الخميس 19 سبتمبر 2024
المحرر العام
محمد الباز
المحرر العام
محمد الباز

من «حياة لى ميللر» إلى مذكرات «صبي بغداد» و«الحياة المستحيلة».. ماذا يقرأ العالم؟

القراءة
القراءة

لى ميللر.. زوجها مصرى.. حكاية مصورة «استحمت فى حمام هتلر»

يُعرض فيلم «لى» للنجمة كيت وينسلت، فى دور السينما البريطانية، بعد غدٍ الجمعة. بينما يعرض فى الولايات المتحدة، يوم ٢٧ سبتمبر الجارى. الفيلم يستند إلى كتاب «حياة لى ميللر»، وهى المصورة الأمريكية الأكثر تمردًا على الإطلاق، والتى بدأت حياتها عارضة أزياء، ثم أصبحت مصورة صحفية ومراسلة فى الحرب العالمية الثانية.

«حياة لى ميلر» المؤلف من ٢١٦ صفحة، هو مذكرات كتبها أنتونى بينروز، ابن «لى» من زوجها الثانى، ونُشرت عام ١٩٨٥ عن دار النشر «تايمز آند هدسون»، وتقترح مجلة «بيبول» الأمريكية، فى تقرير نشرته قبل أيام، قراءتها قبل مشاهدة الفيلم المرتقب.

ويسرد «بينروز» فى الكتاب ٣ مراحل من حياة لى ميلر التى سجلها لوالدته، علمًا بأنه عمل مستشارًا خلال إعداد الفيلم بصفته مؤلف الكتاب، وأيضًا الابن الوحيد للمصورة الراحلة.

وقبل أيام أيضًا من عرض الفيلم فى السينمات، أصدرت دار نشر «تايمز آند هدسون» طبعة جديدة مكونة من ٣٢٠ صفحة، وتحمل صورة النجمة كيت وينسلت على الغلاف، وهى متقمصة شكل «لى ميللر».

ويروى الكتاب قصة لى ميللر التى وُلدت فى عام ١٩٠٧ فى بوكيبسى بنيويورك، وكيف بدأت عارضة أزياء، ثم أصبحت نجمة الحركة السريالية فى التصوير الفوتوغرافى، وأنشأت استوديو تصوير خاصًا بها، وتعاونت مع مان راى، المصور والفنان الأمريكى الشهير.

وكانت لى ميللر بطلة فى عالم تصوير الحروب، وأصبحت أيضًا كاتبة خلال تجربتها فى الحرب العالمية الثانية. وعن هذه التجربة يقول ابنها «أنتونى»: «لقد امتطت مزاجها طوال الحياة، وكأنها تتشبث بظهر تنين هارب».

وكانت «لى» فى طليعة الحركة السريالية، فى عشرينيات وثلاثينيات القرن العشرين، وأدت دورًا رائدًا فى توثيق الجهود التى بذلتها النساء خلال الحرب العالمية الثانية.

ولتأليف الكتاب، سافر «أنتونى» حول أمريكا وأوروبا، والتقى الأشخاص الذين عرفوا والدته، بمن فى ذلك ديفيد شيرمان، مصور مجلة «لايف»، الذى سافر عبر مناطق الحرب معها، ودخل حمام «هتلر» بعدها، حيث أصبحت صورة «ميللر» وهى تستحم فى ذلك الحمام وحذاؤها على الأرض، أيقونية فى ذلك الوقت.

ووجد «أنتونى» نفسه يجمع قدرًا هائلًا من التفاصيل حول والدته، ولكنه كان ما زال يكافح لفهم شخصيتها، حتى ذهب إلى كاليفورنيا لمقابلة عمه، شقيق «لى» الأصغر، وسأل: ما الذى دفعها لامتهان مهنة التصوير؟ لماذا كانت الحرية مهمة جدًا بالنسبة لها؟ لماذا واجهت صعوبة كبيرة فى العثور على الحب وإقامة علاقات شخصية حقيقية؟

ويركز كتاب «أنتونى» على أهم فترة فى حياتها، بعدما عُينت مصورة الحرب الرسمية لمجلة «فوج» فى لندن، حيث التقطت «ميللر» التى توفيت عام ١٩٧٧ عن عمر يناهز ٧٠ عامًا، مشاهد من الغارات الجوية، ولقطات حميمة للحياة على الجبهة البريطانية، وبعد ذلك، وبصفتها واحدة من المصورات الإناث فى الخطوط الأمامية، رافقت القوات الأمريكية لتوثيق مراسم يوم النصر وتقدم قوات الحلفاء وهزيمة «هتلر».

وتحتوى قصة «لى» على جانب مثير متعلق بزواجها الأول من رجل الأعمال والمهندس المصرى عزيز علوى بك، عام ١٩٣٤، بعدما التقاها خلال رحلة عمل إلى مدينة نيويورك لشراء معدات للسكك الحديدية الوطنية المصرية.

