الخميس 21 نوفمبر 2024
المحرر العام
محمد الباز
المحرر العام
محمد الباز

الغيرة القاتلة.. كواليس فيلم العزيمة تكشف كيف كان عزيز عيد سببًا فى انفصال فاطمة رشدى وكمال سليم

فاطمة رشدى
فاطمة رشدى

- الفيلم كان عظيمًا ولم يلق فيلم مصرى قبله ولا بعده من الإقبال ما لقيه

- فاطمة: كمال تحول إلى مخلوق يغار من كل إنسان يرانى أضحك فى وجهه

كتبت فاطمة رشدى بعد أن أنهت مذكراتها:

من هى فاطمة رشدى؟

فاطمة رشدى التى ضحت كثيرًا، وكافحت فى سبيل الفن، والتى أنفقت الألوف على الروائع الفنية والعالمية، والتى حملت على كتفها وهى صغيرة مجد مسرح رمسيس فى أول عهدها، ثم فى فرقتها بعد ذلك «فاطمة رشدى»، التى عرض عليها الكثيرون من السينمائيين والمسرحيين والإذاعيين ومخرجى التليفزيون العمل معهم.

فاطمة رشدى التى منذ طفولتها ساقها القدر القاسى إلى ساحة المسرح، وعانت خلال كفاحها المرير الإرهاق والتعب، رغم الأضواء وتصفيق الجماهير وإعجابهم، سواء فى البلاد العربية أو فى باريس أو فى لندن.

فاطمة رشدى التى منحتها الدولة وسام الممثلة الأولى فى المسرح، والنجمة الأولى فى السينما، فاطمة رشدى التى كافحت كفاحًا عريقًا فى المسرح، وكفاحًا عريقًا فى السينما.

هل كان الجزاء لى بعد هذا كله بقدر ما قدمت وضحيت.. لست أدرى.

فى هذا المقال ننشر فصلًا تحدثت فيه فاطمة رشدى عن فيلمها «العزيمة» إنتاج 1939، الذى شاركها فى بطولته حسين صدقى، والذى تم تصنيفه فى المراكز الأولى ضمن أفضل 100 فيلم فى تاريخ السينما المصرية فى استفتاء النقاد.

كان استوديو مصر، باعتباره المؤسسة السينمائية الوحيدة، يعتزم إنتاج فيلم «العزيمة»، وكان كمال سليم المخرج والمسئول عن الفيلم بالاستوديو قد رشحنى لبطولة هذا الفيلم، ولما سألوا وبحثوا عنى، قيل لهم إننى قد سافرت إلى باريس وحين عدت جاءنى المندوب، وقال: لقد أتعبتنا جدًا.. أرسلنا لك تليغرافًا فى باريس، فقيل لنا إنك غادرتها إلى مراكش والجزائر ولم نعثر لك على أثر.

ولم كل هذا البحث؟

إن الاستديو سينتج فيلمًا يريد أن تمثلى فيه دور البطولة.

لكنى عائدة من الخارج وأنا فى غاية التعب.

أرجوك تفضلى غدًا لمقابلة الأستاذ كمال سليم، مخرج الفيلم، إنه فى انتظارك فى مكتبه بشارع توفيق -عرابى الآن.

وقابلت المخرج الشاب، وكانت هذه أول مرة ألقاه فيها، وتبينت من خلال حديثى معه أنه ذو حاسة فنية صادقة، متوقد الذهن، وبدأ يحدثنى عن قصة «العزيمة» وعن الآمال الكبار التى يعقدها على تعاونى معه حتى يستطيع أن يخرج عملًا فنيًا كبيرًا يتحدث به الناس، وكان قد أخرج فيلمًا قبل هذا اسمه «وراء الستار» ولم ينجح، ولخص لى القصة، ورضيت عن دورى فيها واتفقنا على العمل معًا بعدما وقعت عقده.

ثم قال: وما دام أنت يا ست فاطمة بطلة الفيلم الجديد، ضرورى هينجح لأن كل أعمالك ناجحة، وإحنا بنعتبرك رائدة من رواد السينما، لأنك اشتركت فى وضع بنائها فى مصر، بالتمثيل فى أفلامها الأولى، كأفلام «فاجعة فوق الهرم، الهارب، ثمن السعادة، الطريق المستقيم» وكنت أيضًا منتجة ومخرجة لفيلمك «الزواج» وكذلك الفيلم الذى أحرقتيه واسمه «تحت ضوء الشمس» لأنه لم يعجبك، أنا مش مصدق عينى، بقى كل اللى عملت العمايل دى هى الكتكوتة اللى قدامى.

