«حرف» تنشر فصلا من الكتاب المنتظر.. «توفيق الدقن.. العبقرى المظلوم حيًا وميتًا»
- الكذبة الكبرى هى أن والدته توفيت وهى غاضبة عليه وتظن أنه شرير ضل طريقه ويعيش على القتل والسرقة والنهب.. والحقيقة أنه كان مرتبطًا بها بشدة
- الأم الطيبة السيدة زكية الدقن رحلت راضية تمامًا عن ابنها، وكانت صدمته كبيرة يومها وانطلق يصرخ فى الشوارع كالمذهول.. ووقتها كان يعرض مسرحية الفرافير.. وذهب ليدفنها ويعود مساء ليلحق بالعرض
- كذبة أخرى منتشرة جدًا عن توفيق الدقن وهى أنه يسكر.. ويرقص بالملابس الداخلية
- غضب لعدم اختياره فى «الرسالة» وقال للعقاد: «لو خايف على الإسلام منى.. كنت خدتنى من الكفار»
فى معرض القاهرة الدولى للكتاب القادم يصدر عن دار «ريشة للنشر والتوزيع» برئاسة حسين عثمان كتاب «توفيق الدقن.. العبقرى المظلوم حيًا وميتًا» للكاتب الصحفى رشدى الدقن.. ويتضمن سيرة ذاتية للفنان الكبير الراحل، مع توثيق للحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية فى الفترة من الثلاثينيات حتى رحيله فى 1988.. وما حدث فيها من متغيرات كثيرة سنلاحظها بوضوح فى الأعمال المسرحية والدرامية إذاعية وتليفزيونية، وفى السينما التى قدمت رصدًا شديد الدقة لهذه المرحلة.. وشارك فى كل ذلك الراحل الكبير توفيق الدقن بعبقرية فذة.
الكتاب يتحدث عن عبقرية «توفيق الدقن» التى لا يمكن أن نوجزها فى تلك اللزمات والإفيهات التى تلقى رواجًا كبيرًا بين جموع الجماهير والمنتشرة بكثافة حتى اليوم على مواقع اليوتيوب وتزاحم عمالقة الكوميديا، وكأنها صالحة لكل زمان ومكان.. فالأمر لم يكن يتطلب خفة ظل فقط بل قدرة على التواصل مع الجماهير وفهم جيد لرغباتهم ومدى استيعابهم لما سيلقى عليهم دون أن يخطئ الهدف مرة، ففى كل مرة تصبح «اللزمة» هى الأبقى حتى لو أفسدت فيلمًا كاملًا بحجم «وما زال التحقيق مستمرًا».. الجمهور خرج من الفيلم المأساوى فقط بإفيه توفيق الدقن «خدوهم فقرا تفتقروا أكتر» فأبدًا لم تكن ؛اللزمة» مدعاة للملل أو الضجر مع كثرة المشاهدة.
لم تطارد الأكاذيب شخصًا بعد رحيله كما طاردت الفنان الكبير القدير توفيق الدقن.. دائمًا هناك من ينسج حول حياته أكاذيب بعضها طريف وأغلبها يطلقونها لمزيد من اللايكات والتريند.. فتوفيق الدقن واحد من قلائل.. عاشت إفيهاته وانتشرت فى زمن السوشيال ميديا كما كانت وأكثر وقت حياته.
الكذبة الكبرى والتى نفتها العائلة مرارًا وتكرارًا فتخفت لفترة، ثم تعود للظهور وبات الأكثر رواجًا.. هى أن والدته توفيت وهى غاضبة عليه وتظن أنه شرير ضل طريقه ويعيش على القتل والسرقة والنهب.. ولمزيد من الحبكة صنع من كتبوها حبكة درامية للقصة.. فيقولون: والدته ماتت غاضبة عليه، لاعتقادها أنه لص وسكير وبلطجى، وضل طريقه.. ويكمل الكاذبون: مرضت والدته فى المنيا وجاءت إلى القاهرة للعلاج.. وفى الطريق إلى الدكتور جلست بجوار ابنها فى السيارة ولاحظت أن الجميع يسبه ويشتمه ويتهمونه بأنه بلطجى سكير.. وهو لم يتمالك نفسه ورد عليهم السباب.. ولاحظت أن الكل يخاف منه حتى فى العيادة فظنت أنه فعلًا شرير وضل طريقه وأصبح مجرمًا وحزنت حزنًا شديدًا، كان السبب فى وفاتها.
