الخميس 19 سبتمبر 2024
المحرر العام
محمد الباز
المحرر العام
محمد الباز

تشارلز رايـت.. الرجل الذى رفض مرَّةً أن يكون الشَّاعر الوطنى لأمريكا لأنه يكره الأضواء

  تشارلز رايـت
تشارلز رايـت

- تشارلز رايت شاعر ذو طابع هادئ به الكثير من الروحانية والعقلانية

- لاقت أعماله المبكرة بما فى ذلك «قبر اليد اليمنى» اهتمامًا نقديًا كبيرًا

الشُهرةُ والنجومية وتسليط الأضواء، كلها مفردات اقترنت بالنجاح والتحقق، أى أنها تشبه الغريزة التى نولد بها، شعور يولد معنا منذ المهد، ابتداءً من رقصة طفل تعبيرًا عن فرحة نجاحه فى السير نصف متر دون وقوعه منبطحًا على الأرض ومراقبته لعيون والديه وهما يراقبانه لكى يسعد بتصفيقهما الحاد لاجتيازه أول اختبار له فى الحياة بنجاح، إلى مرحلة أكبر قليلًا عندما ينجح فى القبض على ملعقة ويتناول طعامه بمفرده وفرحة أمه وتصفيقها له عندما تتم العملية بنجاح، كل هذه المشاهد الحياتية ترمز إلى حاجة الإنسان إلى تسليط الأضواء عليه وأن يشعر بأنه يفعل وينجح وينال شهرة وتقديرًا من قِبَل محيطيه.

قد يتفق معى البعض وقد يختلف البعض الآخر لكننى مؤمنة بأن كل تلك المشاعر مقترنة بالإنسانية وحاجة الإنسان إلى أن يشعر بالتقدير عندما يقوم بعمل يستحق الاحتفاء، وفى ذلك اختلف معى الشاعر الأمريكى تشارلز رايت الذى رفض مرة منذ سنوات أن يكون الشاعر الوطنى للولايات المتحدة الأمريكية، حيث قال فى حوار له مع «بى بى إس نيوز» إثر فوزه بلقب «الشاعر الوطنى العشرين» للولايات المتحدة الأمريكية: «لم أفعلها من قبل عندما عُرضت علىّ وكنت دائمًا أشعر بالذنب حيال ذلك، حيث إننى أتسلل إلى الظلال حيث أشعر بالراحة أكثر فيها».

وفى سياقٍ آخر قال «رايت» فى حوارٍ له فى جامعة ولاية شرق تينيسى: «لطالما حلمت بالفوز بجائزة بولينجن لأنها الجائزة الوحيدة التى فاز بها إزرا باوند». كل تلك الإشارات والعبارات تشير إلى أن رايت لا يحب الأضواء، ولا يحب التركيز عليه كشخص، ولكنه يحب المتلقى أن يركز أكثر مع القصيدة لا الشاعر، ومن هذا المنطلق اعترف رايت: «أريد أن ينتبه الناس إلى عملى، فأنا أكره أن ينتبه أحد إلى شخصى. أريد أن يقرأ الجميع القصائد وأريد أن يحظى شعرى بأقصى قدر من الاهتمام فى العالم، لكننى أريد أن أكون المؤلف المجهول».

وكانت لـ«رايت» محاولات مبكرة فاشلة فى كتابة الروايات، ولكنه سرعان ما اتجه بعد ذلك إلى كتابة الشِّعر الغنائى وفى عام ١٩٦٦ درَّس فى جامعة كاليفورنيا، إرفاين، حيث استمر فى كتابة الشِّعر، أمَّا فى عام ١٩٨٣ انتقل إلى جامعة فرچينيا حيث ظل حتى تقاعده فى عام٢٠١٠.