فضحكت وقلت: لا تنسى نشاطى بالمسرح وهو الأهم.

وسكت سكتة قصيرة ليقول لى بعدها، إنه لا يظن أن الماديات سوف تجعلنى أتأخر عن القيام ببطولة الفيلم، فسألته عما يقصده فتحدث عن الميزانية المحددة التى سيقدمها الاستوديو لإنتاج فيلم «العزيمة» وبأن المبلغ المقدر للبطلة فى ميزانية الفيلم هو ١٦٠ جنيهًا.

وابتسمت وقلت له بأننى قد استمتعت حقيقة بزيارتى له، ونهضت لأستأذن.

ورتب كمال سليم جلسات بينى وبينه ليقرأ لى دورى فى الفيلم، ولم يكن الدور من الصعوبة أو التعقيد بحيث يستلزم كل تلك الجلسات الطويلة، ولكن كان هناك سبب أهم، كان هناك الحب، حب كمال سليم لى الذى ولد فى قلبه فى أول مقابلة لنا، ثم بدأ ينمو نموًا سريعًا عنيفًا فى كل لحظة وثانية لأجدنى فى نهايته أمام كمال سليم آخر غير كمال سليم الهادئ الوديع الذى أصابه الحب، وهو يحدثنى فى خفر العذارى بمكتبه باستوديو مصر.

وتكررت لقاءاتنا فى كل يوم تقريبًا فى أثناء تصوير الفيلم، وتعددت خلواتنا للحديث فى مختلف الشئون حتى توطدت الصداقة بيننا وكنا نقضى السهرة معًا فى كل ليلة تقريبًا، وتحولت هذه الصداقة عنده إلى عاطفة ملتهبة، عبر عنها يومًا بأسلوب لطيف.

فقال: تذكرين المشهد بينك وبين حسين صدقى، وهو يبثك غرامه، ويشرح لك ما يعانيه من ظروف سيئة تكتنفه، وأنت تشحذين من همته وتقوين من عزيمته.

قلت: أذكر.

قال باستحياء: لكم وددت يا فاطمة أن أكون أنا بدلًا من حسين.

فقلت: أتريد أن تمثل وتترك الإخراج؟

قال وهو يتحسس كلماته: لا، إنما أقصد فى الحياة.

وعندئذ فهمت ما يعنيه، وأدركت أن الصداقة استحالت حبًا.

فسألته: ماذا تريد؟

أنا حبيتك، وأريد أن أتزوجك، صحيح أن مرتبى من الاستوديو صغير لا يزيد على ٢٠ جنيهًا، ولكنى أعدك بأنى سأجعلك سعيدة، فقد يكون حظك معى أحسن، وزاد فصارحنى بأنه كان يعرف سيدة ألمانية الجنسية قبلى، حتى بزغت فى سمائه، فتحول عنها إلىّ، ولم يعد يشغله عنى شىء.

ووافقت، وكاد أن يطير من الفرح، وانتقلت معه إلى شقته المتواضعة بالزمالك، وكان يسلمنى مرتبه اليسير فى أول كل شهر فأنفقه فى أيام معدودات، وخرجت الإعلانات محددة موعد عرض القصة فى أواخر سنة ١٩٣٩.

والحق أن الفيلم كان عظيمًا ولم يلق فيلم مصرى قبله ولا بعده من الإقبال ما لقيه، واعتبره النقاد مولدًا جديدًا للسينما المصرية تستطيع أن تباهى به وتتحدى لأنه يمثل الواقعية المصرية.

ولقد عرض هذا الفيلم فى «عيد السينما المصرية» الذى أقيم فى نوفمبر سنة ١٩٦٧ بسينما أوبرا، فكان الإقبال عليه أكثر من أى فيلم آخر، الأفلام السبعة التى اختيرت لهذا الاحتفال وشاهد جيل جديد من المتفرجين هذا الفيلم، ولاحظوا أن مستواه الفنى كان أفضل من مستوى كثير من الأفلام التى أنتجت فى سنة ١٩٦٧، أى بعد ظهور العزيمة بحوالى ٢٧ سنة.