وقبل أن يوضح لها حقيقة الأمر توفيت وظلت الأسرة تحدثه بأنها توفيت وهى غاضبة عليه وبأنه السبب فى صدمتها ووفاتها.. انتهت الكذبة المزعجة.
الحقيقة أن الفنان توفيق الدقن كان يرتبط ارتباطًا شديدًا بوالدته التى كان لها دور كبير فى تشجيعه على العمل بالفن..
وظلت تلح على والده الذى كان متحفظًا على عمل ابنه بالفن بحكم كونه أزهريًا، وكان يفضل أن يلتحق بوظيفة لها عائد ثابت، فضلًا عن اختلاط مفهوم الممثل وقتها بمفهوم المُهرج، ولكن والدته شجعته.. وكان لها شرط واحد أن يصبح مثل محمود المليجى.
واسمحوا لى هنا أن أنقل عن الكاتبة الكبيرة الأستاذة هناء فتحى ابنة شقيقة الفنان الراحل ما كتبته عن جدتها السيدة زكية الدقن.. تقول هناء: «كانت السيدة (زكية الدقن) والدة توفيق الدقن الريفية البسيطة تذهب وحدها سرًا إلى السينما والمسرح لتراقب تلك الشخوص البديعة التى تتلبس ولدها المحبوب، وكانت تصيغ السمع لتعليقات الجماهير- مسرحًا وسينما- لتعرف كيف تقبّل الجمهور ابنها الطيب الذى تقمص أدوار الأشرار، وكانت تعود للبيت غاضبة باكية حين يسُبّه أحد الحضور بـ«أمه» تعليقًا.. لرفضه سلوك الشخصية أو تعليقًا على أدائه المبهر لشخصية الشرير الظريف أو «أبودم سم».
انتهج الدقن واخترع لنفسه شخوصه المميزة التى «وصمته» بالشرير الظريف؛ لأنه كان بالفعل صاحب هذه الشخصية: الطيب جدًا أبو دم خفيف، والسبب الآخر خوفه من «نينته/أمه» التى كانت تلاحقه سرًا فى سينمات شبرا ووسط البلد عند عرض أفلامه، كان يزعج نينته- كلهم، جميع الأبناء كانوا ينادون الست «زكية الدقن «بلفظة «نينا» وليس ماما ولا أمى- أن يؤدى شخصية مكروهة موغلة فى الشر البيور فيشتمه أحد الحضور بأمه، فكان الدقن حريصًا أن يقدم الشرير أبو دم خفيف حتى يرضى عنه جمهوره الغفير، فكان أن صنع «لازماته» التى تجعل صالة السينما تقهقه من قلبها، وكأن توفيق يقول لزكية: حلو كدة يا نينا؟
إذن والدته لم تكن فى المنيا وجاءت مريضة.. ولا كانت لا تعلم أنه ممثل كبير.. بالعكس كانت تحب أدواره وتذهب بنفسها لترى أدواره.. كما كانت هى من البداية الداعمة له.. ويقول توفيق الدقن نفسه عن والدته السيدة «زكية» أنها كانت مفتاح علاقة الصداقة الممتدة مع محمود المليجى.. وأنه مع الارتباك الذى ذكرناه سابقًا أثناء أداء دوره فى فيلم «أموال اليتامى» كان لأول مرة يلتقى مع محمود المليجى، حيث قال له إن والدته السيدة زكية هى من شجعته على دخول معهد التمثيل وكان شرطها أن تراه مثل محمود المليجى.. وابتسم المليجى وعزمه على الغداء وفنجان قهوة وسيجارة وراجع معه المشهد ومن وقتها صارا صديقين.. وكان محمود المليجى من الفنانين القلائل المسموح لهم بزيارة منزل توفيق الدقن وعند وفاته بكاه الدقن بحرقة.. وقال لابنه المستشار ماضى الدقن: «عمك محمود مات.. الدنيا مابقاش لها لازمة.. أنا حاسس إنى قربت أموت أنا كمان».. لم يتحمل فراق الأستاذ محمود المليجى.. وبكى بهيستريا، وفكر جديًا فى اعتزال الفن.. فالدنيا لم يعد لها طعم بعد رحيل المليجى كما قال.
