ريتشارد إيبرهارت.. شاعر الكفاح بين الحداثة والرومانسية
- ضاعت ثروة والده فاشتغل فى مهن كثيرة وغريبة على شاعر
- عاش مائة عام وعامًا وحاز أغلب الجوائز الكبرى
ثمَّة فقدان يجعلنا نفقد بعده طعم الحياة بأكملها، فلم نعد نشارك من فقدنا أدق تفاصيل حياتنا اليومية من الانتصار لفتحنا علبة مُربى كنا لا نستطيع فتحها من قبل حتى نجاحنا فى اجتياز مرحلة دراسية بامتياز، ولم تجد حينها إلا طريقين لا ثالث لهما، إما اللجوء إلى العُزلة والاختباء من عيون البشر، كى لا تُظهر ضعفك وانكسارك لهم، أو اللجوء إلى الطريق الإيجابى وهو التخلص من اكتئاب الفقد أو حتى محاولة التعايش مع تلك الندبة التى ستبقى محفورة فى قلبك مدى الحياة.
اختار الشاعر الأمريكى المكافح ريتشارد إيبرهارت الطريق الإيجابى الملىء بالتحقق والنجاح والإنجاز وأيضًا بعض الإخفاقات التى لا يُستثنى منها أحدٌ. ففقده أمه إثر إصابتها بسرطان فى الرئة وهو فى الثامنة عشرة من عمره جعله شاعرًا، هكذا اعترف إيبرهارت.
«ستألفُ فقدانَ الذى قد فقدتهُ كإلفك وجدان الذى أنتَ واجدُ».
ابن الرُومى
«ومنْ سرّه أن لا يَرى ما يَسوؤُه فلا يتخذْ شيئًا يخافُ له فقدًا».
عبيدالله بن عبدالله بن طاهر
ولد الشاعر الأمريكى ريتشارد إيبرهارت فى مينسوتا بأوستين عاصمة ولاية تكساس بالولايات المتحدة الأمريكية. وعاش فترة طويلة من طفولته فى رفاهية وسعادة حتى وقعت الكارثة، فوالده كان نائبًا لرئيس شركة «هورمل» لتعبئة اللحوم وسرق أحد موظفى والده مبلغًا كبيرًا من الشركة، وتسبّب ذلك فى انخفاض أسهم شركة هورمل، وإلحاق أضرار جسيمة بأصول العائلة، واستقال والده، ولم تتمكن العائلة بعد ذلك من استعادة ثروتها بالكامل.
حصل إيبرهارت على درجة البكالوريوس من جامعة دارتموث وعلى بكالوريوس ثان من جامعة كامبريدج، وبعد ذلك قضى عامين فى وظائف غير الأكاديمية، كما أنه عمل فى وظائف مختلفة، فاشتغل عاملًا فى سفينة بخارية، ومعلمًا لابن ملك سيام «تايلاند الآن»، ومدرِب مدفعية خلال الحرب العالمية الثانية، كما ساعد فى تأسيس مسرح الشعراء فى كامبريدج، وعُين مستشارًا للشِعر فى مكتبة الكونجرس عام ١٩٥٩. وبعد ادخار بعض المال عاد إيبرهارت إلى استكمال درجة الماجستير فى كامبريدج ثم أصبح معلمًا فى ولاية ماساتشوستس وكان يهتم بتطوير نفسه شعريًا طوال الوقت ولكن لم ينل تقديرًا أدبيًا فى ذلك الوقت.