يُصَنَّفُ تشارلز رايت على أنه من أفضل الشُعراء الأمريكيين فى جيله حتى إنه نال الكثير من الجوائز الشعرية الكبيرة ومنها جائزة روث ليلى على منجز أعماله فى عام ١٩٩٣ وجائزتى بوليتزر ودائرة نُقَّاد الكُتَّاب الوطنية فى عام ١٩٩٨ وجائزة ليونور مارشال للشعر فى عام ١٩٩٥وجائزة «بين» فى الترجمة فى عام ١٩٧٩ وجائزة بولينجن فى عام ٢٠١٣ وجائزة جونسون بوبيت الوطنية للشعر فى عام ٢٠٠٨ كما حصل على زمالة جوجنهايم فى عام ١٩٧٥ وغيرها الكثير من الجوائز الشعرية الكبرى.

ولاقت أعماله المبكرة بما فى ذلك «قبر اليد اليمنى» اهتمامًا نقديًا كبيرًا لكن سمعته الشعرية كانت تزداد مع كل إنتاج شعرى جديد، فعمل رايت فى أسلوبٍ يخلق شعورًا بالعفوية والتلقائية والمباشرة والواقعية فى الوقت نفسه من خلال التركيز على الأشياء المحيطة به عَبْرَ منظوره الشخصى، ووصف الشاعر الأمريكى ديفيد يونج David Young «١٩٦٨» عمل رايت فى «الشعراء المعاصرون» بأنه «أحد الأعمال الشعرية المميزة حقًا التى ظهرت فى النصف الثانى من القرن العشرين»، كما قال العديد من النقَّاد إن طفولة رايت فى ريفتينيسى لا يزال لها تأثير قوى فى كتاباته، حيث يبدى دومًا اهتمامًا بالجنوب والماضى وقوته، ومع ذلك فقد تجاوز رايت جذوره الجنوبية وامتدت إلى إيطاليا وفرچينيا ووصفه الصحفى والمؤلف الأمريكى تيد جينووايز Ted Genoways «١٩٧٢» «بأنه بحثٌ عن السموِ فى المناظر الطبيعية اليومية» كما قال جينووايز بأن «قصائد رايت تتطلَّع إلى المثالية، ولكنها تقل بشىء من الشك فى عدم الجدوى» وهى «كيمياء غريبة، مزيج من القصائد المباشرة والبسيطة للشعراء الصينيين القدماء مثل تو فو وانج واى، واللغة الرائعة للقس جيرارد مانلى هوبكنز من القرن التاسع عشر، والحركة البلاغية التى تتسم بالتلميح والجوهر من قصائد إزرا باوند».

كان لباوند تأثير كبير على الشعر المبكر لرايت، فقد قال رايت من قبل إنه استخدم القصائد «الأنشودات» Cantos الإيطالية لباوند كدليل ٍومرشدٍ أثناء إقامته فى إيطاليا، فاستخدمها أولًا كوسيلة لاكتشاف الأماكن الفريدة من نوعها، ثم كمرجع، وأخيرًا كنسخة كتاب كما يظهر تأثير باوند بوضوح فى أول مجموعة شعرية رئيسة له «قبر اليد اليمنى». فكما قال عن هذه المجموعة الكاتب الصحفى الأمريكى بيترأيه ستيت فى مجلة چورچيا ريڤيو: «فيها الكثير من الوضوح الذى كنا نتوقعه من سيد الأسلوب البسيط» وقال بيتر أيه ستيت أيضًا عن هذا العمل «إنه موجه بوضوح إلى القارئ لتوصيل شىء معين يمكن أن يشاركه وفى الوقت نفسه «قبر اليد اليمنى» هو أكثر أعمال رايت رمزية، مع تكرار صور القفازات والأحذية واليدين والقبعات بين ثناياه».