وانهالت برقيات التهنئة علىّ، وعلى كمال وأيقنت أن القدر شاء أن أخدم السينما كما خدمت المسرح، وأمام هذا النجاح الباهر، رغب استوديو مصر فى أن أمثل الدور الأول فى فيلم «إلى الأبد»، وقدر لى أجرًا قدره ٤٠٠ جنيه، فاستصغرته وفاتحت كمال فى أن يساوم لرفعه، فأذهلنى قوله إنه هو الذى حدد الأجر لأنه المسئول عن ميزانية الفيلم، فسكت على مضض.

وكان كمال تحول إلى مخلوق يغار من كل إنسان يرانى أضحك فى وجهه، وكأننى بقبولى الارتباط به أصبحت ملكًا له، وبالطبع كانت كلمة مدح منى فى حق إنسان عرفته لا معنى لها غير أننى أحب ذلك الإنسان.

وفى أحد الأيام زارنى عزيز وعلمت أن زملاءه فى الفرقة القومية يدسون له ويتآمرون ضده بعد أن أخرج «الجريمة والعقاب» إخراجًا زرع الحقد والغيرة فى نفوسهم الشريرة، وأنه ذهب إلى الطبيب فأنبأه بأنه مصاب بذبحة صدرية وبضغط عال فى الدم.

ثم زارنى مندوب عن أصحاب كازينو مونت كارلو بالإسكندرية، وعرض علىّ وعلى عزيز العمل على مسرح الكازينو فى موسم الصيف.

وقال عزيز إنه سيعمل فصلًا كوميديًا، وهو «مريض بالوهم»، وأن أؤدى قطعًا غنائية تمثيلية.

وأحسست بأن كمال تضايق لأننى أشركت معى عزيز فى هذا العمل واستوضح منى نوع العمل، فقلت له بأننا سنقدم مسرحية من فصل واحد ثم تقديم بعض قطع تمثيلية غنائية منى، وظننت أنه سيعارض ولكنه تحمس للفكرة، وقال: إن كبار الممثلين فى الخارج يعملون أحيانًا فى الكازينوهات الاستعراضية فى أوروبا.

فاسترحت لإجابته، وسافرت مع عزيز إلى الإسكندرية، لنبدأ العمل وكنت وعزيز متلازمين بحكم عملنا.

ولم أجد ما يضيرنى فى تقديم هذا اللون الجديد فى مصر كما قدمته فى الخارج، وإنى لأذكر أنى عرضت فى باريس ما يشابه هذا اللون فى حفلة شهدها وزير مصر المفوض إذ ذاك محمود فخرى باشا، وعلية القوم من الشرقيين والأجانب فأعجبوا به.

ولى فى هذا أسوة بكبار الممثلين فى الخارج الذين يقدمون فنهم على مسارح الكازينوهات والمسارح الاستعراضية، وفى مقدمتهم الممثل يورك فى لندن، وسيسيل سوريل ممثلة التراجيديا الفرنسية المشهورة ونجمة الكوميدى فرانسيز، فقد كانت تغنى وترقص فى كازينو دى بارى، ومارلين ديتريش، النجمة الألمانية الذائعة الصيت التى ما زالت تعرض هذا اللون حتى الآن، وغيرهم كثير.

هى فكرة جديدة عندنا.

وأعددت بعض المشاهد استعدادًا لبدء العمل فى الإسكندرية، وكان زميلى فى عملى المطرب محمد فوزى هو الذى كان يقوم بتلحين الأغانى لى.

وفى أثناء عملى بالكازينو كان كمال سليم يصحبنى كل ليلة عند ذهابى وعند عودتى بعد انتهاء عملى، وكنت عند انتهاء أدائى لدورى على مسرح الكازينو أجد فى حجرتى بالمسرح هدايا ثمينة مختلفة ومعجبين جاءوا ليحيونى، وألمح الضيق فى وجه كمال سليم مما كان يجعله سريع الغضب، وتحدث المشادات بيننا عند عودتنا إلى المنزل.