كان الشاعر الأمريكى ريتشارد إيبرهارت مكافحًا ومُثابرًا، ولديه إيمان قوى بذاته جعله لا يكل ولا يمل من السعى طوال الوقت، فأثناء دراسته فى الجامعات فى أمريكا أسهم بقصائد فى مجلات ومجموعات شعرية وحضر محاضرات ومناقشات وحفلات مع شخصيات بارزة كالناقد والكاتب المسرحى الأيرلندى چورچ برنارد شو George Bernard Shaw «١٨٥٦- ١٩٥٠»، والشاعر والكاتب المسرحى الإنجليزى وليام بتلر بيتس William Butler Yeats «١٨٦٥-١٩٣٩»، والشاعر والفيلسوف والناقد الإنجليزى جى كيه شيسترتون G.K. Chesterton، ولكن لم تتوان الحياة من إعطائه بعض اللكمات، فبعد إصدار كتابه الأول «شجاعة الأرض» عام ١٩٣١ أثناء وجوده فى جامعة كامبريدج تلقى بعض الانتقادات عن كتابه، فقالت عنه الكاتبة والصحفية الأمريكية هارييت مونرو HarrietMonroe «١٨٦٠- ١٩٣٦»: «هناك وفرة، وفرة كبيرة من الكتابة الرديئة فى هذه القصيدة المكونة من مائة وعشرين صفحة»، ولكن من ناحية أخرى لاقى آراءً إيجابية من قِبل بعض النقاد ومنهم هاريين مونرو أيضًا التى تحدثت عن مميزات إيبرهارت قائلة: «لا أريد أن أصف هذا الشاعر بالصدق والحماسة فقط، ولكنه ذو خيال واسع الأفق وموهبة أصيلة»، كما وصف الشاعر والناقد الأمريكى آر بى بلاكمر R.P. Blackmur «١٩٠٤- ١٩٦٥» إيبرهارت بأنه كاتب وشاعر واعد ولكن ينقصه بعض الخلفيات الفلسفية؛ لكى يتماشى مع قصائده، فقال: «إنه إلى الآن يفتقر إلى موضوع يتناسب مع طموحه أو ربما يكون من الأدق أن نقول إنه لم يشعر أبدًا بموضوع ما يحيله إلى بذل أقصى ما فى وسعه فى الحرفة».
عاش إيبرهارت عامًا ونصف العام عاطلًا عن العمل تقريبًا قبل انتشاره كشاعرٍ، ولكن هذه الفترة من السعى وراء وظيفة مناسبة وصراعه للبقاء أصقلت تجاربه الحياتية وموهبته الشعرية وكانت مصدرًا لإلهامه فى الاستمرار فى الكتابة والحصول على بعض التقدير الأدبى.
فى عام ١٩٣٤ نشر إيبرهارت قصيدة «الضّب» The Groundhog عام ١٩٣٤ فى مجلة «المستمع» The Listener ونالت تقديرًا كبيرًا من الأدباء والنقاد، وهذه القصيدة كانت من ضمن كتاب إيبرهارت الشعرى «صوت وفكرة» «Soundand Idea» الذى نُشر عام ١٩٤٢، حيث قال الناقد دابليو إتش ميلرز W.H.Mellers عن هذه القصيدة إنها «مثال كامل للكتابة التى جعلت صوت الشاعر متميزًا»، ويشير ميلرز إلى أن «الشعور بالقلق العصبى يبدو لى أنه الدافع وراء كتابة أفضل أبيات السيد إيبرهارت»، وكانت هذه نقطة انطلاقة ريتشارد إيبرهارت نحو الشهرة والمجد وكثير من التحقق فى عالم الشعر الأمريكى.
وقد حاز ريتشارد إيبرهارت على عددٍ كبيرٍ من الجوائز الأدبية الكبيرة فى الشِعر، مثل جائزة البوليتزر عام ١٩٦٦ عن كتابه «قصائد مُختارة» SelectedPoems، «١٩٣٠- ١٩٦٥» «اتجاهات جديدة، ١٩٦٥» وجائزة الكتاب الوطنى عام ١٩٧٧ عن كتاب «قصائد مُجمّعة»
«Collected Poems»، «١٩٣٠- ١٩٧٦» «جامعة أكسفورد، ١٩٧٦»، وجائزة بولينجن فى عام ١٩٦٢، وجائزة شيلى التذكارية عام ١٩٥٩، كما حصل على زمالة أكاديمية الشعراء الأمريكيين فى عام ١٩٦٩.