أما عن كتابه التالى «شُحنة صعبة» الذى صدر فى عام ١٩٧٣ فوجد رايت صوته الخاص فيه كما وصفه الشاعر والنَّاقد الأمريكى بيترمينك Peter Meinke «١٩٣٢» «أنه أقل تأثيرًا بباوند وأقل تحفظًا وحِدَّة من كتابه الأول، ولكنه أكثر تجريبية، وأقل قسوة ودفاعية»، ففى هذا الكتاب الشعرى أنشأ رايت شعرًا من خلال تجميع كتالوجات للصور المُفككة، ما يتطلب كما قال الكاتب المفكِّر الأمريكى إدوارد كيسلرEdward Kessler «١٩٦٣» «أن يساعد القارئ على النشاط الإبداعى» ومن ناحية أخرى وجد بعض النقاد أن هذه التقنية مُبالغ فيها ولكن وفقًا لكيسلر «حتى عندما لا يتمكن رايت من إحضار أشياء عالمه الخاص بشكل مُرضٍ فتكون أجزاؤه مليئة بالاقتراحات. هذا الرجل يشعر بطريقه نحو تعريفٍ شخصيٍّ». أما عن الشاعر والناقد الأمريكى ورئيس تحرير مجلة ييل ريڤيو جاى جى مكلاتشى J.D.McClatchy «١٩٤٥-٢٠١٨» فأكد أن قصائد رايت فى «النسب» و«أثر الصين» هى استكمال لرايت نحو تحقيق ذلك الهدف فقال: «أعاد رايت إنشاء صور من الماضى ليس مجرد جوانب كاجتماعات الصلاة والتجارب الجنسية والأحلام ومزج الذاكرة والخيال»، أما عن كتابه «أثر الصين» فقصائده أتت إلهامها من الشعر الصينى.

وكتب رايت الثلاثة «شحنة صعبة» و«النسب» و«أثر الصين» شكلت ما يعتبره رايت ثلاثية شعرية ونُشرت باسم «موسيقى الريف: القصائدالمختارة الأولى» Country Music Selected Music Poems فى عام ١٩٨٢ فكما وصفت المُحررة الأمريكية كاثلين أجين Kathleen Agena فى مجلة بارتيزان ريڤيو «أن رايت مثل والاس ستيفينس تصور أن عمله كُلٌّ كامل، فالقصائد الفردية مثيرة للاهتمام، ولكن لا يوجد منها ما له معنى بمفرده، فالقصائد توضح وتعلق على بعضها البعض، وتمتد وتطور بعض الصور والرموز الرئيسة».

أما فى تسعينيات القرن الماضى، فقد تغير أسلوب رايت الشعرى مرةً أخرى، فقد قال الشاعر والناقد الأمريكى لونجينباتش James Longenbach «١٩٥٩» عن كتاب رايت «تشيكاموجا»:

«يبدو أن رايت يشعر أن كل ما يمكنه فعله هو غزل متغيرات جديدة على عدد محدود من الموضوعات والمشاهد»، كما قال الكثير من النقاد على أعمال رايت فى التسعينيات إنها تبنت ما يُطلق عليه «سرديات تصويرية»، حيث الدافع السردى فى لحظة تأمل هى الأساس فى كل قصيدة فردية، حتى إن رايت قال فى هذه النقطة: «تأتى قصائدى مما أراه ليس من فكرة فى ذهنى، فالفكرة تتبع الرؤية وليس العكس». حتى إن كتابه «الأبراج السوداء» الذى حاز على جائزتى بوليتزر، ودائرة نقاد الكتاب الوطنية قد تضمن قصائد طويلة وكثيفة فى هذا الاتجاه.