وعلى الرغم من أنها لم تعمل كمصورة محترفة خلال هذه الفترة، إلا أن الصور التى التقطتها أثناء إقامتها فى مصر مع «علوى»، تعتبر من أكثر صورها إثارة للإعجاب، وعُرضت ٣ منها فى معرض «زويمر جاليرى»، الذى أقيم بمتحف الفن الحديث عام ١٩٤٠.

ويعتبر الفيلم المقتبس عن الكتاب هو المشروع الأكثر إثارة للنجمة كيت وينسلت، لأنه يتعلق بأيقونة التصوير الفوتوغرافى، والتى خاضت تجربة الحياة المأساوية المجنونة، وتشاركها فى بطولته النجمة الفرنسية ماريون كوتيار، وهو إخراج إلين كوراس.

ناظم الزهاوى.. مذكرات «صبى بغداد» الذى ترأس حزب المحافظين البريطانى

صدر كتاب «The Boy from Baghdad: My Journey from Waziriyah to Westminster»، أو «صبى من بغداد: رحلتى من الوزيرية إلى وستمنستر»، فى ٢٩ أغسطس الماضى، من تأليف ناظم الزهاوى، السياسى البريطانى من أصل عراقى، الذى تولى عدة حقائب وزارية، منها المالية والتعليم وشئون الأطفال والأسر والأعمال والصناعة.

وتحدث «الزهاوى»، فى مذكراته المؤلفة من ٤٣٢ صفحة، وصادرة عن دار نشر «هاربر كولينز»، عن نشأته فى الشرق الأوسط، وتكيف عائلته مع حياتهم الجديدة فى بريطانيا، وصعوده إلى عدة مناصب وزارية، قبل إقالته من منصبه كرئيس لحزب المحافظين، على يد رئيس الوزراء البريطانى السابق، ريشى سوناك.

وكشف كذلك عن الكثير من العقبات التى تغلب عليها لشغل عدد من المناصب الوزارية، ومحاولاته الفاشلة للتوفيق بين دعمه للمهاجرين، ووجوده فى حكومات معادية للاجئين. وروى «الزهاوى» تفاصيل نشأته فى عائلة قوية بمنطقة «الوزيرية» وسط بغداد، حيث كان جده الأكبر مفتيًا عامًا، وجده محافظًا للبنك المركزى ووزيرًا للتجارة فى العراق، ووالده صاحب شركة مقاولات.

وهربًا من نظام صدام حسين وحزب «البعث»، هاجرت عائلته إلى إنجلترا، فى عام ١٩٧٨، ووقتها كان «الزهاوى» فى الثانية عشرة من عمره، حتى وصوله إلى قصر «وستمنستر» المعروف باسم «بيت البرلمان البريطانى»، ليصبح أول عضو برلمانى من أصول كردية، ويتقلد بعدها عدة مناصب وزارية.

وفى الكتاب، قال «الزهاوى» إنه لم يشعر بما يشعر به اللاجئون فى بريطانيا، لأنه من عائلة غنية، كان بوسعها تحمل تكاليف العيش فى أحد أكثر الأماكن بريقًا بالعاصمة لندن، وهى ناطحة سحاب «هيلتون»، التى كان قد تم بناؤها حديثًا فى «بارك لين» آنذاك.

لكنه فى نفس الوقت، تذكر العنصرية التى كان يمارسها تلاميذ المدارس البريطانية ضده، ومنها غمس رأسه فى بِركة مياه بالحديقة، إلى جانب إجباره على قتال طفل مهاجر آخر، «مثل قرد يؤدى رقصة من أجل متعة بعض الأطفال الأغبياء الذين لا يستطيعون نطق أسمائنا»، وفق تعبيره. ورغم ذلك، رأى «الزهاوى» أن تجارب عائلته فى عهد صدام حسين، هى ما جعلته يُقدر الحياة فى المملكة المتحدة، مشيرًا إلى أن إحدى عماته احتُجزت فى الحبس الانفرادى لمدة ١٠ أيام وعوقبت، لأنها أطلقت نكتة خفيفة حول صورة لصدام حسين مُعلقة فى مكتبة، وعند إطلاق سراحها، أصبحت «شخصًا مختلفًا تمامًا، منعزلة وتخشى التحدث مع أى شخص».

وفى أحد الأيام، علم والده أنه سيُعتَقَل فى غضون ٢٤ ساعة، فحجز على الفور رحلة جوية من العراق إلى لندن. وهنا يسرد «الزهاوى» القلق الذى شعر به فى مطار بغداد، فى صباح اليوم التالى، وهو يراقب من سطح المراقبة ضباط الأمن وهم يدخلون الطائرة التى صعد إليها والده، خوفًا من أن يُخرِجوه منها، لكنهم خرجوا من دونه، وأقلعت الطائرة، قبل أن ينضم إلى الوالد بقية أفراد الأسرة فى المملكة المتحدة، بعد ٨ أشهر.