وتنوعت تيمات قصائد ريتشارد إيبرهارت بين الصراع البشرى والطبيعة ودورة الحياة والموت والأزمة الوجودية والروحانية.
أما عن أهم أعماله فهو: كتاب شجاعة الأرض «A Braveryof Earth» عام ١٩٣٠، وكتاب «قراءة الروح» Readingthe Spirit عام ١٩٣٧، وكتاب «صوت وفكرة» Soundand Idea عام ١٩٤٢، وكتاب «الحرب والشاعر: مجموعة شعرية تعبّر عن مواقف الإنسان من الحرب من العصور القديمة إلى الحاضر Warand the Poet:
An Anthologyof Poetry Expressing Man’s Attitudeto War from AncientTimes to the Present عام ١٩٤٥، وكتاب «قصائد جديدة ومختارات» Poems:New and Selected، وكتاب «أخوة البشر» Brotherhood of Men عام ١٩٤٩، وكتاب «مدائح عظيمة» Great Praises عام ١٩٥٧، وكتاب «مسرحيات شعرية مُجمّعة» SelectedVerse Plays عام ١٩٦٢وكتب أخرى كثيرة ومتنوعة.
يمتاز شعر ريتشارد إيبرهارت بالصرامة الفكرية والتأنِى والصراحة المباشرة، وهو صاحب الجُمل ذات البناءٍ المُعقد، كما قال عنه الشاعر الأمريكى رالف چيه ميلز چى آر Ralph J.Mills Jr. «١٩٣١- ٢٠٠٧» : إن «تفرُد شعره يكمن فى رؤيته الثاقبة التى تُلقى بالحذر فى مهب الريح للحصول على الرؤية أو البصيرة المُرجوة».
وقد تأثر إيبرهارت بالطابع والتقليد الرومانسيين لشعراء القرن التاسع عشر الميلادى كالشاعرين الإنجليزيين وليام بليك William Blake «١٧٥٧- ١٨٢٧» ووليام ووردثورث WilliamWordsworth«١٧٧٠- ١٨٥٠»، وانفصل بعد ذلك عن الرومانسية الكاملة باستخدامه السطور القصيرة والإيقاعات غير المنتظمة، «كما أنه نجح فى الجمع بين وصف برىء للصور الحسّية والفكر العميق العارف فى أسلوبه، وعلى الرغم من أن بعض النقاد وجدوا أن ذلك الجمع غير موفق فإنه بالنسبة للآخرين قد نجح فى كثير من الأحيان، وعلى الرغم من أن حياته بعد سنوات من الكفاح والسعى أصبحت أكثر هدوءًا فإن شعره واصل انعكاس اهتمامه بالحياة والموت، أو الموت فى الحياة، وكان غالبًا ما يسقط العمل من مجموعة إلى أخرى حتى أنه ظل فترة طويلة بلا طبعة كاملة لكتاباته»، وذلك كما ذكرت الكاتبة الصحفية إليزابيث بى ناداس عن إيبرهارت، تعليقًا على حوار لها كانت قد أجرته معه. وفى الحوار نفسه تحدث إيبرهارت عن دوافعه الإبداعية للكتابة الشعرية قائلًا: «إن الدافع الإبداعى قوى جدًا داخلى فأنا أكتب فى كل وقت، المشكلة التى تقع هى كيفية تشكيل كل هذا الإبداع لشىء صالح ومفيد، أنا فوضوى، أكتب عندما تحركنى الروح فقط، فأنا من الناس القدامى (موضتهم قديمة) الذين يعتمدون على الإلهام، كتبتُ أفضل قصائدى فى لحظة إدراك شديد ولم أغير سوى بضع كلماتٍ».