ومهما تحدثنا عن التغييرات التى طرأت على كتابة رايت فى مسيرته الشعرية فلن يكفينا مجلدات، فالحديث حينها سيطول إلى آخر المنتهى، فهو شاعر مُتجدد ومتنوع وعازف عن ملذات الحياة وربما يكون هذا سببًا قويًا فى عمق إبداعاته الشعرية وتنوعها، فهو شخص متأمل يحب التحدث عن الله والطبيعة والتأمل والحياة والموت، ولم يبعده عن ذَلِك ملذات الدنيا من شهرة ونجومية وملتقيات اجتماعية كثيرة قد تعيقه عن إكمال رسالته فى الحياة وهى «الشعر»، فقد شاهدت فيديو له من ثلاث دقائق، صُور هذا فى منزله الخاص الذى يحتوى أثاثًا بسيطًا وراقيًا وحديقة كبيرة تساعد على التأمل والكتابة والإبداع، حتى إن رايت يبدأ قصائده دومًا بالقلم الرصاص على الورق، ثم يستخدم الآلة الكاتبة على مكتبه بجوار النافذة فى الطابق العلوى من منزله، حتى إن الرؤية من هناك كانت مصدر إلهام للعديد من قصائده، والجميل فى هذا الفيديو أننى شاهدت هذا الجزء من منزله وهو بالطبع ملهم لكتابة مائة ألف قصيدة، حتى إنه قال «معظم قصائدى تبدأ وأنا أنظر من النافذة أو أجلس فى الفناء الخلفى عندما يحل الشفق وما يترجمه ذلك تفكيرى فى تلك اللحظة»، وقد تحدث فى هذا الفيديو أيضًا عن أنه يعتبر الشعر سببًا كافيًا للعيش وعن أهمية الاختصار فى الشعر وأن الشعر يعتبره وسيلة لدعم أسئلة الحياة أى أنها تُجيب عنها.

فى حوارٍ لتشارلز رايت مع جاى جى مكلاتشى J.D.McClatchy «١٩٤٥-٢٠١٨» الشَّاعر والناقد الأمريكى فى مجلة ذا باريس ريڤيو سأله ماكلاتشى: هل لى أن أسألك عن محتوى هذا الصندوق؟ 

أجابه رايت: «لا مانع، أحتفظ بأشياء عائلية، رسائل قديمة وصكوك ملكية لأراضٍ فى أركنساس، وبعض أشجار العائلة. الأمر مثير للاهتمام بالفعل- لدىّ صكوك ملكية موقعة من قِبَل جيمس ك.بولك وجون كوينسى آدامز وأندرو جاكسون. كانت الرئاسات أبسط فى تلك الأيام، عندما كان بإمكانهم قضاء الوقت فى التوقيع على منح الأراضى للإقليم. كانت كل هذه الأشياء فى أحد أدراج مكتب والدى عندما توفى وضعتها بشكل غير رسمى فى هذا الصندوق المعدنى الذى اشتريته من متجر قديم فى كاليفورنيا. هناك أيضًا رسائل عائلية بخط اليد من منتصف القرن التاسع عشر فى أركنساس، وبعض الوثائق من عمة كبيرة لى تتبع أصول العائلة من جانب والدى من ماريلاند إلى فرچينيا ثم إلى تينيسى، وأخيرًا إلى أركنساس وحتى خصلة من شعر روبرت إى لى. هناك أيضًا الكثير من اللقطات الفوتوغرافية من طفولتى وكذلك مجموعة السهام التى كنت أملكها عندما كنت صبيًّا وحتى بعض القصائد التى كتبتها فى إيطاليا عندما كنت فى الجيش والتى حلفت بأننى سأتخلص منها كل عام منذ عام ١٩٦١ ولكن لم أنجح فى ذلك بعد، وهناك أيضًا يوميات من نوع ما كتبتها فى العام الأول من خدمتى بالجيش فى كاليفورنيا وإيطاليا قبل أن أبدأ فى محاولة كتابة تلك القصائد. إنها مواد سيئة للغاية ولا أستطيع إجبار نفسى على قراءتها أو التخلص منها. سأقوم بفعل ذلك قريبًا. أنا أظن أننى أحتفظ بها لأننى أعتقد أنه قد يكون هناك شىء ما يمكن أن أستخدمه فى يوم من الأيام، ولكن بعد كل هذه السنوات من البحث فى هذا الصندوق عن مواد، يجب أن أعمل بأفضل من ذلك، إنها نوع من الذكريات الشاعرية للحياة والموت».