كل هذه الحقائق تؤكد أن الأم الطيبة السيدة زكية الدقن رحلت راضية تمامًا عن ابنها، وكانت صدمته كبيرة يومها وانطلق يصرخ فى الشوارع كالمذهول.. ووقتها كان يعرض مسرحية «الفرافير».. وذهب ليدفنها ويعود مساء ليلحق بالعرض وحتى لايعطل المسرحية.. وفى الصباح يذهب لتلقى العزاء وينهار وهو يبكى.. وفى المساء يقف بشموخ على خشبة المسرح.
«الشرير» هى الكذبة الثانية.. فقد أبدع واقنع الجميع وسار فى طريقه بمفرده.. طريق نحته لنفسه ودفع فيه أعصابه وصحته.. فهل كان فعلًا شريرًا؟!
«توفيق الدقن» فى الظاهر، كان فتوة من نوع خاص.. يأخذ حقه بيده.. يصارع الجميع ويصارع الدنيا.. وفى الباطن عاش حياته مخلصًا لأسرته يتحمل العبء الأكبر فى تربية أشقائه.. لا يتردد فى السير من الجيزة إلى العباسية حيث يسكن؛ لأن ما معه من نقود لا تكفى أجرة التاكسى.. واعتزازه بنفسه والناس التى تسلم عليه طوال الطريق لم يسمحا له بركوب الأتوبيس.
«الشرير» ظل طوال عمره مخلصًا لعمله.. اختار العمل فى المسرح القومى وترك الفرق الخاصة ليؤمن دخلًا شهريًا ثابتًا لأولاده.. موظف بدرجة فنان كبير.. ظل يعمل لآخر يوم فى حياته.. المرض أجبره لأول مرة على عدم الذهاب للأستديو.. اتصلوا به أصر أن يرد بنفسه ويعدهم بالحضور صباح اليوم التالى لكن القدر لم يمهله ليفى بوعده.. رحل فى اليوم التالى.. قبلها ظل سنوات يغسل «كلى» مرتين فى الأسبوع ولا أحد يعرف.. لم يتاجر بآلامه.. كان يغسل الكلى وتانى يوم يذهب للتصوير.. ويراه الجميع قويًا.
كذبة أخرى منتشرة جدًا عن توفيق الدقن وهى أنه «يسكر.. ويرقص بالملابس الداخلية» هذه الكذبة منتشرة جدًا على السوشيال ميديا.. ومرفق بها صورة قديمة يرتدى فيها «شورت» رياضى.. كذبة محبوكة جدًا عن سهرة فى ملهى «الأريزونا» بشارع الهرم وتم تحديده بالاسم للمزيد من التضليل، وبعد الشرب والفرفشة، خلع توفيق الدقن البنطلون ووقف يرقص بالملابس الداخلية.. والصورة تؤكد الرواية الكاذبة الشريرة.
كالنار فى الهشيم صارت الصورة تطارد سمعة الرجل بعد سنوات طويلة من رحيله.. الرجل الذى كانت آخر كلماته لأسرته قبل الرحيل «أنا هموت.. وماسبتش لكم حاجة تخجلوا منها».
أما حقيقة الصورة فهى من مسرحية «عفاريت مصر»، وهى من أجمل المسرحيات التى قدمها العبقرى توفيق الدقن للمسرح القومى- تحدثنا عنها من قبل- وكان يجسد فيها شخصية أستاذ قانون يتم اعتقاله فيخرج من المعتقل ويفتتح معهدًا للرقص، وفى أحد المشاهد يدرب الراقصات مرتديًا ملابس رياضية.
