عقل وزير الثقافة.. أحمد هنو: «أبلكيشن» لنقل فعالياتنا لأكبر عدد من المواطنين
- الاستعانة بالأدباء والخبراء والمفكرين والفنانين فى جميع المجالات
لم يكن الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة الجديد، بعيدًا فى يوم من الأيام عن العمل الثقافى، لأنه وبخلاف كونه فنانًا تشكيليًا يحرص على مدار سنوات طويلة على التفاعل والاندماج مع الوسط ومع أخباره وقضاياه، وكان حاضرًا بشكل دائم من خلال المقترحات والحلول التى يقدمها للأزمات المختلفة فى قطاعات العمل التشكيلى والفنى.
وربما لم يتوقع أحد أن يحقق تولى أحمد هنو الحقيبة الوزارية كل هذا الزخم والتفاعل داخل الوسط الثقافى، لكن يظل الأهم هو حالة الطمأنينة التى أحس بها المثقفون فى مصر، خاصة بعد تصريحاته المبشرة التى أطلقها على مدار الأيام الماضية، التى تكشف عن وزير يمتلك عقلية وطريقة تفكير غير نمطية، كما تظهر حرصه على مواكبة التطور التكنولوجى والتحول الرقمى الذى يشهده العالم.
فى تصريحاته لـ«حرف»، كشف الوزير عن أنه سيعمل على مشروع رقمى كبير ينقل الثقافة المصرية إلى خارج الجدران، والأسوار التى كادت تقضى عليها وتطيح بها، وإطلاق منصة رقمية كبرى تتيح مشاهدة كل الفعاليات الثقافية والفنية للوزارة عن طريق الموبايل لتصل إلى المواطنين فى أماكنهم فى كل أقاليم مصر، دون الحاجة إلى الانتقال للمواقع والبيوت الثقافية والخروج من بين الأسوار.
وبيّن أن تطوير المحتوى الثقافى والتحول الرقمى وإتاحته لكل المواطنين، يتطلب دراسة الحالة الخاصة بالقطاعات والهيئات التابعة لوزارة الثقافة، ومعرفة وضع البنية التحتية الخاصة بها والكفاءات البشرية وربط القطاعات ببعضها بعضًا.
وأكمل أنه من خلال هذا المشروع نستطيع أن نقدم منتجًا ثقافيًا متكاملًا، وهذه التكاملية تحتاج إلى تعاون مع مجموعة من الوزارات المختلفة مثل الشباب والرياضة والتربية والتعليم والتعليم العالى والاتصالات، وغيرها من أجل تحقيق التحول الرقمى.
وتابع: «كل هذا سيساعد على إنشاء المنصة الرقمية التى ستتيح الفنون والإبداع بكل أنواعه لأكبر فئة من المواطنين، وتمكنهم من متابعة الفعاليات الثقافية والفنية من أماكنهم دون الانتقال إلى المقرات والمواقع الثقافية، عن طريق الهواتف المحمولة التى أصبحت متاحة فى أيدى الصغار والكبار»، لافتًا إلى أن هذا يتواكب مع توجهات الجمهورية الجديدة.
وقال إن المنصة تتيح أيضًا للمبدعين تقديم إبداعاتهم للجمهور من خلال التطبيق الرقمى، وتسمح للجمهور بالاطلاع عليه من كل الأقاليم والمحافظات المختلفة، سواء كان شعرًا أو أدبًا أو رسمًا أو سينما أو موسيقى.
وكشف عن أن المشروع الثقافى الآخر الذى من المقرر العمل عليه فى الوزارة خلال الفترة المقبلة، هو رعاية المواهب بشكل كامل فى كل فروع المعرفة وفى الفنون بجميع روافدها.
وعقب حلفه اليمين الدستورية أمام الرئيس عبدالفتاح السيسى قبل أيام، قال «هنو» إن مصر غنية بمبدعيها وروافد الفنون والثقافة، مشيرًا إلى أن الوزارة ستعمل على ترسيخ فكرة «الثقافة حق لكل المصريين»، وستسعى جاهدة لنشر الوعى والثقافة فى كل أنحاء مصر، وتعزيز قيم الحوار والتسامح والقبول بين مختلف فئات المجتمع.