بدأت الغيرة تأكل قلب كمال سليم، حتى باقات الورد التى كان يرسلها لى المعجبون، كانت تثير فى نفسه الغيرة، حتى مزاملتى لعزيز، أستاذى وزميل كفاحى، كان ينغص عليه حياته، هذه الغيرة دفعته لتصرفات طائشة، غضضت الطرف عنها، وإن كانت المشاحنات أخذت تزداد وتعنف يومًا بعد يوم.

ثم رجعنا للقاهرة وعاد عزيز عيد بعد انتهاء عمله بإذاعة فلسطين، وكان يتردد علىّ أيضًا فى المنزل، فكان يلتقى بكمال سليم وكانت تدور بينهما أحاديث عن المسرح والتأليف المسرحى، وكان كمال يستظهر ثقافته الواسع وإلمامه بالمسرح، وللحق كان كمال على اطلاع ومعرفة كاملة بالمسرح وفنونه، فقد كان قارئًا ممتازًا، وحين أخرج كمال سليم فيلم «إلى الأبد» أسند كمال إلى عزيز دورًا صغيرًا فى ذلك الفيلم، دور عربجى حنطور، ولم ينظر عزيز إلى صغر الدور إلا بمنظار الرغبة فى التعاون مع كمال سليم فنيًا فى حقل السينما، لأنه فى استطاعته أن يجعل من ذلك الدور الصغير إبهارًا يستلفت الأنظار، لذلك قَبِل الدور ببساطة الفنان حين عرض عليه، وجاء وقت التصوير وبدا عزيز عربجيًا أصيلًا فى مظهره وحركاته، ولكن عندما بدأت بروفات التصوير، بدأ تنمر كمال بقسوة وظهر ما يعتمل فى نفسه من غيرة من عزيز وأخذ ينتقده بالرغم من تفاهة الدور الذى أسنده إلى عزيز، كنت حاضرة هذا الموقف وشهدت ما حدث من كمال لعزيز، حاولت إيقافه عند حده ولما فشلت أسرعت بمغادرة الاستديو بعد انتهاء دورى، وكانت العادة أن أنتظر كمال، ولما سأل عنى وعلم أننى غادرت الاستوديو تركه مسرعًا.

وعاد إلى المنزل، فوجدنى أجمع ثيابى لأغادره، وسألنى عن سبب جمعى ثيابى، فقلت له: عزيز أستاذ كبير، عزيز عيد هو أول من أدخل الفن الحقيقى فى البلاد، فرد قائلًا: إن ممثلى المسرح لا يفهمون فى السينما.

فرددت عليه فى ثورة: هذا ادعاء كاذب، من الذى كان سببًا فى نجاح الأفلام المصرية، انظر حولك ترى «يوسف وهبى، جورج أبيض، نجيب الريحانى، محمود المليجى، حسين رياض، عباس فارس، أحمد علام، حسين صدقى، مارى منيب، بشارة واكيم، أمينة رزق، زينب صدقى، حسن البارودى، دولت أبيض، مختار عثمان، فردوس حسن، عقيلة راتب، سعيد خليل، على رشدى، أنور وجدى، فؤاد شفيق، إستيفان روستى، منسا فهمى، روحية خالد، فرج النحاس، زكى طليمات منشئ معهد التمثيل والفرقة القومية والمسرح العسكرى» وغيرهم، إن أبطال المسرح هم الذين رفعوا لواء السينما فى مصر.

كمال: تتركينى وعلشان مين؟ عشان عزيز، لا أنا أعرفك كويس تفتكرى أسيبك تتركينى؟ ده أنا كنت أقتلك لا.. لا.. مش أنا اللى يستسلم لرغباتك بسهولة مش هعمل زى غيرى اللى استسلموا لقضائك القاسى ولم يقتصوا منك، أنا شاب لكنى مجرب وعينى مفتحة أنا عارف إنتى مين، إسمعى يا فاطمة ما تفتكريش إنى جاهل.. كنت عارف كويس كل مغامراتك.

فاطمة رشدى 

فاطمة: أنا لا أسمح لك تتعرض لسمعتى.

كمال: يا فاطمة.. أنا حبيتك وعمرى ما حبيت قبلك وكنت مغلوب على أمرى.

فاطمة: وأنا ذنبى إيه؟ إنت اللى فزت بالجائزة.