هذه الصورة نشرتها أحد المواقع بحثًا عن الترند والترافيك وباتت علامة مسجلة على السوشيال ميديا رغم نفيها وتوضيح الأمر عدة مرات من ابنه المستشار «ماضى الدقن».
كذبة أخرى تمت صياغتها بحرفية شديدة لدرجة استخدام بعض الكلمات التى كان يستخدمها توفيق الدقن فى حياته الحقيقية ككلمة «زى البرلنت»... وتمت إضافة حوار كاذب بين توفيق الدقن ومصطفى العقاد مخرج فيلم «الرسالة».
الكذبة تقول إن الفنان الكبير توفيق الدقن، غضب من عدم اختياره لأداء دور فى فيلم «الرسالة» للمخرج السورى العالمى مصطفى العقاد، رغم أنه فى الأساس كان مرشحًا لأداء أحد الأدوار الرئيسية فى الفيلم.
وبعد عرض الفيلم ونجاحه الكبير عربيًا وعالميًا نظم أحد رجال الأعمال حفلًا كبيرًا لفريق عمل الفيلم دعا إليه عددًا من الشخصيات الفنية والاجتماعية المهمة، كان من بينهم توفيق الدقن نفسه.
وخلال الحفلة، توجه توفيق الدقن إلى الطاولة التى كان يجلس عليها مصطفى العقاد ومن دون أن يحييه توجه إليه بالكلام مباشرة: «ممكن أسأل سؤال محيرنى يا أستاذ مصطفى.. لا مؤاخذة هو أنا ليه ما كانش ليا دور فى فيلم الرسالة، وأنا فنان مصرى ومعروف زى ما انت عارف وسمعتى زى البرلنت؟!».
فابتسم المخرج مصطفى العقاد، وطلب من توفيق الدقن أن يهدأ ويجلس كى يتحدث إليه بهدوء، لكن الدقن رفض الجلوس وهو ينتظر الإجابة منه أمام الموجودين بالحفل، فقال العقاد: «أستاذ توفيق أنت فنان بارع وموهوب وهذا أمر لا جدال فيه، ولكنك تعرف خصوصية الفيلم كونه إسلاميًا دينيًا، وانت أدوارك يعنى كلها بتظهر فيها بشخصية اللّعوب الحرامى البلطجى السكّير غير الملتزم».
فرد «الدقن»، بشكل ساخر وكوميدى كعادته وأمام الحضور: «والله عال العال يعنى إنت كنت خايف على سمعة الإسلام منى مش كده؟، فقال العقاد: عفوًا أستاذ توفيق الأمر ليس كما تظن!».
فقال الدقن: «أظن إيه يا أستاذ ما الرسالة وصلت خلاص، يا أخى كنت اخدتنى مع الكفّار طيب لما أنا سيئ السمعة وأنا راضى، ولا تكونش خايف على سمعة الكفّار كمان، وأنا مش دريان أما عجايب صحيح، هو توفيق الدقن بقى خطر على سمعة المسلمين والكفّار كمان، طيب حتى كنت خلينى أبولهب!».
الموقف التخيلى والحوار الكاذب لم يحدث فلم يتم ترشيح توفيق الدقن لأى دور فى فيلم الرسالة.. ولم يلتق مصطفى العقاد فى أى مكان.. والموقف كله لا يتفق مع شخصية توفيق الدقن الخجول بطبعه والمعتز نفسه لأبعد مدى، فطوال حياته لم يطلب من أى منتج أن يأخذه فى دور، لأنه كان يعتز بنفسه ويعرف قدره.
كذبة مؤلمة أخرى عن الفنان الكبير توفيق الدقن.. انتشرت بسرعة كبيرة عام ٢٠٢٠.. وللمزيد من الحبكة قالوا من نشروها أن الفنان الكبير كتب الحكاية بنفسه فى مجلة الكواكب عام ١٩٥٧.. هذه الكذبة السخيفة تقول: «مع أول يوم عرض لمسرحية حسبة برما حدث ما لا يتحمله بشر.. وحكاه توفيق الدقن بنفسه فى مقال كتبه لمجلة الكواكب عام ١٩٥٧ تحت عنوان «دموع فى الطريق الطويل».