إيبرهارت شاعر غنائى لا يخاف من طرح أسئلة أساسية فى الحياة، كما أن قصائده تكشف القضايا الدرامية حول الحياة والموت، كما قال إيبرهارت مرة للصحيفة الأمريكية اليومية «كونكورد مونيتور» الحائزة على جائزة البوليتزر «القصائد نوع من التعاويذ ضد الموت، فهى خطوات مهمة لترى أين كنت من قبل وأين أنت الآن؟ وذلك لتخليد المشاعر وتأصيلها فإذا لمست المشاعر المكنونة فى صميم قلب الإنسان بأى طريقة، ستخلّد».
ربما مالت نفسى إلى قراءة قصائد ريتشارد إيبرهارت التى كتبها فى النصف الأول من عمره، فهى تنتمى إلى الرومانسية والروحانيات أكثر، حتى أننى شعرت بأن السنين رجعت بى إلى الوراء إلى فى أثناء دراستى الجامعية التى درست فيها شعر وليام شكسبير William Shakespeare «١٥٦٤- ١٦١٦»، وتوماس كامبيون Thomas Campion «١٥٦٧-١٦٢٠»، وإدموند سبينسر Edmund Spencer «١٥٥٢- ١٥٩٩» وچون ميلتون John Milton «١٦٠٨- ١٦٧٤»، ولكن الفارق هو استخدام إيبرهارت لغة حديثة معاصرة، كما أنه طور من نفسه بعد ذلك بكتابة شعر عن موضوعات مختلفة عن الحياة والموت والوجودية والصراع بين الطفولة والبلوغ، وبرغم أن ما قرأته عنه يقول إنه ينتمى إلى شعراء القرن التاسع عشر الميلادى، ولكننى رأيته فى صفوف الشعراء البريطانيين الأولين، به كثير من البراءة والنضج، وكثير من الجنون والعقل، رأيت تطور ونمو فكره فى رحلته الشعرية منذ بداياته حتى نهاياته، كأننى أمسكت حياة شاعر بيدىَّ أقلب فى صفحات حياته بقلب وعقل منفتحين؛ لأستوعب حجم المآسى التى تعرض لها هذا الشاعر فى بدايات حياته، مآسٍ لم يقدر عليها أحد، كانت كفيلة بأن توقف له حياته وتهدد آماله وطموحاته بأن يصبح شيئًا مهمًا فى المجتمع، كيف تعامل وتعايش معها؟، كنت مهتمة بقراءة مراحل حياته بشغف كبير حتى أستفيد من دروس حياته التى دفع ثمنها الكثير، كما لاحظت اهتمام كثير من المقالات والأوراق البحثية والحوارات التى أجريت معه بمسيرة حياته أكثر من شعره نفسه ومن إنجازاته العديدة، اندهشت كثيرًا من ذلك، ولكننى بعد قراءتى الفاحصة للكثير مما يخص إيبرهارت وجدت أنها تستحق كل هذا الاحتفاء النادر بمسيرة شخص حوّلته الظروف الصعبة القاهرة إلى شخص مبدع وشاعر من أهم شعراء القرن العشرين فى المجتمع الثقافى الأمريكى.
وفى حوارٍ لإيبرهارت مع الكاتب الصحفى الأمريكى وليام باكارد فى مجلة ذا نيويورك تايمز تحدث عن مسيرته المهنية كشاعر أمريكى، وقال إنه بدأ كتابة الشعر منذ أن كان فى السادسة عشرة من عمره وكانت رغبته فى كتابته عميقة جدًا، وتمت كتابة الشعر على مدار عقود طويلة، كلٌ بحظوظ متفاوتة، وقال إن: «من المثير للاهتمام أن تكون لدى الناس أفكار مسبقة عن الشعر أو عما ينبغى أن يكون عليه الشاعر أو ما كان عليه فى أوقَاتٍ أخرى، ولا أرى أى سبب لأن يكون لديهم أى فكرة مسبقة عما ينبغى أن يكون عليه الشاعر».