كمال: أنا اللى هخلق منك الجائزة.

فاطمة: غرور.

كمال بثورة وهياج: أغنياء وشعراء وثوار وموسيقيون وأصحاب فرق ومليونيرات وصحفيون وسياسيون.

فاطمة: كل دول أحبوا فىّ الفنانة مش المرأة زى ما حضرتك بتفتكر.

كمال يضحك بهستيريا: ها.. ها.. ها.. الفنانة؟ مفيش راجل يبص للمرأة على إنها فنانة، مش ده الاعتبار الأول عند أى راجل بالنسبة لأى امرأة.

فاطمة بغضب: كداب.. إنت لما أظهرت إعجابك بى كان فى اعتبارك إيه؟ الأنثى فاطمة؟ ولا الفنانة فاطمة؟ أنا فاكرة كويس إنك أول ما كلمتنى عن تقديرك وإعجابك بفنى ماكلمتنيش عن سحر عيونى ولا سحر شفايفى.

كمال: فاطمة أنت بالنسبة لى كل حاجة فى حياتى، فاكرة إنك خلاص وصلتى للقمة فى السينما، خلاص وصلتى، إزاى واحدة زيك عملاقة المسرح تعيش فى شقة متواضعة معايا؟ وعزيز ده خدمك فى إيه؟ ولا حاجة، فين عماراتك؟ فين أطيانك؟ مفيش، يبقى التياترو ماخدمكيش، ولا أصحاب الفرق، إنتى اللى خدمتى التياترو وخدمتى الشعر العربى، وأنا عارف كل ده كويس ولا حد من دول خدمك، كمال سليم لوحده بس هو إللى هيخدمك.

فاطمة: كل العظمة اللى راكباك دى علشان فيلم العزيمة، إن نجاح فيلم العزيمة بكل الذين شاركوا بالتمثيل فيه معًا، أنور وجدى، حسين صدقى، عباس فارس، عبدالعزيز خليل، مارى منيب، كل هؤلاء نسيتهم؟.

كمال: أنا لى الحق أقتلك قبل ما تموتينى، مفيش غير الشبح البطل اللى فى مخيلتك، حملت رسائل للثوار وكدت تدفعى ثمنها من حياتك لولا دفع القدر فى طريقك بأحد الزعماء الصغار المجهولين فأبعد عن رأسك الرصاص وظل يبعده حتى أكل الرصاص رأسه وجسده هو، وإلا كانت وقعت الخطابات فى يد المخابرات الفرنساوية وكانوا ضربوكى أنتى بالرصاص.

فاطمة رشدى 

فاطمة: ماكنش عندى مانع إن أموت شهيدة.. خلاص سيبنى.. سيبنى.

كمال: ما أنا سايبك، مش كفاية إنى بسيبك تعملى رحلات وفرقة وتسافرى لعمل حفلات فى الصعيد وفى وجه بحرى وقبلى ما يقرب من شهر وأنا هنا وحيد فى انتظارك.

فاطمة: أنا اتخلقت للفن.

كمال: وأنا أتخلقت علشانك إنتى.

فاطمة: نعم علشانى؟ مش عارفة أقولك إيه أنا محتارة، حياتى تعبانة يا كمال، مش قادرة أستحمل أكتر من كده شكوكك وغيرتك وتحقيقاتك، اضطريت أشتغل علشان نكمل حياتنا، طفح الكيل يا كمال، لازم نسيب بعض وكل واحد يمشى فى طريقه لمصلحتنا إحنا الاتنين، أنا ما أنساش فضلك علىّ، وما أنساش تعبك وسهرك لأكون نجمة السينما زى ما أنا نجمة المسرح، لكن لا بُدّ نفترق.

كمال: يعنى خلاص؟ مش معقول، مش معقول أتحرم منك دى تبقى نهايتى.

فاطمة: لا يا كمال دى تبقى بدايتك صدقنى.

كانت هذه هى بداية النهاية، نهاية ارتباطى بكمال سليم، أو عامل القسمة والنصيب، الاثنان معًا شاءا أن تتوقف علاقتنا عند ذلك الحد.

وقيل لى إنه حاول الانتحار فمنعه أصدقاؤه وهكذا راح كل منا إلى حال سبيله.