ويكمل الكاذبون: فى هذا المقال النادر قال إنه كان أحد مؤسسى فرقة المسرح الحر فى بدايته وبدايتها، وكان أعضاء الفرقة يواصلون الليل بالنهار لتقديم العروض والاستعداد لها، وكانت الفرقة تستعد فى موسمها الثانى لتقديم مسرحية «حسبة برما». مشيرًا إلى أنه كان يشعر بالتشاؤم منذ بداية الاستعداد للمسرحية دون أن يعرف السبب.
وتابع: «كان لى شقيقة وقد مات أبى وهى الأصغر فتوليت رعايتها وارتبطت بها وكأنها ابنتى وكافحت حتى أوفر نفقات دراستها وتجهيزها حتى تقدم لها ابن الحلال، واقترضت كى أكمل مصاريف زواجها».
وأوضح الفنان الكبير أنه شعر بسعادة كبيرة يوم زواج شقيقته؛ لأنه أدى رسالته ونفذ وصية والده فى رعايتها.
وأضاف الدقن فى مقاله: «فى صباح يوم افتتاح المسرحية صدمتنى وفاة شقيقتى، ولم أتمالك نفسى من الحزن والصدمة، ولم أعد أدرى ما يجرى حولى، ولكنى تماسكت حتى أفكر فى كيفية تدبير نفقات نقل جثمان شقيقتى إلى بلدنا حتى يتم دفنها فى مقابر العائلة، وقلبت جيوبى فلم أجد سوى بضعة قروش».
وتابع: «كنت أعلم أن صندوق الفرقة خاوٍ؛ لأننا أنفقنا كل ما نملك للاستعداد للمسرحية فلجأت إلى زميلتى «وداد حمدى» وأنا لا أتمالك دموعى وقلت لها أنى أحتاج عشرين جنيهًا، وعلى الفور دبرت «وداد» المبلغ.. وعدت لأستكمل تجهيزات دفن شقيقتى الغالية مع عدد من أقاربى، وحين اكتملت التجهيزات فاجأتهم بقرارى بعدم السفر معهم للدفن والعزاء.. بسبب حضور افتتاح المسرحية».
وعاد توفيق الدقن إلى بيته وهو منهار بالبكاء ثم ذهب إلى المسرح، وتعجب زملاؤه حين رأوه وقد ترك جنازة شقيقته ليشاركهم الافتتاح حتى لا يقعوا فى مأزق عدم وجود من يقوم بدوره.
وقال الدقن فى مقاله وهو يصف هذه اللحظات الصعبة: «لم أكن أتمالك نفسى من البكاء حتى أقف أمام الجمهور فأضحك وألقى النكات والإفيهات ويضحك الجمهور، وكنت أضحك حسب مقتضيات الدور، وقلبى يبكى وأظل أضحك حتى تطل الدموع من عينى فأفيق إلى نفسى وأتذكر أننى أمام الجمهور وليس أمام نعش شقيقتى، وكلما أسدلت الستارة أنهار فى البكاء وأنتحب، وكانت ليلة لا تنسى».
وبعد انتهاء المسرحية سافر توفيق الدقن ليتلقى العزاء فى شقيقته، وعاد فى مساء اليوم التالى ليقف من جديد على المسرح.. يضحك أمام الجمهور، بينما يخفى دموعه عنهم وينهار فى الكواليس.
انتهت الكذبة السخيفة التى لم يحدث منها حرف واحد.. فشقيقات الفنان الكبير توفيق الدقن توفاهن الله بعد وفاته هو شخصيًا ولم يحدث أن توفيت أى من شقيقاته وهو على قيد الحياة.. ويبدو أن الكاذبين ومروجى الشائعات خلطوا بين وفاة السيدة «زكية الدقن» والدة العملاق توفيق الدقن، التى انتقلت إلى رحمة الله أثناء عرض مسرحية «الفرافير».