فـ«الصورة النمطية» Stereotype تسيطر على العالم أجمع على وجه العموم وأمريكا على وجه الخصوص، وقال: «إننى عندما التحقت بالبحرية فى الحرب العالمية الثانية، قال الجميع إن هذا سيكون نهايتك وإنك لن تكتب قصيدة أخرى، وكيف يمكنك كتابة قصيدة إذا كنت ذاهبًا إلى الحرب؟ ومع ذلك كتبت حوالى خمس وعشرين قصيدة، وصارت قصيدة منها على الأقل معروفة جدًا منذ ذلك الحين (غضب القصف الجوى) The Fury of Aerial Bombardment ولهذا فإذا لم أذهب إلى الحرب، لم أكن لأكتب مثل هذه القصيدة».
واستكمالًا للحديث عن الصورة النمطية والأحكام المسبقة قال: «بعد الحرب العالمية الثانية، عملت فى مجال الأعمال التجارية لمدة سبع سنوات، وقال الجميع إنك لن تكتب قصيدة أخرى إذا دخلت فى مجال الأعمال التجارية، وإن هذا سيقتلك كشاعر، ولكننى وجدت أن مجال الأعمال التجارية كان مواتيًا جدًا للشعر، حيث كنت على علاقة مباشرة بواقع الحياة الأمريكية، فكتبت بعض أفضل قصائدى فى هذه الفترة، وأصبح شعرى معروفًا فى جميع أنحاء البلاد».
وسُئل إيبرهارت أيضًا عن مدى شعوره بالتغييرات التى طرأت على الشعر ابتداءً من عام ١٩٢٢ «الأرض اليباب» The Wasteland مرورًا بشعراء ما بعد الحرب العالمية ثم ما يسمى بنهضة الشعر فقال إيبرهارت: إن تطور الشعر فى العقود الماضية شهد تغيرات جذرية ولافتة للنظر. أولًا أود أن أشير إلى أهمية الحركة النقدية الجديدة «النقد الحديث» التى هيمنت على الساحة الشعرية كوحدة مستقلة من دون الحاجة إلى معرفة سيرة الشاعر أو السياق الاجتماعى للعمل، وقد أسهم ذلك فى تعزيز فهم وتقدير الشعر، ومع ذلك فقد اُنتقد هذا الاتجاه لاحقًا لكونه محدودًا فى نظرته ليس شاملًا، وبعد عقدين تقريبًا، بدأت تظهر تحولات جذرية فى الشعر، حيث برزت أشكال جديدة للكتابة الشعرية، مثل الشعر «المتفجّر» Spewed Poetry- «الشعر الحر»- الذى يتسم بالحرية والإبداع والتحرر من القوالب التقليدية، فظهرت قصائد طويلة الأسطر وابتعدت عن القوافى. واتجهت إلى موضوعات متنوعة بعيدًا عن الموضوعات الكلاسيكية. وأكمل إيبرهارت حديثه قائلًا إن هذه التحولات التى حدثت فى الشعر الأمريكى كانت مؤشرًا على إثراء الساحة الشعرية وتنوعها. فبعدما كان عدد الشعراء قليلًا نسبيًا، أصبح هناك الآلاف من الشباب المنخرطين فى الكتابة الشعرية، فلم يعد الشاعر شخصية منعزلة أو غريبة، بل أصبح جزءًا من مجتمع شعرى متفاعل ومتناغم.
لقد عاش ريتشارد إيبرهارت بقلب تملؤه الحماسة والبراءة وحب السعى والأمل، لم يمت قبل أن يحقق آماله بأن يصبح أستاذًا جامعيًا مرموقًا، وقبل أن يصبح شاعرًا ذا شأن كبير فى المجتمع الثقافى الأمريكى.
وقد مات إيبرهارت عن مائة عام وعام فى منزله بولاية نيو هامبشير بالولايات المتحدة الأمريكية عام ٢٠٠٥.