أحببت أن أترجم هذا السؤال وهذا الجواب حبًا فى معرفة أسرار هذا الشاعر، فلكل منا صندوق واقعى وآخر مخفى بداخلنا، فالصندوق الواقعى قد يحتوى ماضينا وذكريات الطفولة والمراهقة وذكريات حب وأخرى عائلية وبعض أسرار لم تُفشَ بعد.

فى لقاءٍ آخر مع تشارلز رايت قد أجرته معه الكاتبة الصحفية ليزا روس سبار فى مجلة إيمدچ، سألته ليزا:

«لقد قرأت أنك قلت إنك تؤمن بالإيمان وهذا ما أحببته. أتساءل هل بإمكانك ذكر بضعة أشياء أخرى تؤمن بها؟».

أجابها رايت: «أؤمن بغموض الأشياء، وأعتقد أن وظيفة الشاعر محاولة احتواء هذا الغموض فلا تحتاج إلى إدخاله الحظيرة ولكن عليك إدخاله إلى السياج، لذا تحاول أن تنظر إليه وتستمع إليه، وترى ما إذا كان سيتحدث إليك، والذى عادة لن يفعل ذلك. أنا أؤمن بالموسيقى والحب».

سألته ليزا قائلة: «لقد سمعتك تقول إنك تريد أن تكون «إميلى ديكنسون على طريقة ويتمان».ماذا تعنى ذلك؟».

أجابها رايت: «لا أزال أشعر بذلك. أنا أكثر سعة مما كانت عليه وأقل جودة. بالطبع كنت أحاول أن أكون لطيفًا عندما قلت ذلك. ولكنه صحيح».

«فى قصائدى الطويلة، أنا والت ويتمان، فى قصائدى القصيرة، أنا إميلى ديكنسون. فى قصائدى الطويلة، والتى هى فى الواقع معظمها سلسلة من القصائد القصيرة، أنا أحاول أن أكون ديكنسون على طريق ويتمان. أحاول أن أكتب شاعرًا بذراعين واسعتين».

سألته ليزا: «لقد سمعتك تسمى نفسك «مؤمن خائف من الله»، ولكن أنا أعتبرك أحد شعرائنا الدينيين العظماء، كما أفعل مع ديكنسون؟».

أجابها رايت: «أنا أعتبرها أيضًا شاعرة دينية».

سألته سؤالًا آخر قائلة: «ماذا تقول لى عندما أسميك شاعرًا دينيًا؟».

أجابها رايت: «حسنًا، هذا على ما يرام. لن أسمى نفسى كذلك ولكن أشعر به نوعًا ما، ولكن لا أسمى حتى نفسى شاعرًا وهذه مشكلة خاصة بعد أن كنت شاعرًا وطنيًا للولايات المتحدة الأمريكية. لا أؤمن بأن يسمى الشخص نفسه شاعرًا. أعتقد أنه كان روبرت فروست الذى قال إن هذا ما يسميك به الآخرون. ربما حفزنى ذلك».

«لدىّ ميول دينية وروحية ولكن لست متأكدًا من أننى شاعر دينى، على الرغم من أننى شاركت فى مجموعات الشعر الدينى آمل أن يساعدنى فى نهاية الطريق». 

تشارلز رايت شاعر ذو طابع هادئ، به الكثير من الروحانية والعقلانية والتدبر تشعر وهو يتحدث كأنك تعرفه من قبل من شدة تواضعه وصدقه ومصالحته مع ذاته النقية التى جعلته يكتب عن الله ويتأمل جميل ما خلق من طبيعة وكائنات وحياة يعيشها من أجل الكتابة والشعر فى ظل حديقة ونافذة وقلم رصاص وآلة كاتبة.