وقال كذلك إنه عندما غزا صدام حسين إيران، فى وقت لاحق من عام ١٩٨٠، انتهى المطاف بأحد أبناء عمومته، الذى بقى فى العراق، إلى أن يصبح أسير حرب لمدة ١٢ عامًا، مضيفًا: «كان من الممكن أن أكون أنا بسهولة فى مثل هذا الموقف، لو لم يفر والدى».

وروى رحلة صعوده السياسى فى المملكة المتحدة، بداية من مشاركته فى تأسيس شركة «يوجوف» عام ٢٠٠٠، وعضويته فى البرلمان البريطانى عام ٢٠١٠، كأول كردى يفعل ذلك، ثم توليه وزارة اللقاحات من ٢٠٢٠ إلى ٢٠٢١، ووزارة التعليم من ٢٠٢١ إلى ٢٠٢٢، ووزارة الخزانة فى ٢٠٢٢، قبل أن يتولى رئاسة حزب المحافظين فى نفس العام، انتهاءً بإقالته فى ٢٠٢٣، على خلفية فضيحة تتعلق بعدم دفع الضرائب بشكل كامل.

 

مات هيج.. جزيرة «إيبيزا» تنقذ أرملة سبعينية من الحياة المملة

أصدر المؤلف الأكثر مبيعًا مات هيج، الأسبوع الماضى، روايته الجديدة «The Life Impossible» أو «الحياة المستحيلة»، عن دار نشر «فايكينج»، وهى رواية خيال علمى مليئة بالعجائب والمغامرات البرية.

تتناول الرواية -المكونة من ٣٣٦ صفحة- قصة «جريس وينترز»، وهى معلمة رياضيات متقاعدة وأرملة تبلغ من العمر ٧٢ عامًا، تحاول معرفة ما حدث لصديقتها التى اختفت فى جزيرة «إيبيزا»، بعدما تسافر إليها بتذكرة ذهاب فقط، ومن دون أن تمتلك دليلًا إرشاديًا أو خطة.

وبين التلال الوعرة والشواطئ الذهبية للجزيرة، تبحث «جريس» عن إجابات حول حياة صديقتها «كريستينا»، وكيف انتهت، لكن ما تكشفه أغرب مما كانت تحلم به. وللغوص فى هذه الحقيقة المستحيلة، يجب عليها أولًا أن تتصالح مع ماضيها.

وترث بطلة الرواية، فى بداية الأحداث، منزلًا متهالكًا فى جزيرة «إيبيزا»، تهديها إياه صديقتها فى الجامعة «كريستينا»، فتقرر ترك حياتها المأساوية كمعلمة رياضيات بلا أطفال وأرملة فى إنجلترا، من أجل خوض مغامرة جديدة على الجزيرة.

وتلتقى «جريس» بـ«ألبرتو ريباس»، عالم أحياء بحرية كان يحظى بالاحترام فى السابق، ويقدم الآن جولات غوص فى البحر الأبيض المتوسط، والذى تصفه بطلة الرواية بأنه «ليس قرصانًا بقدر ما هو منبوذ، بشعر غير مهذب ولحية تهرب من وجهه فى كل إتجاه».

وفى إحدى جولات الغوص، تتغير حياة «جريس» إلى الأبد بسبب ضوء فوسفورى أزرق تسبح باتجاهه تحت الماء، يمنحها قوى خارقة حقيقية، وبعد ذلك تعمل هى ومجموعة من الشخصيات على إنقاذ أجزاء من جزيرة «إيبيزا» من التدمير.

وتحتل الرواية المركز الأول فى قائمة «الأكثر مبيعًا» على موقع «أمازون»، فى فئة «الخيال العلمى»، وتصدر فى الوقت الذى تعد فيه قصص صعود امرأة فى منتصف العمر كبطلة العمل، من أكثر الظواهر الأدبية رواجًا فى عام ٢٠٢٤، ومنها ملحمة ميراندا جولاى حول سن اليأس «All Fours»، ومذكرات جلينيس ماكنيكول «أنا هنا فى الغالب للاستمتاع بنفسى»، ومذكرات الروائية ليزلى جاميسون «شظايا»، وجميعها تفترض أن النساء فى أى عمر يستطعن اكتشاف آفاق جديدة طوال الوقت.

ويوسع مات هيج هذا الاتجاه أو الظاهرة بروايته الجديدة «الحياة المستحيلة»، إذ ينقل المؤلف الذى اشتهر بروايته الأكثر مبيعًا «مكتبة منتصف الليل»، امرأة تبلغ من العمر ٧٢ عامًا، من الحياة الأكثر مللًا فى الكون، داخل منزلها فى إنجلترا، إلى رحلة مليئة بالإثارة والانبهار والخيال، ليخبر النساء فى أى عمر أنه لا شىء مستحيل، ما دُمن على قيد الحياة.