادته التى جاءت على هامش لقاء عابر جمعه بـ«الأسوانى»، ودعونا نرجع إلى ما كتبه النقاد عن «أعظم روائى مصرى على قيد الحياة»، وأعماله الروائية السابقة، وكيف أنها أعمال منتحلة ومقتبسة ومستنسخة وسُرقت أفكارها من آخرين.
مثلًا يقول الكاتب والمحامى صبرى العسكرى، أحد أشهر القانونيين الأدباء، محامى اتحاد الكتاب، عام ٢٠٠٨، فى دراسته النقدية «عمارة يعقوبيان بين الإبداع والاستنساخ»، إن هذه الرواية الشهيرة لـ«الأسوانى» مسروقة ومستنسخة من مسرحيات الكاتب الراحل نعمان عاشور. ليس هذا فحسب، بل إن صحيفة «لوموند» الفرنسية قالت إن الرواية تتشابه مع رواية «ميرامار» للأديب العالمى نجيب محفوظ، التى تدور فى «بنسيون» بالإسكندرية، يضم فئات متباينة خلال الحقبة الناصرية.
ولم يقتصر الأمر على سرقة/ استنساخ «عمارة يعقوبيان»، فإلى جانب ما ورد فى دراسة صبرى العسكرى وما كتبته صحيفة «لوموند»، اتهم الروائى رءوف مسعد «الأسوانى» باقتباس روايته «نادى السيارات» من رواية «حفلة التيس» للأديب العالمى ماريو فارجاس يوسا، الحاصل على جائزة نوبل فى الآداب عام ٢٠١٠.
ولا يخفى على كثيرين الاحتفاء الإسرائيلى بـ«الأسوانى»، حتى إنه عندما صدرت رواية «نادى السيارات» سارعت إحدى دور النشر الإسرائيلية لترجمتها إلى اللغة العبرية. ويومها نشرت السفارة الإسرائيلية فى القاهرة، عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك»، صورة للنسخة العبرية من الرواية، وعلّقت عليها: «الكاتب بوروريا هوروفيتز يترجم رواية الكاتب المصرى علاء الأسوانى (نادى السيارات) إلى العبرية».
ما كتبه «الأسوانى» على غلاف روايته الجديدة استرعى انتباه الدكتور خالد منتصر، المفكر والكاتب، الذى نشر صورة من الغلاف وعلّق عليها قائلًا: «ده المكتوب على ظهر رواية علاء الأسوانى الجديدة.. (أعظم روائى مصرى على قيد الحياة)!!!.. ممكن الرواية تبقى كويسة، وهقراها وأقيمها من وجهة نظر فنية مش سياسية، ولو كويسة فنيًا هاشيد بيها.. لسه ما قريتهاش، لإن الرواية وصلتنى النهارده».
وأضاف «منتصر»، عبر حسابه الرسمى فى «فيسبوك»: «لكن (أفعل) التفضيل المطلق فى الفن وهم وخرافة. إنك تتباهى بجملة أوڤر زى دى أنا شايف اختيار غير موفق.. فين إبراهيم عبدالمجيد وأشرف العشماوى ويوسف القعيد وريم بسيونى.. إلخ؟ وما حدش منهم برغم تميزهم وجوائزهم قال أنا الأفضل».
واختتم بقوله: «ممكن تقولها فى جلساتك الخاصة، لكن على غلاف رواية، ده يتناقض مع سعى الفنان المستمر للكمال، وتقتل فيه الوسواس اللى يخليه يستمر.. لو كان السحار عرض على نجيب محفوظ إنه يكتب الجملة دى، نجيب محفوظ مؤكد كان هيرفض».