وأضاف أنه سيتم وضع خطة عمل مرحلية للنهوض بالقطاع الثقافى، ترتكز على حلول غير نمطية وأفكار متطورة ودعم للتحول الرقمى وإنشاء منصات إلكترونية متعددة لمجالات الإبداع والابتكار المختلفة.
ورأى أن الوزارة يقع على عاتقها مهام كثيرة خلال الفترة المقبلة، وأهمها دعم تنمية مهارات الشخصية المصرية، مؤكدًا أن هناك تنسيقًا كاملًا مع الوزارات لتحقيق نهضة ثقافية على مختلف الأصعدة.
وتابع: «عمل الثقافة بحاجة إلى حلول غير نمطية، لأن الإبداع تغلبت عليه عناصر الخيال، وسنشهد فى الفترة المقبلة تكثيف العمل على مشروعات تطوير البنية الثقافية»، مضيفًا: «بناء الإنسان المصرى سيكون على رأس أولويات عمل الوزارة، ابتداءً من أول يوم عمل، وستتم الاستعانة بالأدباء والخبراء والمفكرين والفنانين فى جميع المجالات»، قائلًا: «نحن لسنا قوى ناعمة، بل قوى قوية جدًا قادرة على التأسيس».
وأشار إلى أن الثقافة لم تبعد أو تغب عن المصريين، هى فقط تحتاج إلى تحسين علاقتها بالإعلام وعدد من الوزارات، كالاتصالات والشباب والرياضة وغيرهما، مضيفًا: «الثقافة توجد تحت جلد المصريين».
وطمأن الوزير الكتاب والمبدعين فى كل المجالات بأنه سيكون صوتهم لدى الحكومة، وسيعمل جاهدًا للحفاظ على الريادة الثقافية المصرية، وتعزيز مكانة مصر كمركز ثقافى إقليمى ودولى وتحقيق التكامل والإنصاف الثقافى فى مجتمعنا.
وعن فرحة الفنانين التشكيليين بشكل خاص بتوليه المنصب كونه ثانى فنان تشكيلى يتولاه بعد الفنان فاروق حسنى، قال إنها مسئولية كبيرة، وإن كثيرًا من القطاعات الأخرى مثل الآداب والمسرح والسينما تضع على عاتقه الكثير من الآمال والطموحات، وإنه يتمنى من الله التوفيق لأن يصبح على قدر هذا الطموح وهذه المسئولية.
وتجنب الوزير الإدلاء بأى تصريحات عن الملفات العاجلة التى تنتظره فى الوزارة خاصة أزمة لوحات الفنان التشكيلى محمود سعيد، التى أثير حولها جدل خلال الأيام الماضية بتعرض إطاراتها للتلف خلال نقلها، لكنه قال إنه تابع الواقعة قبل توليه الوزارة، وإن الأمر لم يصل إلى حد إتلاف اللوحات بل «البراويز» فقط هى التى تضررت.
وأضاف أنه لن يبت فى الأمر إلا بعد معرفة تفاصيل الواقعة بالكامل من دكتور وليد قانوش رئيس قطاع الفنون التشكيلية، وسيتم الإعلان عن كل تفاصيل الأزمة لأن الشفافية ستكون عنوان العمل خلال الفترة المقبلة، قائلًا: «لن نخفى أى معلومات عن المثقفين وشعارنا الشفافية الكاملة والتامة».
ورأى أن تغيير قيادات الوزارة أمر سابق لأوانه، لأنه ما زال فى مرحلة تقييم الأداء فى مختلف القطاعات، وأن ما يشغله الآن ليس تغيير القيادات، وإنما وضع خطة متكاملة للعمل بين القطاعات المختلفة والوزارات المعنية بالشأن الثقافى، ومتابعة الأداء على مستويات متعددة منها البنية التحتية وتحقيق الرسالة الثقافية.
وأكد أنه ليس لديه اهتمام خاص بقطاع معين أو هيئة بعينها، وستكون كل قطاعات الوزارة موضع اهتمامه، وسيحرص على أن تكون منظومة العمل منضبطة.